موسى الخميسي
كتاب «ألف واثنا عشر سؤال» الذي صدر هذه الأيام، عن دار نشر «يايان» التركية، 515 صفحة من القطع الكبير، يحوي السؤال وجوابه باللغة الآرامية المندائية وتحته الترجمة بلغة عربية سليمة مبسطة، وهو من تحقيق وإعداد وترجمة الدكتور صباح خليل مال الله. وهذا المخطوط، هو من الدواوين المهمة التي احتفظ به الصابئة المندائيون، الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم في ثلاث آيات كريمة، باعتبار دينهم ديناً قائماً بذاته كالأديان الكتابية الأخرى المعروفة.
يمكن القول إن علاقة الشارع الإيطالي بالفن علاقة وطيدة مستمرة، فكثير من الفنانين الشبان يتخذون من الأرصفة والشوارع معارض مفتوحة لأعمالهم الفنية، سواء تلك التي اتخذت وسيلة من قبل بعضهم لـ«لقمة العيش»، أو تلك التي يكمن وراءها الدافع الفني المحض.
على هامش معرض السنتين العالمي (بينالي البندقية الـ58)، يقيم واحد من أعرق الغاليريات الإيطالية «كابيزيرو للفن المعاصر» في المركز التاريخي لمدينة البندقية «فينسيا» معرضا فنيا كبيرا يضم 80 عملا فنيا للفنان الأرمني آرشيل غوركي (1904 - 1948)، ويستمر المعرض حتى نهاية شهر سبتمبر (أيلول) القادم. ويعتبر الفنان غوركي واحدا من أبرز وأهم فناني التجريد الذين أضافوا بُعدا جديدا في فن الرسم، وهو البعد الزمني وتأثيره في موضوع اللوحة، وكان أكثر رسامي التجريد انفعالا وأكثرهم معاناة في التعبير عن التحولات ومناداته للخروج علنا على تقاليد فن الرسم المترسخة عبر قرون، وأحدث نوعا من القطيعة، التي تتضح جليا في أعماله
تميزت أعمال الروائي الإيطالي ألبيرتو مورافيا (1907 - 1990)، الذي يعد من أشهر كتاب إيطاليا في القرن العشرين، الأدبية بالبراعة والواقعية لنفاذه إلى أعماق النفس البشرية، فقد هاجم مورافيا الفساد الأخلاقي في إيطاليا. وترجمت معظم أعماله إلى عدة لغات عالمية، كما تم تحويل كثير من رواياته إلى أفلام سينمائية. ويتسم أدب مورافيا بتبسطه في سرد مشاعر الجنس لدى أبطال رواياته، والتداخلات في الأحداث التي تنشأ عبر تلبية تلك المشاعر والرغبات، حيث إنه يتسم بالتركيز على التحليل النفسي لنوع العلاقة بين الجنسين أو الزوجين، وهذا واضح في روايته «الاحتقار».
في أحد أيام صيف 1915، توسلت «ليلي بريك» إلى شقيقتها «إلزاكاخان» أن تمتنع عن دعوة «فلاديمير ماياكوفسكي» لقراءة قصائده أمامهم، إذ كانت الأولى وزوجها «أوسيب لريك» يحملان انطباعاً سيئاً عن الشاعر المستقبلي، بعد أن استمعا إليه في مناسبة سابقة يلقي قصائده في حفل من تلك الاحتفالات الاستفزازية المجافية للذوق السائد، نظم على شرف الشاعر الرمزي «كوستانطين» إثر عودته من المنفى. ورغم توسلات شقيقتها، أصرت إلزا على تحقيق رغبتها بالاستماع إلى الشاعر وهو يلقي قصائده المتفجرة. وهكذا، لم يمانع ماياكوفسكي، وراح يقرأ لهم مقاطع من قصيدته الطويلة الشهيرة «غيمة في سروال».
تستمد غالبية كبيرة من الشبيبة الأوروبية، كما يشير كثير من الاستقصاءات، «ثقافتها» من قراءة «فيسبوك»، والمواقع المحشية بالمعلومات الخاطئة، أو ما تنتجه دور النشر من أدب استهلاكي، حظي في السنوات العشر الأخيرة بمزيد من الانتشار، رغم أن هذا الأدب لا يقدم أي نتاجات ذات قيمة فنية مقارنة بالأدب الجاد، بالإضافة إلى تأثيراته السلبية على مجمل الحركة الأدبية والثقافية، ما يخلق عملية إرباك فكري وثقافي، خصوصاً على الأجيال الجديدة. ويعمل الناشرون وتجار الكتب في فرض الكتب الأكثر مبيعاً من وجهة النظر التجارية على اعتبار أن الكتاب هو بضاعة مدعوة لتحقيق الربح لمنتجها.
فتح بينالي البندقية (فينيسيا) العريق بابه للجمهور أمس السبت، وهو يسعى بعد 122 عاما على تأسيسه إلى أن يبقى متناغماً مع عصره الزاخر بالإبداع في صناعة الفن المعاصر التي ارتهنت في السنوات الأخيرة بسياقات العولمة، التي سيطرت على المعرفة والمعلومة عبر التقنيات الاتصالية الحديثة مجتاحة المجالات الثقافية، داخل واقع الهيكلة النظرية لقريتنا الكونية التي ألغت الحدود والفواصل.
تشهد صالة «متحف الفنون المعاصرة» في مدينة استوكهولم السويدية، مظاهرة فنية كبيرة، تستمر حتى نهاية الشهر المقبل، تشكل حدثاً فنياً ذا أهمية بالغة، إذ يعتبرها النقاد «شمولية توثيقية وموسوعية تتغلغل في معظم تيارات المعاصرة والحداثة وما بعد الحداثة». وهذه المظاهرة عبارة عن معرض فني كبير لاثنين من الفنانين البريطانيين، يمثل لنا خلاصة وعي شكلي جديد، لما يطرحه من تجربة حسية في حياتي الفنانين؛ وهما كيلبرت بروسكي الذي ولد في إحدى مدن الجنوب الإيطالي عام 1943، وجورج باسمورا الذي ولد في إنجلترا عام 1942.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة