لؤي عبد الإله
لا أستطيع تفسير بقاء تلك الحادثة مغروزة بعمق في ذاكرتي رغم مرور أربعين سنة عليها،
رغم اقتنائي كتاب «إذا كان هذا إنساناً» للكتاب والشاعر الإيطالي اليهودي بريمو ليفي منذ أكثر من عشر سنوات، لم أجد أي انجذاب كافٍ يدفعني لقراءته.
رسّخ وصول هذه القصيدة الفجائي إلى عنواني الإلكتروني تلك القناعة التي يتفق الجميع حولها: العالم تحول قرية صغيرة.
ابتدأ ميلان كونديرا حياته الفنية في براغ موسيقياً، لكنه تخلى عن هذه الحرفة مبكراً ليتحول صوب الرواية.
ترك مقاعد الدراسة المبكرة حين كان لا يزال طالباً في مدرسة ثانوية، ورداً على ذلك أشار إلى أن الابن الأصغر في أسرة كبيرة غالباً ما يُسمَح له بأن يفعل ما يشاء، ولعل الوضع الاقتصادي الجيد لعائلته التي تخصصت في تجارة المنتوجات الكيماوية ساعده على تعليم نفسه بنفسه بارتياد مكتبات مدينته ومرافقة أخته التي كانت تدرس الفلسفة عند الذهاب إلى محاضرتها.
> «صحِب الناس قبلنا ذَا الزمانا» (المتنبي) كم يبدو الناس حولي حريصين على إمعان النظر، أحدهم في الآخَر، لتحديد شيء ما غامض يمنحهم قدراً من الطمأنينة، فإذا وجدوك واقفاً أمامهم في قطار مكتظ بركابه فسينهض أحدهم ليمنحك كرسيه، حتى لو أنك في وضع صحي أفضل منه؛ لكن نهوضه هذا هو أيضاً لمنح نفسه ذلك الشعور بالطمأنينة، أن هناك آخر سيسبقه بانتهاء الرحلة. هنا، للرحلة في بعديها المكاني والزماني اختلاف جذري، فأنت تسكن في أستراليا، وصديقك يسكن في كندا، وثالث يسكن في الأردن، وكل منكم مختلف عن الآخر في المكان الذي سافرتم إليه.
لكل منا كتابه السري غير المنشور؛ وللطبيعة هي الأخرى كتابها السري.
بين ما هو متحقق اليوم وما كان ممكناً أمس فجوة كبيرة: الأول حقيقي بالمطلق والثاني مستحيل بالمطلق. العزاء: في كل الأحوال، كل شيء عابر.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة