«سوق الفن والتصميم» يبرز المواهب السعودية في أسبوع مسك للفنون 2025

يسلّط الضوء على تجارب فنية معاصرة تستلهم الهوية الوطنية

فعالية تمتد على مدى 6 أيام لدعم الفنانين السعوديين والعالميين (الشرق الأوسط)
فعالية تمتد على مدى 6 أيام لدعم الفنانين السعوديين والعالميين (الشرق الأوسط)
TT

«سوق الفن والتصميم» يبرز المواهب السعودية في أسبوع مسك للفنون 2025

فعالية تمتد على مدى 6 أيام لدعم الفنانين السعوديين والعالميين (الشرق الأوسط)
فعالية تمتد على مدى 6 أيام لدعم الفنانين السعوديين والعالميين (الشرق الأوسط)

مشاركات سعودية مبتكرة، ضمها «سوق الفن والتصميم» الذي انطلق ضمن فعاليات النسخة التاسعة من «أسبوع مسك للفنون» في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض، وحظي بإقبال من هواة وعشاق الفن، للاستمتاع بجولة زاخرة بالفنون.

وأطلق معهد مسك للفنون، التابع لمؤسسة محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، النسخة التاسعة من «أسبوع مسك للفنون» في فعالية تمتد على مدى 6 أيام، حيث تعد المنصة الرائدة لدعم الفنانين السعوديين والعالميين، وضم أكثر من 90 فناناً في مختلف المجالات، من خلال المعارض، وورش العمل، والبرامج التعليمية، وسوق الفن والتصميم، والعروض الحية.

ويأتي الحدث بدعم من مبادرة عام الحرف اليدوية، بالتعاون مع وزارة الثقافة وهيئة التراث، لتقديم الحرف التقليدية السعودية في تجارب معاصرة، وتعزيز تمكين الحرفيين ودعم إنتاجهم.

فعاليات النسخة التاسعة من «أسبوع مسك للفنون» في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض (الشرق الأوسط)

وفي جناحها الخاص، تستقبل نوف الصالح مجموعة من الزوار، اجتذبتهم أعمالها الفريدة التي تتمحور حول إعادة صياغة الأمثال الشعبية بصرياً من خلال الخط العربي وتقنيات التايبوغرافي.

وأوضحت الصالح أن الفكرة نشأت قبل عامين حين استوقفها المثل النجدي «خشمك منك ولو هو أعوج»، فبدأت في البحث عن كيفية تجسيده بصرياً عبر الخط العربي والرسومات، ليكون ذلك العمل انطلاقة مشروع فني قائم على تحويل الأمثال من إرث شفهي إلى تعبيرات بصرية معاصرة.

أعمال نوف الصالح تستند إلى إعادة صياغة الأمثال الشعبية بصرياً من خلال الخط العربي (الشرق الأوسط)

وقالت نوف الصالح لصحيفة «الشرق الأوسط»: «كان اهتمامي الأول منصبّاً على المخطوطات العربية، ومن خلالها سعيت إلى تقديم الأمثال الشعبية بصيغة فنية تستحضر روح الموروث ولكن بقراءة حديثة»، مضيفةً أن مشاركتها في «أسبوع مسك للفنون» هي الأولى، واصفةً التجربة بأنها مفعمة بالحيوية، وذات بيئة ملهمة تتيح للفنانين مساحة واسعة للتفاعل مع الجمهور.

وتحمل الصالح درجة البكالوريوس في الفنون من جامعة الملك سعود، والماجستير في الهويات البصرية للمدن، وقدمت خلال مشاركتها مجموعة من المنتجات الفنية المطبوعة على الأوشحة، والكتب الفنية، والحقائب، والملصقات، وذلك في إطار سعيها إلى إحياء الأمثال الشعبية بصرياً وربطها بذاكرة الجيل الجديد.

