نيال فيرغسون

نيال فيرغسون
كاتب من خدمة بلومبيرغ. أستاذ للتاريخ المعاصر في جامعة ستانفورد الأميركية

إساءة استخدام التاريخ في الحرب الباردة الأميركية - الصينية

«يتعلم الرجال من التاريخ فقط كيف يرتكبون أخطاء جديدة»، أصابني هذا السطر الذي كتبه المؤرخ الإنجليزي العظيم أ.ج.ب. تايلور ذات مرة بالاكتئاب الشديد.

«بريكست» جعل بريطانيا تسير في الطريق الخطأ

يقول مقطع من رواية الكاتب إتش جي ويلز، عام 1895، التي تحولت إلى المسلسل التلفزيوني الخالد «Doctor Who»، الذي جرى بثه لأول مرة عام 1963، أي قبل عام من ولادتي: إن فكرة السفر عبر الزمن هي الشغل الشاغل القديم للبريطانيين. فعلى الرغم من أنني لم أسافر عبر آلة الزمن الخيالية، ولم أواجه مخلوقات فضائية مرعبة، فإن عودتي إلى بلدي الأصلي الشهر الماضي جعلتني أشعر بأنني في حلقة من حلقات «Doctoror Who». كانت الملذات الريفية لمهرجان «تشالك فالي» التاريخي في «ويلتشير» هي التي جعلتني أشعر وكأنني سافرت عبر الزمن.

«فيسبوك» لا ينظر في التاريخ... وبات في مواجهة أزمة ثقة

لقد قابلت الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» مارك زوكربيرغ مرة واحدة فقط، ولكن لم تسِر الأمور بيننا بشكل جيد، فقد كانت المقابلة في مأدبة عشاء في يوليو (تموز) 2017، في أعقاب فوز (الرئيس الأميركي السابق) دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية 2016، وكان الجدل محتدماً حول الدور السياسي لـ«فيسبوك» في البلاد، وحينها تحليت بالجرأة الكافية لتحذيره من أن شركته قد باتت تشبه بشكل متزايد شركة «ستاندرد أويل» التابعة لجون دي روكفلر، وكذلك صحف مؤسسة «هيرست» التابعة لويليام راندولف هيرست. وقد كنت أعني بذلك أن «فيسبوك» لم تعد تواجه خطر السير في طريق شركة «ستاندرد أويل»، التي كانت الهدف المفضل لمحاربي انعدام الثقة بالعص

عالمنا اليوم... كوارث ووباء وأزمات وفوضى

غنّت جودي غارلاند لميكي روني في عام 1938: «إنها لا تمطر أبداً، لكن ما هذا الذي ينهمر؟»، ووصفها لا يفارق الذاكرة ما سيحدث «إذا حدث أن هجرتك سيدة الحظ». كل ما سردته الأغنية واقعي إلى حد بعيد، إذ لا يمكن للإنسانية المعذّبة الحصول على قسط من الراحة هذه الأيام. لم تكد تنحسر جائحة «كوفيد - 19» حتى اجتاح «متحور دلتا» الجديد العالم، وهو الأكثر عدوى بكثير من النسخ السابقة من الفيروس. في الوقت نفسه، حدثت فيضانات كارثية في «راينلاند» بأوروبا ومقاطعة «خنان» الصينية. كذلك اشتعلت حرائق الغابات الهائلة في سيبيريا وةلاية أوريغون بالولايات المتحدة.

استعدوا للتعايش مع «كوفيد ـ 19» للأبد

تتملك البشرية جميعها اليوم رغبة عارمة في التحرر من جائحة «كوفيد - 19». ومنذ أن بدأ الفيروس الجديد في اجتياح العالم منذ قرابة عام ونصف العام، خضعنا جميعاً بدرجات متفاوتة لتقييمات منتظمة لصحتنا، وذلك من خلال الاختبارات التي نجريها للتأكد من وجود الفيروس من عدمه، بجانب أنه يجري تشجيعنا على الحصول على اللقاح. واليوم، أعتقد أننا جميعاً نرغب في استعادة حياتنا. وربما يجانبني الصواب إذا ما قلت إن إجراءات الإغلاق تسببت في ضرر فاق النفع الذي حققته داخل الدول المتقدمة.

السياسة في زمن «كورونا»

في فيلم «الحب في زمن الكوليرا»، تخيل غابرييل غارسيا ماركيز مثلث حب دائم بين شخصين متحمسين - فلورنتينو وفيرمينا – وبين الطبيب جوفينال أوروبينو، حيث تمكن والدها من إقناع فيرمينا بالزواج من ابنته.

الكارثة العالمية التالية في الطريق

لم ينته وباء «كوفيد19» بعد، ومع ذلك؛ من بين الأمور التي أصبحت واضحة بالفعل أن اللورد ريز؛ الفلكي الملكي البريطاني، فاز في رهانه الذي أطلقه عام 2017 في مواجهة عالم النفس بجامعة «هارفارد» ستيفين بينكر، حول أن «حدثاً إرهابياً بيولوجياً أو خطأً بيولوجياً سيؤدي إلى موت مليون شخص بحادث واحد في غضون 6 أشهر تبدأ في موعد أقصاه 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020». العام الماضي، أعلنت جامعة «جونز هوبكينز» أن فيروس «سارس - كوف - 2» حصد أرواح 1.8 مليون شخص.

البتكوين... هل يكون مستقبلها زاهراً؟

ما شكل الأموال في المستقبل؟ يعتقد ولدي البالغ من العمر 9 سنوات أنها سوف تكون العملة «روبوكس». وبالنسبة لأمثالنا العالقين في متحف البشرية المعروف باسم مرحلة البلوغ والنضج، فإن «روبوكس» هي العملة التي يستخدمها اللاعبون في ألعاب «روبلوكس» الكومبيوترية. فإن منحت توماس ولدي حفنة من الدولارات لاستمالته للقيام ببعض الأعمال المنزلية الخفيفة، فإنه يمتعض على الفور ويبدو غير مهتم أو عابئ. لكن إن عرضت عليه بعضاً من عملة «روبوكس»، فهناك قصة مختلفة تماماً. يبلغ سعر الصرف الحالي نحو 80 مقابل الدولار.

أزمة تايوان هل تسطّر نهاية «الإمبراطورية الأميركية»؟

في مقال شهير له، استعار الفيلسوف الشهير إشعيا برلين تمييزاً ينتمي إلى الشاعر الإغريقي القديم أرخيلوخوس: «الثعلب يعرف كثيراً من الأشياء، لكن القنفذ يعرف شيئاً واحداً كبيراً». في استعارته لهذا التمييز، كان برلين يتحدث عن الكتاب، لكن من الممكن سحب التمييز ذاته على مجال السياسات بين القوى العظمى. اليوم، هناك قوتان عظميان في العالم، الولايات المتحدة والصين. الأولى تشبه الثعلب وتتوزع سياستها الخارجية عبر كثير من المستويات.

ما بعد الوباء... دروس من الماضي

ماذا بعد المرض؟ الدَين... فبعد الطاعون هناك كومة من سندات الدين في الانتظار، أو ربما كان هناك ما هو أكبر بكثير، ربما هناك جبل حقيقي. فقط أردنا التذكير بأن الدين العام لمدينة فينيسيا في العصور الوسطى كان يحمل الاسم ذاته، «مونتي» القريب في دلالته من كلمة «جبل». طبقاً للمراقب المالي الذي تولى صندوق النقد الدولي في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، فإن وباء «كوفيد - 19»، وما ارتبط به من فترات إغلاق، قد دفع إلى حزمة ضخمة من التدابير المالية التي بلغت 11.7 تريليون دولار، أي نحو 12 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وربما ارتفع هذا الرقم منذ أن تم حسابه في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).