طوّر باحثون من جامعة إديث كوان (ECU) الأسترالية، خوارزمية ذكاء اصطناعي تستخدم فحوصات كثافة العظام لتقدير مستويات الدهون الحشوية، مما يُوفر طريقة كشف سريعة وغير مؤلمة وبأسعار معقولة.
ويتم حالياً تقدير الدهون الحشوية الخطيرة صحياً التي تحيط بأعضاء الجسم باستخدام أساليب مثل مؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، ونسبة الخصر إلى الورك. لكن طالبة الدكتوراه عروبة مقصود، من جامعة إديث كوان، تشير إلى أن هذه القياسات لها حدود معينة، ولا يمكنها أن تميز بين أنواع الدهون المختلفة في الجسم. وأضافت في بيان نُشر الجمعة: «هذا التبسيط المفرط يُسهم في حدوث تناقضات في تقييم السمنة ومضاعفاتها الصحية، مما يُبرز الحاجة إلى نهج أكثر دقة لقياس السمنة».
وتساءلت عروبة مقصود: «هل سمعتَ يوماً عن الدهون المُختبئة في أعماق بطنك التي تُحيط بأعضائك؟ إنها الدهون الحشوية، وهي مُشكلة حقيقية مُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان». وعلى الرغم من أن تقنيات التصوير الطبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب يمكنها قياس الدهون الحشوية بدقة، فإن تكلفتها الباهظة غالباً ما تُشكل عاملاً مُقيداً أمام استخدامها على نطاق واسع. كما يُعرّض التصوير المقطعي المحوسب المرضى لمستويات أعلى من الإشعاع».
ومن أجل هذا تُدرّب وحدة العناية المركزة في جامعة إديث كوان خوارزمية التعلم الآلي الخاصة بها على نتائج هذه الفحوصات الطبية للتنبؤ بدقة بكمية الدهون الحشوية الموجودة لدى الشخص بمجرد النظر إلى فحوصات امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة (DXA)، التي تُجرى على العمود الفقري. وتُستخدم فحوصات امتصاص الأشعة السينية ثنائية الطاقة للعمود الفقري في تحديد كسور العمود الفقري. ويمكن إعادة استخدام هذه الصور لفحص الدهون الحشوية، مما يمنحنا رؤى صحية جديدة وقيّمة دون الحاجة إلى اختبارات إضافية، وفق الباحثين.
ومن المقرر أن تقدم عروبة مقصود بحثها في المؤتمر الدولي لحوسبة الصور الطبية والتدخلات بمساعدة الحاسوب «MICCAI 2025» الذي يُعقد في كوريا الجنوبية، في الفترة من 23 إلى 27 سبتمبر (أيلول) الحالي.
ووفق البيان الصحافي، تُشكل السمنة تهديداً خطيراً للصحة العالمية، وهي سبب رئيسي للمرض والوفيات في جميع أنحاء العالم. وفضلاً عن تأثيرها على الصحة، فإن العبء الاقتصادي هائل، مما يُشكل ضغطاً كبيراً على أنظمة الرعاية الصحية والاقتصادات الوطنية على حد سواء.
وفي أستراليا وحدها، بلغ العبء الاقتصادي للسمنة 39 مليار دولار أسترالي عام 2019 (يعادل الدولار الأميركي 1.52 دولار أسترالي)، ومن المتوقع أن يصل إلى 228 مليار دولار أسترالي بحلول عام 2060، أي ما يُعادل 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأستراليا.
ولا يقتصر الأمر على المال فحسب، إذ تشير التقديرات إلى وجود 3.7 مليون حالة وفاة مرتبطة بالسمنة سنوياً على مستوى العالم، وفقاً لعروبة مقصود.
يقول الدكتور سيد ذو القرنين جيلاني، المحاضر الأول وعالم الذكاء الاصطناعي في جامعة إديث كوان: «تم تدريب نموذج التعلم الآلي على آلاف الصور الطبية»، مضيفاً أن «الخطوة التالية هي دمج المزيد من مجموعات البيانات من جميع أنحاء العالم، بحيث يتعلم التطبيق الجديد من أكبر مجموعة بيانات ممكنة وأكثرها تنوعاً ليصبح أكثر دقة».



