العطاء السعودي... من الواجب الإنساني إلى رسالة حياة

مبادرات تزرع الأمل وتدفع المعاناة خارج حدود الحاجة

يستفيد من مشاريع المركز 107 دول وتصدّر الأمن الغذائي كل القطاعات (مركز الملك سلمان)
يستفيد من مشاريع المركز 107 دول وتصدّر الأمن الغذائي كل القطاعات (مركز الملك سلمان)
TT

العطاء السعودي... من الواجب الإنساني إلى رسالة حياة

يستفيد من مشاريع المركز 107 دول وتصدّر الأمن الغذائي كل القطاعات (مركز الملك سلمان)
يستفيد من مشاريع المركز 107 دول وتصدّر الأمن الغذائي كل القطاعات (مركز الملك سلمان)

في بقاعٍ تعصف بها الأزمات، وتحت خيامٍ مهترئة نصبتها الحاجة، لا يزال صوت الأمل قادماً من الرياض. ليس شعاراً ولا مجرد بيان، بل فعلٌ متجدد يتجسد في خطوات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي بات وجهاً عالمياً للرحمة ومدّ يد العون في زمن تزداد فيه الفجوات الإنسانية.

ولأن الألم لا يعرف الحدود، كانت الاستجابة السعودية دائماً عابرة لها. ومن الكوليرا في اليمن، إلى الجوع في السودان، والفقر في باكستان، والتأهيل المجتمعي في عدن، تظهر المملكة لاعباً إنسانياً هادئاً، لكنه حاسم، يدير الملفات الحرجة بإنسانية مدروسة وسرعة ميدانية.

مكافحة الكوليرا... حماية تتجاوز الحدود

في اليمن، وقّع مركز الملك سلمان للإغاثة اتفاقية تعاون مع إحدى مؤسسات المجتمع المدني لتنفيذ مشروع صحي طارئ يهدف إلى مكافحة انتشار الكوليرا في عدد من المحافظات اليمنية.

المهندس أحمد بن علي البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج خلال توقيع اتفاقية الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا في اليمن (واس)

المشروع، الذي يستهدف أكثر من 1.1 مليون شخص، لا يكتفي بالعلاج، بل يتوسع نحو الوقاية، من خلال توفير أدوات طبية ومضادات حيوية ومحلّيات معالجة الجفاف، إلى جانب حملات توعية صحية مكثفة تشمل جلسات تثقيفية ومنشورات تدريبية. كما يشمل المشروع فرقاً طبية في المنافذ الحدودية لمراقبة حركة المسافرين ومنع انتقال الوباء إلى الدول المجاورة.

حضرموت... خيام تُزرع بدلاً من الدمار

وفي محافظة حضرموت اليمنية، استجابت فرق المركز لنداءات المتضررين من الفيضانات والرياح العاتية، حيث وزّعت خياماً وحقائب إيوائية استفاد منها أكثر من 120 فرداً، ضمن مشروع الاستجابة للحالات الطارئة.

توزيع مواد إيوائية متنوعة في مديرية رماه بمحافظة حضرموت (واس)

وجاءت هذه الخطوة جزءاً من منظومة تدخلات عاجلة تهدف إلى تأمين حياة كريمة مؤقتة للمنكوبين وسط بيئة قاسية.

عدن... تأهيل إنساني يبني الإنسان

وفي بُعد إنساني لا يقتصر على الغذاء والدواء، اختتم مركز الملك سلمان مشروعاً تطوعيًاً لتقديم خمس دورات تدريبية نوعية للكوادر الإدارية في محافظة عدن، نُفذ خلال الفترة من 19 حتى 26 يوليو (تموز) 2025، بمشاركة سبعة متطوعين من تخصصات مختلفة.

اختتام مشروع تقديم دورات تأهيلية للكوادر الإدارية في محافظة عدن (واس)

شملت الدورات مجالات إدارة الموارد البشرية، وإدارة المشاريع الاحترافية، والتخطيط الاستراتيجي، وإعداد التقارير المالية، ودور الرقابة والتقييم، واستفاد منها 167 متدرباً.

ويعكس هذا المشروع توجه المركز نحو بناء القدرات البشرية في المجتمعات المتأثرة، كجزء من نهج شامل للتنمية المستدامة يعزّز الاعتماد على الذات، ويفتح أبواباً جديدة للحياة الكريمة.

السودان... سلال غذائية تسند أكتاف الجائعين

في محلية كرري بولاية الخرطوم، وزّع المركز 700 سلة غذائية ضمن المرحلة الثالثة من مشروع الأمن الغذائي لعام 2025، استفاد منها أكثر من 7 آلاف نازح، في وقت تتفاقم فيه الحاجة إلى الدعم الإنساني مع تصاعد وتيرة النزوح وتردي الأوضاع الاقتصادية.

توزيع سلال غذائية في محلية كرري بولاية الخرطوم (واس)

وتأتي هذه المساعدات في إطار التزام المملكة بدعم الشعب السوداني في وجه أزماته المتلاحقة.

باكستان... تمكين اقتصادي واستدامة

وفي إقليم خيبر باختونخوا الباكستاني، وقع المركز برنامجاً تنفيذياً مشتركاً يستهدف تمكين الأسر الأشد احتياجاً اقتصادياً من خلال توزيع المواشي والدواجن وتقديم التدريب اللازم لتربيتها، بما يفتح فرص دخل مستدامة.

المهندس أحمد بن علي البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج يوقع برنامجاً تنفيذياً للتمكين الاقتصادي للأسر الأكثر احتياجاً في باكستان (واس)

البرنامج، الذي يخدم 2500 أسرة بشكل مباشر و88 ألف مستفيد بشكل غير مباشر، يعكس انتقال السعودية من الإغاثة التقليدية إلى مشروعات تنموية تُرسخ مبدأ الاكتفاء الذاتي، خصوصاً في المجتمعات الريفية الهشة.

رسالة إنسانية تتجاوز المساعدات

منذ تأسيسه في 2015، لم يكن مركز الملك سلمان للإغاثة مجرّد جهاز تنفيذ للمساعدات الطارئة، بل تحول إلى كيان إنساني ذي رؤية ممتدة. فقد نفّذ أكثر من ألفين و600 مشروع في أكثر من 90 دولة، بكلفة تجاوزت 6 مليارات دولار.

لكن القيمة الأهم تكمن في المنهج، حيث تلتزم المملكة بأن تكون سنداً في لحظات الانكسار، وبانياً للقدرات حين تبدأ المجتمعات من جديد.

في كل زاوية متألمة، من آسيا إلى أفريقيا، يظهر أثرٌ سعودي يذكّر بأن التضامن ليس خياراً ظرفياً، بل ركيزة أصيلة في السياسة السعودية، ورسالة لا تنقطع.


مقالات ذات صلة

«يونيسيف»: الفقر يسبب حرماناً شديداً ﻟ417 مليون طفل حول العالم

العالم مجموعة من النساء والأطفال الصغار ينتظرون المساعدة داخل مركز في الرنك بجنوب السودان 18 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

«يونيسيف»: الفقر يسبب حرماناً شديداً ﻟ417 مليون طفل حول العالم

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، اليوم الخميس، إن 417 مليون طفل حول العالم يعانون الحرمان الشديد.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
خاص رجل يفرغ حمولة الخضراوات والفواكه من شاحنة في أحد أحياء بيروت (رويترز)

خاص الفقر يمدّد «إقامته» السلبية في لبنان رغم انتعاش الاقتصاد

لم تنعكس بوادر الانتعاش الاقتصادي المحقّقة في لبنان، بشكل متوازن على بيانات الفقر المستقرة على وصف التفاقم السلبي، رغم الهبوط الوازن لمؤشرات التضخم.

علي زين الدين (بيروت)
أفريقيا أدوت ديور الطفل البالغ من العمر 14 شهراً يجلس في حضن والدته بقسم علاج سوء التغذية في مستشفى بونج بمدينة مابان في جنوب السودان - 18 أغسطس 2025 (أ.ب)

أزمة جوع خانقة بجنوب السودان: فساد وتقليص مساعدات يهدد حياة الأطفال

يعيش جنوب السودان كارثة إنسانية متفاقمة؛ حيث يواجه ملايين الأطفال والنساء خطر الموت جوعاً نتيجة الفساد المستشري.

«الشرق الأوسط» (جوبا)
الاقتصاد باعة متجولون ينتظرون الزبائن بسوق مفتوح في أوكا بنيجيريا (رويترز)

البنك الدولي يخصص 70 % من حزمة بقيمة 100 مليار دولار لأفريقيا

قال مسؤول تنفيذي بالبنك الدولي إنه سيخصص لأفريقيا 70 في المائة من أصل 100 مليار دولار جمعها أحد أذرع البنك الدولي لتقديم تمويل ميسور لأشد الدول فقراً في العالم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا عدد الأطفال المشرّدين بفرنسا ارتفع بنسبة 6 في المائة مقارنة بما كان عليه العام الفائت وبنسبة 30 في المائة عمّا كان عليه عام 2022 (أ.ف.ب)

أكثر من ألفَي طفل ينامون في الشوارع بفرنسا

ينام أكثر من ألفَي طفل في شوارع فرنسا بسبب نقص أماكن الإيواء الطارئ المتاحة، ويشهد هذا العدد ارتفاعاً حاداً منذ سنوات.

«الشرق الأوسط» (باريس)

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
TT

قلق عربي - إسلامي لنية إسرائيل إخراج الغزيين باتجاه مصر

معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)
معبر رفح الحدودي بين مصر والأراضي الفلسطينية (أرشيفية - رويترز)

أعربت السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، الجمعة، عن بالغ القلق إزاء التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد لإخراج سكان قطاع غزة إلى مصر.

وشدَّد وزراء خارجية الدول الثمانية، في بيان، على الرفض التام لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مؤكدين ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين، وضمان حرية حركة السكان، وعدم إجبار أيٍ من أبناء القطاع على المغادرة، بل تهيئة الظروف المناسبة لهم للبقاء على أرضهم والمشاركة في بناء وطنهم، ضمن رؤية متكاملة لاستعادة الاستقرار وتحسين أوضاعهم الإنسانية.

وجدَّد الوزراء تقديرهم لالتزام الرئيس ترمب بإرساء السلام في المنطقة، مؤكدين أهمية المضي قدماً في تنفيذ خطته بكل استحقاقاتها دون إرجاء أو تعطيل، بما يحقق الأمن والسلام، ويُرسّخ أسس الاستقرار الإقليمي.

وشددوا على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، ووضع حد لمعاناة المدنيين، وضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود أو عوائق، والشروع في جهود التعافي المبكر وإعادة الإعمار، وتهيئة الظروف أمام عودة السلطة الفلسطينية لتسلم مسؤولياتها في القطاع، بما يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وأكد الوزراء استعداد دولهم لمواصلة العمل والتنسيق مع أميركا وكل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية، لضمان التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2803، وجميع قرارات المجلس ذات الصلة، وتوفير البيئة المواتية لتحقيق سلام عادل وشامل ومستدام، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين، بما يؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967، بما في ذلك الأراضي المحتلة في غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.


برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
TT

برنامج سعودي لتحسين وضع التغذية في سوريا

المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)
المهندس أحمد البيز مساعد المشرف العام على المركز للعمليات والبرامج لدى توقيعه البرنامج في الرياض الخميس (واس)

أبرم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، الخميس، برنامجاً تنفيذياً لتحسين وضع التغذية لأكثر الفئات هشاشة، من الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات، في المناطق ذات الاحتياج ومجتمعات النازحين داخلياً بمحافظات سورية.
ويُقدِّم البرنامج خدمات تغذية متكاملة وقائية وعلاجية، عبر فرق مدربة ومؤهلة، بما يسهم في إنقاذ الأرواح وضمان التعافي المستدام. ويستفيد منه 645 ألف فرد بشكل مباشر وغير مباشر في محافظات دير الزور، وحماة، وحمص، وحلب.

ويتضمن تأهيل عيادات التغذية بالمرافق الصحية، وتجهيزها بالأثاث والتجهيزات الطبية وغيرها، وتشغيل العيادات بالمرافق الصحية، وبناء قدرات الكوادر، وتقديم التوعية المجتمعية.

ويأتي هذا البرنامج في إطار الجهود التي تقدمها السعودية عبر ذراعها الإنساني «مركز الملك سلمان للإغاثة»؛ لدعم القطاع الصحي، وتخفيف معاناة الشعب السوري.


انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي - القطري في الرياض

الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)
الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)
TT

انعقاد اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي - القطري في الرياض

الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)
الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني يرأسان اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري (واس)

استقبل الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، في مقر الوزارة بالرياض الخميس، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، وجرى خلال الاستقبال بحث العلاقات الثنائية وأوجه التعاون المشترك، وسبل تنميتها بما يلبي تطلعات قيادتَي وشعبَي البلدين الشقيقين.

وترأَّس الأمير فيصل بن فرحان والشيخ محمد آل ثاني، اجتماع اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي - القطري، حيث استعرضا العلاقات الأخوية المتينة، وسبل تطويرها على الصعيدَين الثنائي ومتعدد الأطراف في إطار أعمال مجلس التنسيق السعودي - القطري، وتكثيف التعاون المشترك من خلال عددٍ من المبادرات التي من شأنها الارتقاء بالعلاقات نحو آفاق أرحب.

وأشاد الجانبان بالتعاون والتنسيق القائم بين لجان مجلس التنسيق المنبثقة وفرق عملها، وشدَّدا على أهمية استمرارها بهذه الوتيرة؛بهدف تحقيق المصالح النوعية المشتركة للبلدين الشقيقين وشعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر (واس)

كما استعرضت أمانة اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي - القطري، خلال الاجتماع، مسيرة أعمال المجلس ولجانه المنبثقة منه خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى المستجدات والأعمال التحضيرية للاجتماع الثامن للمجلس التنسيقي السعودي - القطري.

وفي ختام الاجتماع، وقَّع وزير الخارجية السعودي، ورئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، محضر اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس التنسيق السعودي - القطري.

حضر الاجتماع، أعضاء اللجنة التنفيذية من الجانب السعودي، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير المالية محمد الجدعان، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية السفير الدكتور سعود الساطي، ورئيس فريق عمل الأمانة العامة المهندس فهد الحارثي.