نادية التركي
في العاصمة البحرينية المنامة، بعد مدينة المحرّق، يتابع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثّقافة والبحوث إحياء التاريخ القديم عبر ترميم البيوت القديمة وبثّ الحياة فيها عبر أنشطة وفعاليات طيلة السنة.
كان أول ما لفت انتباهي خلال بحث أجريته حول البروفسور شريف بسيوني، التسمية التي أطلقها الإعلام الغربي عليه، وهي «أبو القانون الجنائي الدولي». وعندما سألته، أجابني بأن تلك التسمية جاءت تتويجا لمسيرة طويلة بدأت في الستينات، وكانت بدورها نتيجة مسلسل من الأحداث التي سمحت له بإجازات مختلفة كانت في مجال واحد. وقال: «لم يكن عملي واهتمامي متشعبا في اتجاهات متعددة، لكنه كان منصبا في اتجاه واحد وعلى مدار نحو 60 عاما.
أراد البروفسور محمود شريف بسيوني أن يصل بي إلى خلاصة، حول الفرق بين صاحب السلطة الذي تبدو قراراته مباشرة وواضحة على اختلافها، سواء كانت سياسية في الأزمات الدبلوماسية أو قرارات عسكرية، وبين أصحاب النفوذ.
غادر البروفسور محمود شريف بسيوني مصر يوم 9/ 12/ 1962، وهو اليوم الذي يوافق تاريخ ميلاده، معتقدا أنه لن يعود إليها ثانية. لكن صداقات والده، وتدخّل جيهان السادات، دفعت بالرئيس الراحل أنور السادات وقتها، إلى إصدار أمر بحرق ملفه من أرشيف الاستخبارات، ودعاه شخصيا إلى مصر سنة 1974، وبعد عودته عُرض عليه منصبان وزاريان من الرئيسين الأسبقين السادات ثم حسني مبارك، لكنه رفض، لأنه، وحسب ما فُسّر، لم يكن بإمكانه العمل وسط ما سماه «أجواء الفساد».
عندما سألت البروفسور محمود شريف بسيوني أول مرة، عن الحادثة التي خلفت العلامة الأعمق في حياته، ولا يمكن أن ينساها أبدا، قال ومن دون تردد، إن عزله وحبسه الإجباري الذي استمر لسبعة أشهر في شقته، ترك أثرا عميقا في نفسه، وعلمه الدرس الأول في مجال حقوق الإنسان، وأفهمه معنى التعذيب وقسوته. كما جاء في حلقة أمس. وذكر بسيوني أن هذه التجربة علمته أن التخويف النفسي تعذيب أيضا.
الصدفة وحدها قادتني إلى لقاء البروفسور محمود شريف بسيوني، في «المعهد الدولي لتدريب القضاة» في مدينة سيراكوزا الإيطالية. صدفة فتحت لي الطريق لإجراء حوار صحافي معه، حول عمله كرئيس للجنة التحقيق في البحرين. حين التقيته، وجدت نفسي أمام رجل بسيط، دمث، شديد التواضع، على وجهه الذي تظلّله ابتسامة لا تفارقه، ملامح طفل، على الرغم من بلوغه السادسة والسبعين من العمر. تحدثنا طويلا، وكان حديث بسيوني الشيق والممتع، يعكس حماسا قويا للمشروعات الكثيرة التي يخطط لها أو تلك التي يديرها.
تقديرا لأعمال الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة في مملكة البحرين في الحفاظ على التراث، واعترافا بعملها المستمر لخدمة الإنسانية وتعزيز التواصل ما بين الشعوب باستخدام الثقافة، اختارت «بورصة البحر المتوسط للسياحة الأثرية»، التي تقام سنويا في بلدة البيستوم الإيطالية، وزيرة الثقافة لنيل جائزة البيستوم للآثار، التي تتسلمها اليوم (الجمعة).
تقديرا لأعمال الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وزيرة الثقافة في مملكة البحرين في الحفاظ على التراث، واعترافا بعملها المستمر لخدمة الإنسانية وتعزيز التواصل ما بين الشعوب باستخدام الثقافة، اختارت «بورصة البحر المتوسط للسياحة الأثرية»، التي تقام سنويا في بلدة البيستوم الإيطالية، وزيرة الثقافة لنيل جائزة البيستوم للآثار، التي تتسلمها اليوم (الجمعة).
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة