«حلوى المولد»... عادة مصرية تقاوم الغلاء وتداعب «النوستالجيا»

أصناف جديدة تنافس العرائس التقليدية

حلوى المولد تجتذب المصريين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية (الشرق الأوسط)
حلوى المولد تجتذب المصريين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية (الشرق الأوسط)
TT

 «حلوى المولد»... عادة مصرية تقاوم الغلاء وتداعب «النوستالجيا»

حلوى المولد تجتذب المصريين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية (الشرق الأوسط)
حلوى المولد تجتذب المصريين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية (الشرق الأوسط)

«سمسمية، لوزية، فستقية، حمصية، فولية»... هكذا عدّدت المصرية، نجوى رزق، أصناف «حلوى المولد النبوي»، التي اختارتها ضمن عُلبة تقوم بتجميع مكوناتها بنفسها من أحد «شوادر» بيع الحلوى بميدان السيدة زينب بالقاهرة.

وقالت ربة المنزل الخمسينية لـ«الشرق الأوسط»: «شراء حلوى المولد عادة معروفة تربينا عليها منذ الطفولة، فهذه الحلوى هي طعم الفرحة في كل بيت، ووراء كل صنف حكاية، وذكرى برائحة زمان».

وتابعت وهي تضيف أصنافاً أخرى إلى علبتها من بين عشرات الأصناف المعروضة: «رغم زيادة الأسعار فإنه يوجد في (السيدة زينب) أفضل عروض حلوى المولد، والأسعار مناسبة لنا، ولا تقارن بالأسعار التي تعلن عنها العلامات التجارية الشهيرة».

وما إن انتهت ربة المنزل من علبتها، حتى نادت على البائع لتسأله عن «العروسة الحلاوة» (المصنوعة من السكر)، قائلة: «لطالما اشتراها لي والدي وأنا صغيرة، وأنا اليوم أحرص على شرائها لحفيدتي، لأحافظ على هذه العادة».

«الحصان والعروسة» شكلان تقليديان متوارثان لحلوى المولد (الشرق الأوسط)

لا تزال حلوى المولد تجتذب المصريين بمختلف فئاتهم العمرية ومستوياتهم الاجتماعية، حيث تشهد الأسواق طرح تشكيلات متنوعة منها مع اقتراب موعد المولد النبوي الشريف، وتنافست المحلات التجارية الشهيرة، والشوادر الشعبية، والسلاسل والمنافذ الحكومية، في تقديم الجديد منها.

ورغم ارتفاع أسعارها عاماً بعد عام؛ فإن إقبال المصريين عليها لا يتوقف، إذ تلجأ الأسر إلى شراء العلب الجاهزة المُعدة سلفاً بأسعار محددة، أو القيام بـ«تشكيل» العلب بأصناف وفق خياراتهم، التي تطرح في الحالتين بأسعار مختلفة تناسب ميزانيات الأسر.

الإقبال على شراء الحلوى تؤكده الشعبة الغذائية بجمعية مستثمري 6 أكتوبر، التي بحسبها بلغت نسبة زيادة الإنتاج العام الحالي من الحلوى نحو 15 في المائة؜ مقارنة بالعام الماضي، ويعمل المُصّنعون وفق خطة يومية مرنة تعتمد على متابعة السوق وحجم الطلبيات، لضبط التوازن بين المعروض والطلب. بينما أعلنت الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى أن حجم الإنتاج المستهدف هذا العام يتراوح بين 25 و30 طناً، مع الاستعداد لزيادة الكميات المطروحة حال ارتفاع معدلات الإقبال.

