فيتالي نعومكين

فيتالي نعومكين
رئيس «معهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية/ موسكو

هل توجد قيم عالمية في العالم؟

اليوم، بات يزداد الاهتمام بموضوع الهوية الثقافية، على خلفية العمليات المعقدة التي تجري في المجتمع الدولي. فهناك نمو لمفهوم ضرورة احترام الهوية الثقافية للشعوب والجماعات العرقية والطائفية والتنوع الثقافي، وتبنّي التسامح تجاه حاملي الثقافات الأخرى، واحترام حقوق الأقليات، والحفاظ على مواقع التراث الثقافي وحمايتها، وإجراء حوار بين الثقافات ودعم الفنون والثقافة الشعبية التقليدية. وبات ينمو التقارب بين ثقافات البلدان والشعوب المختلفة، وكذلك التبادل الثقافي آخذ في الازدياد. هذا من ناحية. وبفضل الثورة في مجال الاتصالات، أصبحت تزداد معرفة الناس، بعضهم لبعض.

روسيا وأفغانستان... البحث عن نهج جديد

لقد أربكت الديناميكية السريعة والمذهلة للأحداث في أفغانستان وحولها كلاً من الأفغان أنفسهم واللاعبين الخارجيين، الذين لم يكونوا، بمن فيهم مثيرو الشغب الرئيسيون أنفسهم، أي الأميركيون، مستعدين تماماً لمثل هذه المنعطفات غير المتوقعة. بدأت النخب السياسية والعسكرية في مختلف الدول، وخصوصاً جيران أفغانستان، في مناقشة السيناريوهات المحتملة لتطور الوضع، علاوة على المخاطر والتهديدات الناجمة عنها. روسيا ليست استثناء. موسكو، بعد أن تعلمت من تجربتها التاريخية، أجرت بتأنٍ حواراً سياسياً مع جميع اللاعبين في الميدان الأفغاني خلال السنوات الماضية، مؤمنة نفسها قدر الإمكان ضد مثل هذه المفاجآت.

السفراء الروس والمشاعر والمصالح

إن ما دفعني لكتابة هذا المقال، التفكير في الحالات الاستثنائية التي يضع أنفسهم فيها سفراء القوى الأجنبية في دول الشرق الأوسط.

الماء والسياسة

أدى الصراع حول توزيع مياه النيل بين مصر والسودان من ناحية، وإثيوبيا من ناحية أخرى، إلى زيادة تكثيف نقاش طال أمده في المجتمع الدولي حول مشكلة المياه. لقد ولّت منذ زمن بعيد تلك الأيام التي كان يُنظرُ فيها إلى المياه على أنها نوع من أنواع الموارد التي لا تنضب. لكنها، في الوقت نفسه، وزعت كما يبدو بطريقة غير عادلة، فبعض الدول لديها فائض كبير، ولدى البعض الآخر نقص حاد في وفرتها.

روسيا و«الثورة التركية» البحرية

ثلاثة مشاريع هندسية هيدروليكية ناجحة معروفة في التاريخ، غيرت بشكل جذري الوضع في مجال اتصالات النقل البحري الدولي. هي قناة السويس التي افتتحت عام 1869 في الشرق الأوسط ويبلغ طولها 160 كلم؛ وقناة بنما بطول 81.6 كلم التي افتتحت في عام 1920. وتربط بين خليج بنما والمحيط الهادي من جهة، والبحر الكاريبي والمحيط الأطلسي من الجهة الأخرى، وقناة كيل في ألمانيا بطول 98 كلم، التي تم افتتاحها ووضعها قيد الاستخدام عام 1895 وتربط بحر البلطيق ببحر الشمال. في روسيا، خلال الحقبة السوفياتية، تم بناء وفتح العديد من القنوات، بيد أن جميعها كانت داخلية.

هل يساعد حوار الحضارات على تحقيق سلام مستقر؟

من المقرر في 16 - 18 مايو (أيار) 2022 عقد مؤتمر عالمي في سان بطرسبورغ حول الحوار بين الثقافات والأديان تحت رعاية الاتحاد البرلماني الدولي. جاء بهذه المبادرة رئيسة المجلس الأعلى في البرلمان الروسي (مجلس الاتحاد في الجمعية الفيدرالية) فالنتينا ماتفيينكو، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. سيُعقد هذا المؤتمر بمساعدة «اليونيسكو» و«تحالف الحضارات» التابعَين للأمم المتحدة ومكتب الأمين العام للأمم المتحدة. وقد دعم أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، هذا المشروع بحرارة. على الأغلب أن المناقشات في المؤتمر ستجري على مسارين: مسار المناقشات بين الأديان، ومسار المناقشات بين الثقافات.

غزة ـ إسرائيل: تنافس الوسطاء؟

يعمل مجتمع الخبراء الروس، الذي أنتمي إليه، على استنباط الدروس من الجولة الأخيرة للحرب التي تم إخماد نارها مؤخراً بين إسرائيل و«حماس»، والتي وفقاً لمعظم المحللين، لا وجود لمنتصر فيها. فإذا كان كل شيء فيما يتعلق بجذور وأسباب الجولة الأخيرة للتفاقم الحاد للصراع الذي طال أمده واضحاً إلى حد ما، فإن الجواب عن السؤال: كيف تم إيقافها، لا يزال يكتنفه الغموض ويثير العديد من الشائعات، وهو ما تفسره الطبيعة المغلقة للعملية.

هل تركيا قادرة على توحيد الشعوب الناطقة باللغة التركية؟

في نهاية العام الماضي، بعد اشتباكات مسلحة واسعة النطاق بين أرمينيا وأذربيجان، التي دعمت فيها تركيا باكو من دون قيد أو شرط، تم نشر عدد من المواد في وسائل الإعلام الروسية تشير إلى قلق جيران تركيا من خطاب ما يسمى «الوحدة التركية». السبب في ذلك، بالإضافة إلى دور أنقرة في هذا الصراع، هو خطاب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في القمة السابعة لمجلس التعاون للدول الناطقة باللغة التركية في باكو، التي طرح فيها لأول مرة شعار «ست دول - أمة واحدة»، حيث حل محل الشعار السابق «دولتان - أمة واحدة» الذي كان يشير إلى تركيا وأذربيجان.

فيروسات الشرق الأوسط

لا يريد فيروس العنف أن يغادر الشرق الأوسط مثله مثل فيروس «كوفيد - 19». يتوقع بعض الخبراء أنه بالإضافة إلى جميع النزاعات المحلية المستمرة في المنطقة وحفاظ المجموعات الإرهابية على إمكاناتها، قد تندلع هنا حرب حقيقية واسعة النطاق. روسيا ليست مهتمة بمثل هذا التطور للأحداث، لذلك فهي تبني سياستها الإقليمية على ضرورة حل المشكلات من جميع الدول على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام السيادة وسلامة الأراضي، وعن طريق الحوار السياسي، والتعاون البنّاء في مواجهة التهديدات المشتركة، بما في ذلك جائحة «كورونا» والإرهاب الدولي.

ما الذي سيجلبه انسحاب القوات الأميركية و{الناتو} من أفغانستان لجيرانها؟

بات قرار الرئيس بايدن، الذي أعلن عنه في 14 أبريل (نيسان)، بسحب جميع القوات الأميركية من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر (أيلول) 2021، الذي أعقبه قرار مماثل من قبل حلفاء الولايات المتحدة بسحب قوات الناتو، موضوع تحليل، ليس فقط من قبل المحللين الأميركيين والأوروبين، بل ومن قبل المحللين الروس أيضاً.