عمر أنهون

حرب أوكرانيا: نكون أو لا نكون

يشعر الأوكرانيون بالتقدير تجاه الدعم الغربي، لكنَّهم يوضحون كذلك أن أحد الأسباب الرئيسية التي بثت الجرأة في روسيا وشجعتها، كان رد الفعل الضعيف تجاه ضمّها القرم. ويرى الأوكرانيون كذلك أن الغرب كان متردداً بداية الأمر عندما شنت روسيا هجوماً ضد أوكرانيا، فبراير (شباط) 2022. ولم يتخذ الغرب قراره بالمساعدة سوى عندما عاين مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين، واشتعال أزمات إنسانية حادة وعزم الأوكرانيين على مقاومة الاحتلال. في الوقت ذاته، لعبت المساعدات العملية والعقوبات الاقتصادية المكثفة التي قدمها الغرب، دوراً كبيراً في جهود المقاومة ضد روسيا.

عراقيل حول القمة التركية ـ السورية المأمولة

روسيا مشغولة بالحرب في أوكرانيا، لكنها تواصل أيضاً مشاركتها في ما يجري في سوريا، نظراً لأهميتها في الجغرافيا الاستراتيجية. ولطالما أرادت روسيا، التي تتمتع بعلاقات خاصة وبطريقتها الخاصة مع كل من تركيا وسوريا، استعادة العلاقات بين الدولتين. وقبل بضعة أشهر، اغتنمت فرصة وشرعت في إتمام عملية من هذا النوع. وقبل أسبوعين، أعلن وزير الخارجية التركي في مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني في أنقرة عن عقد اجتماع لممثلي روسيا وإيران وتركيا وسوريا، على مستوى نواب وزراء الخارجية، يوم 16 مارس (آذار) في موسكو.

الزلزال السياسي وإعادة البناء في تركيا

كثيراً ما قال السياسي المخضرم ورئيس وزراء تركيا لسبع مرات والرئيس التاسع للبلاد، سليمان ديميريل، إن فترة 24 ساعة لهي زمن طويل جداً في السياسة. يا لها من مقولة صحيحة، خاصة في تركيا. منذ 6 فبراير (شباط)، تحاول تركيا مداواة جراح الزلزال المدمر الذي يعد إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية على الإطلاق.

الزلزال والدمار والتوابع

كان أحدثُ زلزال ضرب تركيا «والجزء الشمالي من سوريا» واحداً من أشد الكوارث الطبيعية تدميراً على الإطلاق. ضرب الزلزال 10 مقاطعات في جنوب شرقي الأناضول، التي تضم ما بين 13 و14 مليون نسمة.

هل يمكن أن يكون هناك تقدم في سوريا؟

أصبح التحول الحاد الذي شهدته تركيا في سياستها تجاه سوريا محور التحركات الدبلوماسية الأخيرة بشأنها. في 28 ديسمبر (كانون الأول)، اجتمع وزراء دفاع روسيا وسوريا وتركيا في موسكو لأول مرة منذ 12 عاماً. وبعد ذلك، وضع المسؤولون الأتراك رفيعو المستوى خريطة طريق، يجتمع بموجبها وزراء الخارجية قريباً، في أعقاب اجتماع وزراء الدفاع، ثم من المأمول أن تتوج العملية باجتماع بين إردوغان والأسد.

التوترات في البلقان

مع هيمنة الحرب في أوكرانيا على الساحة الدولية، فإن الأجواء في البلقان يشوبها توتر شديد أيضاً.

بداية جديدة في سوريا عام 2023؟

انتقلت الأزمة السورية في عام 2022 إلى مرحلة جديدة، كما أكدتُ في مقالات سابقة متعلقة بسوريا، ويمكننا توقع المزيد في عام 2023. وفي هذا الصدد، فإنَّ العلاقات مع تركيا جديرة بالذكر بصفة خاصة. كشف الرئيس إردوغان، في النصف الأول من العام، أن جهاز الاستخبارات التركية ونظام الأسد دخلا في محادثات.

تركيا أمام احتمالات عملية عسكرية جديدة في سوريا وتقارب مع الأسد

جولة جديدة من العمليات البرية في شمال سوريا، ربما يستعد الجيش التركي حالياً لشنها، إذ شوهد وزير الدفاع وأركان حربه في صور فوتوغرافية بملابسهم العسكرية الكاملة، إما في غرفة العمليات في أنقرة، وإما على طول الحدود السورية. وتخشى تركيا من إنشاء «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية دويلة في سوريا، على مقربة من حدودها؛ حيث يمكنها شن هجمات إرهابية، وإثارة جميع أنواع المشكلات من هناك.

تأملات في هجوم إسطنبول الإرهابي

جاء الهجوم الإرهابي الذي وقع في شارع للمشاة بإسطنبول بمثابة تذكير مخيف بالهجمات السابقة التي ضربت مختلف أرجاء أوروبا وأجزاء كثيرة من العالم قبل بضع سنوات. واعتقلت الشرطة التركية امرأة قيل إنها وضعت الحقيبة التي تحتوي على متفجرات من مادة «تي إن تي»، كما ألقي القبض على شركائها، ويحملون جميعاً الجنسية السورية. وفي أعقاب الهجوم الذي ضرب إسطنبول، الأحد، أعلن وزير الداخلية التركي أن جماعة «وحدات حماية الشعب» - «حزب العمال الكردستاني»، تتحمل مسؤولية الهجوم، فيما نفت «وحدات حماية الشعب» مسؤوليتها عن الحادث. جدير بالذكر هنا أن المرأة التي احتجزتها الشرطة ليست كردية، وإنما عربية.

الحرب في أوكرانيا... صفقة الحبوب والدور التركي

أسفرت الحرب في أوكرانيا عن نتائج خطيرة للغاية، تمثلت في أزمة غذائية على المستوى العالمي، بعدما باتت أوكرانيا التي تُعد أحد أكبر منتجي ومصدّري الحبوب في العالم، غير قادرة على تصدير منتجاتها بسبب الحصار الروسي. وكانت أوكرانيا قبل الحرب تصدر خمسة ملايين طن متري من الحبوب شهرياً، ومع الحرب انخفضت صادراتها من الحبوب بنسبة 90 في المائة تقريباً، مما دفع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى إطلاق العديد من الإنذارات. وسادت حالة من الارتياح عندما تم التوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا في يوليو (تموز) بوساطة الأمم المتحدة وتركيا.