سعد البازعي
يعد الناقد الروماني/الفرنسي، اليهودي الأصل، لوسيان غولدمان أحد أهم النقاد الماركسيين في النصف الأول من القرن العشرين. سار على خطى أشهر النقاد الماركسيين وأبرزهم في تلك الفترة غورغ لوكاتش وترك أعمالاً تركت أثرها على مسيرة النقد الأدبي المعاصر. ومع أن غولدمان ينتمي إلى اليهود الرومانيين فإن ذلك الانتماء الإثني، أي انتماء غولدمان للجماعات اليهودية الرومانية، ظل بعيداً عن الاهتمام، يذكر فقط ضمن المعلومات المتعلقة بسيرته أو خلفيته لكن دون ربط بين ذلك الانتماء وما توصل إليه الناقد المفكر من منجزات سواء على مستوى المنهج أو المفاهيم.
هو بالإنجليزية Gil Anedjar، ومعرّباً «غل أو جل أنيجار»، لكن أحد دارسي الجماعات اليهودية أخبرني أنه يهودي مغربي واسمه الأصلي «جلعاد النجار»، وتضيف بعض المصادر أنه فرنسي أيضاً.
كان توني جُت (Judt) حتى وفاته عام 2010 أستاذاً متميزاً للتاريخ الحديث بجامعة نيويورك. هاجر من بريطانيا التي ولد فيها عام 1948، وحيث تلقى تعليمه، إلى الولايات المتحدة الأميركية ليستقر ويبدأ حياة حافلة بالنشاط الفكري والأكاديمي والسياسي، فيؤلف عدداً من الكتب وينشر كثيراً من الأوراق البحثية والمقالات في الصحافة الثقافية التي رسخت مكانته بين مؤرخي النصف الثاني من القرن العشرين في أوروبا وأميركا.
جودث بتلر ناقدة ومفكرة وأستاذة في جامعة كاليفورنيا بيركلي. هي واحدة من أشهر الباحثات الأميركيات في مجالات الجندر (مسائل الذكورة والأنوثة وما بينهما)، وعلاقة ذلك بالثقافة ككل وبالفلسفة والعلوم الإنسانية. حققت شهرة واسعة نتيجة كتاباتها وكذلك نتيجة هويتها الجنسية أو الجندرية بوصفها «سحاقية» أو«ليزبيان»، تتباهى بهويتها وتدافع عنها وعن الهويات الأخرى الخارجة عن القيم التقليدية. في المدخل الخاص ببتلر في موقع موسوعة الإنترنت ويكيبيديا ترد العبارة التالية: «تُدرس أعمالهم غالباً وتُناقش في المواد الدراسية حول الأفلام التي تتركز على الدراسات الجندرية».
شهدت التسعينات من القرن الماضي، في الجزيرة العربية والخليج، بروز شعرية مختلفة تمثلت في قصيدة النثر التي كسرت هيمنة قصيدة التفعيلة بعد أن تربع الشكل التفعيلي على عرش القصيدة طوال السبعينات والثمانينات من ذلك القرن على وجه التقريب. برزت قصيدة النثر لعدة أسباب، كان من أهمها سعي الشعراء لتجديد لغة القصيدة وبنيتها بعد أن بدا أن اللغة الشعرية أنهكتها عقود من الاستعمال، وصار من الصعب اجتراح جديد في تلك اللغة أو الأبنية.
في رواية أحمد الشويخات «الأميركي الذي قرأ جلجامش» (غلغامش)، الصادرة عن مركز الأدب العربي لعام 2022، تتداخل عدة قضايا وهموم، مثلما تتداخل أصوات الساردين، ويشتبك الغزو الأميركي للعراق بالمقاومة التي تقض مضجع الغزو. يعلن العنوان عن معادلة هي مفارقة في الوقت نفسه تضع عنف الغزو ووحشيته أمام حضارة أرض الرافدين ليأتي التساؤل طبيعياً: من المتحضر هنا؟ الشخصية المحورية في الرواية هو الأميركي ديفيد بوكاشيو الذي نقرأه سارداً تارة ونقرأه مسروداً تارة أخرى، لكنه في الحالين مترجم يتحرك على الجسر الذي تعنيه الترجمة في تاريخ الحضارات وفي علاقة الشعوب بعضها ببعض.
كنت مؤخراً في البحرين لإلقاء محاضرة في مركز الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة للتراث والثقافة، لكن المحاضرة التي تناولت ما دعوته «هجرة المفاهيم وتحولات الثقافة» قادت إلى هجرة وتحولات من نوع آخر، هجرة في الزمان وتحولات المكان تبينت لي من خلالها معالم مشروع ثقافي حيوي يستدعي هجرة الماضي إلى الحاضر بغية إغراء الحاضر ببعض منجزات الماضي.
ككل المدن الكبرى في التاريخ، تلمع صورة لندن في قصائد عديدة، كما في روايات ومسرحيات ربما تكون أكثر وتناولها أشهر. وهي إذ تلمع فإن لمعانها ليس مشرقاً باستمرار، وإنما هو براق مبهج حيناً وخافت باعث على الكآبة حيناً آخر. وفاة الملكة إليزابيث مؤخراً حملت العاصمة البريطانية العريقة إلى بؤرة الأحداث وقلب الاهتمام، وحملتني إلى قصائد بعضها من الشعر الرومانسي الإنجليزي، وبعضها من الشعر الحديث. من تلك القصائد قصيدتان رومانسيتان إحداهما لوليم بليك Blake والأخرى لمعاصره وزميله في التيار ذاته، وليم وردزورث Wordsworth.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة