حدث جديد شهدته إمارة موناكو وسينضم إلى روزنامتها الحافلة بالفعاليات العالمية المهمة، مثل سباق «فورمولا 1» ومعرض اليخوت، والأمسية الخيرية Bal De La Rose.
الحدث هذه المرة كان «الجائزة الكبرى للمجوهرات الرفيعة Grand Prix de la Haute Joaillerie، التي احتضنتها الإمارة في الـ25 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ووصفها مؤسسها ومديرها جان فيليب برو بأنها «احتفاء بفن المجوهرات الراقية» بصفته صناعة وفناً وجسراً بين الماضي والمستقبل.

يُعدّ هذا الحدث لحظة تاريخية في عالم المجوهرات؛ إذ يجمع كبريات دور المجوهرات مثل «تيفاني أند كو»، و«بولغاري»، و«لويس فويتون»، و«ديور»، و«بوتشيللي» و«شوبارد» و«ميسيكا» و«آنا هو» و«شانيل». كل واحدة لها أسلوبها في التصميم وروحها الإبداعية. وهذا ما أوضحه برو بقوله إن الفكرة من الحدث هي «الاحتفاء بالإبداع والتميز في صناعة المجوهرات»، مشيراً إلى تسليط الضوء على «روح هذا الإبداع وكيف تختلف من دار إلى أخرى بشكل واضح». تشمل الجوائز ثماني فئات تختار لجنة تحكيم محايدة الأكثر تميزاً، تصميماً وتراثاً، وحرفية، وجودة الأحجار الكريمة، ونظرة مستقبلية، وأفضل قطعة مجوهرات للعام.

هذا العام، كانت هذه الجائزة من نصيب دار «شانيل»، بفضل قلادة «سويتر بريستيج» Sweater Prestige من مجموعة Haute Joaillerie Sport، جمعت بين روح المعاصرة والتقنيات الحرفية العالية. وطبعاً، وهذا الأهم، جسّدت قدرة الدار على تصميم قطع تضاهي الأزياء فخامة وإبهاراً. فقسم المجوهرات الرفيعة الخاص بالدار تعوّد أن يُتحفنا بتصاميم تحاكي الأزياء تُحوِل أيقوناتها الشهيرة، مثل جاكيت التويد وعطر «نمبر 5» وأدوات الخياطة وما شابهها، إلى قطع مجوهرات تثير الدهشة بتفاصيلها الدقيقة وتنفيذها الفني.

صُنعت القلادة من الذهب الأبيض والبلاتين، وترصعت بالماس والزمرد والعقيق الأسود - لكن أكثر ما يميزها هو التفاصيل المستلهمة من السترات الرياضية ورباطاتها المتدلية وسطها - عناصر قد تبدو عادية وبسيطة، لكنها تحوَلت نقاط جذب فنية تجعلها مثالاً حياً على العلاقة بين الإبداع اليومي والابتكار الخيالي. وهذا تحديداً ما تستهدفه «الجائزة الكبرى للمجوهرات الرفيعة» وتنوي الاستمرار فيه بصفته تقليداً. فهي تأتي في سياق محاولة تحفيز الابتكار في صناعة المجوهرات الحديثة، بحيث تتحول نموذجاً يمكن دراسته على أساس أنه وسيلة للتعبير الفني والفكري، وكيف يمكن التطور والنظر إلى المستقبل من دون تجاهل التقاليد والحرفية التاريخية التي تُميز هذا القطاع.
لكن من يتابع تاريخ دار «شانيل» يشعر بأن هذه اللحظة لها جذور تاريخية، عندما حاولت غابرييل شانيل في الثلاثينات من القرن الماضي دخول عالم المجوهرات الراقية لأول مرة واستعمال الماس. كسرت القوالب التقليدية واعتمدت تصاميم عصرية أثارت القلق في نفوس صاغة «بلاس فاندوم». عوض أن يدخلوا في منافسة معها، شنّوا عليها حرباً شرسة، انتهت بتفاوض على انسحابها واكتفائها بتصميم الأزياء. مرت عقود وقرابة قرن، وها هو قسم المجوهرات الخاص بالدار يعيد لها اعتبارها من خلال قلادة تجمع قدرات الدار على تصميم أزياء لها مفعول السحر وترسخ في الوقت ذاته مكانتها في مصاف الكبار بوصفها مبدعةً، من دون أن ننسى أن هذه اللحظة ستبقى تاريخية؛ كونها أول دورة لفعالية يمكن أن تتحول تقليداً سنوياً.
