«عروسة المولد» البلاستيكية بأحجام متنوعة وأشكال مبتكرة (الشرق الأوسط)

كما تعمل الحكومة المصرية على زيادة المعروض، حيث أصدر وزير التموين شريف فاروق تعليمات بزيادة كميات السلع الغذائية وحلوى المولد في الأسواق لضمان تلبية احتياجات المواطنين، حيث تم طرح نحو 5 آلاف طن من حلوى المولد بفروع المجمعات الاستهلاكية والمنافذ الثابتة والمتنقلة، بتخفيضات تتراوح بين 15 و25 في المائة على مختلف الأنواع والأوزان. وينشغل المصريون فيما بينهم هذه الأيام، لا سيما على منصات التواصل الاجتماعي، بتداول معلومات عن أسعار الحلوى، وذلك في محاولة للتعرف عليها، لتحديد ميزانياتهم قبل قرار الشراء.

https://x.com/Islamshawky8787/status/1957430524764438917

ورصدت «الشرق الأوسط» أسعار الحلوى في العلامات التجارية الشهيرة، التي تقوم بتنويع أشكال وأسعار علب الحلوى لتناسب جميع الفئات الاجتماعية، حيث تبدأ بسعر 150 جنيهاً (الدولار يساوي 48.65 جنيه)، وتتصاعد وفق الأصناف والأحجام، لتصل في إحدى العلامات إلى 8 آلاف جنيه.

https://x.com/Zizinia_05/status/1958904878404919756

أمّا من ناحية المكونات، فيتفنن كثير من العلامات التجارية في تطوير الشكل التقليدي للحلوى، وإدخال ابتكارات إليها لمواكبة العصر واجتذاب المزيد من الزبائن، وذلك عبر إضافة مكونات جديدة إلى مكوناتها المعروفة، مثل اللوتس والمارشميلو والكيندر، أو بغمس قطع بعينها في النوتيلا والبستاشيو، إلى جانب الابتكار في أنواع بعينها، مثل طرح «الملبن» – أشهر أنواع الحلوى- بنكهات جديدة من الفواكه، منها الكيوي والأناناس والتوت، في محاولة لتجديد المذاق المتعارف عليه.

أصناف من «حلوى المولد» داخل أحد «شوادر» البيع بميدان السيدة زينب بالقاهرة (الشرق الأوسط)

في المقابل، رصدت «الشرق الأوسط» في أسواق السيدة زينب توافر أصناف الحلوى التي تجمع بين الطعم التقليدي والسعر المناسب، حيث يبدأ الكيلوغرام منها بـ95 جنيهاً ويصل إلى 180 جنيهاً، إلى جانب «الحصان والعروسة»، وهما شكلان أساسيان تقليديان متوارثان لحلوى المولد، تتم صناعتهما عبر صهر السكر الخام، إلا أنهما يوجدان بشكل نادر، إذ تواصل «عروسة المولد» البلاستيكية انتشارها منذ سنوات عدة، بأحجام متنوعة وأشكال مبتكرة، تبدأ بسعر 150 جنيهاً.

داخل أحد الشوادر، قال البائع عصام محمد: «تُعد شوادر السيدة زينب من أبرز الأماكن التي تُباع فيها حلوى المولد بأسعار تُعد الأقل على مستوى البلاد، مما يجذب سنويا عدداً كبيراً من عشاق الحلوى، ويؤدي إلى ازدحام ملحوظ في الشوادر»، لافتا إلى أن «أسعار هذا العام لم تشهد زيادات ملحوظة مقارنة بالعام الماضي، إذ تزيد عن العام الماضي فقط بنحو 10 و20 في المائة»، وفق قوله.

الأسواق الشعبية توافر أصناف حلوى المولد التقليدية بسعر مناسب (الشرق الأوسط)

وأوضح أن الزبائن دائماً يبحثون عن أصناف «الفولية والسمسمية»، فهي أكثر الأصناف طلباً، وكذلك «الملبن»، ومن بعدها النوجا والمكسرات، ولفت إلى أن أكثر المترددين عليه يشترون العلب زنة 2 كيلوغرام أو 3 كيلوغرامات على الأكثر، في ظل الظروف الاقتصادية وغلاء المعيشة.

كلمات البائع يؤكدها رئيس شعبة الحلويات باتحاد الغرف التجارية في مصر، مدحت الفيومي، عبر تصريحات صحافية، أوضح خلالها أن «أسعار حلوى المولد النبوي هذا العام شهدت زيادة طفيفة تتراوح بين 20 و30 في المائة»، مرجعاً السبب في ذلك إلى ارتفاع تكاليف الكرتون والخدمات، وليس بسبب الخامات التي انخفضت أسعارها، وعلى رأسها السكر والفول السوداني. وأضاف أن «الأسر التي كانت تشتري نحو 10 كيلوغرامات حلوى في الأعوام السابقة أصبحت تكتفي بـ3 كيلوغرامات فقط»، لافتاً إلى استمرار الإقبال على شراء الحلوى باعتبارها عادة راسخة لا يتخلى عنها المصريون.


مقالات ذات صلة

محمد ثروت لـ«الشرق الأوسط»: الغناء الديني في مقدمة أولوياتي

يوميات الشرق ثروت يحيي الجمهور الذي شاركه الغناء بالحفل - (وزارة الثقافة المصرية)

محمد ثروت لـ«الشرق الأوسط»: الغناء الديني في مقدمة أولوياتي

أكد المطرب المصري محمد ثروت أنه تعلق بالمدائح النبوية والإنشاد الديني منذ سنوات نشأته الأولى بمدينة طنطا (دلتا مصر).

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جلسات ذكر ومدح في المولد النبوي (حساب بوابة الأقصر على «فيسبوك»)

المولد النبوي في مصر... احتفالات شعبية وفلكلورية تقاوم الزمن

ترتبط الكثير من المظاهر الاحتفالية التي يقيمها مصريون في ذكرى المولد النبوي بالمتعة، والبحث عن سبل للفرح والسعادة.

حمدي عابدين (القاهرة)
يوميات الشرق شخصيات «الليلة الكبيرة» من أعمال الفنانين أسامة عمر ومحمد مسعود (الشرق الأوسط)

مهندسون مصريون يحتفلون بـ«المولد النبوي» بمجسّمات تراثية من الخشب

في «المولد النبوي الشريف»، وهو أحد أهم الاحتفالات الإسلامية في مصر، تبرز المجسمات الخشبية والمنسوجات اليدوية لرموز وأمكنة لطالما ارتبطت بهذه المناسبة.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
شمال افريقيا ملك المغرب خلال ترؤسه حفلاً دينياً في الرباط (ماب)

ملك المغرب يعفو عن 742 محكوماً بمناسبة ذكرى المولد النبوي

أصدر الملك محمد السادس عفواً عن مجموعة من الأشخاص، منهم المعتقلون والموجودون في حالة سراح بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
يوميات الشرق أضواء تنير القيروان

الأنوار تغمر مدينة القيروان بمناسبة المولد النبوي الشريف

تلألأت الأنوار في مدينة القيروان التونسية في عرض صوتي وضوئي ضخم يحاكي السيرة النبوية العطرة، ليبث مهرجان المولد النبوي الشريف الذي تحتضنه المدينة أجواء روحية راقية بين أكثر من 600 ألف زائر توافدوا من تونس والبلدان العربية المجاورة، وحضروا احتفال هذه السنة بالمولد النبوي. وتواصلت الاحتفالات إلى غاية يوم 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، لتحول المدينة ذات التاريخ الإسلامي العريق إلى عاصمة للمشاعر الدينية والإحساس الروحي الراقي.

المنجي السعيداني (تونس)

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
TT

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)
عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

يستعد متحف «بيمِيش» (Beamish) في مقاطعة دورهام شمال شرقي إنجلترا لإعادة فتح أرشيفه أمام الجمهور بحلول أواخر عام 2026، بعد فترة من الإغلاق؛ وفق «بي بي سي». ويضم المتحف أكثر من 2.5 مليون قطعة تعكس حياة الناس في المنطقة بين عشرينات القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

ويُعرض حالياً جزء صغير نسبياً فقط من هذه المجموعة الضخمة، التي تبرّع بها معظمها السكان المحليون، وفق ما أوضحت هيلين باركر، المسؤولة في المتحف؛ التي قالت: «تبرع الناس بهذه القطع لمساعدتنا على بناء المتحف، وأعتقد أن لدينا مسؤولية لجعلها متاحة للجمهور ليطَّلع عليها».

وأضافت باركر، مديرة مجموعات وبرامج المتحف، أن أجزاءً من أرشيف المتحف كانت متاحة سابقاً للزوار قبل جائحة كورونا. وأوضحت: «كنا نعلم أنها كانت تحظى بشعبية كبيرة بين الزوار، لذلك كنا دائماً نخطط لإعادة فتحها».

ويعمل الفريق حالياً على إعادة فتح أجزاء من الأرشيف للجمهور، ويأمل أن يحدث ذلك خلال عام. وأشارت باركر إلى أن الأرشيف يُشكِّل «لمحة فريدة» عن حياة الطبقة العاملة في المنطقة. وأضافت أن المتحف، بطريقة ما، «نُسِّق بمشاركة الجمهور»، مشيرة إلى أن المتبرعين قرَّروا ما هو مهم وما يرغبون في التبرع به.

وأكدت باركر أن إعادة فتح الأرشيف للجمهور أمر ضروري، لأنه لا جدوى من الاحتفاظ بالقطع التي لا يمكن مشاهدتها. وقالت: «نحتاج إلى جعل أكبر قدر ممكن من المجموعات متاحة، فهذا يساعدنا على فهم هويتنا ومكاننا في العالم».

يمثل هذا المشروع فرصة للجمهور لاكتشاف التاريخ المحلي بطريقة تفاعلية، والتعرف على حياة الناس اليومية في شمال شرقي إنجلترا على مدار أكثر من قرن من الزمن.


اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
TT

اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)
صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)

بعد سنوات من التكهنات والجدل، كشف تحليل حديث للحمض النووي تفاصيل دقيقة عن هوية المرأة الرومانية الغامضة التي عُثر على رفاتها في بريطانيا، والمعروفة باسم «امرأة بيتشي هيد».

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «العلوم الأثرية» (Archaeological Science)، أن المرأة لم تكن «أول بريطانية سوداء» كما تكهَّن بعض العلماء استناداً إلى ملامحها الجسدية، بل كانت ذات بشرة فاتحة وأصول بريطانية.

وقال ويليام مارش، عالم الوراثة الأثرية في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «باستخدام أحدث تقنيات تحليل الحمض النووي والجينومات، تمكنا من تحديد أصول امرأة (بيتشي هيد) بدقة أكبر بكثير من السابق». وأضاف: «أظهرنا أنها تحمل أصولاً جينية مشابهة إلى حد كبير لأفراد آخرين من السكان المحليين في بريطانيا خلال العصر الروماني».

وقد أُثير جدل حول رفات هذه المرأة لأكثر من عقد؛ إذ عُثر على الهيكل العظمي لأول مرة في جنوب شرقي إنجلترا في منتصف القرن العشرين، ومن ثَمَّ أُعيد اكتشافه عام 2012 داخل صندوق يحمل بطاقة تعريفية كُتب عليها: «بيتشي هيد (1959)»، نسبة إلى امتداد الساحل في إيست ساسكس، حيث يُعتقد أن الرفات وُجد هناك.

أظهر التأريخ بالكربون المُشع أن المرأة تُوفيت بين عامَي 129 و311 ميلادياً، خلال فترة الاحتلال الروماني لبريطانيا، ومع ذلك دفع شكل جمجمتها بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن أصولها تعود إلى مناطق بعيدة.

في عام 2017، أشار تحليل أولي للحمض النووي إلى أنها لم تكن من أفريقيا كما افترض الباحثون في البداية، بل من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والآن يبدو أن هذا التخمين كان خاطئاً أيضاً.

وكشف التحليل الحديث أن المرأة «تتقارب جينياً مع سكان المناطق الريفية في بريطانيا خلال فترة الاحتلال الروماني، ومع البريطانيين المعاصرين»، حسبما أفاد مارش وزملاؤه، ولا تحمل أي علامات لأصول أفريقية حديثة. وبناءً على جيناتها، يُرجَّح أن عينيها زرقاوان، وبشرتها تتراوح بين الفاتح والداكن، وشعرها فاتح.

وأكد العلماء أن لغز امرأة «بيتشي هيد» أثار نقاشات مهمة حول التنوع وكيفية تصويرنا لأفرادٍ من الماضي. وكتب فريق البحث: «حظي اكتشاف (أول بريطانية سوداء معروفة لدينا) باهتمام واسع في وسائل الإعلام، والكتب غير الروائية، والموارد التعليمية، والمنشورات الأكاديمية». ومع ذلك، كان هذا الافتراض مبنياً على تكنولوجيا غير دقيقة وغير موثوقة.

وتقليدياً، يُستخدم الشكل الجسدي للجمجمة لتحديد العِرق والإثنية، بيد أن هذا النهج البحثي يُروِّج لـ«مفاهيم عفا عليها الزمن عن الواقع البيولوجي للعِرق»، كما كتب مارش وزملاؤه، وهو ما «يتجاهل الطبيعة المستمرة لمعظم التنوعات البشرية».

وتوضح حالة المرأة مدى خطأ الاعتماد على المظهر وحده، ولماذا يُعدُّ علم الوراثة مصدراً أكثر موثوقية للبحث.

وقالت سيلينا بريس، عالمة الأنثروبولوجيا في المتحف: «تمرُّ معرفتنا وفهمنا العلمي بحالة تطور مستمر، ومن واجبنا نحن العلماء مواصلة البحث عن إجابات». وأضافت: «بفضل التقدم التكنولوجي الذي شهده العقد الماضي منذ اكتشاف رفات (بيتشي هيد)، يُسعدنا أن ننشر هذه البيانات الشاملة الجديدة ونشارك المزيد عن هذه المرأة وحياتها».


استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
TT

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)
الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

يستخدم الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزايا التطبيقات العديدة، كإمكانية تحديد شركاء محتملين عدة ودعوتهم للقاء، فإنها لا تُعدّ دائماً إيجابية للصحة النفسية، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية.

فالاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة، كالبحث لساعات عن الشريك المثالي، قد يرتبط بمشاكل نفسية. مع ذلك، لم تُجرَ حتى الآن دراسات نفسية شاملة حول هذا الموضوع، ولم تُدمج نتائجها بشكل منهجي لتحديد أنماط عامة تربط بين استخدام تطبيقات المواعدة والصحة النفسية.

دراسة جديدة

نُشرت مؤخراً دراسة تحليلية جديدة في مجلة «الحواسيب في السلوك البشري» الأكاديمية، تركز على سد هذه الفجوة المهمة في الدراسات النفسية المتعلقة بتطبيقات المواعدة. ودمج فريق البحث في هذه الدراسة التحليلية لتطبيقات المواعدة بيانات من 23 دراسة (نُشرت بين عامي 2007 و2024) حول تأثير هذه التطبيقات على الصحة النفسية. وشملت البيانات التي تم تحليلها بيانات أكثر من 26 ألف متطوع.

وأظهرت الدراسات التي تم تحليلها أشكالاً مختلفة من النتائج السلبية لتطبيقات المواعدة على الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق والوحدة والتوتر.

صحة نفسية أسوأ

أظهرت نتائج تحليل الدراسات أن مستخدمي تطبيقات المواعدة يعانون مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ، بما في ذلك الاكتئاب والوحدة والقلق والضيق النَفْسِي، مقارنةً بمن لا يستخدمون هذه التطبيقات.

وأظهر مستخدمو تطبيقات المواعدة العزاب مشاكل نفسية أسوأ بشكل ملحوظ مقارنة بمستخدمي تطبيقات المواعدة من المرتبطين.

الحد من الاستخدام المفرط

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا التأثير ناتجاً من استخدام الأشخاص ذوي الصحة النفسية المتدهورة لتطبيقات المواعدة بشكل أكبر من الأشخاص السعداء، أو أن استخدام هذه التطبيقات يؤدي إلى مشاكل نفسية.

وعلى الأرجح، يحدث كلا الأمرين بدرجات متفاوتة. وهذا يُبرز ضرورة أن يضع مصممو تطبيقات المواعدة الصحة النفسية للمستخدمين في حسبانهم عند تصميم تطبيقاتهم، وفق «سيكولوجي توداي».

كما ينبغي على المستخدمين التفكير في الحد من الاستخدام المفرط لهذه التطبيقات والتركيز على التفاعلات الواقعية مع الأشخاص الذين التقوهم عبر التطبيق أو بطرق أخرى.