«أرامكو» تستحوذ على حصة الأغلبية في «بترورابغ» بـ702 مليون دولار

خطوة تعزز توسّعها الاستراتيجي في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)
TT

«أرامكو» تستحوذ على حصة الأغلبية في «بترورابغ» بـ702 مليون دولار

شعار «أرامكو» (رويترز)
شعار «أرامكو» (رويترز)

عززت «أرامكو السعودية» توسّعها الإستراتيجي في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق باستحواذها على حصة إضافية قدرها 22.5 في المائة في «رابغ للتكرير والبتروكيماويات» (بترورابغ) من شركة «سوميتومو كيميكال» (سوميتومو) مقابل 702 مليون دولار (7 ريالات للسهم)، لتصبح «أرامكو» بذلك أكبر مساهم في «بترورابغ» بحصة ملكية تبلغ حوالي 60 في المائة، بينما تحتفظ «سوميتومو» بحصة ملكية تبلغ 15 في المائة.

وتعكس الصفقة التزام «أرامكو» تجاه شركائها وشركاتها التابعة في إطار سعيها الدؤوب للمضي قدماً في إستراتيجية التكرير والكيميائيات والتسويق التي تُعزز خلق القيمة وتكامل الأعمال، وتنويع محفظة الاستثمارات. كما تعزز هذه الصفقة من قدرة «أرامكو» على دعم برنامج التحوّل الذي يجري تنفيذه حالياً في «بترورابغ»، والذي يتضمن تحديثات مُستهدفة للأصول لتحسين إنتاجية المنتجات ذات الهوامش الربحية العالية، وتعزيز موثوقية المنشأة.

وقال النائب الأعلى للرئيس للوقود في «أرامكو»، حسين القحطاني، إن «بترورابغ» تُعد ركيزة محورية في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق في المملكة، وأن هذا الاستثمار الإضافي من «أرامكو» «يجسّد ثقتنا القوية في آفاقها المستقبلية على المدى الطويل، ويؤكد تركيزنا على التوسّع في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق وخلق القيمة». أضاف: «نحن نتطلع إلى استكشاف سُبل التكامل الوثيق مع شركة بترو رابغ بهدف إفساح المجال لفرص جديدة ودعم أهداف التحوّل الأوسع نطاقًا لشركة بترورابغ، والتي تشمل تحسين مزيج المنتجات، وتعزيز موثوقية الأصول، وتحسين العمليات».

ومن جهتها، رحّبت «بترورابغ» بالخطوات والتدابير التي وافقت «أرامكو» على اتخاذها، وأوضحت في بيان إلى السوق المالية السعودية (تداول)، أن صفقة البيع نقدية خاصة بين المساهمين المؤسسين، وأنها ليست طرفاً فيها، وبالتالي لا يوجد أثر مالي مباشر عليها. وتوقعت أن يكون للإجراءات المصاحبة للصفقة أثر مالي إيجابي.

وعلى خلفية الصفقة، أعلنت «بترورابغ» عن تغييرات في مجلس إدارتها. فقد استقال نائب الرئيس، نورياكي تاكيشيتا، والعضو تيتسو تاكاهاشي، من عضوية المجلس، ليحل محلهما عضوين جديدين هما عبدالله صالح السويلم و حمد بن يحيى الدغرير وذلك لاستكمال الدورة الحالية.

وتمتلك «بترورابغ» وتدير مجمعاً صناعياً متكاملاً لتكرير النفط والصناعات البتروكيميائية في رابغ على الساحل الغربي للمملكة.

تفاصيل الصفقة

وأوضحت «أرامكو»، في إفصاح إلى «تداول»، أنها استحوذت على 375,974,998 سهماً عادياً من الفئة (أ)، تمثل نحو 22.5 في المائة من رأسمال «بترورابغ»، من شريكها شركة «سوميتومو» اليابانية مقابل نحو 2.63 مليار ريال (702 مليون دولار).

مرافق تابعة لـ«بترورابغ» (صفحة الشركة على إكس)

وقد أكملت «أرامكو» الصفقة بتاريخ 8 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد استيفاء جميع الشروط المسبقة والمتطلبات النظامية.

وبلغت قيمة الصفقة النقدية الإجمالية 2.63 مليار ريال، أي ما يعادل 7 ريالات للسهم الواحد، وتم تمويلها بالكامل من موارد «أرامكو السعودية» الذاتية.

ونتيجة لهذا الاستحواذ، ارتفعت نسبة ملكية «أرامكو» في أسهم «بترورابغ» العادية من الفئة (أ) لتصل إلى نحو 60 في المائة، بينما تراجعت نسبة ملكية شركة «سوميتومو» إلى 15 في المائة. وظلت ملكية باقي المساهمين دون تغيير عند نحو 25 في المائة.

شروط الصفقة

لم تقتصر صفقة استحواذ «أرامكو السعودية» على حصة إضافية في «بترورابغ» على مجرد تغيير في نسب الملكية، بل مثّلت حزمة متكاملة من الشروط المالية والاستراتيجية تهدف بوضوح إلى تحسين الوضع المالي الحرج للشركة ودعم تحولها.

1. التنظيف المالي (إلغاء الديون وضخ السيولة):

  • التنازل عن ديون بـ1.5 مليار دولار: تعتبر هذه الخطوة هي الأثر المالي الأكبر، حيث قام الشريكان (أرامكو وسوميتومو) بإلغاء ما مجموعه 5.625 مليار ريال من قروض المساهمين المتجددة الممنوحة لـ«بترورابغ». هذا التنازل، الذي تم على مرحلتين (أغسطس/آب 2024 ويناير/كانون الثاني 2025)، يهدف مباشرة إلى تقليص كبير في إجمالي ديون الشركة وتحسين ميزانيتها العمومية.
  • ضخ رأسمال جديد بقيمة 5.26 مليار ريال: يخطط الشريكان لإدخال سيولة نقدية جديدة من خلال الاكتتاب في أسهم عادية من فئة (ب) سيتم إصدارها حديثاً. هذا المبلغ، الذي يضخ مناصفة بين «أرامكو» و«سوميتومو»، سيُستخدم للسداد الجزئي لتسهيلات معينة، مما يُكمل عملية خفض مستويات ديون «بترورابغ» وتعزيز قدرتها على الاستمرار.

2. التغيرات الاستراتيجية والتشغيلية:

  • سيطرة «أرامكو» الكاملة على التسويق: بموجب الصفقة، تحوّلت جميع حقوق تسويق منتجات «بترورابغ» من شركة «سوميتومو» إلى «أرامكو» وشركاتها التابعة. هذا التمركز سيعزز من تكامل عمليات «بترورابغ» مع سلسلة القيمة لأعمال «أرامكو» في قطاع التكرير والكيميائيات، ويدعم هدف «أرامكو» لزيادة تحويل المواد الهيدروكربونية إلى منتجات عالية القيمة.
  • إنهاء تعويضات الزكاة والضريبة: تم إنهاء اتفاقية قديمة (تعود لعام 2006) كانت تُلزم «أرامكو» و«سوميتومو» بتعويض «بترورابغ» عن مبالغ الزكاة والضريبة المتعلقة بحصص ملكيتهما. هذا الإنهاء يعكس تحولاً في العلاقة المالية بين المساهمين والشركة، ويدخل حيز التنفيذ فور إتمام صفقة البيع.

هذه الشروط المتضافرة تؤكد أن الهدف الأساسي للصفقة لم يكن تغيير الملكية فحسب، بل تنفيذ خطة إنقاذ مالية منظمة ومُحكمة تتبعها إعادة توجيه استراتيجي لـ«بترورابغ» لتصبح أكثر تكاملاً مع أعمال «أرامكو الأساسية».

أحد مصانع «بترورابغ» (موقع الشركة)

حوكمة «بترورابغ»

ستستمر «بترورابغ» شركة مساهمة سعودية مدرجة في «تداول السعودية» وتعمل وفق أعلى معايير الحوكمة، وسيستمر مجلس الإدارة في تمثيل جميع المساهمين. وتخطط الشركة لاستخدام متحصلات إصدار أسهم الفئة (ب) البالغة 5.26 مليار ريال للسداد الجزئي لتسهيلات معينة وخفض مستويات ديونها.

وتتماشى الصفقة مع التوسع الاستراتيجي لـ«أرامكو»، ولا يُتوقع أن يطرأ تغيير على سياسة شركة «بترورابغ» تجاه الموظفين.

خطوة استراتيجية

وفي تعليق له، أكد المستشار المالي والاقتصادي الدكتور حسين العطاس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن استحواذ «أرامكو» على حصة إضافية في شركة «بترورابغ» يمثل خطوة استراتيجية تعزز تكامل عمليات «أرامكو» عبر سلسلة القيمة في مجالي التكرير والبتروكيميائيات.

وأوضح أن هذه الخطوة تتماشى مع توجه الشركة نحو تعظيم القيمة المضافة من كل برميل نفط يتم إنتاجه، وتحقيق مزيد من الكفاءة التشغيلية والاستقرار المالي في منظومة الأعمال المشتركة.

من الناحية الاقتصادية، أشار العطاس إلى أن الصفقة تأتي في توقيت مهم، إذ تسهم في إعادة هيكلة المركز المالي لشركة «بترورابغ» بعد سنوات من الضغوط التشغيلية والتقلبات في هوامش الربحية. وأضاف أن العملية تفتح المجال أمام دعم مالي وفني أكبر من «أرامكو» يعزز قدراتها على التوسع وتحسين الكفاءة الإنتاجية.

أما من الناحية الاستراتيجية، فقد أبان العطاس أن الصفقة ستقود إلى تعزيز حضور «أرامكو» في قطاع الكيميائيات المتقدمة، خاصة مع تركيز الشركة على تحويل النفط إلى مواد كيميائية كجزء من خطتها للتحول الصناعي وتنويع مصادر الدخل بعيداً عن بيع النفط الخام فقط.

وتوقّع أن تتحسن ربحية «بترورابغ» تدريجياً على المدى المتوسط إلى الطويل مع تنفيذ برامج التطوير وإعادة الهيكلة التي تدعمها «أرامكو»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستنعكس إيجاباً على قطاع البتروكيماويات في المملكة من حيث رفع الكفاءة وتعزيز التكامل الصناعي بين الشركات التابعة للقطاع.


مقالات ذات صلة

«إس إل بي» تفوز بعقد 5 سنوات من «أرامكو» لتطوير الغاز غير التقليدي بالسعودية

الاقتصاد جانب من عمليات شركة «إس إل بي» (شلمبرجيه) العالمية للتقنية بقطاع الطاقة في السعودية (الشرق الأوسط)

«إس إل بي» تفوز بعقد 5 سنوات من «أرامكو» لتطوير الغاز غير التقليدي بالسعودية

أعلنت شركة «إس إل بي» (شلمبرجيه) العالمية للتقنية في قطاع الطاقة فوزها بعقد يمتد خمس سنوات من «أرامكو السعودية» لتحفيز الآبار لحقول الغاز غير التقليدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من حقل الجافورة شرق السعودية (أرامكو السعودية)

مصادر: «أرامكو » تُصدّر أول شحنة من المكثفات من «الجافورة» في فبراير

صرّح مصدران مُطّلعان، يوم الثلاثاء، بأن شركة «أرامكو السعودية» تُخطط لبدء تصدير أول شحنة من المكثفات المُنتجة من معمل غاز الجافورة في فبراير، وفق «رويترز».

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد ممثلو «إكسون موبيل» و«أرامكو السعودية» و«سامرف» خلال مشاركتهم في حفل التوقيع (الشرق الأوسط)

«أرامكو» و«إكسون موبيل» تتفقان على إنشاء مجمع للبتروكيميائيات في السعودية

وقّعت كلٌّ من «أرامكو السعودية»، و«إكسون موبيل»، و«سامرف»، اتفاقية إطارية لتقييم أعمال تطوير ضخمة لمصفاة «سامرف» في ينبع.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد شعار «أرامكو السعودية» على لافتة بأحد المصانع (رويترز)

«لوبريف» تتلقى إشعاراً من «أرامكو السعودية» لتوريد اللقيم إلى مرفق جدة

تلقت شركة «أرامكو السعودية لزيوت الأساس» (لوبريف) إشعاراً رسمياً من «أرامكو السعودية» بشأن اتفاقية جديدة لتوريد اللقيم إلى مرفق الشركة في جدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص المساهمة في الأمن الوطني السيبراني السعودي من أهداف «أرامكو» الاستراتيجية (الشرق الأوسط)) play-circle 01:12

خاص إطلاق منظومة سيبرانية متقدمة لحماية القطاعات الحيوية في السعودية

أطلقت «سيبراني»، التابعة لـ«أرامكو الرقمية»، منصتها الجديدة «سيبراني وان إنتل سيرفس»، خلال مشاركتها في معرض «بلاك هات 2025».

غازي الحارثي (الرياض)

المعادن... مستويات قياسية شبه يومياً

سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

المعادن... مستويات قياسية شبه يومياً

سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)

لفتت المعادن أنظار المتعاملين في الأسواق بشكل جعلها تسجل بشكل شبه يومي مستويات قياسية جديدة، قبل نهاية العام الحالي، نتيجة النمو القوي في الاقتصادات الكبرى، وزيادة الطلب الناتج عن مرحلة عدم يقين تسيطر على معظم المستثمرين قبل بداية عام جديد، ربما يحمل كثيراً من المفاجآت للأسواق.

فمع استمرار مشتريات البنوك المركزية للذهب، ‍وتراجع الدولار، زاد أيضاً الطلب على الملاذ الآمن من قبل الأفراد بشكل ملحوظ في أسواق محددة، حتى إن بعض محافظ المستثمرين رفعت نسبة المعادن النفيسة في محافظهم المالية إلى نسبة مسيطرة، حتى تتضح الأمور مع بداية 2026.

وتجاوز الذهب مستوى 4500 دولار للأوقية (الأونصة)، الأربعاء، للمرة الأولى، وارتفعت الفضة والبلاتين والنحاس إلى مستويات قياسية أيضاً، إذ عززت زيادة الطلب ​على أصول الملاذ الآمن والتوقعات بمواصلة خفض أسعار الفائدة الأميركية العام المقبل شهية المضاربين تجاه المعادن النفيسة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.1 في المائة إلى 4493.76 للأوقية بحلول الساعة 10:23 بتوقيت غرينيتش، بعد أن سجّل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 4525.19 دولار في وقت سابق. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير (شباط) 0.3 في المائة إلى مستوى قياسي بلغ 4520 دولاراً.

وزادت الفضة ‌في المعاملات ‌الفورية 0.9 في المائة إلى 72.‌09 ⁠دولار للأوقية. ​وسجّلت الفضة ‌أعلى مستوى على الإطلاق عند 72.70 دولار.

وارتفع البلاتين 0.3 في المائة عند 2282.70 دولار، وبلغ ذروته عند 2377.50 دولار قبل أن يتخلى عن مكاسبه.

وارتفع سعر النحاس للجلسة السادسة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق قرب 12300 دولار للطن المتري، يوم الأربعاء، مدعوماً بنمو اقتصادي أميركي قوي عزّز توقعات الطلب، وضعف الدولار الذي دعم الأسعار.

وانخفض البلاديوم 2.5 في المائة إلى 1815.25 دولار، متراجعاً بعد أن لامس أعلى مستوى في 3 سنوات.

