«ما تراه ليس كما يبدو»... دراما الرعب تتصدر الاهتمام في مصر

رسائل مجهولة بحلقة «أنت وحدك» تنحو للإثارة والغموض

أبطال قصة «أنت وحدك» في المسلسل (الشركة المنتجة)
أبطال قصة «أنت وحدك» في المسلسل (الشركة المنتجة)
TT

«ما تراه ليس كما يبدو»... دراما الرعب تتصدر الاهتمام في مصر

أبطال قصة «أنت وحدك» في المسلسل (الشركة المنتجة)
أبطال قصة «أنت وحدك» في المسلسل (الشركة المنتجة)

تتلقى «سارة» الصحافية الشابة رسائل مجهولة عبر تليفونها الجوال، تحمل نبوءات سرعان ما تجدها متحققة أمامها، فتكتشف تعطل سيارتها بعد تلقيها رسالة عبر «واتساب» تضمنت جملة «شكراً على العربية»، كما يتعطل بها المصعد وتكاد تختنق داخله بعدما تلقت رسالة بعنوان «الأسانسير» ما يصيبها بالذعر عمن يقف وراء هذه الرسائل الغامضة.

الفتاة التي تتميز بجمال وثراء عائلي، وتقطن ووالدتها فيلا أنيقة يحسدها زملاؤها على جمالها، ونجاحها، مع تواصل الرسائل يعتريها الخوف، والتوتر، ويجافيها النوم، مما يقلب حياتها رأساً على عقب، لتتواصل أحداث الحكاية الثالثة «لست وحدك» من حكايات مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو» ضمن سلسلة أعمال قصيرة تتكون كل حكاية من 5 حلقات فقط، ويتضمن 7 حكايات منفصلة بأبطال وفريق عمل مختلف، وتعرضه منصتا «شاهد» و«ووتش ات» وقناة «دي إم سي».

تؤدي الفنانة تارا عماد شخصية سارة، فيما تؤدي الفنانة وفاء صادق دور والدتها ويشارك في البطولة بسمة داود، وعمرو جمال، ونبيل نور الدين، والمسلسل من تأليف محمد حجاب، وإخراج جمال خزيم، وإنتاج كريم أبو ذكري.

تارا عماد بطلة حكاية «أنت وحدك» تواجه رسائل مجهولة (الشركة المنتجة)

حظي المسلسل باهتمام لافت وتصدر منصة (X) في مصر، الاثنين، مع عرض الحلقة الثانية التي شهدت نجاة سارة من تعطل الأسانسير الذي توقف فجأة لتجد زميلها «سليم» الذي يؤدي دوره عمرو جمال أمامها ليصحبها إلى بيتها، بينما تعاتبها والدتها لإصرارها على العمل رغم أنها ليست في حاجة له.

بينما تنصحها صديقتها نهى بالذهاب إلى طبيب نفسي، وتفاجأ بسليم ينتظرها بمجرد خروجها من العيادة فتشعر بالشك تجاهه، بينما تعطي جوالها وجهاز اللاب توب لمهندس ليفحصهما فيؤكد عدم وجود أي اختراق لحساباتها، وتتلقى سارة رسالة جديدة تتضمن كلمة واحدة «النار»، وخلال حفل عيد الميلاد الذي تحضره تشتعل النار بقاعة الاحتفال.

واستعان حساب باسم «عمرو حسن» عبر منصة (X) بمشهد لتارا عماد ضمن الحلقة الثانية حيث يشيد زميلها «سليم» بالفستان الذي ترتديه خلال حفل عيد الميلاد واستعان حساب باسم (Karma) بمشاهد تارا عماد «سارة» وهي تقول في حزن «هو ليه بابا سابني وأنا لسه محتجاه، كان أكتر حد بيفهمني».

ورغم إشادتها بفكرة «الحلقات الخمس» التي يقدمها مسلسل «ما تراه ليس كما يبدو»، والخروج من نمط عدد الحلقات المعتادة، ومنح فرص لمواهب شابة في الكتابة والإخراج، والدفع بوجوه شابة إلى أدوار البطولة عبر أفكار جديدة، فإن الناقدة ماجدة خير الله تتحفظ على بعض أحداث الحكاية الأولى «فلاش باك»، ووصفتها بأنها «لم تراعِ الدقة في بعض تفاصيلها»، وأضافت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه «رغم أن الفكرة جيدة، لكن لكي تتصف بالإجادة لا بد أن تكون دقيقاً فيما تستند إليه، فليس في مصر من يقوم بوظيفة مصور يعتمد على تحليل الجريمة، كما أنه لا يجوز أن يأتي على لسان البطل أنه اكتشف أن القتيل كان غير طبيعي لأن مكتبته تحوي كتب (أوسكار وايلد)، فهل كل من يقرأون له يكونون كذلك؟»، لافتة إلى أن هذه الأخطاء وغيرها أبعدتها عن متابعة الحلقات.

حكاية فلاش باك من المسلسل (الشركة المنتجة)

بينما يرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن المسلسل يضعنا أمام دراما من نوع الإثارة والخيال العلمي، ولكن ببصمة عربية، مشيداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بسرعة الإيقاع في الحكايات، مؤكداً أن «فهم الأحداث يتطلب تركيزاً في المشاهدة».

ويضيف سعد الدين: «بشكل عام قدمت حلقات (ما تراه ليس كما يبدو) دراما الإثارة والغموض والذكاء الاصطناعي دون الاعتماد على نجوم الصف الأول، بل دفعت بممثلين شباب تصدروا البطولة واستطاعوا أن يستحوذوا على اهتمام المشاهد في ظل عرضه في توقيت (خارج السيزون) الذي بات أهم من (السيزون الرمضاني) نفسه في تصوري، ثم عدد الحلقات القصيرة التي يمكن أن يشاهدها الناس في جلسة واحدة».

وكانت الحكاية الأولى من المسلسل «فلاش باك» قد لعب بطولتها أحمد خالد صالح ومريم الجندي، وتناولت حكاية مصور جنائي يفقد زوجته بحادث مفاجئ بينما يُصدم بتلقي رسائل صوتية من حساب زوجته الراحلة، وينهار بعد رؤية زوجته أمامه.

حكاية «بتوقيت 2028» من المسلسل (الشركة المنتجة)

بينما جاءت الحكاية الثانية «بتوقيت 2028»، وتروي قصة أربعة أصدقاء قضوا معاً سنوات في إنتاج «بودكاست»، لكن أحداثاً تطرأ على علاقة «داليدا»، وتؤدي دورها هنادي مهنا، بزوجها الذي يجسد دوره أحمد جمال سعيد بعدما تسافر عبر الزمن وتكتشف خيانته لها، وقد وصفت مؤلفة المسلسل نسمة سمير هذه الحكاية بأنها ليست مجرد دراما، بل رحلة إنسانية مغلفة بالغموض، حيث الحبكة متسارعة، وتثير التساؤلات حول الحقيقة والقدر.

وشاركت نسمة سمير في كتابة عدة مسلسلات، وهذا هو عملها الأول الذي تنفرد بكتابته، إلى جانب حكاية أخرى كتبتها في نفس العمل من بطولة شيري عادل، وقالت نسمة لـ«الشرق الأوسط» إنها بوصفها كاتبة تميل للسرد الذي يجعل المشاهد يقظاً، ويفكر، ويضع احتمالات، ويتورط داخل الحدوتة، مشيرة إلى أن «الجمهور طوال الوقت ينتظر أفكاراً مماثلة كتلك التي يشاهدونها في المسلسلات الأجنبية، ولكن ببصمة عربية، لذا أثارت الحكاية جدلاً وأحبوها».

 

 


مقالات ذات صلة

«لا تُرد ولا تُستبدل»... دراما مصرية ترصد قضية التبرع بالأعضاء

يوميات الشرق من كواليس تصوير المسلسل (حساب صدقي صخر على «فيسبوك»)

«لا تُرد ولا تُستبدل»... دراما مصرية ترصد قضية التبرع بالأعضاء

يناقش المسلسل المصري «لا تُرد ولا تُستبدل» مشاكل اجتماعية عدة مرتبطة بمرض الفشل الكلوي وصعوبة العثور على متبرعين.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في 2025 استعادت منصات البثّ بعضاً من تألّقها، بفضل مسلسلات شكّلت مفاجأة للجمهور والنقّاد. اخترنا لكم 7 من بين الأفضل.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شريف سلامة وهنادي مهنا في لقطة من مسلسل «سنجل ماذر فاذر» (إم بي سي)

«سنجل ماذر فاذر»... كوميديا عائلية عن التعايش بعد الانفصال

بعد 8 سنوات من الزواج، يقرر كل من «شريف» -الذي يقوم بدوره شريف سلامة- و«سلمى» -ريهام عبد الغفور- الانفصال، أملاً في فرصة ثانية لبدء حياة جديدة.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق طارق الأمير مع أحمد حلمي في لقطة من فيلم «عسل إسود» (يوتيوب)

طارق الأمير يرحل بعد بصمات مميزة رغم قلة الظهور

غيّب الموت الفنان المصري، طارق الأمير، الأربعاء، بعد مشوار فني قدم خلاله العديد من الأدوار اللافتة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة هند رستم وابنتها بسنت رضا (خاص لـ«الشرق الأوسط»)

«هنومة»... مسلسل عن هند رستم يجدد أزمات دراما السيرة الذاتية

جدد الحديث عن صناعة عمل فني يتناول سيرة الفنانة المصرية الراحلة هند رستم بعنوان «هنومة»، أزمات دراما «السير الذاتية».

داليا ماهر (القاهرة )

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)
TT

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)

وافقت مجموعة الترفيه والإعلام الأميركية العملاقة «ديزني» على دفع 10 ملايين دولار لتسوية قضية خاصة بجمع بيانات الأطفال، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل الأميركية، مساء أمس.

وقالت الوزارة إن محكمة اتحادية أميركية أقرّت اتفاق تسوية نزاع بينها وبين كل من «ديزني» و«ورلد سيرفيسز» و«ديزني إنترتينمنت أوبريشنز».

وبموجب التسوية، ستدفع ديزني 10 ملايين دولار غرامات مدنية لتسوية ادعاءات لجنة التجارة الفيدرالية بأنها انتهكت قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت فيما يتعلق بمحتوى الفيديوهات الخاصة بها على منصة بث الفيديوهات «يوتيوب».

ويحظر قانون حماية خصوصية الأطفال على المنصات الإلكترونية جمع أو استخدام أو الكشف عن المعلومات الشخصية للأطفال دون سن 13 عاماً، دون إخطار الوالدين وموافقتهما.

وزعمت شكوى الحكومة أن «ديزني» لم تصنف محتوى «يوتيوب» الخاص بها بشكل صحيح على أنه موجَّه للأطفال، مما أدى إلى استهداف الإعلانات وجمع بيانات الأطفال بشكل غير قانوني.

وقال بريت شومات، مساعد المدعي العام الأميركي، إن الوزارة «ملتزمة التزاماً راسخاً» بضمان حق الآباء في إبداء رأيهم في كيفية جمع معلومات أطفالهم واستخدامها، مضيفاً: «ستتخذ الوزارة إجراءات سريعة للقضاء على أي انتهاك غير قانوني لحقوق الآباء في حماية خصوصية أطفالهم».

وتُعد فيديوهات «ديزني» من بين الأكثر شعبية على «يوتيوب»، حيث حصدت مليارات المشاهدات في الولايات المتحدة وحدها.

وإلى جانب الغرامة المالية، تمنع التسوية شركة ديزني من العمل على «يوتيوب» بما يخالف قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ويُلزمها بوضع برنامج امتثال؛ لضمان التزامها مستقبلاً بحماية خصوصية الأطفال.


مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.