فاضل السلطاني

فاضل السلطاني
محرر الثقافة والكتب في «الشرق الأوسط» منذ عام 1997. نشر عدة كتب شعرية وترجمات. وفي الدراسات له «خمسون عاماً من الشعر البريطاني» و«الأرض اليباب وتناصها مع التراث الإنساني». وأصدر بالانجليزية «فيليب لاركن شاعراً منتمياً» و«ثلاثة شعراء محدثون». مُجاز في الآداب من جامعة بغداد، وحاصل على درجة الماجستير في الأدبين الأوروبي والأميركي من جامعة لندن.

هيلاري مانتل.. وثاتشر

هيلاري مانتل، هذه المرأة التي تعاني من أمراض كثيرة ومنذ وقت مبكر أثرت على مظهرها الخارجي، أصبحت في السنوات الأخيرة ظاهرة نادرة في الحياة الثقافية البريطانية منذ فوزها بجائزة «بوكر» البريطانية مرتين، الأولى عام 2009 عن روايتها التاريخية الضخمة «قصر الذئاب»، التي تناولت فيها سيرة توماس كرومويل، أحد مستشاري الملك هنري الثامن، والثانية بعد ثلاث سنوات عن روايتها «أخرجوا الجثث»، التي عادت فيها إلى السيرة ذاتها، مركزة على مصير إحدى زوجات هنري الثامن، آن بولين، التي أعدمها الملك هنري نفسه.

لماذا انقطعنا عن تراثنا النثري؟

مشروع كبير أقدمت عليه «دار الكتب الوطنية» التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بإصدارها سلسلة جديدة بعنوان «عيون النثر العربي القديم»، وتنوعت هذه السلسلة، التي حررها الدكتوران خليل الشيخ وأحمد خريس، المختصان بالأدب الحديث والنقد، لتضم أمهات من كتب النثر العربي القديم تغطي مساحة زمنية كبيرة تمتد ثمانية قرون، ابتداء من القرن الثاني الهجري وانتهاء بالقرن التاسع، وتشمل مختلف الأجناس الأدبية.

معادلة مستحيلة؟

«سقطت النخبة وتقدم الشعب»، يقول الناقد السعودي د. عبد الله الغذامي في الحوار المنشور معه في «ثقافة» اليوم. وهو استنتاج صحيح إلى حد بعيد، برز على أوضح ما يكون بعد أن اجتاحنا الربيع العربي. لقد تراجع المثقفون، أو سقطوا، ليس بالمعنى الفردي، ولكن كمنظومة ثقافية حتى ما قبل الربيع العربي بأمد طويل.

من أين جاءوا؟

كان هيغل يقول إن التاريخ يعيد نفسه مرتين. وأيده ماركس في ذلك، لكنه أضاف أن التاريخ يعيد نفسه في المرة الأولى على شكل تراجيديا، وفي المرة الثانية على شكل كوميديا. هل ينطبق ذلك على التاريخ العربي؟ لا نعتقد. نعم، إنه يكرر نفسه لكن بشكل تراجيدي دائما. أو بشكل كوميدي، أكثر مرارة من التراجيديا؟ في كل مرة نقول إنها فترة حالكة وستمضي، وإذا بنا نجد أنفسنا كل دورة جديدة من هذا التاريخ نعيش حلكة أشد كثافة من سابقتها. كأن 1200 سنة لم تمر قط. كأننا نعود إلى سقوط بغداد، سقوط التاريخ العربي قبل 1220. لماذا نعود والآخرون يتقدمون؟

سطو مسلح على الدين

لم يتوقف كثيرون، ربما بسبب متواليات الفواجع العربية من الموصل إلى غزة، عند دلالة القرار الذي اتخذه المغرب بمنع رجال الدين من الاشتغال بالسياسة، أو بما سماه المغاربة «تقنين الشأن الديني»، على الرغم من خطورة هذا القرار غير المسبوق في تاريخ المنطقة، إذا استثنينا التجربة التونسية أثناء حكم بورقيبة. والفرق بين التجربتين، التونسية والمغربية، أن الأولى كانت مرتبطة بالتوجه العام للحبيب بورقيبة، الذي كان توجها علمانيا شمل مختلف مناحي الحياة، وتنظيم شؤون المجتمع.

كفافي .. نحن لا ننتظر البرابرة

لماذا ننتظر كلنا، هنا في الميدان؟ لأن البرابرة يصلون اليوم. لماذا لا يحدث شيء في مجلس الشيوخ؟ لأن البرابرة يصلون اليوم. أية قوانين يسنها مجلس الشيوخ الآن؟ ولماذا يضع الشيوخ القوانين؟ عندما يأتي البرابرة، يسنون القوانين (قسطنطين كفافي) البرابرة قادمون؟ ولكنهم هنا. كانوا هنا منذ ألف عام. لم يبرحونا قط. استوطنوا فينا. صاروا نحن. صرنا هم. نحن الواحد في الكل، والكل في الواحد. ولدنا معا، وكبرنا معا. أخطأت يا صديقنا كفافي. نحن لا ننتظر البرابرة. أم ترانا ننتظرهم.. نحتاجهم كنوع من الحل؟؟ لكن البرابرة ليسوا على الحدود. عبروا الحدود منذ ألف عام. تعال وانظر. من الإسكندرية إلى بغداد.

تحولات المثقفين .. غربا وشرقا

ظاهرة تحولات المثقفين ليست بجديدة, وتكاد تنطبق على المثقفين اليساريين تحديدا منذ عشرينات القرن الماضي إلى السبعينات منه. ونتحدث هنا عن الغرب، حيث الحدود الفكرية والسياسية والاقتصادية واضحة، ومكرسة منذ مئات السنين بسبب الانقسام الطبقي الواضح، واتخاذ الطبقات الاجتماعية معالم وسمات متميزة. التداخل الطبقي، الذي لا يزال يميز مجتمعاتنا، يكاد يكون معدوما في هذه المجتمعات التي دخلت مرحلة عالية من التطور الرأسمالي منذ أمد بعيد.

جيراننا البعيدون عنا

في لقاء صحافي مع عميدة الاستشراق الألماني الراحلة آن ماري شيمل، نُشر في «الشرق الأوسط» عام 1996. تحدثنا عن الأدب العالمي، وخاصة البريطاني والفرنسي والألماني، والشعراء والكتاب والمفكرين الغربيين الذي تأثرنا بهم في المنطقة العربية.

حروبنا الكثيرة.. من هم شعراؤها؟

في كتابه «شعر الحرب العالمية الأولى: أنطولوجيا»، الصادر عن مطبعة جامعة أكسفورد، ويغطي مسافة زمنية تمتد من سبتمبر (أيلول) 1914 إلى 1966، أدخل محرر الكتاب تيم كندال شعراء كثيرين اعتبرهم «شعراء حرب». ولكن كيف يمكن تعريف هذه التسمية؟

الاستخبارات تقرأ أيضا

إنها واحدة من أكبر العواصف الأدبية في الحرب الباردة؛ ففي ذلك الوقت من الخمسينات والستينات، كانت المخابرات تقرأ، والحق أنها قارئة جيدة. أكثر من 130 وثيقة حصل عليها بيتر فن وبترا كوفيه في السابع من هذا الشهر في جريدة «واشنطن بوست» حول الدور الذي لعبته المخابرات المركزية الأميركية في التاريخ الأدبي للقرن العشرين.