وقال فؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق لدى «سيتي إندكس وفوركس»، وفقاً لـ«رويترز»، إن ⁠الذهب تلقى دعماً «بسبب عدم وجود أي عوامل سلبية وزخم قوي، وكل ذلك مدعوم ‌بأساسيات متينة، تشمل استمرار مشتريات البنوك المركزية ‍وتراجع الدولار وقدر من الطلب ‍على الملاذ الآمن».

وأضاف: «ارتفعت معادن أساسية أخرى، مثل النحاس، ما ‍وفّر دعماً لسوق المعادن كله».

وارتفع الذهب بأكثر من 70 في المائة هذا العام، مسجلاً أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط التوتر الجيوسياسي وتوقعات باستمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) ​في تيسير السياسة النقدية.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه يريد من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي القادم ⁠خفض أسعار الفائدة إذا كانت الأسواق في حالة جيدة.

وغالباً ما ترتفع قيمة الأصول، التي لا تدر عائداً، مثل الذهب عند انخفاض أسعار الفائدة. وتشير أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي» إلى أن المتعاملين يتوقعون حالياً خفضين محتملين لأسعار الفائدة العام المقبل.

وارتفعت الفضة بأكثر من 150 في المائة منذ بداية العام متجاوزة الذهب بفضل الطلب الاستثماري القوي وإدراج الفضة في قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة وتزايد استخدامها في الصناعة.

وارتفع سعر البلاتين نحو 160 في المائة، والبلاديوم أكثر من 100 في المائة منذ بداية العام، وهما معدنان يستخدمان بشكل أساسي في المحولات الحفزية للسيارات ‌لتقليل الانبعاثات، وذلك بسبب محدودية إمدادات المناجم وضبابية الرسوم الجمركية والتحول من الطلب الاستثماري على الذهب.


«وول ستريت» تحوم قرب مستويات قياسية قبل عطلة الميلاد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«وول ستريت» تحوم قرب مستويات قياسية قبل عطلة الميلاد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

سادت حالة من الهدوء النسبي على «وول ستريت»، في مستهل تعاملات يوم الأربعاء، حيث استقرت المؤشرات الرئيسية بالقرب من مستويات قياسية في جلسة تداول قصيرة تسبق عطلة عيد الميلاد.

وبحلول الساعة 9:45 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.1 في المائة، فيما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة طفيفة تقل عن 0.1 في المائة، بينما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

ومن المقرر أن تُغلق الأسواق أبوابها عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي عشية عيد الميلاد، على أن تظل مغلقة طوال عطلة العيد. وتُستأنف التداولات بجلسة كاملة يوم الجمعة، وسط توقعات باستمرار ضعف أحجام التداول هذا الأسبوع، في ظل موسم العطلات، وإغلاق معظم المستثمرين مراكزهم مع اقتراب نهاية العام.

ولا يزال اهتمام المستثمرين منصباً بشكل أساسي على أداء الاقتصاد الأميركي، وتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية؛ إذ تتزايد التوقعات بإبقاء البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المرتقب في يناير (كانون الثاني).

وتشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى استمرار الضغوط التضخمية وتراجع ثقة المستهلكين القلقين من ارتفاع الأسعار، إلى جانب مؤشرات على تباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

وفي هذا السياق، أفادت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء بأن عدد المتقدمين بطلبات إعانات البطالة انخفض خلال الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر (كانون الأول) بمقدار 10 آلاف طلب، ليصل إلى 214 ألف طلب، مقارنة بـ224 ألفاً في الأسبوع السابق. وجاء هذا الرقم دون توقعات المحللين الذين استطلعت آراءهم شركة «فاكت سيت»، والبالغة 232 ألف طلب، ما يشير إلى استمرار متانة سوق العمل نسبياً، رغم بعض إشارات الضعف.

وعلى صعيد الشركات، قفزت أسهم شركة «داينافاكس تكنولوجيز» بنسبة 38 في المائة عقب إعلان شركة «سانوفي» الفرنسية للأدوية استحواذها على شركة اللقاحات الأميركية، ومقرها كاليفورنيا، في صفقة بلغت قيمتها 2.2 مليار دولار.

وستضيف «سانوفي» لقاحات «داينافاكس» المضادة لالتهاب الكبد الوبائي (ب) إلى محفظتها، إلى جانب لقاح قيد التطوير ضد الهربس النطاقي، في حين لم تسجل أسهم «سانوفي» تغيراً يُذكر في تعاملات ما قبل الافتتاح.

أما في الأسواق العالمية فقد تباين أداء الأسهم الأوروبية بين ارتفاعات محدودة وتراجعات طفيفة، بينما سادت حالة من الهدوء في الأسواق الآسيوية؛ إذ ارتفع مؤشر «هونغ كونغ» بنسبة 0.2 في المائة، في مقابل تراجع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.1 في المائة.


«أكوا باور» ترفع ملكيتها في «الشعيبة للمياه والكهرباء» إلى 62 %

مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«أكوا باور» ترفع ملكيتها في «الشعيبة للمياه والكهرباء» إلى 62 %

مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

وقّعت شركة «أكوا باور» اتفاقية شراء أسهم «إس بي إيه» للاستحواذ على كامل حصة شركة المياه والكهرباء القابضة «بديل» – التابعة لصندوق الاستثمارات العامة – في شركة الشعيبة للمياه والكهرباء، والبالغة 32 في المائة من رأس المال.

وأفادت «أكوا باور»، في بيان على «تداول السعودية»، بأن أصول شركة الشعيبة تضم قدرات لتوليد الكهرباء تبلغ 900 ميغاواط، وطاقة لتحلية المياه تصل إلى 880 ألف متر مكعب يومياً.

وقالت الشركة إنها تعد حالياً مساهماً غير مباشر في «الشعيبة للمياه والكهرباء»، مشيرة إلى أن الصفقة سترفع ملكيتها من 30 في المائة إلى 62 في المائة.

وذكرت أن المشروع ينطوي على مخاطر تشغيلية محدودة، ويتمتع بتدفقات نقدية متعاقد عليها حتى عام 2030، ما يُتوقع أن ينعكس بمساهمة إضافية في أرباح «أكوا باور» وتدفقاتها النقدية.

وبحسب البيان، يتم تنفيذ الاستحواذ عبر شركة «الواحة للمشروعات» المملوكة بالكامل لـ«أكوا باور»، على أن تبلغ قيمة الصفقة 843.32 مليون ريال (224.8 مليون دولار) قبل أي تعديلات متفق عليها لسعر الشراء.

وأوضحت «أكوا باور» أن إتمام الصفقة يظل مشروطاً باستيفاء الشروط المسبقة الواردة في اتفاقية شراء الأسهم، بما في ذلك الحصول على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة.

ولفتت الشركة إلى أن «الشعيبة للمياه والكهرباء» تُعد أول مشروع مستقل لإنتاج المياه والكهرباء في السعودية، وبدأ تشغيله عام 2010 بالقدرات نفسها المعلنة حالياً: 900 ميغاواط للكهرباء و880 ألف متر مكعب يومياً للتحلية.

وأكدت أن الصفقة ستسهم في زيادة صافي الدخل المتكرر والتدفقات النقدية الحرة لحملة الأسهم، مبينة أن الطرف البائع هو «بديل» التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تُعد كذلك أكبر مساهم في «أكوا باور».

وتعد هذه الصفقة جزءاً من استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في سياق التزامه بتمكين القطاع الخاص بوصفه ركيزة أساسية لدعم تنويع الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030».

كما تنسجم هذه الصفقة مع استراتيجية الصندوق الهادفة إلى استقطاب استثمارات القطاع الخاص محلياً وعالمياً إلى شركات محفظته، بما يسهم في تعظيم قيمتها وإطلاق كامل قدراتها، إلى جانب مواصلة دوره في دفع جهود التحول الاقتصادي للسعودية وتحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل.