أفاد فريق من الباحثين في هونغ كونغ بأن الانغماس المُفرط في ألعاب الفيديو يرتبط بآثار سلبية على الصحة النفسية والاجتماعية والتحصيل الدراسي لدى تلامذة المدارس، مع وجود أنماط مختلفة بين الأولاد والفتيات.
وأوضح الباحثون من الجامعة الصينية في هونغ كونغ خلال الدراسة، التي نُشرت نتائجها الاثنين، بدورية «PLOS One» أن اللعب المفرط بالألعاب الإلكترونية لا يقتصر على كونه وسيلة للتسلية، بل قد يتحوَّل إلى مؤشر مبكر لمشكلات نفسية واجتماعية وأكاديمية خطيرة.
وأصبحت ألعاب الفيديو جزءاً أساسياً من حياة كثير من الأطفال والمراهقين حول العالم، فهي وسيلة للترفيه والتواصل، لكنها تحمل جانباً آخر أكثر خطورة عند ممارستها بشكل مفرط. وقد وثّقت دراسات سابقة الاعتراف باضطراب إدمان الألعاب بوصفه حالةً تستحق المزيد من الدراسة، وأُدرج لاحقاً في التصنيف الدولي للأمراض تشخيصاً رسمياً. وتُظهر البيانات أن شرق آسيا من أكثر المناطق التي تنتشر فيها هذه الاضطرابات، كما ارتبطت فترات اللعب الطويلة بأعراض الاكتئاب والقلق ومشكلات النوم.
وشملت الدراسة 2592 طالباً وطالبة من المدارس الابتدائية والثانوية في هونغ كونغ، بمتوسط عمر يقارب 12 عاماً؛ حيث طُلب منهم استكمال استبيان ذاتي داخل الفصول الدراسية، تضمن أسئلة حول ممارستهم ألعاب الإنترنت لخمس ساعات متواصلة أو أكثر خلال الشهر السابق، إضافة إلى مؤشرات اضطراب إدمان الألعاب المعتمدة في الدليل التشخيصي للأمراض النفسية والتصنيف الدولي للأمراض.
وأظهرت النتائج أن 31.7 في المائة من المشاركين مارسوا الألعاب بشكل مفرط، بنسبة أعلى بين الأولاد (38.3 في المائة) مقارنة بالفتيات (24 في المائة).
وفيما يتعلّق بالصحة النفسية، أظهر الأولاد الذين يُمارسون اللعب المفرط معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق والتوتر وضعف جودة النوم، مقارنة بغير المفرطين. أما الفتيات فكانت الآثار أشد، إذ عانين الاكتئاب والقلق والتوتر والشعور بالوحدة وضعف جودة النوم.
أما من ناحية التحصيل الدراسي، فقد ارتبط اللعب المفرط لدى الفتيات بانخفاض الكفاءة الدراسية والثقة بالقدرات التعليمية، مقارنة بغير المفرطات. في حين لوحظ عند الأولاد تراجع في الدعم الاجتماعي وارتفاع في الشعور بالوحدة.
كما تبيّن أن الأطفال الذين لا يُمارسون ألعاب الفيديو يتمتعون بصحة نفسية أفضل، ومعدلات أقل من الاكتئاب والتوتر والقلق، وشعور أقل بالوحدة، إضافة إلى ثقة أعلى بتحصيلهم الدراسي مقارنة بالمفرطين في اللعب.
وخَلُص الباحثون إلى أن الانغماس المفرط في ألعاب الفيديو قد يكون مؤشراً سلوكياً، وله مخاطر محتملة لظهور نتائج سلبية على المستويات الاجتماعية والدراسية والنفسية لدى الأطفال والمراهقين، مع وجود خصائص خاصة بالجنسين، مثل زيادة الشعور بالوحدة، وانخفاض الدعم الاجتماعي بين الفتيات.
وأوصت الدراسة بضرورة اعتماد إجراءات وقائية تستهدف تقليل فترات اللعب المتواصلة، والتعرُّف المبكر على أنماط اللعب المفرط بجانب إجمالي ساعات اللعب.

