عمر أنهون

عمر أنهون

قمة طهران: شركاء ومتنافسون وخصوم

في 19 يوليو (تموز)، عُقدت ثلاثة اجتماعات في طهران، ضمت رئيس إيران إبراهيم رئيسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. وتَمثل الاجتماع الأول منها بلقاء هو السابع لمجلس التعاون رفيع المستوى بين إيران وتركيا. وكان الثاني عبارة عن لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والتركي. أما الثالث، فكان قمة آستانة الثلاثية، بين قادة إيران وروسيا وتركيا.

هل تنجح جهود فتح «ممرات للحبوب» من أوكرانيا؟

يدرك الجميع جيداً الآن أن روسيا وأوكرانيا تحتلان المرتبة الأولى بين المنتجين والمصدرين العالميين للقمح، والذرة، والشعير، وزيت عباد الشمس، بالإضافة إلى الحبوب الأخرى. وتعتبر روسيا أيضاً مزوداً أساسياً للأسمدة. غير أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا والحرب التي تلت ذلك أديا إلى تعطيل صادرات الدولتين. جاءت الاضطرابات من مجموعة من الظروف المادية والأمنية والإجراءات الروسية المتعمدة لمنع حركة الحبوب خارج أوكرانيا. ويقال، إن 20 - 22 مليون طن من الحبوب الأوكرانية يجري حفظها في صوامع، وبعضها على متن السفن في انتظار تصديرها. وها قد دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر فيما يتعلق بالأمن الغذائي العالمي.

عالم من الدبلوماسية والتحركات لمواجهة التحديات

انعقدت اجتماعات قمة دولية مهمة متتالية في آسيا (قمة بريكس)، وفي أوروبا (مجلس الاتحاد الأوروبي وقمة مجموعة الدول الصناعية السبع). ومن المقرر أن تبدأ آخر اجتماعات هذه السلسلة، قمة «ناتو» 2022، اليوم. تأتي كل هذه الاجتماعات في خضم ما يشير إليه الجميع تقريباً باعتباره إعادة تشكيل نظام عالمي جديد على خلفية الاجتياح الروسي والحرب التي أعقبت ذلك في أوكرانيا. روسيا وأوكرانيا (وأنصارها) منهمكون في حرب استنزاف، استخدم الجانبان فيها كل الوسائل الممكنة سلاحاً، بما في ذلك الطاقة والسياحة والغذاء والتجارة.

قمة مدريد وتحديات أمام «الناتو»

تعتبر المنظمات الدولية فعالة عندما تستجيب للاحتياجات والمتطلبات، وتعدل من نفسها في الوقت المناسب. تأسس حلف شمال الأطلسي «ناتو»، وهو التحالف السياسي والعسكري الرائد في العالم، في عام 1949، بعد الحرب العالمية الثانية. في ذلك الوقت، هُزم النازيون، وكان هناك نظام عالمي جديد قيد الإنشاء، لكن الأمر لم يكن سهلاً؛ حيث كانت هناك آثار لاحقة، وكانت جراح الحرب جديدة، ولم تندمل بعد. كان الاتحاد السوفياتي تحت حكم ستالين، والتهديد الشيوعي هو الذي مهّد الطريق للنظام الدولي الجديد.

زيارة لافروف إلى تركيا دليل الربط بين أوكرانيا وسوريا

يواصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف جولاته الدبلوماسية في المنطقة وخارجها، حيث اجتمع مؤخراً مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، إذ تعتبر روسيا موقف الدول العربية متزناً بصفة عامة. ويطير لافروف إلى تركيا في 8 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك لبحث عدد من البنود المزمع مناقشتها، وسيكون الوضع في أوكرانيا وسوريا على رأس جدول الأعمال. وفي واقع الأمر، فإن هذه القضايا مترابطة بصورة ما الآن. وتستمر الحرب في أوكرانيا، مع قدر من التقدم الروسي والمقاومة الشرسة من الجانب الأوكراني.

هل تنوي تركيا القيام بعملية عسكرية جديدة في سوريا؟

هيمنت الحرب في أوكرانيا على الأجندة السياسية الدولية، ومع ذلك، يشهد الملف السوري نشاطاً كبيراً هو أيضاً. ففي الآونة الأخيرة، تصدرت عناوين الصحف تصريحات الرئيس إردوغان في 23 مايو (أيار)، بأن تركيا في طريقها لإجراء عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا. ولم يحدد الرئيس التركي موعد انطلاق العملية؛ لكنه أشار إلى منطقة أمنية عمقها 30 كيلومتراً من الحدود مع سوريا، وأكد أن الهدف سيكون تأمين الأماكن التي لم تتمكن القوات التركية من السيطرة عليها خلال العمليات العسكرية السابقة. وأفاد مسؤولون أتراك بأن هذه المناطق يجري استخدامها من قبل «وحدات حماية الشعب» لشن هجمات.

الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على العالم

لم تكن روسيا تتوقع مثل هذه المقاومة العسكرية القوية على الأرض، ولا ذلك الإصرار والتضامن الذي أبداه الغرب، ولا العقوبات التي فرضها عليها. ومع أن روسيا حطمت مؤخراً دفاعات مصنع «آزوفستال» في ماريوبول، وترك الجنود الأوكرانيون الأرض، إلا أن الحرب لم تنتهِ بعد. يُنظر إلى بوتين عالمياً على أنه المعتدي. وبصفته القائد الذي أمر باجتياح أوكرانيا، فإنه يتحمل المسؤولية الكاملة عن المعاناة والدمار، حيث تشير الصور التي لا تزال تظهر بين الفينة والأخرى إلى أن روسيا قد تكون ارتكبت جرائم حرب في أوكرانيا. كانت للاجتياح الروسي تداعيات تتجاوز حدود أوكرانيا، تركت آثارها على الحياة بصور عدة.

الانتخابات التركية المقبلة وتأثيرها على قضية اللاجئين السوريين

الانتخابات المقبلة في تركيا، في غضون سنة، أو ربما في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) كما يدعي بعض المراقبين، ونتائج استطلاع الرأي العام غير المواتية، وضعت الرئيس إردوغان وحكومة «حزب العدالة والتنمية» في حالة استنفار. وتواجه الحكومة عدداً لا بأس به من التحديات في كثير من المجالات، في مقدمتها الاقتصاد والعلاقات الدولية، وتحتاج إلى تحقيق النجاح فيها. في هذا الإطار، جرى النظر في معظم الأحيان في أحدث خطوات ومحاولات تخفيف التصعيد مع عدد من البلدان في المنطقة وخارجها. في كل الأحوال، وفّرت الحرب في أوكرانيا الفرصة للحكومة التركية، ومنها، على سبيل المثال، العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة.

الحرب في أوكرانيا أكثر حدة وتعقيداً

ما زال الرئيس الأميركي جو بايدن يعلن عن حُزَم المساعدات العسكرية. وقد زار كل من وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، كييف، وأكدا مجدداً تصميم بلادهما على الوقوف إلى جانب أوكرانيا ضد العدوان الروسي. ومن بين جميع التصريحات السياسية، كان بيان وزير الدفاع أوستن هو الأكثر تميزاً.

هل يتحول اللاجئون الأوكرانيون إلى ورقة في الانتخابات الأوروبية؟

بات من الواضح الآن أن روسيا فشلت في إلحاق الهزيمة السريعة والساحقة في أوكرانيا، إذ تكبدت خسائر فادحة، بما في ذلك فقدان كبار الجنرالات. فقد تولى الجنرال الروسي، الذي كان مسؤولاً في سوريا، القيادة الآن في أوكرانيا. وتثير سمعته القلق من أن الأمور على الأرض يمكن أن تتحرك إلى الأسوأ، كما لو أنها ليست سيئة بصورة كافية راهناً. في خطاب الرئيس بوتين في 12 أبريل (نيسان) الحالي، أكد مجدداً أن روسيا تريد شرق أوكرانيا. والآن، أولاً وقبل كل شيء، يدور القتال حول الاستيلاء على ماريوبول ومنطقة دونباس، وربطهما بشبه جزيرة القرم. ومن بين مبررات بوتين لحربه في أوكرانيا كان التهديد الصادر عن حلف «الناتو».