تركيا: «الشعب الجمهوري» لن يغادر الشوارع... ولن يعارض إردوغان شكلياً

أوزيل طالب مجدداً بانتخابات مبكرة... وأحزاب طعنت على استفتاء الدستور في 2017

رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
TT

تركيا: «الشعب الجمهوري» لن يغادر الشوارع... ولن يعارض إردوغان شكلياً

رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)

أكد زعيم المعارضة التركية رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، أن حزبه لن يتحول إلى معارضة شكلية، مجدداً دعوته للتوجه إلى انتخابات مبكرة. وحصل «حزب الشعب الجمهوري» على دفعة قوية بعدما رفضت محكمة في أنقرة طعناً مقدماً ضد المؤتمر العام الإقليمي الـ38 في إسطنبول، والذي عُقد عام 2023، بدعوى التلاعب في عمليات التصويت، وذلك بعد أيام قليلة من قرار المحكمة الابتدائية المدنية في إسطنبول وقف رئيس فرع الحزب وإدارته عن ممارسة مهامهم احترازياً، وتعيين وصي على الحزب.

وقال أوزيل إن إردوغان يتهم حزبه بالتحريض على الفوضى في الشوارع ودعوة المواطنين للخروج في احتجاجات، لكنه يتجاهل شيئاً مهماً، وهو أن المواطنين تحركوا من تلقاء أنفسهم للدفاع عن مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول بعد إرسال أكثر من 5 آلاف شرطي لمحاصرته.

استهداف للديمقراطية

وأضاف أوزيل: «إننا لا نحرض على الفوضى أو إثارة الشغب أو العنف، ولم يصب شرطي واحد رغم اقتحام مبنى الحزب، يوم الاثنين، وإطلاق رذاذ الفلفل على مسؤولي الحزب ونوابه بالبرلمان».

أوزيل خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الخميس مع الرئيسين المشاركين لـ«حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب» (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وتابع أوزيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسين المشاركين لـ«حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تونجر باكيرهان وتولاي حاتم أوغولاري، في ختام زيارة تضامنية قاما بها لأوزيل في مقر الحزب بإسطنبول: «أقول لإردوغان إنك أنت من تركت الشوارع وابتعدت عن المواطنين واحتياجاتهم، والآن تريدنا أن نصمت تجاه اقتحام حزبنا ومهاجمتنا داخل منزلنا وعدم الدفاع عن أنفسنا».

بدوره، قال باكيرهان إن الأحداث التي وقعت أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول ليست استهدافاً للحزب فقط، وإنما هي اعتداء على الديمقراطية.

ولفت إلى أن هناك محاولات لإلغاء إرادة الشعب من خلال القضاء، وأنه تعرض شخصياً لممارسات في الماضي، مضيفاً: «بينما نناضل من أجل نشر الديمقراطية وسيادة القانون والحريات، للأسف تطبق الحكومة ممارسات الوصاية في جميع أنحاء تركيا، وليس فقط بين الأحزاب السياسية».

آلاف من أنصار «حزب الشعب الجمهوري» تجمعوا في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس رفضاً للضغوط على حزبهم (حساب الحزب في «إكس»)

وكان أوزيل أكد أمام تجمع حاشد حضره آلاف من أنصار حزبه في منطقة قاضي كوي في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس، أن «(حزب الشعب الجمهوري)، الذي أسس الجمهورية التركية، لا يمكنه أن يتحول إلى (حزب معارضة الملك)، ليكون مجرد معارضة شكلية لشرعنة مخطط (حزب العدالة والتنمية) الظلامي».

وقال إنهم «إردوغان وحكومته يريدون منا ترك الشوارع والجلوس في أنقرة وممارسة معارضة مستأنسة، لكننا نقول لهم إنكم لن تحرضونا على العنف ولن تعيدونا إلى ديارنا أيضاً، وتجمعاتنا في الشوارع بالآلاف هي تجمعات تدافع عن الديمقراطية وإرادة الشعب التي تتعرض للاعتداء والانقلاب عليها... سنقضي على المتآمرين وعلى المتعاونين معهم أيضاً، ولن نتراجع حتى توضع صناديق الاقتراع أمام المواطنين».

حكم قضائي مشجّع

وفي خطوة من شأنها دعم «حزب الشعب الجمهوري»، رفضت الدائرة الثالثة في المحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة دعوى إلغاء مؤتمر «حزب الشعب الجمهوري» الـ38 في إسطنبول، من حيث الموضوع.

وقالت نائبة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، غل تشيفتشي، إن القرار ألغى تلقائياً قرار وقف رئيس فرع الحزب في إسطنبول، أوزغور تشيليك، وتعيين جورسال تكين وصياً على الحزب.

وفي تعليق على الأحداث والمصادمات التي وقعت الاثنين أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول، قال نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» المتحدث باسم الحزب، عمر تشيليك، إن «قيادة (الشعب الجمهوري) تتهم الحكومة بالتستر على الوضع. كلاهما المدعي والمدعى عليه من أعضاء الحزب. إدارة الحزب تتجنب اتخاذ موقف سليم».

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (موقع البرلمان)

بدوره، قال رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، إنه كرئيس للبرلمان أجرى الاتصالات اللازمة منذ بداية الحادثة أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول ليل الأحد الماضي، و«وجّهنا تحذيراتٍ للشرطة بشأن ما تعرّض له نوابنا خلال الاحتجاجات أمام الحزب».

جاء ذلك رداً من كورتولموش على مطالبات نواب «حزب الشعب الجمهوري» خلال الاجتماع الثامن للجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» المعنية بحل «حزب العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، بتحمل مسؤوليته تجاه الأحداث، وتأكيدهم أن «هناك جهات تريد تعطيل العملية الجارية بالبرلمان واستمرار الصراع»، وأن ما يتعرض له «حزب الشعب الجمهوري» من ممارسات غير قانونية تقلل الثقة باللجنة.

طعن على استفتاء 2017

في غضون ذلك، أعلنت أحزاب «الجيد» و«النصر» و«التجديد» تقديم طلبات إلى المحكمة المدنية الابتدائية في أنقرة لإلغاء نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور الذي أُجري في 6 أبريل (نيسان) 2017، والذي بموجبه انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وسمح للرئيس رجب طيب إردوغان بالترشح للرئاسة رغم استنفاد مرات الترشيح.

واستندت الأحزاب الثلاثة إلى إعلان اللجنة العليا للانتخابات قبولها بطاقات اقتراع غير مختومة.

وقال حزب «النصر» إنه «ما دمنا بدأنا نشهد دعاوى قضائية مرفوعة في المحاكم الابتدائية المدنية ضد مؤتمرات (حزب الشعب الجمهوري)، رغم قرارات اللجنة العليا للانتخابات، بل وقبول اللجنة لذلك؛ فقد قررنا تقديم طلب كنا نعكف عليه منذ زمن طويل لإحالة (الاستفتاء المُشوّه)، الذي اعتبرت اللجنة فيه الأصوات غير المختومة صحيحة، إلى المحكمة الابتدائية المدنية».


مقالات ذات صلة

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

شؤون إقليمية أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

وجّه زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان رسالة دعم جديدة لعملية السلام بتركيا في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات والمناقشات حولها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»

بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

اعتقلت الشرطة التركية الصحافي المشهور ليفنت غولتكين (53 عاماً)، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية أوقفت السلطات التركية رئيس التحرير ومقدم البرامج في قناة «خبر تورك» محمد عاكف إرصوي لاتهامه بتشكيل منظمة إجرامية للمخدرات والأعمال المنافية للآداب (من حسابه في «إكس»)

فضيحتان تهزان الشارع التركي وتفجّران جدلاً على الساحة السياسية

هزّت فضيحتان متعاقبتان في الوسط الإعلامي والبرلمان الشارع التركي بقوة، وأثارتا حالة من الجدل على الساحة السياسية وردود فعل غاضبة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

أكدت تركيا عدم حدوث تغيير بشأن اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، رغم استمرار مفاوضاتها مع أميركا للعودة إلى برنامج إنتاج مقاتلات «إف - 35».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحكومة الإيرانية تعرض موازنة تتجاوز 107 مليارات دولار

بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)
TT

الحكومة الإيرانية تعرض موازنة تتجاوز 107 مليارات دولار

بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان يسلم مسودة مشروع الموازنة إلى قاليباف الثلاثاء (الرئاسة الإيرانية)

قدّمت الحكومة الإيرانية، الثلاثاء، مشروع موازنة العام الجديد إلى البرلمان بقيمة تتجاوز 107 مليارات دولار، في أول موازنة تُقدم رسمياً بالريال الجديد بعد حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية.

وسلّم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مشروع الموازنة إلى رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف خلال الجلسة العلنية، مؤكداً أن الموازنة أُعدت على أسس الشفافية والانضباط المالي، والواقعية في تقدير الموارد والمصروفات.

وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن إجمالي موارد ومصارف الموازنة العامة يبلغ 14.44 تريليون تومان (ريال جديد)، أي ما يعادل نحو 107.4 مليار دولار، وفق سعر صرف 134,450 للدولار الواحد.

وذكرت وكالة «مهر» أن موازنة العام الجديد الذي يبدأ 21 مارس (آذار) المقبل، جاءت مختلفة من حيث الشكل، إذ قُدمت من دون مواد وأحكام تفصيلية، واقتصرت على «مادة واحدة»، على أن تعرض الأرقام والبيانات في صيغة جداول.

ومن المنتظر أن يباشر البرلمان خلال الأيام المقبلة مناقشة بنود مشروع الموازنة داخل لجانه المختصة، تمهيداً لإحالته إلى الجلسة العامة للتصويت عليه، وسط توقعات بجدل واسع حول تقديرات الإيرادات، ومستويات الإنفاق، وانعكاسات الموازنة على معيشة المواطنين، في ظل التضخم المرتفع، وتراجع قيمة العملة.

بزشكيان يلقي خطاباً أمام البرلمان على هامش تقديم مشروع الموازنة (الرئاسة الإيرانية)

وبعد تقديم مشروع الموازنة، قال بزشكيان للصحافيين إن الحوارات بين الحكومة والبرلمان، مع التركيز على معيشة الشعب، ستتواصل خلال العامين الحالي والمقبل، بهدف التوصل إلى رؤية مشتركة قائمة على موارد حقيقية، مؤكداً أن الحكومة ستعمل على تهيئة الظروف اللازمة للحفاظ على مستوى المعيشة.

وأضاف أن مسار النقاش بين الحكومة والبرلمان يهدف، سواء لهذا العام أو العام المقبل، إلى اعتماد لغة ورؤية مشتركتين بشأن معيشة المواطنين، مشدداً على أن مسعى الحكومة هو تمكين الشعب، في العام المقبل أيضاً، من تأمين الحد الأدنى من المعيشة بالأسعار الحالية، حتى في حال ارتفاع معدلات التضخم، حسب وكالة «إرنا».

وكان المصرف المركزي الإيراني قد أعلن مطلع ديسمبر (كانون الأول) أن معدل التضخم السنوي بلغ 41 في المائة، وهو رقم لا يعكس بدقة الارتفاعات الحادة في أسعار السلع الأساسية، وفق ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية»، الاثنين الماضي.

وسجل الريال الإيراني خلال الأيام الأخيرة أدنى مستوياته التاريخية أمام الدولار في السوق غير الرسمية، عند نحو 1.3 مليون ريال للدولار، مقارنة بنحو 770 ألف ريال قبل عام.

رجل يمر أمام لافتة في مكتب صرافة للعملات مع تراجع قيمة الريال الإيراني بطهران السبت الماضي (رويترز)

ويؤدي التراجع السريع للعملة إلى تفاقم الضغوط التضخمية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية الأخرى، ما يزيد من الضغط على ميزانيات الأسر.

ويأتي تدهور العملة في ظل ما يبدو تعثراً للجهود الرامية إلى إحياء المفاوضات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب استمرار حالة عدم اليقين حيال خطر تجدد الصراع، عقب الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي.

كما يخشى كثير من الإيرانيين من احتمال اتساع رقعة المواجهة بما قد يجر الولايات المتحدة إليها، وهو ما يفاقم حالة القلق في الأسواق.

ويعاني الاقتصاد الإيراني منذ سنوات من وطأة العقوبات الغربية، لا سيما بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في ولايته الأولى، عام 2018، من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، الذي كان قد خفض بشكل حاد تخصيب اليورانيوم الإيراني ومخزوناته مقابل تخفيف العقوبات. آنذاك كان سعر صرف الريال الإيراني يقارب 32 ألف ريال للدولار الواحد.

وبعد عودة ترمب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في يناير (كانون الثاني)، أعادت إدارته إحياء حملة «الضغط الأقصى»، موسعة نطاق العقوبات التي تستهدف القطاع المالي الإيراني وصادرات الطاقة. ووفق بيانات أميركية، عادت واشنطن إلى ملاحقة الشركات المنخرطة في تجارة النفط الخام الإيراني، بما في ذلك عمليات البيع بأسعار مخفّضة لمشترين في الصين.

وتصاعدت الضغوط في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما أعادت الأمم المتحدة فرض عقوبات مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني عبر ما وصفه دبلوماسيون بآلية «العودة السريعة»، ما أدى إلى تجميد أصول إيرانية في الخارج، وتعليق صفقات الأسلحة مع طهران، وفرض قيود إضافية مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية.


400 شخصية نسائية عالمية تطالب إيران بإلغاء إعدام ناشطة

إيرانيون يتظاهرون لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام (أرشيفية-رويترز)
إيرانيون يتظاهرون لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام (أرشيفية-رويترز)
TT

400 شخصية نسائية عالمية تطالب إيران بإلغاء إعدام ناشطة

إيرانيون يتظاهرون لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام (أرشيفية-رويترز)
إيرانيون يتظاهرون لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام (أرشيفية-رويترز)

طالب أكثر من 400 شخصية نسائية عالمية، من بينها أربع حائزات جوائز نوبل وعدد من الرئيسات ورئيسات الحكومات السابقات، طهران بالإفراج فوراً عن المهندسة والناشطة الإيرانية زهراء طبري، مُعربين عن قلقهم من احتمال تنفيذ حكم الإعدام بحقّها قريباً.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حُكم على طبري، وهي أمّ تبلغ 67 عاماً، بالإعدام بعد «محاكمة صورية لم تستغرق سوى عشر دقائق، عُقدت عبر الفيديو دون حضور محاميها»، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن الرسالة التي وقّعتها النساء.

وأشارت الرسالة إلى أن طبري تُواجه الإعدام «لرفعها لافتة عليها عبارة (امرأة، الحياة، حرية)»، والتي يُرجَّح أنها مُستوحاة من شعار «امرأة، حياة، حرية» الذي لقي رواجاً واسعاً خلال احتجاجات عام 2022.

ووقّعت الرسالة، التي صاغتها جمعية «العدالة لضحايا مَجزرة 1988 في إيران» التي تتخذ من لندن مقراً، رئيساتٌ سابقات لسويسرا والإكوادور، ورئيسات وزراء سابقات لفنلندا والبيرو وبولندا وأوكرانيا.

وجاء في الرسالة: «نطالب بالإفراج الفوري عن زهراء، وندعو الحكومات في مختلف أنحاء العالم إلى التضامن مع المرأة الإيرانية في نضالها من أجل الديمقراطية والمساواة والحرية».

ووقّع الرسالة أيضاً قضاة ودبلوماسيون وأعضاء في البرلمان وشخصيات عامة، مِن بينهم الفيلسوفة الفرنسية إليزابيث بادينتر.

وفي حين لم تتطرق وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إلى قضية طبري، ولم تؤكد صدور حكم الإعدام بحقها، أكّدت مجموعة من ثمانية خبراء مستقلين من الأمم المتحدة، الثلاثاء، صدور الحكم، استناداً فقط إلى لافتة ورسالة صوتية لم تُنشر، وطالبوا إيران بـ«تعليق» تنفيذ الحكم فوراً.

وأكد هؤلاء الخبراء المفوَّضون من مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أنّ الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية التي صادقت عليها إيران، يقتصر في المبدأ على تطبيق عقوبة الإعدام على «أخطر الجرائم».

وشددوا على أن «القضية لا تشمل أي جريمة قتل متعمَّدة وتشوبها عدة مخالفات إجرائية»، وخلصوا إلى أن «إعدام طبري في ظل هذه الظروف يُعدّ إعداماً تعسفياً».

وفق منظمة حقوق الإنسان الإيرانية ومقرها أوسلو، أعدمت السلطات الإيرانية أكثر من 40 امرأة، هذا العام.


مساعد سابق يقول إن نتنياهو كلّفه بوضع خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

مساعد سابق يقول إن نتنياهو كلّفه بوضع خطة للتهرب من مسؤولية هجوم 7 أكتوبر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

صرّح مساعد سابق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه عقب هجوم «حماس» في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الذي أشعل فتيل الحرب الإسرائيلية على غزة التي استمرت عامين، كلّفه الزعيم الإسرائيلي بإيجاد طريقة للتهرب من مسؤولية هذا الخرق الأمني.

ووفقاً لوكالة الأنباء الألمانية، وجّه المتحدث السابق باسم نتنياهو، إيلي فيلدشتاين، الذي يواجه محاكمة بتهمة تسريب معلومات سرية إلى الصحافة، هذا الاتهام الخطير، خلال مقابلة مطولة مع قناة «كان» الإسرائيلية، مساء الاثنين.

وقد اتهم منتقدون نتنياهو مراراً وتكراراً برفض تحمّل مسؤولية الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. لكن لا يُعرف الكثير عن سلوك نتنياهو في الأيام التي أعقبت الهجوم مباشرة، في حين قاوم رئيس الوزراء باستمرار إجراء تحقيق حكومي مستقل.

وفي حديثه لقناة «كان»، قال فيلدشتاين إن «المهمة الأولى» التي تلقاها من نتنياهو بعد 7 أكتوبر 2023، كانت إسكات المطالبات بالمساءلة. قال فيلدشتاين: «سألني: عمّ يتحدثون في الأخبار؟ هل ما زالوا يتحدثون عن المسؤولية؟». وأضاف: «أراد مني أن أفكر في شيء يُخفف من حدة العاصفة الإعلامية المحيطة بمسألة ما إذا كان رئيس الوزراء قد تحمل المسؤولية أم لا».

وأضاف أن نتنياهو بدا «مرتبكاً» عندما طلب منه ذلك. وقال فيلدشتاين إنه أُبلغ لاحقاً من قِبل أشخاص في الدائرة المقربة من نتنياهو بحذف كلمة «المسؤولية» من جميع التصريحات.

وصف مكتب نتنياهو المقابلة بأنها «سلسلة طويلة من الادعاءات الكاذبة والمكررة التي أدلى بها رجل ذو مصالح شخصية واضحة يحاول التهرب من المسؤولية»، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية.

وتأتي تصريحات فيلدشتاين بعد توجيه الاتهام إليه في قضية يُتهم فيها بتسريب معلومات عسكرية سرية إلى صحيفة شعبية ألمانية لتحسين الصورة العامة لرئيس الوزراء، عقب مقتل 6 رهائن في غزة في أغسطس (آب) من العام الماضي.

كما يُعدّ فيلدشتاين مشتبهاً به في فضيحة «قطر غيت»، وهو أحد اثنين من المقربين لنتنياهو متهمين بتلقي أموال من قطر أثناء عملهما لدى رئيس الوزراء.