صاروخ «ستارشيب» العملاق في رحلة تجريبية جديدة

الصاروخ العملاق «ستارشيب» التابع لشركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك خلال نقله إلى قاعدة الإطلاق في تكساس (سبايس إكس)
الصاروخ العملاق «ستارشيب» التابع لشركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك خلال نقله إلى قاعدة الإطلاق في تكساس (سبايس إكس)
TT

صاروخ «ستارشيب» العملاق في رحلة تجريبية جديدة

الصاروخ العملاق «ستارشيب» التابع لشركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك خلال نقله إلى قاعدة الإطلاق في تكساس (سبايس إكس)
الصاروخ العملاق «ستارشيب» التابع لشركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك خلال نقله إلى قاعدة الإطلاق في تكساس (سبايس إكس)

تُجري شركة «سبايس إكس» المملوكة لإيلون ماسك رحلة تجريبية جديدة، الأحد، لصاروخها العملاق «ستارشيب» المصمم للقيام برحلات إلى القمر والمريخ، بعد سلسلة من الاختبارات غير الناجحة بسبب انفجارات تعرض لها الصاروخ.

من المقرر أن تُجرى هذه الرحلة العاشرة لأكبر صاروخ على الإطلاق، عند الساعة 18:30 بالتوقيت المحلي (23:30 بتوقيت غرينتش) من قاعدة الشركة الأميركية في تكساس جنوب الولايات المتحدة.

تهدف هذه الرحلة الجديدة إلى إجراء سلسلة من التجارب على الطبقة العليا من الصاروخ، أي المركبة، قبل أن يهبط في المحيط الهندي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

بخلاف الاختبارات السابقة، لن تحاول «سبايس إكس» الإمساك بالصاروخ عن طريق أذرع ميكانيكية، وهي مناورة مذهلة لا تتقنها سوى هذه الشركة.

يعتمد إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، على هذا الصاروخ العملاق لتنفيذ مشروعه الطموح لاستعمار المريخ. كما ستُستخدم نسخة معدلة منه في برنامج «أرتيميس» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، والذي يهدف إلى إعادة الأميركيين إلى القمر بهدف الحفاظ على وجود طويل الأمد هناك هذه المرة.

لكن خلال الاختبارات الثلاثة هذا العام، واجهت «سبايس إكس» انتكاسات تقنية متعددة.

شهد الاختباران الأولان انفجاراً كبيراً في الطبقة العليا من الصاروخ في وقت مبكر من الرحلة، مما تسبب بتساقط كمية كبيرة من الحطام فوق منطقة البحر الكاريبي.

في نهاية مايو (أيار)، وصلت مركبة «ستارشيب» بنجاح إلى الفضاء، لكنها انفجرت قبل انتهاء مهمتها، بعد أن تسبب تسرّب وقود في فقدان السيطرة عليها.

ضغط كبير

تعتمد شركة إيلون ماسك استراتيجية محفوفة بالمخاطر، تتمثل في إطلاق نماذج أولية متعددة لتصحيح المشكلات التي تظهر تدريجياً خلال الرحلات.

لكن هذه النكسات المتتالية التي يُضاف إليها انفجار وقع خلال اختبار أرضي في يونيو (حزيران)، تثير تساؤلات بشأن التقدم الفعلي في تطوير «ستارشيب»، في وقت لا يزال إيلون ماسك يأمل في إطلاق أولى رحلاته إلى المريخ في وقت مبكر من عام 2026.

تواجه هذه المهمة إذن «ضغطاً كبيراً» لأنه على الرغم من الاختبارات الكثيرة «لم يثبت الصاروخ جدارته بالثقة»، وفق ما أكد دالاس كاسابوسكي من شركة «أناليسيس ميسون» الاستشارية، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». بمعنى آخر: «لم تتفوق النجاحات على الإخفاقات»، حسب قوله.

مع ذلك، قد يتسارع تطوير «ستارشيب»، الذي أُجريت أول رحلة تجريبية له في أبريل (نيسان) 2023، إذ حصلت «سبايس إكس» على موافقة هيئة تنظيم الطيران المدني لزيادة معدل عمليات الإطلاق.

وحضّ الرئيس دونالد ترمب الذي كان إيلون ماسك مستشاراً مقرباً له، إدارته على إزالة العقبات الإدارية أمام الأنشطة الفضائية التجارية.


مقالات ذات صلة

«الناتو» يرجّح تطوير روسيا سلاحاً جديداً لاستهداف أقمار «ستارلينك»

العالم سلسلة من أقمار «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» أثناء مرورها فوق ولاية كنساس الأميركية (أ.ب)

«الناتو» يرجّح تطوير روسيا سلاحاً جديداً لاستهداف أقمار «ستارلينك»

تعمل روسيا على تطوير سلاح جديد مضادّ للأقمار الاصطناعية، صُمّم خصيصاً لاستهداف منظومة «ستارلينك» التابعة لرجل الأعمال إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وإيلون ماسك خلال اللقاء في أبوظبي بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد (وام)

ماسك يلتقي قادة الإمارات لبحث فرص الذكاء الاصطناعي

بحث الملياردير الأميركي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تعمل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مع قيادة دولة الإمارات آفاق التعاون في الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (رويترز)

ماسك أول شخص تبلغ ثروته 700 مليار دولار بعد حكم قضائي بشأن حزمة راتبه

أظهر مؤشر فوربس للمليارديرات، السبت، أن الرئيس التنفيذي ​لشركة «تسلا» إيلون ماسك صار أول شخص في العالم ترتفع ثروته الإجمالية إلى 749 مليار دولار.

«الشرق الأوسط»
الاقتصاد إيلون ماسك (رويترز)

إعادة حزمة أجور لماسك من شركة «تيسلا» بقيمة 56 مليار دولار

قضت محكمة أميركية الجمعة بإعادة حزمة أجور بقيمة 56 مليار دولار للرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وضع الناس أكاليل الزهور على ممشى شاطئ بونداي في سيدني (أ.ف.ب) play-circle

«غروك» يقدم معلومات خاطئة حول هجوم سيدني

قدَّم برنامج الذكاء الاصطناعي «غروك» الذي طوره إيلون ماسك، معلومات خاطئة حول حادث إطلاق النار الجماعي في شاطئ بونداي الأسترالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
TT

كيف تُقارن السفن الحربية الجديدة لترمب بنظيراتها الصينية والروسية؟

ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)
ترمب مغادراً بعد الإعلان عن مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية الاثنين (أ.ف.ب)

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فتح نقاش قديم - جديد داخل الأوساط العسكرية والاستراتيجية، بعد كشفه عن مشروع فئة جديدة من السفن الحربية أطلق عليها اسم بارجة «فئة ترمب»، واصفاً إياها بأنها «أقوى بمائة مرة من أي بارجة بُنيت في التاريخ»، وقادرة على مواجهة «أي خصم وفي أي بحر».

ويأتي هذا الإعلان في وقت لم تستخدم فيه الولايات المتحدة البارجات التقليدية منذ إخراج سفن فئة «آيوا» من الخدمة مطلع تسعينات القرن الماضي، غير أن ترمب، الذي أبدى مراراً إعجابه بالسفن الحربية الضخمة، كان قد دعا علناً إلى إحياء هذا النوع من القطع البحرية، مؤكداً أنه سيتدخل شخصياً في تصميمها، بعدما انتقد سابقاً مظهر بعض السفن الأميركية الحديثة واصفاً إياها بأنها «غير جذابة».

ووفق ما أعلنته الإدارة الأميركية، سيبلغ عدد أفراد طاقم كل بارجة نحو 850 عنصراً، لتكون هذه السفن العمود الفقري لما يسميه ترمب «الأسطول الذهبي»، وهو مشروع طموح يشمل أيضاً سفناً قتالية صغيرة مستوحاة من زوارق خفر السواحل الأميركية من فئة «Legend». وتخطط البحرية الأميركية لشراء ما يصل إلى 25 سفينة من هذه الفئة، على أن تحمل الأولى اسم «USS Defiant».

ومن المتوقع أن يبدأ بناء السفينة الرئيسية في أوائل ثلاثينات القرن الحالي، لتتحول لاحقاً إلى السفينة القائدة «Flagship» للبحرية الأميركية، وسط تقديرات تشير إلى أن تكلفة الواحدة منها ستبلغ عدة مليارات من الدولارات.

مقارنة مع الصين وروسيا

وخلال الإعلان عن التصميم، قال وزير البحرية الأميركي، جون فيلان، إن بارجة «فئة ترمب» ستكون الأكبر والأكثر فتكاً وتعدداً في المهام، بل والأجمل شكلاً، بين جميع السفن الحربية في العالم. وفقاً لمجلة «نيوزويك».

عرض تصوّري للسفينة «يو إس إس ديفاينت» المقترحة من «فئة ترمب» خلال إعلان الرئيس الأميركي مبادرة «الأسطول الذهبي» للبحرية الأميركية (رويترز)

ويُنظر تقليدياً إلى الأسطول السطحي الروسي على أنه أقل قوة مقارنة بأسطوله من الغواصات، التي تتمتع بقدرات عالية على التخفي وتنفيذ ضربات بعيدة المدى. أما الصين، فتمتلك اليوم أكبر بحرية في العالم من حيث عدد السفن، مدعومة باستثمارات ضخمة في بناء السفن، في مقابل معاناة البرامج الأميركية من تأخيرات وتجاوزات متكررة في التكاليف.

ويرى محللون أن التصميم الأولي لبارجة «فئة ترمب» يحمل أوجه شبه مع الطرادات السوفياتية النووية الثقيلة من فئة «كيروف»، وكذلك مع المدمرة الصينية الحديثة من طراز «Type 055». غير أن فريدريك ميرتنز، المحلل الاستراتيجي في مركز الأبحاث الهولندي «TNO»، يرى أن «هذه السفن صُممت أساساً للرد على التفوق الأميركي في حاملات الطائرات»، معتبراً أن البارجة الجديدة «تتفوق على أهداف تمتلك البحرية الأميركية بالفعل وسائل أكثر كفاءة للتعامل معها عبر القوة الجوية والغواصات».

حاملات الطائرات والأسلحة الفرط صوتية

وتشغّل الولايات المتحدة حالياً 11 حاملة طائرات، من بينها «جيرالد آر. فورد»، الأكبر في العالم، في حين احتفلت الصين مؤخراً بإطلاق حاملة الطائرات «فوجيان»، الأكثر تطوراً ضمن أسطولها المؤلف من ثلاث حاملات، والمزوّدة بمقاليع كهرومغناطيسية لإطلاق الطائرات.

وحسب البحرية الأميركية، ستتمتع بارجات «فئة ترمب» بقدرة على ضرب أهداف على مسافات تصل إلى 80 ضعف مدى السفن الحالية، باستخدام أنظمة إطلاق صواريخ عمودية متقدمة، قادرة على تنفيذ ضربات فرط صوتية بعيدة المدى ضد أهداف استراتيجية برية.

وتُعد الأسلحة الفرط صوتية، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل، مجال تفوق حالي لكل من روسيا والصين، في حين لا تزال الولايات المتحدة تسعى إلى امتلاك قدرات تشغيلية كاملة في هذا المجال. وقد استخدمت موسكو هذه الصواريخ بشكل متكرر خلال حربها في أوكرانيا منذ بدايتها عام 2022.

الحجم والتكلفة... وأسئلة مفتوحة

وتشير التقديرات إلى أن طول السفينة الجديدة قد يصل إلى 880 قدماً، مع قدرة على إطلاق صواريخ كروز يمكن تزويدها برؤوس نووية، إضافة إلى أسلحة ليزر عالية الطاقة ومدافع متقدمة، رغم أن عدداً من هذه التقنيات لا يزال في طور التطوير.

وستفوق بارجات «فئة ترمب» أكثر من ضعف حجم مدمرات «زوموالت»، الأكبر حالياً في الأسطول الأميركي، لتقترب من أبعاد بوارج «آيوا» التي خرجت من الخدمة قبل ثلاثة عقود.

غير أن مستقبل المشروع لا يزال محفوفاً بالتساؤلات، في ظل غموض مسارات التمويل، واشتداد المنافسة على الموارد داخل البحرية الأميركية، فضلاً عن المخاوف من تأثيره على برامج تسليح أخرى، من بينها برنامج المقاتلة المستقبلية «F/A-XX»، ما يفتح الباب أمام جدل واسع حول جدوى المشروع وتوقيته في خضم سباق التسلح البحري المتسارع.


ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

ديمقراطيون يدعون ترمب للتراجع عن استدعاء عشرات السفراء من الخارج

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

دعا أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي الرئيس الجمهوري دونالد ترمب، اليوم الأربعاء، إلى التراجع عن قرار استدعاء ما يقرب من 30 سفيراً يعملون ​في الخارج، وحذروا من أن هذه الخطوة ستترك فراغا في القيادة يمثل خطورة، ويسمح لخصوم، مثل روسيا والصين، بتوسيع نفوذهم، وفقاً لوكالة «رويترز».

وأمرت إدارة ترمب في الأيام القليلة الماضية أكثر من 24 دبلوماسياً يعملون في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية بالعودة إلى واشنطن، لضمان أن تعكس البعثات الأميركية في الخارج سياسة «أميركا أولاً» التي تمثل أولوية للرئيس.

ووصف عشرة ‌أعضاء من الديمقراطيين ‌في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ هذا ‌الاستدعاء ⁠الجماعي ​المفاجئ ‌بأنه «خطوة غير مسبوقة» لم تقم بها أي إدارة أخرى منذ أن أنشأ الكونغرس السلك الدبلوماسي الحديث قبل مائة عام، وقالوا إنه لا توجد خطة لإرسال مؤهلين آخرين بدلاً منهم.

وقال الأعضاء في رسالتهم إلى ترمب، التي اطلعت عليها «رويترز»، إن هذا الاستدعاء يرفع عدد مناصب السفراء الأميركيين الشاغرة إلى أكثر من ⁠100 منصب، أي حوالي نصف عدد هذه المناصب بالكامل في العالم. وذكروا ‌أن 80 وظيفة كانت شاغرة قبل ‍القرار.

ولم ترد وزارة الخارجية والبيت ‍الأبيض بعد على طلبات للتعليق على الرسالة. ووصف مسؤول ‍كبير في الوزارة، يوم الاثنين، الاستدعاء الجماعي بأنه «عملية معتادة في أي إدارة».

وقال الأعضاء الديمقراطيون في رسالتهم: «بينما تنتظر أكثر من 100 سفارة أميركية تفتقر إلى قيادة عليا سفراء أميركيين، ستحافظ ​الصين وروسيا وغيرهما على اتصالات منتظمة مع القادة الأجانب الذين سنتخلى عنهم فعليا، مما سيسمح لخصومنا بتوسيع ⁠نطاق نفوذهم وتأثيرهم للحد من المصالح الأميركية بل وحتى الإضرار بها».

وأضاف الأعضاء، ومن بينهم العضوة البارزة في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ جين شاهين، وكريس ميرفي، وآخرون: «أظهر هؤلاء السفراء التزامهم بتنفيذ سياسات إدارات الحزبين لعقود بإخلاص... إننا ندعوكم إلى التراجع عن هذا القرار فوراً قبل أن تتعرض مكانة أميركا في العالم لمزيد من الضرر».

