ليز سلاي
معركة الموصل انتهت، لكن الحرب على تنظيم داعش لا يزال أمامها الكثير لكي تتم. خسرت الميليشيات المتطرفة نحو 60 في المائة من المناطق التي سيطرت عليها عندما كانت في أوج هيمنتها وتوسعها، لكن لا يزال هناك كثير من المناطق، أغلبها في سوريا وبعضها في العراق، التي يمكن للتنظيم بسط سيطرته عليها مجدداً. صحيح أن أغلبها صحارى غير مسكونة، إلا أنها بلدات ومدن هامة في كلتا الدولتين، ولا تزال هناك منطقة كاملة في سوريا في يد تلك الميليشيات. من ضمن تلك المناطق معقل صامد لتنظيم داعش يقع في أبعد المناطق عن نطاق الحرب.
دعت خطة جديدة وضعها البنتاغون بخصوص الهجوم الوشيك على مدينة الرقة عاصمة تنظيم داعش في سوريا، إلى مشاركة أميركية أكبر، بما في ذلك زيادة أعداد قوات العمليات الخاصة والمروحيات الهجومية والمدفعية، إضافة إلى تعزيز إمدادات الأسلحة إلى القوة الكردية والعربية السورية الرئيسة المقاتلة على الأرض، تبعاً لما أفاد به مسؤولون أميركيون. وتمثل هذه الخطة الخيار المفضل لدى المؤسسة العسكرية من بين مجموعة متنوعة من الخيارات، مطروحة حالياً على البيت الأبيض.
كشفت تسريبات أن الخطة التي أعدتها وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بطلب من الرئيس دونالد ترمب بشأن عملية تحرير الرقة تتجاهل التحفظات التركية، خصوصاً لجهة مشاركة «وحدات حماية الشعب» الكردية فيها. وتلقى ترمب الخطة الاثنين الماضي بعدما منح «البنتاغون» مهلة 30 يوماً لإعدادها. ومن شأن مصادقة الرئيس على الخطة أن تغلق الباب أمام مطالب تركيا بحرمان وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي تعتبره أنقرة تنظيماً إرهابياً، من المعدات الأميركية وإقصائهم عن الهجوم الوشيك على المدينة.
تقول عبارة نقشت باللغة الكردية في مدخل هذه البلدة الصغيرة «الرقة إننا قادمون»، التي تقع على خط المواجهة الأمامي للقوات المتقدمة المدعومة من الولايات المتحدة في اتجاه عاصمة تنظيم داعش الإرهابي. تبعد مدينة الرقة 17 ميلا، وهي قفزة قصيرة المنال إلى المكان الذي ظهر في الكثير من الفيديوهات الدعائية للتنظيم الإرهابي بأنه المدينة الإسلامية الفاضلة، وهو المكان الذي شهد التخطيط لشن هجمات باريس وبروكسل المروعة، ويحذر المسؤولون الأميركيون من مؤامرات جديدة تجري صياغتها هناك ضد الأهداف الغربية. ولكن الهجوم الكامل لاستعادة السيطرة على المدينة قد يبعد شهورا، وربما أكثر عن الواقع الحالي، دون خطة واضحة، على الر
يبدو خط الجبهة إلى الجنوب من هذه البلدة القاتمة الكئيبة على ما كان عليه قبل عامين ماضيين، عندما كان تنظيم داعش هو العدو وسيطر على قرية تبعد أقل من ميل واحد من البلدة. والآن، رغم ذلك، يتحصن مقاتلو البيشمركة الكردية خلف الأكياس الرملية والأسلاك الشائكة وينظرون عبرها نحو الميليشيات الشيعية، حلفاء الظاهر في الحرب ضد التنظيم الإرهابي. وما إذا كان تحالف البيشمركة والميليشيات الشيعية سيستمر إلى ما بعد زوال «داعش» لا تزال مسألة محل نظر. فلقد انهارت دفاعات المتطرفين سريعا في مختلف أرجاء العراق.
لم يخلف الانتحاري الذي فجر مباراة لكرة القدم بين الشباب سوى انبعاج بسيط في الأرض الجافة الصلبة، إلى جانب حرق خافت على جدار خرساني في مكان قريب. لكنه خلق هوة من الحزن والألم في قلوب المجتمع الصغير الذي فقد أكثر من عشرين من أبنائه في لحظة واحدة مساء يوم 25 مارس (آذار). حصد الانفجار أرواح 43 شخصا في المباراة، وفقا للأرقام المتوفرة من جانب الحكومة المحلية، من بينهم 29 صبيا دون سن الـ 17. كان الانتحاري أيضا في سن المراهقة، لا يزيد عمره على 15 أو 16 عاما على الأكثر، وفقا لصورته التي نشرها تنظيم داعش الإرهابي، الذي أعلن مسؤوليته عن التفجير، ووفق روايات الذين شاهدوه في المباراة قبل الانفجار.
يواجه تنظيم «داعش» أزمة سيولة مالية غير مسبوقة في الأراضي التي يسيطر عليها، بحسب ما يقول مسؤولون أميركيون معنيون بمكافحة الإرهاب، حيث ألحقت الغارات الجوية التي استهدفت المنشآت النفطية والمؤسسات المالية على مدار شهور، أضرارا بليغة بقدرة التنظيم على دفع رواتب لمقاتليه أو تنفيذ عمليات. وللمرة الأولى، يرى المسؤولون الأميركيون دليلا واضحا على الضغوط المالية التي تتعرض لها قيادة التنظيم، حيث تتحدث تقارير عن صدامات في صفوف كبار قادة التنظيم بشأن مزاعم فساد، وسوء معاملة، وعمليات سرقة. وقد أجبر نقص السيولة المالية التنظيم بالفعل على دفع نصف راتب لكثير من عناصره من العراقيين والسوريين، كما توحي روايات ن
على طول خط المواجهة الواسع المتعرج لتنظيم داعش ذي الخلافة المزعومة، يستمر المقاتلون في النزوح والانسحاب مع تزايد قوة وتعزيز القوات التي تقاتل ضدهم.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة