المحلل العسكري

يقول البعض إن القنبلة النوويّة أزعجت تركيبة العالم القديم وأسسه. وغيّرت قواعد السلم والحرب. فهي أدخلت عامل قوّة جديداً، ضرب كل موازين القوّة القديمة.

تستمرّ أوكرانيّا بجس النبض على طول الجبهة، لكنها خفّفت من محاولات الخرق لأنها مُكلفة، وعادة تلجأ الجيوش إلى الحلول التكتيكية كتعويض عن الخلل التقنيّ - العدديّ.

نتيجة الميدان العسكريّ هي التي تقرّر وترسم صورة الصراع المستقبليّ. الحرب الأوكرانيّة هي الاستثمار غير المسبوق للغرب. هي المطحنة التي تستنزف قدرات روسيا.

في حربه على أوكرانيا، زلزل الرئيس بوتين منظومة كانت شبه مستقرّة اسمها حلف الناتو، كما غيّر البيئة الأمنيّة والاستراتيجيّة في كلّ أوروبا.

كلّ هذه الأسلحة الغربيّة، تقاتل بعضها مع بعض وبنفس الوقت، ومن قبل جيش واحد هو الجيش الأوكرانيّ (Combined Arms Army)، وبتدريب من الغرب ككلّ.

حتى الآن، اتّبع الغرب تجاه تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، استراتيجيّة «الضفدع المغليّ».

هل ينطبق على يفغيني بريغوجين القاعدة التي تقول: «مَنْ تعجّل شيئاً قبل أوانه عوقب بحرمانه»؟ وهل كان ممكناً أن يتحدّى بريغوجين الرئيس بوتين في انتخابات 2024؟

أظهر تمرد «فاغنر» الذي جرى إحباطه أن الفكر الجيوسياسيّ للرئيس بوتين، لم يتطابق مع فكر وكفاءة الدائرة الصغرى من حوله، من قيادات عسكريّة ومستشارين.