يقول موقع «كليفلاند كلينك» إنه من أكثر المعتقدات شيوعاً حول التهابات المسالك البولية أنَّ شرب عصير التوت البري يمكن أن يمنعها ويتخلص منها.
وأضاف أننا نعلم أن ما نأكله له آثار عميقة على صحتنا، ولكن هل يساعد عصير التوت البري في علاج التهابات المسالك البولية؟
ووفقاً لطبيبة المسالك البولية، إميلي سلوبنيك، يحتوي التوت البري على مكوِّن نشط يُسمى بروانثوسيانيدين، وهو فلافونويد ذو خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، مما يُصعّب على بكتيريا الإشريكية القولونية والبكتيريا الأخرى الالتصاق ببطانة المثانة.

ويُعتقد أن زيادة كمية بروانثوسيانيدين في البول تساعد في الوقاية من التهابات المسالك البولية.
وتقول سلوبنيك إن «زيادة شرب الماء أمرٌ منطقي لتخفيف البكتيريا في المثانة والتخلُّص منها، وقد وجدت إحدى الدراسات البحثية أن النساء اللواتي شربن ما لا يقل عن 1.5 إلى 2 لتر من الماء يومياً عانين من نوبات أقل من أعراض التهاب المسالك البولية».
ماذا يقول العلم عن التوت البري والتهابات المسالك البولية؟
تشير الدراسات إلى تناول التوت البري مفيد للوقاية من التهابات المسالك البولية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة الكمية المناسبة لتكون فعَّالة.
وكانت دراسة وجدت أن تناول التوت البري يومياً قلَّل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية فقط عند الاستمرار في تناوله لمدة 12 إلى 24 أسبوعاً.
ومع ذلك، تنص إرشادات الجمعية الأميركية لجراحة المسالك البولية حول التهابات المسالك البولية المتكررة لدى النساء على أن الأطباء قد يقترحون تناول التوت البري للوقاية من التهابات المسالك البولية نظراً لانخفاض مخاطرها.
وتقول سلوبنيك: «التوت البري لن يضر، ولكنه قد يساعد. قد يكون من المفيد تجربته إذا كنت تعاني من التهابات المسالك البولية المتكررة، وتحتاج إلى تناول مكمل التوت البري يومياً للوقاية من التهابات المسالك البولية، وليس فقط مع الأعراض. أوصي باتباع التعليمات الموجودة على الزجاجة أو العبوة للجرعات».
عصير أم أقراص التوت البري؟
هناك حاجة أيضاً إلى مزيد من الدراسات لمعرفة أيّهما يوفر وقاية أفضل: عصير التوت البري أم مكملاته.
ولم تجد تجربة سريرية أجريت عام 2016 على 185 من نزلاء دور رعاية المسنين أيّ نتائج مهمة لمن تناولن أقراص التوت البري بعد عام واحد.
وجدت دراسة أُجريت عام 2024 أن عصير التوت البري يُحسّن نتائج علاج التهابات المسالك البولية، لكن دراسات مُحدّثة تُشير إلى أن كلاً من أقراص التوت البري وعصيره يُساعد في تقليل خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
وتوضّح سلوبنيك: «إذا اخترتَ عصير التوت البري، فتأكد من أنه مُكوّن بنسبة 100 في المائة منه، لأن مُنتج عصير التوت البري المُعتاد يحتوي على كمية قليلة جداً منه، ولن يُساعد في الوقاية من التهابات المسالك البولية. كما أنه لا توجد جرعة مُحددة من عصير التوت البري، ويحتوي العصير على نسبة عالية من السكر».
وتابعت: «لتبسيط الأمور، أنصح بتناول مُكمّل غذائي يومي من التوت البري للحصول على جرعة مُركّزة من مُضادات البكتيريا النافعة».

المخاطر والمخاوف
بالنسبة لمعظم الناس، لا ضرر يُذكر من استخدام مُنتجات التوت البري للوقاية من التهابات المسالك البولية، لكن التوت البري أيضاً حامضيّ وغني بالسكر، مما قد يُسبب اضطراباً في المعدة وأعراضاً أخرى.
لذا استشِر الطبيب دائماً قبل البدء بتناول المُكمّل الغذائي، لأنه قد يتفاعل مع الأدوية.
وكذلك توخَّ الحذر عند استخدام التوت البري لعلاج التهابات المسالك البولية، إذا كنت تعاني من: حصوات الكلى وداء السكري وارتفاع الكوليسترول والتهاب المثانة الخلالي (متلازمة ألم المثانة) ومشاكل الجهاز الهضمي، مثل متلازمة القولون العصبي.
