أنطوان الحاج
غيّرت الحرب في أوكرانيا معادلات كثيرة قائمة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، منها ما كان متوقعاً أن يتغير بعدما وضعت الحرب الباردة أوزارها في العقد الأخير من القرن العشرين، ومنها ما كان يُعتقد أنه سيبقى ثابتاً وبعيداً عن التحولات الاستراتيجية. إذا كان الزلزال الأوكراني قد حرّك «الصفائح التكتونية» في أوروبا فهذا أمر مفهوم، لأن القارة القديمة هي مسرح هذه الحرب ولا مفرّ من أن تطالها التداعيات بشكل مباشر، فإن المفاجئ هو وصول الآثار العميقة إلى أماكن بعيدة يُفترض أن تكون بمنأى عن التبدلات العميقة. لكن ها هي اليابان المهزومة في الحرب العالمية الثانية والتي اعتمدت على مدى عقود طويلة سياسة سلمية بعدم
عدّد الجنرال الأميركي في سلاح الجوّ مايكل مينيهان الأخطار العالية لنشوب حرب مع الصين عام 2025 بسبب تايوان، ودعا إلى تكثيف تدريب الجنود على القتال. وفي الأسباب «الموجبة» للحرب، اعتبر أن الرئيس الصيني شي جينبينغ يملك الدافع والفرصة في العام 2025 لغزو الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءاً من الصين وتؤكد دائماً أنها ستستعيدها بطريقة أو بأخرى. رأى مينيهان أنّ الانتخابات التايوانية عام 2024 ستعطي شي سببًا للتحرّك، خصوصاً أنّ السباق الرئاسي للوصول إلى البيت الأبيض في العام نفسه، سيوفّر أيضًا للصين فرصة واسعة للتحرك مع تركّز الاهتمامات الأميركية في الداخل. تمكنت الصين الشيوعية والولايات المتحدة على مدى عقود
ترددت على مدى سنوات فكرة تحقيق الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي عبر تعزيز صناعة الدفاع الأوروبية وتعزيز الإنفاق الدفاعي. وذهب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ انتخابه في ولايته الأولى عام 2017 أبعد من ذلك داعياً إلى إنشاء جيش أوروبي والتخلي عن الاعتماد على حلف شمال الأطلسي (ناتو) حيث الكلمة الفصل في معادلة الأحجام هي دائما للولايات المتحدة. وقد لاقته في ذلك إلى حد ما المستشارة الألمانية وقتذاك أنجيلا ميركل... قال ماكرون:«أريد أن أقيم حوارًا أمنيًا حقيقيًا مع روسيا، وهي دولة أحترمها، دولة أوروبية.
<div class="rtejustify">ليس مفاجئاً على الإطلاق عقد مقارنات بين ما حصل في البرازيل من اقتحام لمقرات الحكم الفدرالي في العاصمة برازيليا يوم الثامن من يناير (كانون الثاني) 2023 واقتحام الكونغرس الأميركي في واشنطن يوم السادس من يناير 2021، فالطيف الطاغي في الحدثَين واحد: رئيس مثير للجدل يرفض التسليم بخسارته الانتخابات وترك خلفه يحكم وفق الأصول الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة... ولعل الفرق بين الواقعتين هو أن المقتحمين في الأولى كانوا مجموعة من «المحترفين» المنتمين بشكل أساسي إلى مجموعة «براود بويز» (وتعني الأولاد الفخورين) اليمينية المتطرفة المقتصرة عضويتها على الذكور والمؤمنة بالتفوق العرقي، فيما كان المقتحمون البرازيلي</div>
في خضم الحرب الأوكرانية التي بلغت شهرها العاشر، تنطلق شرارات مقلقة من البلقان، تلك المنطقة الواقعة في جنوب شرق أوروبا والمثقلة بتاريخ النزاعات بين عوالم الجبابرة السابقين والحاليين.
واصل شي جينبينغ السياسة التي انتهجها سابقوه منذ قررت الصين التحرر من النظرة الضيقة إلى الحكم الشيوعي لتنتهج ما تمكن تسميته «شيوعية رأسمالية» (أو رأسمالية موجَّهة من الدولة)، أي اقتصاد متوثّب ينمو بسرعة كبيرة، في ظل نظام سياسي صارم يتولاه حزب واحد يحكم ملياراً و400 مليون شخص. والحقيقة أن الرجل الذي يجلس على الكرسيّ الأول نجح في ولايتيه الأولى والثانية في القضاء على الفقر المدقع، وعالج جزئياً الدور السلبي للصين في التسبب بالتغيّر المناخي، وحارب الفساد الذي كان مستشرياً في البلاد، وبالطبع حقق الاقتصاد في عهده قفزات كبيرة على الرغم من التحديات والصعاب خصوصاً في فترة الجائحة التي لفّت العالم.
أما وقد فاز اليمين الإيطالي بالانتخابات وسيطر على مجلسَي البرلمان، وصارت زعيمة «أخوة إيطاليا» جورجيا ميلوني (45 عاماً) المرشحة الطبيعية لرئاسة الوزراء بما أن حزبها هو طليعة التحالف اليميني، تكثر التساؤلات عن انعكاسات ذلك على أوروبا ومستقبل الاتحاد الأوروبي، خصوصاً أن الاتجاه اليميني المتشدد يكبر في القارة في ظل الحرب الأوكرانية وتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. ليست إيطاليا رقماً عادياً في المعادلة الأوروبية، فهي صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وفرنسا، ويزيدها «أهمية» أن دينها العام هائل يساوي 150 في المائة من ناتجها الإجمالي البالغ 1.88 تريليون دولار.
منذ بداية الحرب في أوكرانيا يوم دخلت قوات روسية أراضيها في 24 فبراير (شباط) الماضي، تتوالى الأخبار الاقتصادية السلبية في بقاع عديدة من العالم، لكن معظمها وأكثرها قتامة يتركز في أوروبا، المسرح الأول للحرب وتداعياتها الاقتصادية المباشرة. يضطر الأوروبيون اليوم للتعامل مع وقائع وتدابير لم تعرفها الأجيال التي ولدت بعد الحرب العالمية الثانية، وحتماً تلك التي ولدت بعد نهاية الحرب الباردة في بداية التسعينات من القرن العشرين وعاشت على وقع وعود وردية بالسلام والازدهار وانفتاح الأمم بعضها على بعض، وإن مع استثناءات كان أبرزها حرب البوسنة (1992 – 1995) إثر تفكّك الاتحاد اليوغوسلافي. من يقرأ الماضي والحاضر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة