تركيا: «الشعب الجمهوري» لن يغادر الشوارع... ولن يعارض إردوغان شكلياً

أوزيل طالب مجدداً بانتخابات مبكرة... وأحزاب طعنت على استفتاء الدستور في 2017

رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
TT

تركيا: «الشعب الجمهوري» لن يغادر الشوارع... ولن يعارض إردوغان شكلياً

رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس «حزب الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل متحدثاً أمام آلاف من أنصار حزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حساب الحزب في «إكس»)

أكد زعيم المعارضة التركية رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، أن حزبه لن يتحول إلى معارضة شكلية، مجدداً دعوته للتوجه إلى انتخابات مبكرة. وحصل «حزب الشعب الجمهوري» على دفعة قوية بعدما رفضت محكمة في أنقرة طعناً مقدماً ضد المؤتمر العام الإقليمي الـ38 في إسطنبول، والذي عُقد عام 2023، بدعوى التلاعب في عمليات التصويت، وذلك بعد أيام قليلة من قرار المحكمة الابتدائية المدنية في إسطنبول وقف رئيس فرع الحزب وإدارته عن ممارسة مهامهم احترازياً، وتعيين وصي على الحزب.

وقال أوزيل إن إردوغان يتهم حزبه بالتحريض على الفوضى في الشوارع ودعوة المواطنين للخروج في احتجاجات، لكنه يتجاهل شيئاً مهماً، وهو أن المواطنين تحركوا من تلقاء أنفسهم للدفاع عن مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول بعد إرسال أكثر من 5 آلاف شرطي لمحاصرته.

استهداف للديمقراطية

وأضاف أوزيل: «إننا لا نحرض على الفوضى أو إثارة الشغب أو العنف، ولم يصب شرطي واحد رغم اقتحام مبنى الحزب، يوم الاثنين، وإطلاق رذاذ الفلفل على مسؤولي الحزب ونوابه بالبرلمان».

أوزيل خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الخميس مع الرئيسين المشاركين لـ«حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب» (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

وتابع أوزيل، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيسين المشاركين لـ«حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تونجر باكيرهان وتولاي حاتم أوغولاري، في ختام زيارة تضامنية قاما بها لأوزيل في مقر الحزب بإسطنبول: «أقول لإردوغان إنك أنت من تركت الشوارع وابتعدت عن المواطنين واحتياجاتهم، والآن تريدنا أن نصمت تجاه اقتحام حزبنا ومهاجمتنا داخل منزلنا وعدم الدفاع عن أنفسنا».

بدوره، قال باكيرهان إن الأحداث التي وقعت أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول ليست استهدافاً للحزب فقط، وإنما هي اعتداء على الديمقراطية.

ولفت إلى أن هناك محاولات لإلغاء إرادة الشعب من خلال القضاء، وأنه تعرض شخصياً لممارسات في الماضي، مضيفاً: «بينما نناضل من أجل نشر الديمقراطية وسيادة القانون والحريات، للأسف تطبق الحكومة ممارسات الوصاية في جميع أنحاء تركيا، وليس فقط بين الأحزاب السياسية».

آلاف من أنصار «حزب الشعب الجمهوري» تجمعوا في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس رفضاً للضغوط على حزبهم (حساب الحزب في «إكس»)

وكان أوزيل أكد أمام تجمع حاشد حضره آلاف من أنصار حزبه في منطقة قاضي كوي في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس، أن «(حزب الشعب الجمهوري)، الذي أسس الجمهورية التركية، لا يمكنه أن يتحول إلى (حزب معارضة الملك)، ليكون مجرد معارضة شكلية لشرعنة مخطط (حزب العدالة والتنمية) الظلامي».

وقال إنهم «إردوغان وحكومته يريدون منا ترك الشوارع والجلوس في أنقرة وممارسة معارضة مستأنسة، لكننا نقول لهم إنكم لن تحرضونا على العنف ولن تعيدونا إلى ديارنا أيضاً، وتجمعاتنا في الشوارع بالآلاف هي تجمعات تدافع عن الديمقراطية وإرادة الشعب التي تتعرض للاعتداء والانقلاب عليها... سنقضي على المتآمرين وعلى المتعاونين معهم أيضاً، ولن نتراجع حتى توضع صناديق الاقتراع أمام المواطنين».

حكم قضائي مشجّع

وفي خطوة من شأنها دعم «حزب الشعب الجمهوري»، رفضت الدائرة الثالثة في المحكمة الجنائية الابتدائية في أنقرة دعوى إلغاء مؤتمر «حزب الشعب الجمهوري» الـ38 في إسطنبول، من حيث الموضوع.

وقالت نائبة رئيس «حزب الشعب الجمهوري»، غل تشيفتشي، إن القرار ألغى تلقائياً قرار وقف رئيس فرع الحزب في إسطنبول، أوزغور تشيليك، وتعيين جورسال تكين وصياً على الحزب.

وفي تعليق على الأحداث والمصادمات التي وقعت الاثنين أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول، قال نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» المتحدث باسم الحزب، عمر تشيليك، إن «قيادة (الشعب الجمهوري) تتهم الحكومة بالتستر على الوضع. كلاهما المدعي والمدعى عليه من أعضاء الحزب. إدارة الحزب تتجنب اتخاذ موقف سليم».

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (موقع البرلمان)

بدوره، قال رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، إنه كرئيس للبرلمان أجرى الاتصالات اللازمة منذ بداية الحادثة أمام مقر «حزب الشعب الجمهوري» في إسطنبول ليل الأحد الماضي، و«وجّهنا تحذيراتٍ للشرطة بشأن ما تعرّض له نوابنا خلال الاحتجاجات أمام الحزب».

جاء ذلك رداً من كورتولموش على مطالبات نواب «حزب الشعب الجمهوري» خلال الاجتماع الثامن للجنة «التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية» المعنية بحل «حزب العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، بتحمل مسؤوليته تجاه الأحداث، وتأكيدهم أن «هناك جهات تريد تعطيل العملية الجارية بالبرلمان واستمرار الصراع»، وأن ما يتعرض له «حزب الشعب الجمهوري» من ممارسات غير قانونية تقلل الثقة باللجنة.

طعن على استفتاء 2017

في غضون ذلك، أعلنت أحزاب «الجيد» و«النصر» و«التجديد» تقديم طلبات إلى المحكمة المدنية الابتدائية في أنقرة لإلغاء نتائج الاستفتاء على تعديل الدستور الذي أُجري في 6 أبريل (نيسان) 2017، والذي بموجبه انتقلت البلاد من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، وسمح للرئيس رجب طيب إردوغان بالترشح للرئاسة رغم استنفاد مرات الترشيح.

واستندت الأحزاب الثلاثة إلى إعلان اللجنة العليا للانتخابات قبولها بطاقات اقتراع غير مختومة.

وقال حزب «النصر» إنه «ما دمنا بدأنا نشهد دعاوى قضائية مرفوعة في المحاكم الابتدائية المدنية ضد مؤتمرات (حزب الشعب الجمهوري)، رغم قرارات اللجنة العليا للانتخابات، بل وقبول اللجنة لذلك؛ فقد قررنا تقديم طلب كنا نعكف عليه منذ زمن طويل لإحالة (الاستفتاء المُشوّه)، الذي اعتبرت اللجنة فيه الأصوات غير المختومة صحيحة، إلى المحكمة الابتدائية المدنية».


مقالات ذات صلة

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

شؤون إقليمية أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

وجّه زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان رسالة دعم جديدة لعملية السلام بتركيا في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات والمناقشات حولها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد البرلمان التركي وافق على مشروع موزانة العام 2026 في خلسة عاصفة (الموقع الرسمي للبرلمان)

برلمان تركيا يقرّ مشروع موازنة 2026 مع توقعات بتراجع كبير للتضخم

توقعت الحكومة التركية انخفاض معدل التضخم السنوي خلال عام 2026 إلى ما دون الـ20 في المائة وإعادته إلى خانة الآحاد في عام 2027.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية صورة مثبتة لليفنت غولتكين من فيديو على حسابه على «يوتيوب»

بتهمة «نشر معلومات مضللة»... السلطات التركية توقف صحافياً بارزاً

اعتقلت الشرطة التركية الصحافي المشهور ليفنت غولتكين (53 عاماً)، وفق ما نقلت «وكالة الأنباء الألمانية» اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية أوقفت السلطات التركية رئيس التحرير ومقدم البرامج في قناة «خبر تورك» محمد عاكف إرصوي لاتهامه بتشكيل منظمة إجرامية للمخدرات والأعمال المنافية للآداب (من حسابه في «إكس»)

فضيحتان تهزان الشارع التركي وتفجّران جدلاً على الساحة السياسية

هزّت فضيحتان متعاقبتان في الوسط الإعلامي والبرلمان الشارع التركي بقوة، وأثارتا حالة من الجدل على الساحة السياسية وردود فعل غاضبة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا أعلنت أنه لا تغيير على وضع منظومة «إس - 400» الروسية في ظل مفاوضاتها مع أميركا (موقع الصناعات الدفاعية التركية)

تركيا تتمسك بمنظومة «إس 400» الروسية

أكدت تركيا عدم حدوث تغيير بشأن اقتنائها منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس - 400»، رغم استمرار مفاوضاتها مع أميركا للعودة إلى برنامج إنتاج مقاتلات «إف - 35».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
TT

فيديو بالذكاء الاصطناعي يظهر نتنياهو وترمب وهما يقودان مقاتلة

لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو
لقطة من الفيديو الذي نشره المكتب الصحافي لبنيامين نتنياهو

نشر المكتب الصحافي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، مقطع فيديو مولد بالذكاء الاصطناعي لرئيس الوزراء والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وهما يقودان طائرة مقاتلة فوق مجموعة من المباني في منطقة صحراوية غير محددة.

ووفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الفيديو الذي تم نشره على تطبيق «إنستغرام» يبدو أنه يأتي في مناسبة مرور 6 أشهر على الحرب الإسرائيلية الإيرانية.

ويظهر في الفيديو، الذي تبلغ مدته بضع ثوانٍ، نتنياهو وترمب وهما يرتديان نظارات شمسية ويتبادلان نظرة خاطفة. وجاء في التعليق: «في جولة احتفالية بالنصر»، مع وسم «ستة أشهر».

واستمرت المواجهة العسكرية الخاطفة بين إسرائيل وإيران 12 يوماً فقط، وبدأت في ساعات الفجر الأولى من يوم 13 يونيو (حزيران) 2025، حين شنّت إسرائيل هجوماً مباغتاً على عشرات الأهداف الإيرانية.

وقالت إسرائيل إن هجومها على كبار القادة العسكريين الإيرانيين، وعلماء نوويين، ومواقع تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية، «كان ضرورياً لمنع طهران من تنفيذ خطتها المعلنة لتدمير الدولة اليهودية»، وفق «تايمز أوف إسرائيل».

وتنفي إيران باستمرار سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ومع ذلك، فقد زادت من مستويات تخصيب اليورانيوم إلى مستويات «يمكن استخدامها في أغراض غير سلمية»، وعرقلت وصول المفتشين الدوليين إلى منشآتها النووية، ووسّعت قدراتها الصاروخية الباليستية.

وقالت إسرائيل إن إيران اتخذت مؤخراً خطوات نحو إعادة بناء قدراتها الصاروخية، ولا تزال تسعى إلى امتلاك سلاح نووي.

وردّت إيران على الضربات الإسرائيلية بإطلاق أكثر من 500 صاروخ باليستي، ونحو 1100 طائرة مسيرة على إسرائيل. وأسفرت الهجمات عن مقتل 32 شخصاً، وإصابة أكثر من 3000 آخرين في إسرائيل، وفقاً لمسؤولين صحيين ومستشفيات.

ومع اقتراب نهاية الحرب، انضمّت الولايات المتحدة إلى الضربات على المنشآت النووية الإيرانية.


تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
TT

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)
قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

مدّدت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمر عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

وقال رئيس البرلمان التركي، نعمان كورتولموش، الذي يترأس أيضاً اللجنة المعروفة باسم «لجنة التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية»، إنه تم خلال فترة عمل اللجنة، الذي استمر منذ تشكيلها في 5 أغسطس (آب) الماضي، تجاوز مراحل حرجة بحساسية بالغة.

وعقدت اللجنة، الأربعاء، اجتماعها الـ20 لعرض وتحليل نتائج الاجتماعات السابقة، تمهيداً لإعداد «تقرير مشترك» استناداً إلى التقارير التي أعدّتها الأحزاب المشاركة وقدمتها إلى البرلمان.

رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش متحدثاً خلال اجتماع اللجنة البرلمانية لوضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» (حساب البرلمان في «إكس»)

وجرى تصويت خلال الاجتماع، تمّ خلاله الموافقة بالإجماع على تمديد عملها لمدة شهرين بدءاً من 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال كورتولموش إنهم كانوا يهدفون إلى إتمام العملية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن لم تستطع إنجاز عملها بالكامل حتى هذا التاريخ.

قضايا عالقة وغموض

وأكد كورتولموش أن اللجنة البرلمانية ليست هي مَن سيحل القضية برمتها، لافتاً إلى أن هناك شقاً يتعلق بإلقاء «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، وهي ذراع لحزب «العمال الكردستاني» في سوريا، أسلحتها، استجابة لنداء زعيم الحزب السجين في تركيا، عبد الله أوجلان، الذي أطلقه في 27 فبراير (شباط) الماضي، وطالب فيه بحل الحزب ومختلف المجموعات المرتبطة به. وتساءل كورتولموش: «كيف ستضمن اللجنة إلقاء (قوات سوريا الديمقراطية) أسلحتها؟».

وعرضت أكاديميتان تركيتان، خلال الجلسة، ملخصاً تنفيذياً لتحليل محاضر جلسات اللجنة التي بلغت 58 جلسة خلال 19 اجتماعاً، تم خلالها الاستماع إلى 135 شخصاً يمثلون الحكومة والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك عائلات ضحايا عملية حزب «العمال الكردستاني» وجمعيات المحاربين القدامى.

لا تزال عودة مسلحي «العمال الكردستاني» واندماجهم بالمجتمع تشكّل نقطة غامضة في عملية السلام بتركيا (رويترز)

وعكس التحليل تبايناً واضحاً في مقاربات الجهات الفاعلة فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين مفهومي الأمن والحرية، في العملية التي تسميها الحكومة «تركيا خالية من الإهارب»، ويسميها الجانب التركي «عملية السلام والمجتمع الديمقراطي».

وأشار التحليل إلى أن الغموض لا يزال يكتنف الهدف النهائي للعملية، وهو «إنهاء الإرهاب»، ويتم التعبير عن أهداف مختلفة مثل «المصالحة» و«النموذج التركي» لحلّ المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) و«الأخوة» و«التطبيع» و«الديمقراطية» و«الاندماج السياسي». ولا يوجد إجماع واضح على كيفية دمج هذه الأهداف معاً، وما الخطوات الملموسة التي ستُتخذ.

ولفت أيضاً إلى وجود اختلافات كبيرة في المقاربات بالنسبة لمسألة العفو والاندماج الاجتماعي لعناصر «العمال الكردستاني»، فضلاً عن استخدام أُطر مختلفة في تحديد الأسباب الجذرية للمشكلة، وهي أمور يجب معالجتها في التقرير النهائي.

مبادئ أساسية

وطالبت الأحزاب المشاركة في اللجنة، خلال الاجتماع، بسرعة الانتهاء من إعداد التقرير النهائي دون تأخير، مع «التمسك بمبادئ الجمهورية التركية وهوية الأمة واللغة في أي خطوات ستتخذ من أجل تعزيز الديمقراطية، ومراعاة ألا تفتح هذه الخطوات آفاقاً جديدة أمام المنظمات الإرهابية». ورفض النائب عن حزب «العدالة والتنمية»، كورشاد زورلو، استخدام مصطلح «السلام» للإشارة للعملية الجارية، قائلاً إن «الحرب تقع بين الدول».

رئيس حزب «الجيد القومي» موساوات درويش أوغلو متحدثاً أمام المجموعة البرلمانية للحزب الأربعاء (حساب الحزب في «إكس»)

في السياق، طالب رئيس حزب «الجيد القومي»، الذي أعلن منذ البداية رفضه العملية الجارية وأي تفاوض مع أوجلان، مساوات درويش أوغلو، الرئيس رجب طيب إردوغان بعدم إهدار وقت البرلمان في إعداد تقارير.

وقال دوريش أوغلو، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه الأربعاء، إن إردوغان «يتصرف أحياناً بوصفه رئيساً لحزب (العدالة والتنمية)، وأحياناً بصفته رئيساً للبلاد، خلال هذه العملية. وبما أنه يدعي أنه وراء هذه العملية، وأنها مشروع دولة ومشروع القرن، فإنه يملك السلطة، لا ينبغي أن يضيع وقت البرلمان في إعداد التقارير، بل وأن يفرج عن أوجلان، إن استطاع».


الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»

نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
TT

الكنيست يصادق مبدئياً على «لجنة تحقيق ناعمة» في «7 أكتوبر»

نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)
نائبة إسرائيلية معارضة ترفع لافتة كُتب عليها «لا تخفوا الحقيقة» في الكنيست الأربعاء (إ.ب.أ)

تجنب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المشاركة في التصويت على قرار الكنيست (البرلمان)، الذي نص على تشكيل لجنة تحقيق ناعمة، في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تم تفصيلها بشكل يضمن إعفاءه من المسؤولية، ويُحمّل مسؤولية الإخفاق للجيش والمخابرات واتفاقيات أوسلو (1993).

وتم إقرار القانون في القراءة التمهيدية بأكثرية 53 نائباً ومعارضة 48 آخرين، ويحتاج إلى قراءات ثلاث أخرى حتى يصبح قانوناً ساري المفعول.

وأجري التصويت في جلسة عاصفة، برز فيها حضور عدد كبير من ممثلي عائلات القتلى والأسرى الإسرائيليين في الحرب، الذين يعرفون أن لجنة كهذه لن تجري تحقيقاً جدياً، بل تم تفصيلها بطريقة تساير القيادة السياسية وتضيع الحقيقة.

وحضروا وهو يرفعون شعارات احتجاج ويطالبون بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، يعينها رئيس محكمة العدل العليا، وتكون ذات أسنان، قادرة على الوصول إلى الحقيقة والتوصية بمعاقبة المسؤولين.

جانب من احتجاج عائلات ضحايا هجوم 7 أكتوبر ضد طريقة تشكيل لجنة التحقيق في الهجوم داخل الكنيست (إ.ب.أ)

وحسب متابعين ومقربين، فإن نتنياهو الذي كان موجوداً في الكنيست لم يشارك في التصويت بالأساس بسبب «خجله من هذه العائلات»، وكذلك فعل وزير آخر في حكومته، زئيف الكين، وعضو الكنيست يولي إدلشتاين، ونائبة وزير الخارجية شيران هسكل.

المعارضة تحضر بلباس أسود

وقد حضر أعضاء الكنيست من المعارضة إلى التصويت بلباس أسود، وتم إخراج عدد منهم من القاعة بعد صراخهم ورفع لافتات منددة باللجنة التي تشكلها الحكومة، وعندما تم التصويت على القانون، قاموا بتمزيق الأوراق التي طُبع عليها، لكن هذا لم يؤثر على قادة الائتلاف الحكومي.

وقد انقسم الجمهور الإسرائيلي أيضاً إلى قسمين، ما بين مؤيد ومعارض، للجنة التحقيق الرسمية. لكن أكثرية 69 في المائة منهم أيَّدوا موقف المعارضة، بتشكيل لجنة رسمية ومهنية.

عائلات ضحايا هجوم 7 أكتوبر يرفعون شعارات وصوراً ضد طريقة تشكيل لجنة التحقيق في الهجوم داخل الكنيست (إ.ب.أ)

ومن يعارضون اللجنة الرسمية هم مؤيدو الحكومة، الذين لا يريدون أن يتورط نتنياهو في قضية أخرى، ويخشون من أن تتوصل اللجنة إلى نتيجة مفادها بأن نتنياهو هو المسؤول الأول عن الإخفاق.

وعبَّر عدد من أنصار الليكود عن رغبتهم في أن تحقق هذه اللجنة ليس فقط في إخفاق 7 أكتوبر، بل فيما سبقه من أحداث، مثل اتفاقيات أوسلو، التي وقَّع عليها إسحق رابين، وقرار الانسحاب من غزة سنة 2005 الذي قرره رئيس الوزراء إرئيل شارون؛ ما دفع صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن تنشر رسماً كاريكاتورياً يظهِر اللجنة تتوجه إلى ضريح دافيد بن غوريون، مؤسس إسرائيل، وتستجوبه: «أين كنت في 7 أكتوبر؟».

اتهامات للمحكمة

وتنطلق الحكومة الإسرائيلية في موقفها من اتهماها لرئيس المحكمة العليا، بأنه «ليس نزيهاً، ولا يجوز الاعتماد عليه لتشكيل لجنة تحقيق رسمية»؛ لذلك ينص مشروع القانون الجديد على أن رئيس الكنيست، أمير أوحانا، هو الذي يقرر في تشكيلة اللجنة من خلال «التشاور» مع مندوبي الائتلاف والمعارضة، ثم يصادق الكنيست على تشكيلة اللجنة بأغلبية 80 عضو كنيست، وفي حال عدم وجود أغلبية كهذه، سيقرر رئيس لجنة الكنيست في هوية ثلاثة أعضاء في اللجنة ورئيس المعارضة، يائير لبيد، سيختار الأعضاء الثلاثة الآخرين، وفي حال رفض لبيد ذلك سيقرر رئيس الكنيست هوية الأعضاء الثلاثة الآخرين.

وينص مشروع القانون أيضاً على تعيين أربعة مشرفين للجنة من عائلات قتلى إسرائيليين في 7 أكتوبر، وسيعينهم أعضاء لجنة التحقيق نفسها عندما تبدأ عملها.

وقال لبيد إن «نتنياهو يهرب من المسؤولية. وهذا الهدف الوحيد لمشروع القانون هذا. مساعدته في الهروب. ومساعدته في تحميل مسؤوليته عن الإخفاق على آخرين. وقد قال إن هذه اللجنة الوهمية ستحقق في أوسلو. لماذا أوسلو فقط؟ ماذا عن الهيكل الأول؟ لماذا ليس تمرد اليهود في غيتو وارسو (إبان الحرب العالمية)؟».

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد (رويترز)

وشدد لبيد على أن «المعارضة لن تتعاون مع هذه المهزلة المخزية، وأمواتنا يستحقون أكثر من ذلك، وكذلك أمن الدولة. وإذا لم تكن هناك لجنة تحقيق رسمية، فلن نعرف الحقيقة أبداً، والأخطر من ذلك أن هذا الهجوم سيحدث مرة أخرى».

وكان نتنياهو قد شكل برئاسته طاقماً وزارياً من أجل إقرار صلاحيات اللجنة، وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن نتنياهو يريد منح اللجنة تفويضاً كبيراً بقدر الإمكان؛ من أجل التحقيق في أكبر عدد ممكن من المواضيع ولسنوات طويلة إلى الوراء؛ بهدف إبعاد مسؤولية إخفاق 7 أكتوبر عن الحكومة الحالية وتوسيع التحقيق كي لا تقدم اللجنة تقريراً أولياً قبل الانتخابات العامة المقبلة.

ويتوقع أن تعود اللجنة في تحقيقها إلى فترة اتفاقيات أوسلو، في عام 1993، أو إلى فترة تنفيذ خطة فك الارتباط عن غزة، في عام 2005، وأن يشمل عمل اللجنة التحقيق في مسؤولية جهاز القضاء والمستويين السياسي والأمني خلال هذه السنين.