العليمي: سياسة استرضاء الحوثيين لم تجلب السلام بل كرّست الحرب

دعا إلى مقاربة جديدة تقوم على «القوة من أجل السلام»

أكد العليمي فشل سياسة الاسترضاء التي يتبعها المجتمع الدولي تجاه الحوثيين (سبأ)
أكد العليمي فشل سياسة الاسترضاء التي يتبعها المجتمع الدولي تجاه الحوثيين (سبأ)
TT

العليمي: سياسة استرضاء الحوثيين لم تجلب السلام بل كرّست الحرب

أكد العليمي فشل سياسة الاسترضاء التي يتبعها المجتمع الدولي تجاه الحوثيين (سبأ)
أكد العليمي فشل سياسة الاسترضاء التي يتبعها المجتمع الدولي تجاه الحوثيين (سبأ)

في تحول لافت، دعا رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، المجتمع الدولي إلى انتهاج مقاربة جديدة للتعامل مع الحوثيين تقوم على «القوة من أجل السلام»، موضحاً أن سياسة الاسترضاء لم تجلب السلام، بل كرّست الحرب.

وقال العليمي، خلال مشاركته في جلسة حوارية نظّمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في نيويورك، يوم الأربعاء، إن «المرحلة الراهنة تتطلب تغييراً جذرياً في النهج، بالانتقال من إدارة الصراع إلى مرحلة القوة من أجل السلام».

ودعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى مقاربة دولية مغايرة جذرياً لسياسة «الاحتواء»، التي اتسمت بها المرحلة الماضية، في التعامل مع خطر ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من النظام الإيراني، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية «سبأ».

وشدد الرئيس العليمي على ضرورة بناء سلام يستند إلى قوة الدولة وسيادتها، لا إلى التنازلات للانقلابيين، مشيراً إلى أن «سياسة الاحتواء التي انتهجها المجتمع الدولي فشلت، بشكل واضح، في ردع الميليشيات الحوثية».

ولفت إلى أن «الحكومات المتعاقبة قدّمت تنازلات من أجل التوصل إلى حل سياسي مع الحوثيين، غير أن تلك الميليشيات قابلت هذه المبادرات بالتعنت والرفض»، مُضيفاً أن «المجتمع الدولي بات يدرك، اليوم، أكثر من أي وقت مضى أن الحوثيين يشكّلون تهديداً عالمياً مستمراً».

وأكد العليمي أن سياسة الاسترضاء لم تحقق السلام، بل كرّست الحرب، محذّراً من أن الميليشيات استغلّت الوقت والموارد لتعزيز نفوذها وتوسيع ترسانتها العسكرية، بعد أن كانت القوات المسلحة اليمنية على بُعد ثلاثة كيلومترات فقط من موانئ الحديدة في عام 2018.

دعا رئيس مجلس القيادة لأسلوب جديد في التعامل مع الحوثيين عبر القوة من أجل السلام (سبأ)

وحذّر من أن استمرار هذه الحالة يقوّض الثقة في المؤسسات متعددة الأطراف ويغذِّي سرديات الفوضى التي تستفيد منها الجماعات المتطرفة، لافتاً إلى أن «الحوثيين ليسوا مجرد طرف محلي، بل ذراع متقدمة للنظام الإيراني، يتجاوز تهديدها حدود اليمن ليشمل المنطقة والعالم».

وأضاف أن «هذا التهديد لا يمكن فصله عن مشروع إيران التوسعي الذي يهدف إلى ابتزاز الإقليم والسيطرة على الممرات الاستراتيجية، بما ينعكس على أمن الطاقة العالمي برُمّته».

وأوضح أن «إيران حوّلت المنطقة إلى ساحة لنشاط إرهابي متعدد الأوجه يشمل الحوثيين وتنظيمَي (القاعدة) و(داعش) وحركة الشباب الصومالية، وجميعهم يستغلون هشاشة الدولة».

جانب من المشاركة في الجلسة الحوارية التي نظّمها مجلس العلاقات الخارجية الأميركية (سبأ)

وتحدّث رئيس مجلس القيادة عن الدعم الكبير من السعودية والإمارات، قائلاً إن التجربة أثبتت أن استقرار اليمن لم يكن ممكناً لولا هذا الدعم.

كما أشاد بالموقف المتقدم للرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه الميليشيات الحوثية، معرباً عن تطلعه إلى استئناف المساعدات الأميركية التي أثّر توقفها بشكل عميق على ملايين السكان، وصورة الولايات المتحدة عموماً.

وشدد على أن «دعم اليمن، اليوم، ليس مجاملة سياسية، بل استثمار مباشر في أمن المنطقة والعالم».

وتطرّق العليمي إلى المسؤوليات والتحديات الهائلة التي تواجه الحكومة اليمنية، وفي مقدمتها الأزمة الإنسانية التي فاقمتها هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري، مشيراً إلى وجود نحو 20 مليون يمني تحت خط الفقر، ونحو 5 ملايين نازح.


مقالات ذات صلة

العليمي يشيد بجهود السعودية والإمارات في خفض التصعيد شرق اليمن

العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)

العليمي يشيد بجهود السعودية والإمارات في خفض التصعيد شرق اليمن

أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، بجهود السعودية والإمارات في احتواء التصعيد وخفض التوتر بالمحافظات الشرقية

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الحوثيون يُرهِبون المجتمع اليمني بالاعتقالات وتلفيق تهم التجسس (إ.ب.أ)

موجة اعتقالات حوثية إضافية تطول 10 موظفين أمميين

صعّدت الجماعة الحوثية من حملتها ضد الأمم المتحدة ووكالاتها، باحتجازها عشرة من موظفي المنظمة اليمنيين ليرتفع العدد في معتقلات الجماعة إلى 69 موظفاً

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي جانب من اجتماعات سابقة لقيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (إعلام محلي)

«مؤتمر صنعاء» يستكمل مسلسل رضوخه للحوثيين

استكمل جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين مسار الرضوخ لإملاءات الجماعة حيث قام قادته بفصل الأمين العام وتعيين نائب بدلاً عن نجل صالح.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي العليمي استقبل في الرياض السفير الأميركي ستيفن فاغن (سبأ)

حراك أميركي - يمني لتعزيز الشراكة واحتواء خلافات الشرعية

عكست سلسلة لقاءات واتصالات أجراها سفير الولايات المتحدة مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني، اتجاهاً أميركياً نحو تثبيت الشراكة واحتواء خلافات الشرعية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي الخنبشي: الحل الأمثل في حضرموت عودة قوات «الانتقالي» إلى مواقعها

الخنبشي: الحل الأمثل في حضرموت عودة قوات «الانتقالي» إلى مواقعها

أكد محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، أن العودة للقوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مواقعها السابقة تمثل الحل الأمثل لضمان الأمن والاستقرار في المحافظة.

«الشرق الأوسط» (المكلّا (حضرموت))

القيادات العراقية تدعو للإسراع بتشكيل العملية السياسية في البلاد

ضابط من القوات المسلحة العراقية يقف حارساً خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثامنة لانتصار العراق على تنظيم «داعش» (د.ب.أ)
ضابط من القوات المسلحة العراقية يقف حارساً خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثامنة لانتصار العراق على تنظيم «داعش» (د.ب.أ)
TT

القيادات العراقية تدعو للإسراع بتشكيل العملية السياسية في البلاد

ضابط من القوات المسلحة العراقية يقف حارساً خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثامنة لانتصار العراق على تنظيم «داعش» (د.ب.أ)
ضابط من القوات المسلحة العراقية يقف حارساً خلال عرض عسكري بمناسبة الذكرى الثامنة لانتصار العراق على تنظيم «داعش» (د.ب.أ)

دعا كبار القادة في العراق اليوم (السبت)، إلى الإسراع بتشكيل العملية السياسية الجديدة، واحترام المدد الدستورية، وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وفق ما نشرت «وكالة الانباء الألمانية».

وأكد القادة العراقيون، خلال حفل تأبين، ضرورة تشكيل حكومة تمثل جميع العراقيين قادرة على ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة الفساد عبر شراكة حقيقية بين القوى السياسية وتغليب مصلحة الشعب العراقي بتمثيل أصواتهم وتحقيق تطلعاتهم.

ودعا الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد، إلى تكاتف الجهود والمضي في تشكيل حكومة تمثل جميع العراقيين وقادرة على ترسيخ الأمن والاستقرار ومحاربة الفساد والارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الخدمة وتطور قطاعات التعليم والصحة وبقية القطاعات الأخرى.

بدوره، دعا رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته محمد شياع السوداني، «القوى الوطنية إلى حسم الاستحقاقات الدستورية انطلاقاً من المسؤولية إزاء المصالح العليا للبلد بعد المشاركة الانتخابية الفاعلة».

ودعا رئيس البرلمان محمود المشهداني، إلى أن «مغادرة الخلافات السياسية ضرورة خلال المرحلة الراهنة، من أجل تحول العراق إلى دولة المواطنة»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على المكتسبات الوطنية، والإسراع بتشكيل الحكومة، والالتزام بالمدد الدستورية».

وقال رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم: «نحن اليوم أمام استحقاق وطني كبير يتمثل في تشكيل حكومة قوية وواعية لمتطلبات المرحلة وتداعياتها، حكومة يتشارك ويتحمل مسؤوليتها الجميع».

وأضاف أن «الاختلاف السياسي حاجة ضرورية، لكن تحويله إلى انقسام حاد يعطل المؤسسات، ويفتح المجال أمام التدخلات الخارجية».

ومن المنتظر أن يعقد البرلمان العراقي الجديد أولى جلساته يوم 29 من الشهر الحالي برئاسة أكبر الأعضاء سناً، وانتخاب رئيس جديد للبرلمان للسنوات الأربع المقبلة.

ولم تتضح بوصلة الاتفاقات بين الأطراف السياسية السنية حول تسمية مرشح لرئاسة البرلمان مثلما لم تتضح هذه الملامح داخل المكون الكردي لتسمية الشخص المؤهل لمنصب رئيس الجمهورية، فيما أعلن الإطار التنسيقي الشيعي أن تسمية المرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيتم الإعلان عنه بعد انتهاء استحقاقات تسمية رئيس البرلمان والجمهورية، وهو ما يعني أن يتم ذلك بعد نحو 45 يوماً وفقاً للمدد الدستورية المحددة لتشكيل العملية السياسية وفقاً لنتائج الانتخابات التشريعية العراقية.


جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يستكمل خضوعه للحوثيين

جانب من اجتماعات سابقة لقيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (إعلام محلي)
جانب من اجتماعات سابقة لقيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (إعلام محلي)
TT

جناح «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يستكمل خضوعه للحوثيين

جانب من اجتماعات سابقة لقيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (إعلام محلي)
جانب من اجتماعات سابقة لقيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء (إعلام محلي)

استكمل جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرة الحوثيين مسارَ الرضوخ لإملاءات الجماعة، وذلك بفصل الأمين العام للحزب، غازي علي الأحول، الذي لا يزال رهن الاعتقال، وتعيين شخصية مقرّبة من الجماعة نائباً لرئيس الحزب بديلاً عن أحمد علي صالح، نجل الرئيس اليمني الأسبق.

وعقدت اللجنة العامة (المكتب السياسي) لجناح الحزب اجتماعاً في صنعاء، الخميس، برئاسة صادق أمين أبو راس، رئيس الجناح في مناطق سيطرة الحوثيين، انتهى إلى اختيار عبد العزيز بن حبتور، الرئيس السابق لحكومة الحوثيين غير المعترف بها، نائباً لرئيس الحزب، في خطوة عُدّت استجابة مباشرة لمطالب حوثية علنية بعزل نجل الرئيس الأسبق، وتهديدات متكررة بإغلاق الحزب ومنع أنشطته.

جاء قرار إزاحة أحمد علي صالح بعد أسابيع من ضغوط متصاعدة مارستها الجماعة على قيادة جناح الحزب، شملت فرض قيود أمنية مشددة على تحركات رئيسه، وتهديدات بحل الحزب.


الدفاع المدني في غزة: سقوط 5 قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الدفاع المدني في غزة: سقوط 5 قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 5 فلسطينيين، الجمعة، في قصف إسرائيلي على مدرسة حوّلت إلى ملجأ، في حين قال الجيش إنه أطلق النار على «أفراد مشبوهين».

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه تم «انتشال 5 شهداء جراء القصف الإسرائيلي لمركز إيواء مدرسة شهداء غزة» في حي التفاح، شرق مدينة غزة (شمال).

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن قواته «أطلقت النار على الأفراد المشتبه بهم للقضاء على التهديد»، مضيفاً أنه «على علم بالادعاء المتعلق بوقوع إصابات في المنطقة، والتفاصيل قيد المراجعة».