لوسيان غولدمان... رؤية الجماعة

انتماؤه الإثني ظل بعيداً عن الاهتمام

لوسيان غولدمان
لوسيان غولدمان
TT

لوسيان غولدمان... رؤية الجماعة

لوسيان غولدمان
لوسيان غولدمان

يعد الناقد الروماني/الفرنسي، اليهودي الأصل، لوسيان غولدمان أحد أهم النقاد الماركسيين في النصف الأول من القرن العشرين. سار على خطى أشهر النقاد الماركسيين وأبرزهم في تلك الفترة غورغ لوكاتش وترك أعمالاً تركت أثرها على مسيرة النقد الأدبي المعاصر.
ومع أن غولدمان ينتمي إلى اليهود الرومانيين فإن ذلك الانتماء الإثني، أي انتماء غولدمان للجماعات اليهودية الرومانية، ظل بعيداً عن الاهتمام، يذكر فقط ضمن المعلومات المتعلقة بسيرته أو خلفيته لكن دون ربط بين ذلك الانتماء وما توصل إليه الناقد المفكر من منجزات سواء على مستوى المنهج أو المفاهيم. وقد زاد من ضبابية تلك العلاقة تضاؤل الاهتمام، في العقود الأخيرة، بمنجز غولدمان في المشهد النقدي الغربي عامة والمشهد الأنغلو أميركي بصفة خاصة.
عُرف غولدمان بتطويره منهجاً متفرعاً من البنيوية، هو البنيوية التكوينية أو التوليدية (وتترجم أحياناً إلى «التركيبية»)، لكن ذلك المنهج متصل بمفهوم سبقه وأسس له، هو مفهوم: رؤية العالم. هذا المفهوم الأخير يصف ما تسفر عنه دراسة أعمال أدبية لكتاب ينتمون إلى جماعة من المفكرين متأثرة بانتماءاتها الطبقية والآيديولوجية.
أما في البنية التكوينية فيدرس غولدمان التشابه بين بنية العمل الأدبي وبنية الأنماط الاجتماعية والآيديولوجية المحيطة بالكاتب وبالعمل وكون ذلك التشابه أساساً لقراءة العمل الأدبي واستيعابه. وهذه المفاهيم وأخرى متصلة بها مثل التشيؤ والاغتراب هي في جوهرها مفاهيم متعددة الجذور استقاها غولدمان من مصادر مختلفة، لكن الفلسفة الجدلية عند هيغل وماركس تمثل مهادها الرئيسي.
في الملاحظات التالية سيقع التركيز على ما يهمل عادة عند التعريف بغولدمان أو دراسة منتجه النقدي، أي المكون اليهودي في أعماله. ولعل البدء يكون بملاحظة المفارقة التي تبرز عند بداية النظر في منجز غولدمان. فهو المفكر والناقد الذي وجد أنه من غير الممكن فهم الأعمال الأدبية دون النظر في المهاد الاجتماعي والآيديولوجي الذي ينتمي إليه مؤلفو تلك الأعمال، فيحكم بنية أعمالهم أو رؤية العالم التي تسفر عنها. إذا كان غولدمان يرى أهمية ذلك الربط، فلم لا يجوز إجراء الربط نفسه على أعماله هو؟ لماذا لا نقرأ رؤية العالم لديه بوصفها متبلورة من انتمائه الاجتماعي/الثقافي والآيديولوجي؟ لماذا لا نتوقع وجود تشابه بين بنية تنتشر في أعماله وبنية تكمن في خلفيته الإثنية؟
لا تتوفر معلومات كثيرة عن التاريخ الشخصي لغولدمان، لكن المتوفر يشير إلى أنه ولد في بوخارست برومانيا عام 1913 لأسرة يهودية وكان والده حاخاماً. كما نعرف أنه هرب إلى فيينا بالنمسا بعد أن ألقي القبض عليه في رومانيا بتهمة النشاط ضمن جماعة ماركسية محظورة وذلك عام 1934، وكان إذ ذاك في مقتبل شبابه. تشير المعلومات أيضاً إلى أن الرحال حطت به مؤخراً في باريس حيث درس القانون والسياسة، وأنه استقر في فرنسا ليصير فرنسياً ويشار إليه في المصادر المختلفة بأنه فيلسوف فرنسي من أصل روماني. لكن المعلومات تتضمن أيضاً أنه تعرض عام 1942 للمطاردة إبان الحرب العالمية الثانية واحتلال الفرنسيين لباريس فهرب إلى سويسرا، حيث احتجز في مخيم للاجئين، وأنه بتدخل عالم النفس السويسري الشهير جان بياجيه أتيح له تغيير وضعه وإكمال دراسته في جامعة زيورخ.
وكان بياجيه قد عرفه قبل احتجازه فيما يبدو حيث عمل معه مساعد باحث فأدرك ما يتمتع به لوسيان من ذكاء وإمكانات ثقافية وفكرية عالية. عاد الشاب بعد ذلك إلى باريس وقد انقشعت عنها غمة الاحتلال النازي ليواصل دراسته ويحصل على دكتوراه ثانية من السوربون عام 1956.
في عام 1958 صار مديراً للدراسات في القسم السادس من مدرسة الدراسات العملية العليا وبعد ذلك بثلاثة أعوام أسس معهده البحثي الخاص باسم مركز الأبحاث الاجتماعية والأدبية في جامعة بروكسل الحرة، وهي الوظيفة التي شغلها حتى وفاته المبكرة نسبياً عام 1970.
هذا المهاد الإثني والاجتماعي وتلك الظروف من المعاناة الشخصية والسياسية يصعب أن نتخيل عدم تأثيرها البتة في توجهات غولدمان الفكرية والبحثية. وحاله في ذلك حال غيره بطبيعة الحال. بل إن غولدمان من أبرز المفكرين والنقاد الذين لفتوا انتباه الباحثين إلى العلاقة المهمة التي تقوم بين المفكر أو الناقد أو الباحث، من ناحية، وانتمائه، من ناحية أخرى، ليس إلى مجتمع بأكمله وإنما إلى فئة بعينها، وذلك من خلال تركيزه على الجانسينية إلى جانب تطويره للمنهج البنيوي التكويني وما يتصل بهذين الجانبين من مفاهيم.
لقد عانت الجماعة اليهودية في رومانيا مثل غيرها من الجماعات اليهودية في أوروبا من الاضطهاد طوال تاريخها الذي يعود إلى الهجرات الأولى في القرن الثاني الميلادي. غير أن القرن التاسع عشر شهد تثبيت قانون معادٍ لليهود (للسامية) في رومانيا سمح بموجبه بمصادرة أملاكهم وممارسة أشد الأساليب وحشية ضدهم. ثم تضاعف ذلك مع الاحتلال النازي إبان الحرب العالمية الثانية. و
كان من الطبيعي أن ينعكس ذلك على مشاعر تلك الأقلية الإثنية في بلد أقامت فيه قروناً واختلفت ديانة وأصولاً عرقية. كما كان من الطبيعي أيضاً أن يعبر فرد من أفراد تلك الجماعة عن الموقف العام لتلك الفئة تجاه عالم يضطهدها ورؤيتها هي لذلك العالم. تقول الباحثة البريطانية ماري إيفانز إن شعور غولدمان بالأمن كان هشاً «لأنه بوصفه رومانياً ويهودياً كان تحت خطر مضاعف من جراء الغزو الألماني».
استحضار ذلك السياق التاريخي الإثني يكتسب مشروعيته حين نتذكر أن غولدمان اختار لبحثه جماعة دينية عانت من الرفض وواجهت الاضطهاد في صور طرد من المؤسسة الدينية التي تنتمي إليها بسبب رؤيتها التي عدتها المؤسسة هرطقة تسيء للكاثوليكية. اختيار غولدمان للجماعة المعروفة بالجانسينيين Jansenists التي ظهرت أواسط القرن السابع عشر وامتدت حتى القرن الثامن عشر، ودراسته لعلاقة أفكار تلك الجماعة بالفكر الفلسفي للفيلسوف الفرنسي باسكال ومسرحيات راسين في القرن السابع عشر، يطرحان أسئلة حول رؤية غولدمان نفسه لانتماءاته هو تطبيقاً لأطروحته النقدية نفسها. فإذا كان الفكر والأدب يتأثران بالآيديولوجيات والأوضاع الدينية والاجتماعية المحيطة بهما، كما هي أطروحة غولدمان البنيوية التكوينية، فمن المشروع طرح التساؤل حول علاقة الفكر النقدي والفلسفي الذي يتبناه الناقد بالمؤثرات الآيديولوجية والاجتماعية والسياسية المحيطة به أو الكامنة في خلفيته.
يقول غولدمان إن رؤية الجانسينيين الفرنسيين كما تتمثل في أعمال باسكال وراسين، إلى جانب الفلسفة الكانطية في ألمانيا، هي رؤية مأساوية تأسست على الوعي بالمخاطر المحتملة من الانسياق وراء الفكر الإمبيريقي والعقلاني الذي أشاعته التوجهات العلمية التجريبية، كما عند فرانسيس بيكون، إلى جانب فلسفات ديكارت وجون لوك وغيرهما. ذلك الوعي المأساوي نتاج جماعة محددة وعت المخاطر المحيطة، ولنا أن نقرأ ذلك الوعي في سياق الظروف التي عاشها غولدمان نفسه، ففي كتابه «الإله الخفي» نجده يقول: «في فرنسا القرن السابع عشر وألمانيا القرن الثامن عشر أدى صعود الفكر العلمي وكفاءته التقنية الأعلى حتماً والمصاحبة له، إلى جانب صعود العقلانية والأخلاق النسبية، إلى إطلاق باسكال صرخته التحذيرية في (الأفكار) وكانط لفلسفته النقدية». هنا مرة أخرى كان الفكر المأساوي هو الذي أدان العلامات التي أشارت إلى أزمة عميقة في علاقة الإنسان بالعالم وبغيره من بني الإنسان كما أشارت إلى المخاطر الناجمة عن – أو بالأحرى التي كانت على وشك أن تنتُج عن – تقدم الإنسان عبر طريق بدا وما يزال يبدو للكثيرين غنياً وواعداً بالكثير.
صرخة باسكال يمكن أن تكون صرخة غولدمان، وصعود العقلانية والإمبيريقية في القرنين السابع عشر والثامن عشر يمكن أن يكون صعود النازية وما تأسست عليه من آيديولوجيات عنصرية وعلموية. لم يكن اختيار الحركة الجانسينية مجرد اختيار تاريخي فلسفي أو نتيجة لمجرد الإعجاب بباسكال أو راسين، وإنما كان إبرازاً لحركة تمرد فكري داخل الكنيسة الكاثوليكية وصرخة تحذير تجاه خطر قادم. ذلك التمرد وتلك الصرخة، صرخة جماعة إثنية، وتحذير مفكر ينتمي إلى تلك الجماعة في خضم تطورات خطيرة، تم ذلك الاختيار في أثناء تصاعدها وبين نتائجها.


مقالات ذات صلة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

يوميات الشرق «تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر  في تشجيع الشباب على القراءة

«تيك توك» أكثر جدوى من دور النشر في تشجيع الشباب على القراءة

كشفت تقارير وأرقام صدرت في الآونة الأخيرة إسهام تطبيق «تيك توك» في إعادة فئات الشباب للقراءة، عبر ترويجه للكتب أكثر من دون النشر. فقد نشرت مؤثرة شابة، مثلاً، مقاطع لها من رواية «أغنية أخيل»، حصدت أكثر من 20 مليون مشاهدة، وزادت مبيعاتها 9 أضعاف في أميركا و6 أضعاف في فرنسا. وأظهر منظمو معرض الكتاب الذي أُقيم في باريس أواخر أبريل (نيسان) الماضي، أن من بين مائة ألف شخص زاروا أروقة معرض الكتاب، كان 50 ألفاً من الشباب دون الخامسة والعشرين.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق «تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

«تيك توك» يقلب موازين النشر... ويعيد الشباب إلى القراءة

كل التقارير التي صدرت في الآونة الأخيرة أكدت هذا التوجه: هناك أزمة قراءة حقيقية عند الشباب، باستثناء الكتب التي تدخل ضمن المقرّرات الدراسية، وحتى هذه لم تعد تثير اهتمام شبابنا اليوم، وهي ليست ظاهرة محلية أو إقليمية فحسب، بل عالمية تطال كل مجتمعات العالم. في فرنسا مثلاً دراسة حديثة لمعهد «إبسوس» كشفت أن شاباً من بين خمسة لا يقرأ إطلاقاً. لتفسير هذه الأزمة وُجّهت أصابع الاتهام لجهات عدة، أهمها شبكات التواصل والكم الهائل من المضامين التي خلقت لدى هذه الفئة حالةً من اللهو والتكاسل.

أنيسة مخالدي (باريس)
يوميات الشرق آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

آنية جزيرة تاروت ونقوشها الغرائبية

من جزيرة تاروت، خرج كم هائل من الآنية الأثرية، منها مجموعة كبيرة صنعت من مادة الكلوريت، أي الحجر الصابوني الداكن.

يوميات الشرق خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

خليل الشيخ: وجوه ثلاثة لعاصمة النور عند الكتاب العرب

صدور كتاب مثل «باريس في الأدب العربي الحديث» عن «مركز أبوظبي للغة العربية»، له أهمية كبيرة في توثيق تاريخ استقبال العاصمة الفرنسية نخبةً من الكتّاب والأدباء والفنانين العرب من خلال تركيز مؤلف الكتاب د. خليل الشيخ على هذا التوثيق لوجودهم في العاصمة الفرنسية، وانعكاسات ذلك على نتاجاتهم. والمؤلف باحث وناقد ومترجم، حصل على الدكتوراه في الدراسات النقدية المقارنة من جامعة بون في ألمانيا عام 1986، عمل أستاذاً في قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة اليرموك وجامعات أخرى. وهو يتولى الآن إدارة التعليم وبحوث اللغة العربية في «مركز أبوظبي للغة العربية». أصدر ما يزيد على 30 دراسة محكمة.

يوميات الشرق عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

عمارة القاهرة... قصة المجد والغدر

على مدار العقود الثلاثة الأخيرة حافظ الاستثمار العقاري في القاهرة على قوته دون أن يتأثر بأي أحداث سياسية أو اضطرابات، كما شهد في السنوات الأخيرة تسارعاً لم تشهده القاهرة في تاريخها، لا يوازيه سوى حجم التخلي عن التقاليد المعمارية للمدينة العريقة. ووسط هذا المناخ تحاول قلة من الباحثين التذكير بتراث المدينة وتقاليدها المعمارية، من هؤلاء الدكتور محمد الشاهد، الذي يمكن وصفه بـ«الناشط المعماري والعمراني»، حيث أسس موقع «مشاهد القاهرة»، الذي يقدم من خلاله ملاحظاته على عمارة المدينة وحالتها المعمارية.

عزت القمحاوي

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

طرد مُعلم بريطاني من مدرسة لعرضه مقاطع فيديو لترمب على الطلاب

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

اتُّهم مُدرّس في مدرسة بريطانية بتعريض الأطفال للخطر، وأُحيل إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي بعد عرضه مقاطع فيديو للرئيس الأميركي دونالد ترمب على طلابه في حصة السياسة الأميركية.

وصرح المُدرّس، وهو في الخمسينيات من عمره، لصحيفة «التلغراف» بأنه «شُبّه بالإرهابي» بعد عرضه مقاطع الفيديو، بما فيها مقطع من حفل تنصيب ترمب، على طلاب المرحلة الثانوية.

وقد أبلغت كلية هينلي، وهي مدرسة ثانوية في هينلي أون تيمز، أوكسفوردشاير، تضم أكثر من ألفي طالب، عن مُحاضر العلوم السياسية وأحيل إلى هيئة حماية الطفل المحلية، التي خلصت إلى أن إحالة الأمر إلى برنامج مكافحة الإرهاب الحكومي تُعدّ «أولوية».

اتُّهم المعلم بالتسبب في «أذى نفسي» لطلابه في المرحلة الثانوية، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً. وفي وثيقة اطلعت عليها صحيفة «التلغراف»، أشار مسؤولون محليون معنيون بحماية الطفل إلى أن عرض مقاطع الفيديو قد يرقى إلى مستوى «جريمة كراهية».

دفعت هذه الادعاءات الغريبة المعلم، الذي حصل على شهادته في منتصف التسعينيات، إلى رفع دعوى قضائية ضد الكلية. وفي تسوية تفاوضية، حصل الرجل على تعويض قدره ألفا جنيه إسترليني (ألفين و697 دولاراً) بعد أن أجبرته فعلياً على الاستقالة من وظيفته التي كان يتقاضى عنها 44 ألف جنيه إسترليني سنوياً - أي نحو 59 ألف دولار.

ويعتقد اتحاد حرية التعبير أن القوانين التي تهدف إلى حماية الأطفال من القتلة والمغتصبين تُستخدم بشكل خاطئ لملاحقة البالغين ذوي الآراء غير الرائجة. وقال الاتحاد إن قضية المعلم مثال واضح على «استغلال بروتوكولات حماية الطفل كسلاح لإسكات شخص ما لأسباب سياسية».

وقال المعلم، الذي فضل عدم الكشف عن هويته: «لقد شبهوني بالإرهابي. كان الأمر صادماً للغاية. إنه أشبه بكابوس، كأنه مشهد من رواية...».

تُظهر وثائق اطلعت عليها صحيفة «التلغراف» كيف بدأت كلية هينلي تحقيقاتها في يناير (كانون الثاني) 2025 بعد أن تقدم اثنان من طلاب المحاضر بشكاوى. وقد اتُّهم المحاضر بالتدريس «المتحيز» و«غير ذي الصلة بالموضوع».

ذكرت الكلية في رسالة بريد إلكتروني رسمية بتاريخ 28 يناير أنه زُعم أنه «عرض على طلابه مقاطع فيديو لدونالد ترمب وحملته الانتخابية ودعايته، بالإضافة إلى مقاطع فيديو أخرى لا صلة لها بما يُدرَّس».

ثم أفادت الكلية بأن أحد مقاطع الفيديو «أثار انزعاجاً شديداً لدى أحد الطلاب».

قال المعلم: «كان الأمر مرعباً، لا يُصدق. كنا نناقش الانتخابات الأميركية، وكان ترمب قد فاز للتو، وعرضتُ مقطعي فيديو من حملة ترمب. وفجأة، اتُّهمتُ بالتحيز. قال أحد الطلاب إنه شعر باضطراب نفسي، وادعى أنه عانى من كوابيس».

وعندما سُئل عما إذا كان متطرفاً يمينياً، أجاب المعلم، وهو مؤيد للحزب الجمهوري لكنه يُصر على أن آراءه معتدلة: «لستُ متطرفاً».


ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
TT

ماسبيرو يحظر ظهور العرافين والمنجمين

أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)
أحمد المسلماني (الهيئة الوطنية للإعلام)

أعلنت الهيئة الوطنية للإعلام عن حظر استضافة العرافين والمنجمين على شاشات القنوات التابعة لها، أو عبر أثير إذاعاتها المختلفة، أو بوابتها الإلكترونية، أو عبر مجلة الإذاعة والتلفزيون التابعة لها.

وأكد رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أحمد المسلماني، على استمرار سياسة الهيئة بشأن حظر استضافة العرافين والمنجمين في جميع إذاعات وقنوات الهيئة، وكذلك موقع الهيئة ومجلة الإذاعة والتلفزيون.

ودعا المسلماني إلى استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي وقواعد المنطق، ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والأكاديميين والمثقفين، وفق بيان للهيئة، الخميس.

ودعا رئيس «الهيئة الوطنية للإعلام» للابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، وعدّ أنهم «يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

وخلال موسم رأس السنة ومع قرب بداية كل عام يتم الترويج عبر فضائيات متنوعة لتوقعات المنجمين والعرافين الذين نالوا شهرة كبيرة خلال الأعوام الماضية. وقال الناقد الفني والإعلامي، أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه البرامج تجد شهرة واسعة وكبيرة في الفضائيات الأخرى، بل إن فضائيات تعتمد على فقرات ثابتة مع بدايات العام، بحيث يعتمد عليها في الريتش والترند، بحجة إعطاء الأمل أو حتى الأخبار المشوقة».

وترى الدكتورة سارة فوزي، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن «نشر التنجيم والدجل والتنبؤات أمر مرفوض؛ لأنه يؤثر على الرأي العام بشكل كبير»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «قرار ماسبيرو بمنع المنجمين والعرافين سليم تماماً، لحماية الوعي وحماية التفكير سواء النقدي أو العلمي»، وأشارت إلى الجانب الديني أيضاً، وأن «ممارسات العرافين والمنجمين محرّمة في الديانات السماوية».

وأكدت دار الإفتاء المصرية على تحريم التنجيم والعرافة، وذكرت في فتوى على موقعها الإلكتروني أن «المنجِّم يدعي علم الغيب، وليس له التحقُّق من ذلك، وإن وقع ما تَنَبَّأ به، فهو كاذب في ادِّعاء علمه، والتنجيمُ أمر مُحَرّم شرعاً، فهو نوع من الكهانة، ويؤول إلى ادِّعاء عِلم الغيبِ الذي استَأثَر الله به».