وتابعت: «خلال بحثي وجدت أن كثيراً من الأمثال موثَّقة أدبياً في الكتب، لذا حرصت على توثيقها فنياً من خلال الرسم والتايبوغرافي، وهو ما لقي تفاعلاً كبيراً من الزوار الذين يتعرفون في هذه الأعمال على جزء من ذاكرتهم الثقافية».

يضم الأسبوع أكثر من 90 فناناً في مختلف المجالات (الشرق الأوسط)

من جهته، شارك فهد العمار، نائب الجمعية السعودية للفنون، في سوق الفن والتصميم، عبر مجموعة من الأعمال التي تستلهم مفردات البيئة السعودية، في مقدمتها الخيل العربي والنخلة، ويؤكد العمار أن «أسبوع مسك للفنون» يمثل منصة قومية تجمع الفنانين من مختلف الثقافات.

وقال العمار لصحيفة «الشرق الأوسط»: «يمثل (أسبوع مسك للفنون) فرصة مهمة للمجتمع للتعرف على الفنون المحلية، كما يتيح للزوار من خارج المملكة الاطلاع على ملامح الهوية البصرية السعودية».

وأشار إلى أن الاهتمام بالفنون شهد تطوراً كبيراً في السنوات الأخيرة تماشياً مع رؤية 2030.:

وأردف: «على الرغم من وجود اهتمام سابق بالفنون، فإن المرحلة الحالية تشهد تقدماً واضحاً في الوعي الفني، ومن المتوقع أن يتزايد حضور الفنانين السعوديين على المستوى العالمي».

وتركز أعمال العمار على الخيل العربي بوصفه رمزاً للقوة والرفعة والكرامة، ويقول إن المبالغة في الاستطالة التي يوظفها في أعماله تحمل دلالات على «العزة والشموخ والطموح»، كما تحضر النخلة في أعماله دلالةً على «النماء والجذور الراسخة»، لتشكل مع الخيل بناءً بصرياً يعبر عن الهوية السعودية ضمن سياق فني معاصر.

فهد العمار ومجموعة من الأعمال التي تستلهم مفردات البيئة السعودية (الشرق الأوسط)

يذكر أن «أسبوع مسك للفنون» رسخ مكانته بوصفه منصة رائدة لدعم الإبداع والاحتفاء بالفنانين بوصفهم سفراء لمجتمعاتهم، وبناء مجتمع فني مزدهر، وتعزيز حضور المملكة على الخريطة الإبداعية الإقليمية والدولية، وذلك منذ انطلاقه عام 2017.

ويجمع الحدث في نسخته الحالية بين المعارض الفنية، والورش التطبيقية، والبرامج التعليمية، وسوق الفن والتصميم، ووفرت الفعالية منصة للتواصل المباشر بين الفنانين والجمهور، ما يعزز من انتشار الثقافة الفنية المحلية وربطها بالهوية الوطنية، وعكست هذه النسخة الهوية السعودية من خلال أعمال فنانين يستلهمون التراث المحلي ويقدمونه بقراءات معاصرة.


مقالات ذات صلة

محمد بن سلمان وغوتيريش يبحثان المستجدات الدولية

الخليج ولي العهد السعودي لدى لقائه الأمين العام للأمم المتحدة في الرياض أمس (واس)

محمد بن سلمان وغوتيريش يبحثان المستجدات الدولية

التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في الرياض، أمس (الأربعاء)، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حيث استعرض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق 5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)

تسهيلات ائتمانية لدعم منشآت ثقافية سعودية بـ17 مليون دولار

وقّع الصندوق الثقافي السعودي 5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي» بقيمة تتجاوز 63 مليون ريال (16.8 مليون دولار) لتمويل عدة مشاريع ثقافية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان والوزيرة إيفيت كوبر (الخارجية السعودية)

وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان المستجدات

ناقش الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي مع نظيرته البريطانية إيفيت كوبر، المستجدات الإقليمية والدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير سعود بن مشعل لدى ترؤسه الاجتماع في مكة المكرمة الأربعاء (إمارة المنطقة)

سعود بن مشعل: خدمة المقدسات وقاصديها على هرم أولويات السعودية

أكّد الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أن السعودية منذ تأسيسها «أولت خدمة المقدسات وقاصديها اهتماماً خاصاً، وجعلتها على هرم الأولويات».

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
يوميات الشرق الممثل البريطاني أنتوني هوبكنز على مسرح المهرجان (تصوير: إيمان الخطاف)

أيقونة السينما أنتوني هوبكنز في «البحر الأحمر»: حياتي تتجاوز ما توقعته

بعد مسيرة سينمائية حافلة قاربت الـ6 عقود، اعتلى أسطورة التمثيل العالمي أنتوني هوبكنز خشبة مسرح مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، مساء الأربعاء.

إيمان الخطاف (جدة)

بعد دخول الحظر حيز التنفيذ… أستراليا تطالب المنصات بكشف حسابات ما دون 16 عاماً

 فتى يبلغ من العمر 13 عاماً داخل منزله وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه المحمول في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب)
فتى يبلغ من العمر 13 عاماً داخل منزله وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه المحمول في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب)
TT

بعد دخول الحظر حيز التنفيذ… أستراليا تطالب المنصات بكشف حسابات ما دون 16 عاماً

 فتى يبلغ من العمر 13 عاماً داخل منزله وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه المحمول في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب)
فتى يبلغ من العمر 13 عاماً داخل منزله وهو يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي على هاتفه المحمول في سيدني بأستراليا (أ.ف.ب)

طالبت السلطات الأسترالية، اليوم (الخميس)، بعضاً من أكبر منصات التواصل الاجتماعي في العالم بالكشف عن عدد الحسابات التي قامت بتعطيلها منذ دخول قانون حظر حسابات الأطفال دون سن 16 عاماً حيز التنفيذ، بحسب «أسوشييتد برس».

وقالت وزيرة الاتصالات، أنيكا ويلز، إن منصات «فيسبوك» و«إنستغرام» و«كيك» و«ريديت» و«سناب شات» و«ثريدز» و«تيك توك» و«إكس» و«يوتيوب» و«تويتش» أكدت جميعها أنها ستلتزم بالقانون الأسترالي، وهو الأول من نوعه في العالم، والذي بدأ تطبيقه يوم الأربعاء.

لكن رد شركات التكنولوجيا على أول طلب لبيانات من مفوضة السلامة الإلكترونية، جولي إنمان جرانت، سيشكل مؤشراً على مدى التزامها بمنع وجود الأطفال الصغار على منصاتها.

وقالت ويلز: «اليوم ستخاطب مفوضة السلامة الإلكترونية جميع المنصات الـ10 المصنفة منصات تواصل اجتماعي مقيدة بالعمر، وستسألها عن عدد الحسابات دون 16 عاماً في 9 ديسمبر (كانون الأول)، وعددها اليوم في 11 ديسمبر».

وأضافت أن المفوضة ستكشف عن ردود تلك المنصات خلال أسبوعين، وأن الشركات ستكون مطالبة بتقديم تحديثات شهرية لمدة 6 أشهر.

وتواجه الشركات غرامات تصل إلى 49.5 مليون دولار أسترالي (32.9 مليون دولار أميركي)، بدءاً من يوم الأربعاء، إذا فشلت في اتخاذ خطوات معقولة لإزالة حسابات الأطفال الأستراليين دون سن 16 عاماً.

وقالت ويلز إن المفوضية الأوروبية وفرنسا والدنمارك واليونان ورومانيا وإندونيسيا وماليزيا ونيوزيلندا تدرس السير على خطى أستراليا في تقييد وصول الأطفال إلى وسائل التواصل الاجتماعي.


تسهيلات ائتمانية لدعم منشآت ثقافية سعودية بـ17 مليون دولار

5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)
5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)
TT

تسهيلات ائتمانية لدعم منشآت ثقافية سعودية بـ17 مليون دولار

5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)
5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية وقَّعها الصندوق الثقافي خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الأربعاء (واس)

وقّع الصندوق الثقافي السعودي، الأربعاء، 5 اتفاقيات تسهيلات ائتمانية ضمن «التمويل الثقافي» بقيمة تتجاوز 63 مليون ريال (16.8 مليون دولار) لتمويل عدة مشاريع ثقافية.

جاء ذلك خلال «مؤتمر التمويل التنموي» الذي ينظمه صندوق التنمية الوطني بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات في الرياض، تحت رعاية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.

وتهدف هذه التسهيلات إلى دعم نمو مجموعة مشاريع مميزة تستهدف 4 قطاعات ثقافية فرعية تشمل: فنون العمارة والتصميم، والمسرح والفنون الأدائية، والموسيقى، والفنون البصرية.

تهدف الاتفاقيات دعم نمو مجموعة مشاريع مميزة تستهدف 4 قطاعات ثقافية فرعية (واس)

وتركَّز هذه المشاريع على عدة مجالات بينها: دعم البنى التحتية للقطاعات الثقافية كتأسيس معهد للموسيقى، وإنشاء مجمع إبداعي، إضافة إلى خدمات مساندة، وتطوير المواهب والكفاءات الوطنية.

وجاء ضمن المشاريع التي شملتها التسهيلات الائتمانية مجمع «صِفْر» الإبداعي؛ وهو وجهة ثقافية مبتكرة تحتضن المبدعين، وتوفر لهم بيئة متكاملة للإنتاج والتطوير.

ويُسهم المجمع في تعزيز البنية التحتية الثقافية عبر منظومة متكاملة تدعم العمل الإبداعي، وبرامج تُعنى بتمكين المواهب والقطاع، ليكون منصة تُثري المشهد الثقافي، وتفتح آفاقاً أوسع للابتكار والإنتاج المحلي.

شملت التسهيلات الائتمانية مجمع «صِفْر» الإبداعي الذي يوفر بيئة متكاملة للإنتاج والتطوير (واس)

ويأتي توقيع الصندوق لهذه التسهيلات الائتمانية ضمن دوره باعتباره مركزاً للتميز والتمكين المالي في القطاع الثقافي، وجزءاً من دعمه للمنشآت متناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة، لتعزيز دورها في تنويع الاقتصاد الوطني، وتنمية المواهب الثقافية، ورفع جودة الحياة؛ إسهاماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».


عمره 415 ألف سنة... علماء يعثرون على أقدم دليل لإشعال الإنسان النار

موقع تنقيب عن رواسب بركة عمرها 400 ألف عام في بارنهام يظهر فيه أقدم موقد (أ.ب)
موقع تنقيب عن رواسب بركة عمرها 400 ألف عام في بارنهام يظهر فيه أقدم موقد (أ.ب)
TT

عمره 415 ألف سنة... علماء يعثرون على أقدم دليل لإشعال الإنسان النار

موقع تنقيب عن رواسب بركة عمرها 400 ألف عام في بارنهام يظهر فيه أقدم موقد (أ.ب)
موقع تنقيب عن رواسب بركة عمرها 400 ألف عام في بارنهام يظهر فيه أقدم موقد (أ.ب)

اكتشف علماء أقدم دليل معروف حتى الآن على إشعال النار على يد إنسان ما قبل التاريخ في مقاطعة سوفوك الإنجليزية، حيث عثروا على موقد يبدو أن إنسان نياندرتال صنعه منذ نحو 415 ألف سنة، مما يكشف عن أن هذا الحدث المفصلي في سلالتنا التطورية حدث قبل وقت كبير من المعروف سابقاً، وفق «رويترز».

وفي حفرة طينية قديمة لصنع الطوب قرب قرية بارنهام، عثر الباحثون على قطعة من الطين المتفحم وبعض الفؤوس المصنوعة من الحجر الصوان والمحطمة بفعل الحرارة وقطعتين من البيريت الحديدي، وهو معدن يحدث شرارات عند ضربه بالحجر الصوان لإشعال المواد القابلة للاشتعال، ووصفوا ذلك الاكتشاف بأنه موقد نار استخدم مراراً.

ويقع الموقد قرب مسطح مائي صغير كان أولئك البشر يخيمون عنده. وقال عالم الآثار نيك أشتون، القيم على مجموعات العصر الحجري القديم في المتحف البريطاني في لندن وقائد فريق البحث المنشور اليوم (الأربعاء) في دورية (نيتشر) العلمية: «نعتقد أن البشر جلبوا البيريت إلى الموقع بقصد إشعال النار. وهذا له تبعات هائلة، إذ يدفع إلى الوراء تاريخ أقدم إشعال متعمد للنار».

موقد نار قديم في موقع أثري بالقرب من قرية بارنهام في إنجلترا (رويترز)

وحتى الآن، فإن أقدم دليل معروف على إشعال النار يعود إلى نحو 50 ألف سنة مضت في موقع في شمال فرنسا، وينسب أيضاً إلى إنسان نياندرتال.

وكان استخدام النار بشكل يخضع للسيطرة حدثاً مفصلياً في تاريخ السلالة البشرية، ليس فقط من أجل الطهي والحماية من الحيوانات المفترسة، بل أيضاً لتوفير الدفء الذي مكن الصيادين من العيش في البيئات الأكثر برودة. وقال روب ديفيس عالم الآثار في المتحف البريطاني وأحد المشاركين في الدراسة: «في أماكن مثل بريطانيا، على سبيل المثال»، مشيراً إلى أنها من المناطق ذات البيئات الباردة.

ومن خلال الطهي، تمكن أسلافنا من القضاء على مسببات الأمراض في اللحوم والسموم في الجذور والدرنات الصالحة للأكل. وجعل الطهي هذه الأطعمة أكثر طراوة وأسهل هضماً، ما أتاح للجسم توفير قدر من الطاقة في الجهاز الهضمي لتغذية تطور الدماغ.

ويعود تاريخ موقع بارنهام المنتمي للعصر الحجري القديم إلى ما قبل أقدم الحفريات المعروفة للإنسان العاقل (هومو سابينز) في أفريقيا. ويعتقد الباحثون أن أفراد إنسان نياندرتال، الأقرب تطورياً للبشر المعاصرين، هم من أشعلوا النار وهو دليل آخر يظهر ذكاء وبراعة هؤلاء البشر القدماء خلافاً للصورة النمطية المشوهة عنهم في الثقافة الشعبية.

وقال كريس سترينجر المتخصص في علم دراسة الإنسان القديم والباحث المشارك في الدراسة إنهم لم يعثروا على بقايا أحافير بشرية في موقع بارنهام.

لكن سترينجر أشار إلى العثور في منتصف القرن العشرين على أجزاء من جمجمة بشرية عمرها نحو 400 ألف سنة تحمل سمات إنسان نياندرتال على بعد أقل من 160 كيلومتراً إلى الجنوب.

وقال سترينجر إن أجزاء الجمجمة المكتشفة تتطابق مع أحافير إنسان نياندرتال من موقع يسمى سيما دي لوس هويسوس، أي «حفرة العظام»، قرب بورجوس في إسبانيا، ويعود تاريخها إلى نحو 430 ألف سنة. وأضاف سترينجر: «لذا فمن المرجح جداً أن مشعلي النار في بارنهام كانوا من أوائل إنسان نياندرتال، مثل سكان سوانسكومب وسيما».

وانقرض إنسان نياندرتال منذ ما يقرب من 39 ألف عام بعد فترة ليست طويلة من اجتياح الإنسان العاقل للأراضي الأوروبية التي كانوا يعدونها وطناً لهم. لكن إرثه باق في الجينات الوراثية لمعظم البشر على الأرض، بفضل التزاوج بين الإنسان العاقل وإنسان نياندرتال قبل انقراضه.