ندى حطيط
كتب بيتر سينجر «أخطر فيلسوف في العالم»

بيتر سينجر «أخطر فيلسوف في العالم»

لقد مر وقت طويل منذ كان على الفلاسفة أن يخافوا من مصير سقراط، الذي أعدم في أثينا القديمة بتهمة الإلحاد وإفساد عقول الشباب. فمعظم الفلاسفة الأحياء في أيّامنا هذه لا يعبئون كثيراً بأفكار العامّة، وينعزلون في أبراج عاجيّة بالجامعات والأكاديميّات، يقضون وقتهم بالقراءة وإلقاء المحاضرات الدراسيّة، ويكتفون عند شعورهم بالملل بإثارة الصخب حول مفاهيم نظريّة ولغويّة معقدّة مع زملائهم وحلقة تلاميذهم الضيقة، ويتجنبون على كل حال إزعاج السلطات الدنيوية أو الدينيّة، أو الاقتراب من مقدّسات الكتل الشعبيّة، وهم يتمتعون برواتب جيّدة، وميّزات لا بأس بها، وتقاعد محترم.

ندى حطيط (لندن)
كتب القراءة بوصفها طريقاً للتعافي

القراءة بوصفها طريقاً للتعافي

«هذا بيت لشفاء الأرواح»... نقش على مدخل أقدم مكتبة معروفة، تعود إلى عهد الفرعون رمسيس الثاني. ومن ثم، يبدو من المسلّم به أن لقراءة النّصوص الأدبيّة تأثيرات سيكولوجية وعاطفيّة متفاوتة على الأفراد قد يتجاوز بعضها لحظة فعل القراءة ذاتها، وهو أمر كان خبره القدماء، وحاول الأطبّاء في العصور الحديثة مأسسته في قراءات علاجيّة مرتبطة بأوجاع جسديّة أو نفسيّة محددة، فتُصرف لها الكتب مع الأدوية كما لو كانت عقاقير لشفاء الأرواح أو مسكنات للقلوب.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون نيتشه... فن تحويل اللغة اليومية إلى مستويات فنية غير مسبوقة

نيتشه... فن تحويل اللغة اليومية إلى مستويات فنية غير مسبوقة

ذهب الفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه (1844 – 1900) إلى رفض المفاضلة بين العقل والغريزة، وتحدث عن تشابكهما. فالكلام عنده قد يكون طوعياً متعقلناً، أو تلقائياً غريزياً. فنحن ننطلق من وجهة نظر محددة لما نريد قوله، ثم يأخذ نظام اللغة وإجراءات الكلام الأمر من يدنا ويدير الحديث كسائق آلي، فيما يترك ذلك عقلنا متحرراً من ضغط الصياغة اللحظية ويدعه لإدارة أمور أخرى، وهي بالتأكيد ميزة عظيمة للعقل البشري. وإذا كان الأمر كذلك، فإن المعرفة الفلسفية التي يتم التعبير عنها من خلال الكلام قد تنتهي إلى ذلك المكان تماماً، أقرب للفعل الغريزي منه للتعقل.

ندى حطيط (لندن)
كتب الأمير تركي الفيصل

الفيصل يكشف في «الملف الأفغاني» سيرة تسلسل غير عادي للأحداث

فرض الحدث الأفغاني نفسه مجدداً على رؤوس نشرات الأخبار خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد انسحاب عسكري أميركي كلي بدا للوهلة الأولى متسرعاً على الرّغم أنّه تحقق في إطار تفاهمات مسبّقة مع حركة «طالبان». وشاهد الملايين حول العالم مقاطع بثّتها محطات التلفزة لمئات الأفغان البائسين وهم يحاولون عبثاً الالتحاق بالطائرات المغادرة تجنباً للعيش تحت حكم مقاتلي الحركة الأصوليّة المتشددة الذين سيطروا بسرعة قياسيّة على العاصمة كابل، وأجزاء واسعة من البلاد. وقد جلبت تلك التطورات معها ذكريات وتساؤلات، ومخاوف وتمنيّات.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون مئوية ريموند ويليامز... رائد الدراسات الثقافية

مئوية ريموند ويليامز... رائد الدراسات الثقافية

يقارن البعض المفكر والناقد البريطاني ريموند ويليامز الذي ولد قبل مائة عام بمعاصره جون بيرغر، ويتأسفون نتيجة تلاشي تأثيره على الأجيال الجديدة، وهو الذي كان علماً على مرحلة بريطانية انقضت بين الحرب العالمية الثانية إلى ما قبل وصول مارغريت ثاتشر للسلطة، في الوقت الذي ما زال بيرغر مقروءاً وقيد التداول حتى اليوم. ولكن تلك مقارنة غير عادلة البتة، إذ إن ويليامز رحل عن عالمنا قبل أكثر من ثلاثة عقود (1988)، فيما توفي بيرغر قبل سنوات قليلة فقط (2017). والأهم أن ويليامز عكس في مجمل أعماله تفكير جيل بريطاني كبر في مناخ الحرب الباردة ولم يكن قد شهد مرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي ولا سقوط جدار برلين بعد.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون غرناطة... محاولات تزوير تاريخها لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة

غرناطة... محاولات تزوير تاريخها لا تزال مستمرة حتى هذه اللحظة

يقول الشاعر المكسيكي فرانشيسكو دي إيكازا إنه «لا شيء يعدل حزناً كحزن أعمى في غرناطة».

ندى حطيط (لندن)
كتب «شظايا في عينك»... هجوم مؤرخ على مفكري مدرسة فرانكفورت

«شظايا في عينك»... هجوم مؤرخ على مفكري مدرسة فرانكفورت

يعد مؤرخ الثقافة الأميركي مارتن جاي مرجعيّة لا غنى عنها في أي جهد لفهم السياق التاريخي لمساهمة التيار الفكري الموصوف بـ«النظريّة النقديّة» (أو مدرسة فرانكفورت) في صياغة الحياة الثقافيّة في الغرب عموماً، والولايات المتحدة خصوصاً، ولا تزال أطروحته للدكتوراه من جامعة كولومبيا التي نشرها كتاباً بعنوان «Dialectical Imagination» (الخيال الجدلي) - 1973 أهم مرجع إلى الآن عن سنوات نشأة هذا التيار الأولى، بداية من ألمانيا، ومن ثمّ انتقال رموزها اليهود - بعد سيطرة النازيين على السلطة هناك - إلى الغرب الأميركي.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون أي مصداقية تاريخية للأرشيف الرسمي؟

أي مصداقية تاريخية للأرشيف الرسمي؟

تعتز الدول الكبرى بهيئات أرشيفها الرسمي كمؤسسات مختصة بحماية التراث القومي للأمة، ومرجع موثوق للوثائق الحكومية والوطنية التي تمثل واحدة من أهم مصادر المادة الخام الضرورية لعمل المؤرخين. وتخضع هذه المؤسسات إلى إجراءات مشددة تنظمها قوانين مخصوصة تحدد طريقة حفظ الوثائق وسبل الاستفادة منها، وتفرض قيوداً زمنية وإجرائية معينة قبل أن يتاح للعموم الاطلاع على بعضها مما قد يعد حساساً من الناحية الأمنية أو الاقتصادية.

ندى حطيط (لندن)