محمد سرميني
كاتب سوري معارض

الأسد وصناعة الإرهاب: مؤامرة كونية أم تكوين المؤامرة؟

منذ بدايات الحراك الثوري في سوريا، في مارس (آذار) 2011، حرصت بروباغندا النظام على إلصاق صفة الإرهاب بالمتظاهرين السلميين، وعلى نزع الصفة الديمقراطية عن مطالبهم، وتجريدهم من الصورة الحضارية التي بدت عليها مظاهراتهم، فكان أن ابتدع الإعلام الرسمي أكذوبة الجماعات الراديكالية في مدينة حمص، في أبريل (نيسان) 2011، وغيرها من الفبركات التي تهدف إلى ترويج مفهوم تعرُّض سوريا المقاوَمة لمؤامرة كونية، تشترك فيها بلدان خليجية ودول إمبريالية وجماعات إرهابية لتقويض أمن الدولة واستقرارها. ورغم تراكم الأدلة على تهافت هذه السردية الرسمية، فإنه يلفت النظر مدى إصرار النظام على ترديدها في كل مناسبة، ضمن سياسة إعلام

انتهى زمن الفصائل

تدفع الهزيمة القاسية التي ألمت بالمعارضة المسلحة في مدينة حلب وما تلاها من وقف إطلاق النار فمؤتمر آستانة فهجوم جبهة فتح الشام على بعض فصائل الجيش الحر، نحو إجراء مراجعة جذرية شاملة لكافة جوانب العمل الثوري وفي مقدمتها السياسي والعسكري، إذ غالبًا ما تسفر التراجعات العسكرية المريرة والاقتتالات البينية عن صدمات نفسية قد تذهب بأصحابها بعيدًا في طرح الأسئلة الكبرى إلى حد التشكيك في شرعية الثورة ونبل أهدافها، ويبدأ انتصار العدو بالعادة عند هذا المستوى؛ مستوى إعادة النظر بالكليات التي قامت على أساسها الثورة.

عقيدة بوتين

كان مجيء فلاديمير بوتين إلى سدة الرئاسة في روسيا عام 2000 حدثًا مفصليًا غيّر منحى البلاد، حيث شكّل بوتين رمزًا للتيار الروسي العريض المناهض لسياسات الرئيس السابق بوريس يلتسين الراضخة للغرب، وعبّر عن قطاع واسع من الشعب الروسي الرافض ما آلت إليه أمور بلاده من انحدار على جميع الأصعدة، خصوصًا العسكرية والاقتصادية. استثمر بوتين في حالة التذمر الشعبي، وعزف على وتر روسيا العظمى الساعية وراء مجدها المنصرم سواء الشيوعي (يوصف أحيانًا بستالين الجديد)، أو القيصري (يوصف تارة أخرى بإيفان الرهيب)، وعدّ انهيار الاتحاد السوفياتي بمثابة كارثة جيوسياسية. استطاع ضابط المخابرات السوفياتية السابق ولاعب الجودو خلال

هل تستعيد أميركا مكانتها التي حققتها بعد الحرب الباردة؟

دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى في أبريل (نيسان) عام 1917، بعد سنتين ونصف السنة من جهود الرئيس الأميركي ويلسون لإبقاء بلاده على الحياد أثناء الحرب، وقبل سنة ونصف السنة من انتهاء الحرب. طرح الرئيس الأميركي بعد الحرب مبادئه الأربعة عشر للعلاقات الدولية حول مواضيع السلم وإعادة بناء أوروبا وتعزيز التعاون الدولي وتخفيض التسلح وإنشاء عصبة الأمم، وهو ما دل على بداية توجه أميركي للانخراط في شؤون العالم، لكن تيار العزلة الأميركي كان أقوى، وعادت واشنطن للانكفاء على نفسها ورفض التورط في مشكلات الأوروبيين، وبقيت متمسكة بمبدأ مونرو الذي يحظر على قوى خارجية التمدد في حديقة أميركا الخلفية في أمير

من أجل تغيير سياسي حقيقي في سوريا

مع تعقد الصراع العسكري، ودخول أطراف كثيرة حلبة الميدان السوري، كان آخرها التدخل التركي في جرابلس، وقبلها التدخل الروسي الذي دخل عامه الثاني، بات المشهد السوري شديد التعقيد والتشابك، وأصبح التنبؤ بمخرجاته أشبه باللغز. وإذا ما ترافق ذلك مع أداء متواضع للمعارضة السياسية، واشتباك خجول مع الواقع إلى درجة أن المعارضين في الخارج أصبحوا محدودي التأثير في ميزان القوى الفعلية، فإن المشهد يصبح أكثر قتامة.

تركيا وجديدها حول سوريا

بعد سنوات من القطيعة والتوتر أعلنت تركيا تطبيع علاقتها مع روسيا وإسرائيل في يوم واحد، بعد نحو سبعة أشهر على توتر العلاقات مع روسيا، وسنوات عدة على توتر العلاقات مع إسرائيل. جاءت هذه التطورات ضمن نهج جديد تبنته الحكومة التركية برئاسة رئيس الوزراء الجديد بن علي يلدريم، الذي تعهد بتحسين علاقات بلاده مع سوريا ومصر والعراق أيضًا. أثار هذا التوجه قلق السوريين المعارضين للنظام، ومخاوفهم من تراجع تركي حاد قد ينجم عنه خفض سقف المطالب الثورية إلى ما دون المقبول، باعتبار تركيا أحد أهم داعمي الثورة السورية. فإلى أي مدى ستصل الاستدارة التركية فيما يخص المسألة السورية؟! طوال سنوات الثورة السورية نظرت تركيا