وتعهد ترمب مراراً «بتطهير الدولة العميقة» من خلال إقالة المتسببين في البيروقراطية، الذين يعدهم غير موالين له، وتعيين مناصرين له في مناصب عليا.

وأمر وزير الخارجية ‌ماركو روبيو في فبراير (شباط) بتجديد السلك الدبلوماسي الأميركي لضمان تنفيذ سياسته الخارجية «بأمانة».


خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
TT

خبراء بالأمم المتحدة: الحصار البحري الأميركي على فنزويلا ينتهك القانون الدولي

طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)
طائرة تابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تحلق بعد إقلاعها من قاعدة روزفلت رودز البحرية السابقة في بورتوريكو (رويترز)

ندد خبراء مكلّفون من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، بالحصار البحري الذي تفرضه الولايات المتحدة على فنزويلا، واصفين إياه بأنه «عدوان مسلّح غير قانوني» ينتهك قواعد القانون الدولي.

ونشرت الولايات المتحدة اعتباراً من أغسطس (آب) أسطولاً ضخماً في منطقة البحر الكاريبي وبدأت استهداف قوارب تتّهمها بتهريب المخدرات بضربات أسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص حتى الآن.

كما بدأت القوات الأميركية الاستيلاء على ناقلات نفط خاضعة لعقوبات بموجب الحصار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترمب.

وقال خبراء مكلّفون من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنّهم لا يتحدثون نيابة عن المنظمة، «لا يوجد حق في فرض عقوبات من جانب واحد من خلال حصار مسلّح».

وأشاروا في بيان إلى أنّ هذا الحصار المفروض على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، يشكّل «استخداماً محظوراً للقوة العسكرية» ضد دولة أخرى، بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة.

وأضافوا: «هذا استخدام خطير للقوة، لدرجة أنّه معترف به صراحة على أنّه عدوان مسلّح غير مشروع بالمعنى المقصود في تعريف العدوان الذي اعتمدته الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في عام 1974»، مشيرين إلى أنّ ذلك من حيث المبدأ يمنح «الدولة الضحية حق الدفاع المشروع» عن النفس.

ويأتي الحصار في أعقاب اتهامات وجهتها الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) لمسؤولين فنزويليين من بينهم الرئيس نيكولاس مادورو.

ووفق واشنطن، فإنّ هؤلاء المسؤولين جزء من «منظمة إرهابية» مفترضة تُعرف باسم «كارتل الشمس».

وبحسب العديد من الخبراء، فإنّ «كارتل الشمس» هي منظمة لم يتم إثبات وجودها، مشيرين بدلاً من ذلك إلى شبكات فساد تتساهل مع الأنشطة غير المشروعة.

واحتجزت الولايات المتحدة حتى الآن ناقلتي نفط اشتبهت في قيامهما بنقل النفط الفنزويلي.

وأشار الخبراء المكلّفون من مجلس حقوق الإنسان إلى أنّه «وفقاً للمعلومات المتوفرة، لم يشكّل أي من القتلى حتى الآن تهديداً مباشراً يبرر اللجوء إلى القوة القاتلة».

وأوضحوا أنّ «هذه الإعدامات تشكل انتهاكاً للحق في الحياة»، مؤكدين أنّه «يجب التحقيق فيها وتقديم المسؤولين عنها للعدالة». وأضافوا: «في الوقت نفسه، ينبغي على الكونغرس الأميركي التدخل لمنع المزيد من الهجمات ورفع الحصار».

والثلاثاء، دانت فنزويلا وروسيا والصين سلوك واشنطن تجاه كاراكاس أمام مجلس الأمن الدولي، حيث اتهم المندوب الفنزويلي الولايات المتحدة بـ«أكبر عملية ابتزاز في تاريخنا».