أما عن حظر التلفزيون المصري لظهور العرافين والمنجمين، فهذا ما يراه سعد الدين «حفاظاً على الذوق العام، والعادات والتقاليد، ومحددات المجتمع»، ومن ثم يرى أن «منع ظهور العرافين قرار صائب تماماً ، يحافظ على تقاليد ماسبيرو التي تربت عليها الأجيال».

فيما تؤكد الدكتورة سارة فوزي أستاذة الإعلام أن «حظر ظهور العرافين والمنجمين يحمي المجتمع من مخاطرهم ومن الانسياق وراء الدجل والخرافات، خصوصاً مع وجود نسبة أمية كبيرة، ومن ثم هناك شرائح يمكن أن تنساق وراء هذه الأمور».


«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
TT

«طلاق» عمرو أديب ولميس الحديدي يخطف الاهتمام بمصر

خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)
خلال آخر ظهور للثنائي في خطوبة نجلهما (فيسبوك)

تصدر خبر طلاق الإعلامي عمرو أديب والإعلامية لميس الحديدي «التريند» في مصر بعد وقت قصير من إعلان الخبر، وتأكيده عبر وسائل إعلام محلية عقب أسابيع من الشائعات.

جاء الطلاق الرسمي، بعد زواج استمر أكثر من 25 عاماً في هدوء وبناءً على طلب الإعلامية لميس الحديدي، وفق مصادر مقرَّبة لها تحدثت لـ«الشرق الوسط». فيما لم يسجل الثنائي أي تعليقات بحساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي رغم انخراطهما في النقاشات العامة بشكل مستمر.

ويطل الثنائي على الشاشة من خلال برنامجي «توك شو»؛ إذ تظهر لميس الحديدي عبر قناة «النهار» من خلال برنامج «الصورة»، فيما يطل عمرو أديب من خلال برنامج «الحكاية» عبر قناة «إم بي سي مصر»، ويوجد البرنامجان ضمن قوائم الأعلى مشاهدة عادةً بين برامج «التوك شو» وفق استطلاعات الرأي.

وتصدر اسم عمرو أديب ولميس الحديدي بشكل منفصل منصة «إكس» في مصر فور إعلان الخبر مع تدوينات عدة مرتبطة بالطلاق جرى إعادة نشرها.

جاء إعلان الانفصال لوسائل الإعلام بعد أسابيع من الشائعات التي لاحقت علاقة الثنائي، وتردد أنها شهدت توترات وشائعات انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وتجاهلها الثنائي بشكل كامل ولم يتم التعليق عليها.

نشأت قصة الحب بين الثنائي الإعلامي عمرو أديب ولميس الحديدي خلال عملهما في الصحافة في تسعينات القرن الماضي معاً، بعد انفصال عمرو أديب عن زوجته الأولى، وفق أحاديث أدلى بها الثنائي في لقاءات سابقة، فيما كانت نقطة الخلاف الوحيدة المعلنة بينهما مرتبطة بالتشجيع الكروي، حيث يُعرف عمرو أديب بتشجيع نادي الزمالك بينما تشجع لميس الحديدي النادي الأهلي.

وتحدثت لميس الحديدي عن رغبة عمرو أديب في الارتباط به عدة مرات قبل إعلان الزواج وقيامه بإبعاد كل من يحاول الارتباط بها قبل زواجهما رسمياً.

وعَدّ الخبير في الإعلام الرقمي و«السوشيال ميديا» معتز نادي، التزام الثنائي الصمت عبر مواقع التواصل لأسباب عدة «من بينها شهرتهما على نطاق واسع ليس في مصر فقط بل في العالم العربي، بالإضافة إلى سابقة تناول الثنائي العديد من الأخبار المماثلة عن الانفصال في برامجهما».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «أخبار زيجات وانفصال المشاهير عادةً ما تكتسب زخماً (سوشيالياً) وتلقى رواجاً وتفاعلاً فور الإعلان عنها لكن استمرار الأمر يختلف من شخص لآخر»، لافتاً إلى أن أولى حلقات الثنائي الإعلامي في برنامجيهما ستكون محل متابعة مكثفة أيضاً وسيكون لها بروز على مواقع التواصل سواء تم التطرق إلى الأمر أم لا منهما.

كان آخر ظهور للثنائي عمرو أديب ولميس الحديدي في خطوبة نجلهما الوحيد عمر التي أُقيمت الشهر الماضي في أجواء عائلية واقتصر الحضور بها على والدَي العروسين.