جميل مطر

جميل مطر
كاتب ومفكر مصري مهتم بقضايا الإصلاح والتحول الديمقراطي.

ترمب في الهند بعد فوات وقت الندم

تطرح زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لناريندرا مودي رئيس وزراء الهند عناوين قضايا عديدة للنقاش. أول ما يلفت نظر المتابع المدقق، هو أن الشرق الأوسط غير مهتم بالزيارة وتوابعها، على عكس ما كان عليه الحال في عقود سابقة.

عجز متوقع في القوة الرخوة الأميركية

تابعت مداولات محاكمة الرئيس دونالد ترمب في مجلس الشيوخ، في قضية العزل التي رفعها ضده مجلس النواب. كانت مملة لكل من توقع الإثارة، ولكل من لا يعرف بالتعمق المناسب والممكن حقائق عن دواليب العمل في الإدارة الحكومية والحزبية الأميركية. كانت صادمة لكل من راهن على أن العوائق أمام نهضة أميركية جديدة ليست بالشدة أو الكثرة لتمنعها. خرج المراهنون مقتنعين بأن الطريق بالفعل طويلة والتضحيات كثيرة. رحت بعده - أي بعد انتهاء العرض التلفزيوني - أبحث في الآراء والتعليقات المتباينة المصادر. تلقفت بعضها، واحتفظت بها لحاجة مؤكدة إليها في يوم قريب. وعرضت بعضاً آخر على زملاء متخصصين، كل في فرعه.

بريطانيا تخرج من أوروبا... إلى ماذا؟

تحقق هذا الأسبوع حلم أطراف كثيرة. ففي الليلة الأخيرة من الشهر الأول في العام العشرين من الألفية الثانية، أعلن بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا استعادة البريطانيين هويتهم. تركها البريطانيون قبل سبعة وأربعين عاماً وديعة لدى الأوروبيين في تجربة هي الأولى، ولعلها ستكون الأخيرة، في تاريخ التاج البريطاني، التاج الذي خضعت لقوانينه وقواعده على امتداد قرون، شعوب وأراضٍ لا تغرب عنها الشمس.

الهند... حلم عشناه وكابوس استبعدناه

تعيش حيةً في ذاكرتي مرحلةٌ رائعةٌ من مراحل استقلال وتطور عدد غير قليل من الدول النامية، رائعة بمقاييس شباب تلك الأيام وتطلعاتهم وطموحاتهم. كنت أعمل في العاصمة الهندية عندما كانت الهند ومصر ويوغوسلافيا وإندونيسيا تنفذ مبادئ وتطلب من دول عظمى التزام قواعد سبق أن وضعتها هذه الدول الأربع مع الصين ودول نامية أخرى في باندونغ. كنا نقارن. نقارن بين ما تتطلع لتحققه دولنا مجتمعة، ونقارن بين الدول الأربع الواحدة بالأخرى وبقريناتها من الدول حديثة الاستقلال.

سنة انتخابات

قد تزداد الضغوط على شؤوني الخاصة أو تخف فتسوء أحوالي أو تتحسن. وقد تزداد الضغوط على شؤون بلدي أو تخف فتسوء أحوال الوطن أو تتحسن. المؤشرات الهاربة من عام ثقيل وممل وصل إلى ساعاته الأخيرة لا تشجع على التفاؤل بعام جديد يقترب في عجلة غير متوقعة وربما غير مسبوقة. أراها من شبابيكي المشرعة وأبوابي المفتوحة على مصراعيها، أراها، وأقصد المؤشرات الهاربة، على القرب تحتشد على كل الدروب المؤدية لليلة رأس السنة وفي نيتها ألا تضيع لحظة واحدة من وقت عام جديد. تريد أن تكون أول الباحثين عن أرض غير مسكونة لتقيم معسكراً يتسع لخيام كثيرة سكناً لأفواج متدفقة من مؤشرات منهكة وبائسة وغاضبة ومتوترة.

لبنان وحراكه

دخلت إلى لبنان مزوداً بمعلومات وخبرات زملاء صادف وجودهم في تونس والسودان وسوريا ومصر والجزائر خلال شهور الحراك. هذا الحراك الذي اتخذ لنفسه أسماء تباينت بتباين حالات الحكم والاقتصاد والآمال والتدخل الخارجي في كل دولة من هذه الدول، أو بتباين المراحل. الأفضل دائماً للزائر أو المراقب لدولة عربية أن يراعي الالتزام بقاعدة أن ما يحدث في هذا البلد العربي لا يشبه بالضرورة ما يحدث في البلد العربي الآخر. الناس في الجزائر تحب أن يبدو ما يحدث فيها مختلفاً عما يحدث في تونس أو سوريا أو مصر أو لبنان، وهذا ما يحبه الناس في كل دولة من هذه الدول.

حلف شاخ وماتت دماغه وانتهت صلاحيته وزاغت عيونه

العنوان ليس من تأليفي، لكنه وللحق، وللدقة معاً، ينقل بعض الحقيقة الجاثمة على صدور قادة حلف الأطلسي كما عبّروا عنها هم بأنفسهم قبل وأثناء انعقاد مؤتمر لهم بمناسبة مرور سبعين عاماً على ميلاد الحلف. الانعقاد جرى في لندن قبل أسبوع من موعد إجراء انتخابات نيابية، وهو بالطبع موقع غير مناسب لانعقاد قمة أغلب الحضور فيها قادة دول على وشك إنهاء ارتباط قوي بينها وبين المملكة المتحدة. وبالطبع أيضاً، الموعد غير مناسب؛ فأعصاب الإنجليز في هذا الأسبوع تغلي وهي في عادتها أعصاب باردة. تغلي لأسباب شتى ليس أقلها شأناً الحملة الانتخابية، لكن أيضاً وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب بين القادة الزائرين.

روسيا في الشرق الأوسط... كيف وإلى متى وبأي ثمن؟

قبل نحو خمسة وستين عاماً حانت لروسيا المسماة آنذاك الاتحاد السوفياتي، فرصة الدخول للشرق الأوسط ولم تضيّعها. كان الشرق الأوسط، المسمى آنذاك الإقليم العربي، يغلي. وقتها خرجت القاهرة عن المألوف في سلوك الدول العربية المتحالفة مع الغرب لتعقد مع موسكو صفقة سلاح تشيكية.

انسحاب أميركا يربك أقاليم عديدة

لا شاغل يشغل السياسيين الأوروبيين كما الشرق أوسطيين وبخاصة العرب والإسرائيليون أكثر مما تشغلهم اللامبالاة المتزايدة من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحال الأمن الإقليمي في كل من أوروبا والشرق الأوسط. بين هؤلاء من يضيف إلى أسباب قلقه وقلق قطاع مهم في الطبقة السياسية الحاكمة غموض المستقبل وصعوبات التنبؤ به في ظل ظروف سريعة التغير وكثيرة التقلب.

تعالوا نستعد نضارة عروبتنا

طال الانتظار... أسبوع وراء أسبوع، وشهر وراء شهر، وما زلت، وآخرون، في انتظار اجتهادات من جانب الطبقة السياسية في الدول العربية. كنت أتمنى أن نكون في انتظار مواقف حازمة وحاسمة ومعلنة، ولكن؛ تعلقاً بالممكن، رضينا بأن تكون الاجتهادات منتهى أمانينا. حيثما خرج محلل سياسي متحلل من كل رغبات السلطة والمصلحة الذاتية، بتحليل يحمل نبرة انتقاد أو احتجاج على قرار أو سياسة، خرج مسؤول سياسي أو وكالة إعلامية رسمية برد يتصورونه مفحماً...