علماء آثار يكشفون عن تابوت روماني عمره 1700 عام مخبّأ تحت مدينة بودابست

تُظهر هذه الصورة التي أصدرها «متحف تاريخ بودابست» تابوتاً رومانياً سليماً بعد رفع غطائه في موقع أثري في بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة التي أصدرها «متحف تاريخ بودابست» تابوتاً رومانياً سليماً بعد رفع غطائه في موقع أثري في بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)
TT

علماء آثار يكشفون عن تابوت روماني عمره 1700 عام مخبّأ تحت مدينة بودابست

تُظهر هذه الصورة التي أصدرها «متحف تاريخ بودابست» تابوتاً رومانياً سليماً بعد رفع غطائه في موقع أثري في بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)
تُظهر هذه الصورة التي أصدرها «متحف تاريخ بودابست» تابوتاً رومانياً سليماً بعد رفع غطائه في موقع أثري في بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

كشف علماء الآثار في العاصمة المجرية عن تابوت روماني محفوظ بشكل استثنائي، يُتيح نافذة نادرة على حياة شابّة عاشت قبل نحو 1700 عام، وعلى العالم الذي أحاط بها آنذاك.

فقد عثر فريق من «متحف تاريخ بودابست» على التابوت (الناووس) المصنوع من الحجر الجيري خلال حفريات واسعة في منطقة أوبودا شمالي المدينة، وهي منطقة كانت جزءاً من أكوينكوم، المستوطنة الرومانية المزدهرة على حدود الدانوب.

عمال يقومون بتأمين غطاء تابوت روماني سليم لرفعه في موقع أثري في بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

اللافت أن التابوت بقي مغلقاً تماماً ومختوماً لقرون، ولم تمسّه أيدي اللصوص؛ إذ وُجد غطاؤه الحجري مثبتاً في مكانه بواسطة مشابك معدنية ورصاص مصهور. وعندما رفع الباحثون الغطاء بحذر، ظهر هيكل عظمي كامل تحيط به عشرات القطع الأثرية.

جمجمة امرأة من العصر الروماني تظهر في صندوق بعد أن عثر علماء الآثار على بقايا تابوت روماني سليم... 19 نوفمبر 2025 في العاصمة المجرية بودابست (أ.ب)

وقالت غابرييلا فينيش، عالمة الآثار المشرفة على الحفريات: «خصوصية هذا الاكتشاف أنه تابوت محكم الإغلاق، لم يتعرّض لأي عبث من قبل، ولذلك بقي بحالته الأصلية».

وُجد التابوت بين بقايا منازل مهجورة في حيّ من أكوينكوم أُخلي في القرن الثالث الميلادي، ثم استُخدم لاحقاً كمقبرة. وفي مكان قريب، كشف الباحثون عن قناة رومانية وثمانية قبور بسيطة، لكنها لا تضاهي ثراء أو نقاء هذا التابوت المختوم.

علماء آثار يزيلون الطين حول قارورة زجاجية في التابوت الروماني المكتشف... بودابست بالمجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

تابوت مليء بالأغراض

وبحسب العادات الجنائزية الرومانية، ضمّ التابوت مجموعة واسعة من الأغراض: إناءين زجاجيين سليمين تماماً، تماثيل برونزية، و140 قطعة نقدية. كما عُثر على دبوس شعر من العظام، وقطعة حُلي من الكهرمان، وآثار قماش منسوج بخيوط ذهبية. وتشير هذه الموجودات، إلى جانب حجم الهيكل، إلى أن المتوفاة كانت شابة.

وأضافت فينيش: «هذه القطع كانت هدايا من الأقارب للراحلة في رحلتها الأبدية. لقد دُفنت بعناية فائقة. من الواضح أن أهلها كانوا يحبونها كثيراً».

باحثون يقومون بإزالة الطين من تابوت روماني سليم في موقع أثري في بودابست... المجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

خلال العصر الروماني، كانت أجزاء كبيرة مما يُعرف اليوم بالمجر (أو هنغاريا) تشكّل مقاطعة بانونيا، وكانت حدودها تمتد على الضفة اليمنى لنهر الدانوب على بعد أقل من ميل واحد من الموقع. وبالقرب من المكان كان يقع معسكر لجيش روماني يحرس حدود الإمبراطورية، ويُرجّح أن الأبنية المكتشفة حديثاً كانت جزءاً من المستوطنة المدنية المحيطة بالمعسكر.

