يعاني العديد من كبار السن من حدوث أعراض متقطعة في المعدة لسنوات عديدة دون تشخيص. وقد تأتي هذه الأعراض في صورة تشنجات، أو خروج الغازات بصورة مفرطة، أو الانتفاخ، أو الإمساك، أو نوبات إسهال غير مبررة، أو مزيج من كل هذه الأعراض.
- القولون العصبي
في حال بدأت هذه المشكلات في سن صغيرة فعلى الأرجح فإنك مصاب بمتلازمة القولون المتهيج «القولون العصبي» irritable bowel syndrome (IBS). يرى الدكتور أنتوني ليمبو، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مركز «بيث إسرائيل ديكونيس» الطبي التابع لجامعة هارفارد، أن «متلازمة القولون المتهيج هي الأكثر شيوعاً بين الأشخاص في الثلاثينات والأربعينات من أعمارهم؛ لكن ذلك، قد يحدث في أي سن. ونظراً إلى أن الأفراد الأكبر سناً، بمن في ذلك الرجال، يعانون من مشكلات أكبر في الإمساك أو الإسهال، فمن الأهمية بمكان أن يكونوا على دراية بمتلازمة القولون العصبي».
والخبر السار أنه رغم الإزعاج والقلق الذي يسببه القولون العصبي، فإنه لا يشكل ضرراً دائماً في الأمعاء أو يتطور إلى حالة أكثر خطورة، مثل مرض التهاب الأمعاء أو سرطان القولون. وصحيح أنه لا يمكن الشفاء من القولون العصبي، لكنّ هناك إمكانية للسيطرة عليه بشكل جيد ما لم تتداخل مع الصحة العامة ونوعية الحياة التي تعيشها.
- اضطراب وظيفي
القولون العصبي هو اضطراب في عملية الهضم يؤثر على الأمعاء الدقيقة والغليظة. ونتيجة للقولون العصبي، تصبح أمعاؤك أكثر حساسية، ومن ثم لا تعمل الانقباضات العضلية لأمعائك كما يُفترض.
يشار إلى القولون العصبي يعد اضطراباً وظيفياً، مما يعني أنه لا يوجد أي خطأ في البنية الفعلية لأمعائك. لكن المشكلة تكمن في كيفية عمله. الأفراد الذين يعانون من القولون العصبي عادةً ما تكون لديهم أعراض متعددة، يأتي من بينها:
• آلام في البطن وتشنجات ترتبط بالخلل في حركات الأمعاء، مثل الإمساك والإسهال أو كليهما.
• الإمساك (غالباً مع حركات الأمعاء غير المكتملة).
• الإسهال (في كثير من الأحيان مع حاجة ملحّة إلى تحريك الأمعاء).
• التناوب بين الإمساك والإسهال.
• الانتفاخ والغازات.
• الحاجة الملحة إلى تحريك الأمعاء، مع عدم القدرة على القيام بذلك.
تجب عليك مراجعة طبيبك إذا كنت تعاني أياً من أعراض الجهاز الهضمي، خصوصاً إذا كانت تلك الأعراض حديثة، أو إذا لاحظت وجود دماء في الغائط أو فقدان الوزن غير المتعمد، أو في حالة وجود تاريخ عائلي من سرطان القولون أو مرض التهاب الأمعاء.
لم تتمكن الدراسات المختلفة من التوصل إلى أسباب القولون العصبي، ومن ثمّ فالحيلولة دون حدوثه تبدو مستحيلة. يقول الدكتور ليمبو: «بمجرد تشخيص المرض، سيكون الهدف هو السيطرة على الحالة». يمكنك القيام بذلك عن طريق تحديد الأشياء التي تتسبب في حدوث هذه الأعراض ومن ثمّ تبني استراتيجيات للحد من هذه الأعراض ومنع تكرراها. ترتبط أكثر العلاجات شيوعاً بالنظام الغذائي والسيطرة على القلق والأدوية».
- النظام الغذائي
ما تأكله (وما لا تأكله) له أكبر الأثر على أعراض القولون العصبي.
ويعدّ تجنب أو تقليل الأطعمة المسببة للأعراض خطوة أولى جيدة نحو السيطرة على المرض. وتشمل هذه الأطعمة الشوكولاته والكحول والكافيين ومنتجات الألبان والأطعمة المقلية والدهنية. يقول الدكتور ليمبو: «يجب عليك أيضاً تجنب المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة والمشروبات الرياضية».
قد تستفيد أيضاً من اعتماد نظام غذائي «منخفض الفودماب (low- FODMAP diet)». و«FODMAP» تعبير مختصر لما يلي: «السكريات قليلة التعدد المتخمرة (fermentable oligosaccharides)»، و«السكريات الثنائية (disaccharides)» مثل السكروز أو سكر المائدة، و«السكريات الأحادية (monosaccharides)» مثل الغلوكوز والفركتوز، و«البوليولات (polyols)».
هذه «الكربوهيدرات قصيرة السلسلة (shortchain carbohydrates)» (فودماب)، يتم امتصاصها بشكل سيئ في الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن تسبب مشكلات مثل الإسهال والانتفاخ وآلام البطن. ووجد تحليل تلوي أجرته مجلة أمراض الجهاز الهضمي والكبد في يناير (كانون الثاني) 2017، أن 50% إلى 86% من المصابين بالقولون العصبي يستجيبون بشكل جيد لنظام غذائي «منخفض الفودماب».
يمكن أن يساعدك طبيبك على اتباع نظام غذائي منخفض الفودماب. (يمكنك العثور على مثال في www.health.harvard.edu-fodmap).
يعمل النظام الغذائي على مرحلتين:
- أولاً، ينبغي عليك إزالة جميع أغذية «الفودماب» من النظام الغذائي الخاص بك لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع.
- ثانياً، يمكنك إعادة استخدام «الفودماب» بشكل تدريجي واحداً تلو الآخر على مدار فترة تتراوح من ستة إلى ثمانية أسابيع.
قد يرغب طبيبك في أن تحتفظ بدفتر غذائي ورسم تخطيطي للأعراض للمساعدة في تحديد الأطعمة والكميات التي تؤدي إلى انطلاق الأعراض. يقول الدكتور ليمبو: «الهدف هو العثور على الأطعمة التي تسبب أعراض القولون العصبي، بحيث يمكنك الحد منها أو التخلص منها في نظامك الغذائي».
- خطوات علاجية
كل ما يمكنك القيام به للسيطرة على مستويات القلق لديك يمكن أن يساعد في التحكم في استجابتك العاطفية للقولون العصبي. لا يمكن أن يؤدي الإجهاد إلى ظهور الأعراض فحسب، بل يؤدي في كثير من الأحيان إلى ازديادها وحدتها وديمومتها. في ما يلي بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في السيطرة على القلق المرتبط بالقولون العصبي:
• اليوغا: وجدت دراسة أُجريت عام 2015 في المجلة الأوروبية للطب التكاملي، أن الأشخاص الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي الذين درسوا اليوغا لمدة ساعة لثلاثة أيام في الأسبوع لمدة 12 أسبوعاً كانت الأعراض لديهم أقل حدة ويعيشون حياة أفضل. وأشار الباحثون إلى أن مجموعة من أوضاع اليوغا وممارسة تمارين التحكم في التنفس عملت على التخفيف من التوتر والحد من القلق المرتبط بالقولون العصبي.
• التأمل: في دراسة أُجريت عام 2015 في مجلة «PLOS ONE»، حضر الأشخاص الذين يعانون من القولون العصبي برنامجاً أسبوعياً للاسترخاء يحتوي على تمارين التأمل والتنفس وتم تشجيعهم على ممارسة هذه الرياضة لمدة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة يومياً في المنزل. وبعد تسعة أسابيع، سجلت المجموعة مستويات أقل بكثير من القلق المرتبط بالقولون العصبي.
هناك العديد من الإرشادات على الإنترنت التي تعلّمك أساسيات التأمل. كما تقدم استوديوهات اليوغا المحلية تمارين التأمل للمستويات الأولية والمتوسطة.
• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو مساعدتك على زيادة الوعي بأفكارك وسلوكك وتعلم كيفية تغيير ردود أفعالك تجاه المواقف العصيبة. وجدت دراسة أجرتها مجلة طب الجهاز الهضمي والكبد عام 2015 أن أربعة أسابيع من جلسات العلاج المعرفي السلوكي قللت من حدة الأعراض بين مرضى القولون العصبي وأن التأثير استمر لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.
• الأدوية والمكملات الغذائية: قد يوصي طبيبك بالعلاجات التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل مكملات الألياف والملينات للمساعدة في علاج الإمساك، أو مركب «لوبيراميد (loperamide)»، للمساعدة في الإسهال. وبناءً على الأعراض الخاصة بك، يصف طبيبك أدوية أخرى للمساعدة في تخفيف الأعراض والسيطرة عليها.
• هناك خيار آخر محتمل هو البروبيوتيك، وهي عبارة عن ميكروبات حية يتم أخذها في شكل كبسولات أو مسحوق، أو تستهلك في العديد من منتجات الزبادي. يعتقد أن البروبيوتيك يساعد في علاج مشكلات الأمعاء عن طريق استعادة التوازن البكتيري في الأمعاء وربما تعزيز جهاز المناعة.
لم يتضح بعد ما إذا كانت سلالات معينة من البروبيوتيك مفيدة للأشخاص المصابين بالقولون العصبي. لا تقوم إدارة الغذاء والدواء بتنظيم هذه المنتجات للتأكد من دقتها، لذلك لا تأخذها دون مراجعة طبيبك.
• رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».
- أنواع فرعية من القولون العصبي
هناك ثلاثة أنواع فرعية من القولون العصبي، تكاد تتساوى أعداد المصابين بها:
• القولون العصبي المصحوب بالإمساك (القولون العصبي من النوع «IBS- C») يتسم في الأغلب بعدم انتظام حركات الأمعاء، والبراز المتكتل أو الصلب، وآلام المعدة والشعور بعدم الراحة، والانتفاخ، والإجهاد في أثناء حركات الأمعاء.
• القولون العصبي المصحوب بالإسهال (القولون العصبي من النوع «IBS- D») يأتي مع انتظام حركات أمعاء، وبراز رخو ومائي، وشعور دائم بالحاجة الملحّة إلى التغوط.
• النوع المتناوب من القولون العصبي (القولون العصبي من النوع «IBS- A») يأتي مصحوباً بنوبات من الإمساك والإسهال. ومن الشائع للأشخاص الذين يعانون من هذا النوع التنقل بين الحالتين.
حلول مهدئة لـ«متلازمة القولون العصبي»
نصائح غذائية وعلاجية لهذه الحالة الشائعة
حلول مهدئة لـ«متلازمة القولون العصبي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة