أكد المطرب المصري محمد ثروت أنه تعلق بالمدائح النبوية والإنشاد الديني منذ سنوات نشأته الأولى بمدينة طنطا (دلتا مصر)، حيث ضريح ومسجد «السيد البدوي»، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» على مشاركته في إحياء حفلات «الليلة المحمدية» منذ كان طالباً بالجامعة، ولم يتخلف عنها على مدى 20 عاماً.
وكان قد أقيم حفل الأوبرا بمناسبة المولد النبوي الشريف، حيث نفدت تذاكره قبل موعده بأيام بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو الذي زار محمد ثروت خلال البروفة الأخيرة للحفل، كما حرص على حضور الحفل، ووجه الشكر للفنان المصري على «أدائه المتميز الذي عكس نموذجاً للفن الراقي القادر على ملامسة وجدان الجمهور، وحمل رسالة إنسانية سامية تعزز القيم الروحية والجمالية» وفق هنو.
ويقول ثروت عن ذلك: «أقدر كثيراً جهود وزير الثقافة في مجال العمل الثقافي والفني، وهو رجل يعمل بحماس كبير ويقدر الناس ولم أتردد في إحياء الحفل، فهذه مناسبة عزيزة عليّ، لم أتخلف عنها منذ شاركت بأول حفل لـ«الليلة المحمدية» وأنا طالب بالجامعة.
وقدم ثروت خلال الحفل بمصاحبة الأوركسترا الاحتفالي بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام رئيس دار الأوبرا مجموعة من الأغنيات الدينية والروحانية من بينها «روضة الهادي» و«الله يا رسول الله» و«قمر سيدنا النبي» و«القلب يعشق كل جميل»، وقد لاقت تجاوباً من الجمهور. ويعبر ثروت عن ذلك قائلاً: «كان هناك تجاوب غير عادي من الحضور الذين شاركوني الغناء في أكثر من أغنية، من بينها (قمر سيدنا النبي) و(أشرقت أنواره) و(محمد رسول الإنسانية) وكنت في غاية السعادة فهذا هو الزاد الحقيقي لي كفنان، وقد علمني الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أن (الجمهور هو الأستاذ)».
الغناء الديني
ورغم تقديمه أغنيات عاطفية ووطنية، فإن الغناء الديني يحظى باهتمام كبير لدى محمد ثروت، إذ يعتبره من أهم أولوياته، كما يحرص على تقديم أغنيات جديدة كل فترة، فقدم في الحفل أغنيات لأول مرة على المسرح ومنها أغنية بعنوان «يا رب أنا العبد الفاني» من كلمات الشيخ صالح الجعفري وألحان ثروت، و«روضة الهادي نبينا»، و«صلوا عليه لتسعدوا»، كما قدم أغنيات لكبار المداحين ومنها «لأجل النبي» و«عليك سلام الله» للشيخ محمد الكحلاوي.

ويروي ثروت عن ذلك: «كان جدي لأمي يصطحبني لحضور (الختمة) التي يُختتم فيها القرآن، ويليه مديحاً وابتهالات وتواشيح وغناء مرتجل ويُختتم بتناول العَشاء، وكنت أسعد بها لأنها تجعلني أقابل مشايخ أحبهم مثل الشيخ سيد النقشبندي وكان صديقاً لأسرتي، والشيخ الحصري ومصطفى إسماعيل، ومن خلال مولد سيدي أحمد البدوي يوجد كل المداحين و«الصييتة».
وشارك الفنان في أول حفل تقيمه الإذاعة المصرية تحت عنوان «الليلة المحمدية» في ذكرى مولد الرسول ويستعيد هذه الذكرى، قائلاً: «شاركت في أول حفل لليلة المحمدية عام 1983 مع الإذاعي علي عيسى رحمه الله، كنت طالباً بالسنة الأولى بكلية الهندسة، وكان هذا بداية احترافي الغناء، لهذا أشعر بأن هذا اللون من الغناء الديني هو سبب تعلقي مبكراً بالغناء، وقد أقيم الحفل وقتئذ بمسرح (الجمهورية) ونجحت من أول ليلة قبل أن أواصل ذلك على مدى 20 عاماً».
أعمال غزيرة
وقدم ثروت أغنيات دينية لكبار المُلحنين والشعراء من بينهم محمد الموجي في أغنية «يا رسول الإنسانية» كلمات الشاعرة علية الجعار، و«يا رب جود بالصلاة» لحن أحمد صدقي وكلمات الشاعر عبد الوهاب محمد، وتوالت أغنياته مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، كما لحّن ثروت لنفسه عدداً كبيراً من الأغاني من بينها «يا رسول الله» و«أجرنا يا رب» و«أنا العبد الفاني» و«صلوا عليه لتسعدوا».

ويتذكر ثروت أنه خلال عام 2020، تم إلغاء الحفلات بسبب وباء «كوفيد 19»، وشعر بالحزن لأنه لن يكون هناك احتفال بذكرى المولد النبوي واقترح عليه نجله أحمد عمل «مناجاة» وكما يقول: «شعر ابني بحزني لهذا الأمر فرأى أن نعمل مناجاة، وقدمنا (مناجاة 1) بمشاركة المنشدين مصطفى عاطف ووائل الفشني، و(مناجاة 2) بمشاركة المطرب أحمد سعد».
ويؤكد ثروت تأثره بكل المنشدين، ومن بينهم أشخاص قد لا يكونون معروفين على مستوى المستمع العادي لكنهم معروفون لدى دوائرهم، كما أن أكثر من يحب سماعهم النقشبندي والكحلاوي ويرى أن عظمة النقشبندي في ارتجاله.
وبينما يستعد للمشاركة بـ«مهرجان الموسيقى العربية» يعكف ثروت على تنفيذ أعمال غنائية جديدة ليقدمها خلال الفترة المقبلة، كما يكشف عن قيام نجله أحمد بالاستعداد لإطلاق أول ألبوم غنائي له، مرحباً بأن ينافسه ابنه وكل شباب المطربين الموهوبين.