عالم آثار يعرض مجوهرات ذهبية عُثر عليها في موقع أثري تم فيه اكتشاف تابوت روماني سليم في العاصمة المجرية بودابست 19 نوفمبر 2025 (أ.ب)

فتاة ميسورة

وسيفحص علماء الإنسان الآن بقايا الشابة، وهي عملية يُتوقّع أن تكشف مزيداً من التفاصيل حول عمرها وصحتها وأصولها. لكن حتى قبل الفحص، يقدّم موقع القبر وكثرة القطع الأثرية دلائل قوية.

عمال يرفعون غطاء تابوت روماني سليم في موقع أثري في بودابست... المجر 30 سبتمبر 2025 (أ.ب)

ويقول غيرغيلي كوستيال، المتخصص في الحقبة الرومانية والمشارك في قيادة المشروع: «السِّمات الفريدة للتابوت ومحتوياته تشير بوضوح إلى أن صاحبة القبر كانت ميسورة الحال أو ذات مكانة اجتماعية عالية». وأضاف: «من النادر جداً العثور على تابوت لم يُستخدم من قبل ولم يُعد استعماله، خصوصاً أن إعادة استخدام التوابيت كانت شائعة في القرن الرابع. هذا التابوت صُنع خصيصاً لهذه الراحلة».

عالما الآثار المجريان غابرييلا فينيش وجيرجلي كوستيال يفحصان قارورة زجاجية عُثر عليها في تابوت روماني سليم... 19 نوفمبر 2025 في العاصمة المجرية بودابست (أ.ب)

كما أزال فريق الحفر طبقة من الطين بسماكة نحو 4 سنتيمترات من داخل التابوت، وتأمل فينيش أن تحتوي على مزيد من اللقى.

وقالت: «أشتبه أننا قد نعثر على حُلي إضافية. لم نجد أقراطاً أو قطعاً صغيرة تخص المرأة، وآمل أن تظهر خلال غربلة الطين».

متعلقات امرأة من العصر الروماني في صندوق بعد أن عثر عليها علماء الآثار في تابوت روماني سليم... 19 نوفمبر 2025 في العاصمة المجرية بودابست (أ.ب)

وترى فينيش أن هذا الاكتشاف ليس ذا قيمة علمية فقط، بل يحمل أيضاً بعداً إنسانياً مؤثراً يعكس محبة القدماء وحرصهم على وداع ذويهم.

وقالت: «لقد تأثرت كثيراً بالرعاية ومظاهر الحب التي لمحتها في هذا الدفن. وحتى الآن، ما زلت أرتجف عندما أتخيل كم كان مؤلماً لأقارب تلك الشابة أن يودعوها».


مقالات ذات صلة

«الدوري الإيطالي»: روما يستعيد ذاكرة الانتصارات بهدف في كومو

رياضة عالمية ويسلي صاحب هدف الفوز لروما يحيي جماهير فريقه (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: روما يستعيد ذاكرة الانتصارات بهدف في كومو

عاد روما إلى سكة الانتصارات بالدوري الإيطالي لكرة القدم، وذلك بعد فوزه على ضيفه كومو 1/صفر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (روما)
رياضة عالمية جانبييرو غاسبريني المدير الفني لفريق روما (إ.ب.أ)

غاسبريني غاضب من التحكيم الإيطالي

أبدى جانبييرو غاسبريني، المدير الفني لفريق روما، غضبه من القرارات التحكيمية التي تسببت في خسارته أمام كالياري صفر - 1، الأحد.

«الشرق الأوسط» (كالياري)
رياضة عالمية احتفالية لاعبي كالياري مع جماهيرهم بالفوز الغالي على روما (رويترز)

«الدوري الإيطالي»: كالياري يصدم روما ويُبقي إنتر في الصدارة

صدم كالياري ضيفه روما، الحالم بلقبه الأول منذ 2001، وألحق به الهزيمة الخامسة بالفوز عليه 1-0.

«الشرق الأوسط» (كالياري)
رياضة عالمية محمد صلاح (رويترز)

بين الإرث والواقع… هل وصلت العلاقة بين صلاح وليفربول إلى نهايتها؟

اشتعلت الضغوط على المدرّب الهولندي آرني سلوت بعد المقابلة المتفجرة التي أدلى بها النجم المصري محمد صلاح والتي فتحت باب العداء على مصراعيه داخل نادي ليفربول

سلطانة آل سلطان (الرياض)
رياضة عالمية ديفيد نيريس يحتفل بتسجيله هدف الفوز لنابولي على روما (د.ب.أ)

الدوري الإيطالي: نابولي يحسم «ديربي الشمس» ويحرم روما من الصدارة

حسم نابولي "ديربي الشمس" لصالحه بعد فوزه على مضيّفه روما 1/صفر، الأحد، ضمن منافسات الجولة 13 من الدوري الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (روما)

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
TT

البروفسور ماجد شرقي يحصد جائزة «نوابغ العرب» عن فئة العلوم الطبيعية

تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)
تسلط جائزة «نوابغ العرب» الضوء على قصص نجاح عباقرة مبدعين بارزين في تخصصاتهم (الشرق الأوسط)

حصد البروفسور ماجد شرقي جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العلوم الطبيعية، تقديراً لإسهاماته في فهم تفاعلات الضوء مع المادة، وتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من رصد الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات والمواد على المستوى الذري بدقة غير مسبوقة.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية تمثل ركيزة أساسية في تقدّم المجتمعات البشرية، وأن العلوم كانت عبر العصور أحد أعمدة التقدم الحضاري في العالم العربي.

وقال في منشور على منصة «إكس» إن «الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم»، مهنئاً الفائز بصفته أستاذاً فخرياً في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا.

وأشار محمد بن راشد إلى أن شرقي كرّس مسيرته لتطوير أدوات وتجارب مكّنت العلماء من مراقبة حركة الجزيئات والمواد بدقة «فيمتوثانية»، وأسهم في تطوير تقنيات الأشعة السينية فائقة السرعة، ونشر أكثر من 450 بحثاً علمياً، محققاً ما يزيد على 23 ألف استشهاد علمي عالمياً، ليعد من أبرز المؤثرين في مجالات المطيافية فائقة السرعة وعلوم المواد والطاقة. وأضاف أن الجائزة تؤكد أن الإبداع العلمي العربي ليس «حبيس الماضي»، بل يمتلك أسماءً حاضرة لا تقل أثراً وطموحاً.

البروفسور ماجد شرقي

وبحسب القائمين على «نوابغ العرب»، فإن أعمال شرقي فتحت مجالات تجريبية جديدة في الكيمياء والفيزياء وعلوم المواد والطاقة المتجددة، وأتاحت رصد ظواهر لم تكن قابلة للملاحظة بالأساليب التقليدية. كما أسهم في ابتكار أدوات بحثية حديثة، من بينها تقنيات الأشعة فوق البنفسجية ثنائية الأبعاد وثنائية الانكسار الدائري فائق السرعة، بما عزز قدرة الباحثين على دراسة الأنظمة الحيوية المعقدة والمواد الصلبة المتقدمة.

وتطرق البيان إلى أدواره الأكاديمية، من بينها مشاركاته في لجان علمية دولية، ورئاسته تحرير مجلة «الفيزياء الكيميائية» الصادرة عن «إلسفير»، وتأسيسه مجلة «الديناميكيات الهيكلية» التابعة للمعهد الأميركي للفيزياء، إضافة إلى تطويره مطياف الأشعة السينية فائق السرعة القادر على التقاط الإشارات آنياً بدقة عالية.

من جهته، أجرى محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمبادرة «نوابغ العرب»، اتصالاً مرئياً مع شرقي أبلغه خلاله بالفوز، مشيداً بما قدمه من بحوث ودراسات باتت مرجعاً لآلاف الباحثين وطلاب الدراسات العليا حول العالم، ومؤكداً أن الجائزة تستهدف تكريم الرواد العرب وإبراز قصص نجاحهم بوصفهم قدوة ملهمة للأجيال الجديدة.


المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
TT

المسرح المصري يراهن على إعادة «العروض الناجحة» لاجتذاب الجمهور

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)
مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

يراهن المسرح المصري على إعادة تقديم العروض الناجحة لاجتذاب الجمهور من كل الفئات، وفي هذا الصدد أعلن البيت الفني للمسرح عن أسبوع حافل بالعروض في مسارح الدولة، من بينها «الملك لير» و«سجن النساء» و«كارمن» وهي عروض حققت نجاحات لافتة وحصدت جوائز بمهرجانات مصرية وعربية خلال الفترة الماضية.

ويستمر عرض رائعة ويليام شكسبير «الملك لير» على خشبة المسرح القومي بالعتبة (وسط القاهرة) بطولة يحيى الفخراني، ويشاركه البطولة طارق دسوقي، وحسن يوسف، وأحمد عثمان، وتامر الكاشف، وأمل عبد الله، وإيمان رجائي، ولقاء علي، وبسمة دويدار، وطارق شرف، ومحمد العزايزي، وعادل خلف، ومحمد حسن، والمسرحية تعتمد على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، وإخراج شادي سرور.

وسبق تقديم عرض «الملك لير» في عدة مواسم منذ عام 2001، وعزز حضوره في الحركة المسرحية العربية عبر اختياره كعرض الافتتاح في الدورة الـ26 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية في تونس، التي أقيمت في الفترة من 22 إلى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويسعى البيت الفني للمسرح إلى تقديم أنشطة مسرحية تعكس تنوع الحركة الفنية، حيث تتوزع العروض بين الكلاسيكيات العالمية والنصوص المعاصرة وعروض الأطفال، مشيراً، في بيان، الأربعاء، إلى حرصه على تقديم عروض جادة ومتنوعة تخاطب جميع الفئات العمرية.

وتقدم فرقة المسرح الحديث عرض «سجن النسا»، من تأليف فتحية العسال وإخراج يوسف مراد منير، وبطولة صفاء جلال، رباب طارق، شريهان الشاذلي، آية أبو زيد، عبير الطوخي، صافي فهمي، شريهان قطب، ليلى مراد، إيريني مجدي، ساندرا مُلقي، زينة قُطري، ولاء الجندي، إكرامي وزيري، مع بطولة غنائية للفنانة هبة سليمان.

وسبق تقديم العرض منذ موسم عيد الفطر الماضي، وحظي بقبول جماهيري كبير ورفع لافتة «كامل العدد»، وترشح العرض لحصد عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، العام الحالي.

مسرحية «سجن النساء» يعاد تقديمها على مسرح السلام (البيت الفني للمسرح)

كما تشهد قاعة يوسف إدريس عرض «يمين في أول شمال» تأليف محمود جمال حديني، وإخراج عبد الله صابر، بطولة إيهاب محفوظ، أمنية حسن، عبد الله صابر، طارق راغب.

بينما تعرض مسرحية «كارمن» على مسرح الطليعة، وهي مأخوذة عن رواية بروسبير ميريميه، دراماتورج محمد علي إبراهيم، وتتناول حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة، وصراعها مع ثقافة المجتمع الإسباني القائمة على النظام والقانون. والعرض من بطولة ريم أحمد، وميدو عبد القادر، ومحمد حسيب، وعبد الرحمن جميل، وميار يحيى، ولمياء الخولي، وأحمد علاء، وعصام شرف الدين، وأحمد بدالي، إعداد موسيقي لحازم الكفراوي، استعراضات: سالي أحمد، وإخراج ناصر عبد المنعم، وحصد العرض عدة جوائز في المهرجان القومي للمسرح 2025.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد السماحي، أن «إعادة العروض الناجحة تقليد ثابت في المسرح المصري والعربي، خصوصاً أن عروض (الملك لير) و (كارمن) و(سجن النسا) وغيرها حققت نجاحات لافتة»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض متجددة وقادرة على جذب الجمهور، فقد شاهدت هذه العروض على فترات مختلفة، ووجدت أنها تجدد دماءها»، ولفت السماحي إلى أن هذه الأعمال الثلاثة تحديداً مأخوذة عن أعمال أدبية، وربما يكون هذا سر نجاحها لما تتضمنه من عمق، وعدّ إعادة هذه الأعمال «انتصاراً للقيمة الراقية وللجمهور الواعي وللأدب وقيمته الفنية العالية وحضوره على المسرح».

مسرحية «كارمن» حصدت عدة جوائز (البيت الفني للمسرح)

وضمن الأسبوع المسرحي، يقدم مسرح الغد عرض «حفلة الكاتشب» من إنتاج فرقة الغد، ضمن مشروع مدرسة العصفوري، تحت إشراف المخرج الكبير سمير العصفوري، وإخراج أحمد صبري. وهو من تأليف وأشعار محمد زناتي، بطولة بسمة شوقي، وفكري سليم، وضياء الدين زكريا، ووليد فوزي، ومحمد عشماوي، وياسمين أسامة.

وقال الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين عن إعادة هذه العروض: «أمر جيد تقديم عروض الريبرتوار أو المخزون المسرحي من الأعمال الناجحة فيذهب لها الجمهور وفقاً لنجاحها السابق». ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «على جانب آخر يحمل هذا الأمر نقطة سلبية لأنه يشير إلى عدم وجود أعمال جديدة، وهي أمر مهم يجب الانتباه له، فعلى المدى الطويل يجب أن نتوقف ونسأل عن الإنتاج المسرحي الجديد».

كما تقدم فرقة القاهرة للعرائس عرض «ذات الرداء الأحمر» على مسرح القاهرة للعرائس، والأداء الصوتي لإسعاد يونس وهالة فاخر، والبطولة على خشبة المسرح للفنانة ريم طارق، من تأليف وأشعار وليد كمال، وإخراج نادية الشويخ.

ويقدم المسرح القومي للأطفال عرض «عبور وانتصار» على خشبة مسرح متروبول، من تأليف وإخراج محمد الخولي، ويقدّم العرض رؤية وطنية للأطفال في إطار فني استعراضي.


حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
TT

حزن في الوسط الفني المصري لدراما رحيل بطلة «اللي بالي بالك»

الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)
الفنانة نيفين مندور (حسابها على «فيسبوك»)

خيَّم الحزن على الوسط الفني المصري عقب الإعلان عن وفاة الفنانة نيفين مندور بطلة فيلم «اللي بالي بالك»، التي رحلت صباح الأربعاء، إثر اختناقها في حريق بشقتها، بأحد أحياء محافظة الإسكندرية الساحلية، حيث فوجئ الجيران بتصاعد الأدخنة، قبل وجود قوات الحماية المدنية والإسعاف بموقع الحادث.

وحسب وسائل إعلام محلية، فإن المعاينة الأولية تشير إلى أن الحريق تسبب في انتشار دخان كثيف داخل الشقة، ما أدى إلى إصابة نيفين مندور باختناق، بينما لم تنجح محاولات إنقاذها، وتم نقل الجثمان للمشرحة بعد المعاينة، والحادث قيد التحقيقات.

وتصدّر اسم نيفين مندور «الترند»، على موقعَي «غوغل»، و«إكس»، بمصر، الأربعاء، حيث وصف متابعون الخبر بالصدمة.

وعقب مشاركتها في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، مع الفنان محمد سعد، اختفت نيفين، وعادت لتقديم بعض الأدوار القليلة، إلا أنها اختفت مجدداً، بينما ظهرت إعلامياً في برنامج «كلام الناس»، تقديم المذيعة ياسمين عز، على قناة «إم بي سي»، قبل سنوات، وأوضحت أن الفنان الراحل حسن حسني، والفنان والمنتج الراحل سامي العدل كانا وراء دخولها المجال الفني، والأخير أقنع أسرتها بالأمر نظراً للصداقة التي كانت تجمعه بوالدها.

وأرجعت نيفين مندور سبب ابتعادها عن الفن لمرض والدتها لسنوات، وتفضيلها الوجود بقربها، بجانب شعورها بالكسل، والخوف بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلم «اللي بالي بالك»، مؤكدة أنها عندما قررت الرجوع اعترض والدها، كما أنه لم يعرض عليها سيناريوهات مناسبة.

نيفين مندور ومحمد سعد في فيلم «اللي بالي بالك» (حسابها على «فيسبوك»)

وقبل ساعات من الحادث نشر حساب يحمل اسم نيفين مندور على «فيسبوك»، ويتابعه ما يقرب من نصف مليون شخص صورة لها بالحجاب، كما نعاها عدد من الفنانين، من بينهم ليلى علوي، ولقاء الخميسي، ونهال عنبر، وشريف إدريس، وسيمون، وغيرهم.

وتحدثت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله عن موهبة الراحلة، وجماهيرية فيلم «اللي بالك بالك»، مؤكدة أنها «لم تعمل بالفن كثيراً، كما أنها لم تكن ضمن أسباب نجاح الفيلم الشهير، بل محمد سعد الذي قدم شخصيتين بالعمل، وأن وجودها كان ثانوياً، وحضورها كان بسبب جمالها».

وعن سبب اختفائها قالت ماجدة في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «السبب غير معلوم، ولكن الموهبة الفنية عامة لأي شخص تفرض الوجود بكثافة بعد ذلك، ويبدو أن الفنانة الراحلة لم تهتم بهذا الجانب ولم تستغل نجاح (اللي بالي بالك) لصالحها».

وشاركت نيفين مندور في أعمال فنية أخرى عقب تقديمها شخصية «فيحاء»، في فيلم «اللي بالي بالك»، قبل 22 عاماً، بجانب محمد سعد، وعبلة كامل، وحسن حسني، تأليف نادر صلاح الدين، وسامح سر الختم، وإخراج وائل إحسان، من بينها مشاركتها في مسلسل «راجعلك يا إسكندرية»، مع خالد النبوي قبل 20 عاماً.

من جانبه وصف الكاتب والناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن الفنانة الراحلة بأنها «نموذج تكرر كثيراً في الوسط الفني، حيث النجاح في عمل أو عملين، والاختفاء لظروف مختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «نيفين لم تحصل على فرصة كاملة للحكم على موهبتها، لكن ظهورها في فيلم من أشهر الأفلام وهو (اللي بالي بالك)، جعل الجمهور يحفظها عن ظهر قلب، لذلك كان خبر وفاتها صادماً للجميع».