«مهرجانات» جني المانجو تجتذب مصريين

مزارع بالإسماعيلية تتسابق لاستقبال محبي «ملك الفواكه»

من مهرجانات جني المانجو (مزرعة شجيع)
من مهرجانات جني المانجو (مزرعة شجيع)
TT

«مهرجانات» جني المانجو تجتذب مصريين

من مهرجانات جني المانجو (مزرعة شجيع)
من مهرجانات جني المانجو (مزرعة شجيع)

بعد تداول وانتشار صور موسم جني المانجو عبر منصات التواصل في مصر خلال السنوات الماضية، رصد متابعون زيادة الإقبال على حضور مهرجانات جني «ملك الفواكه» التي تشرف عليها الحكومة، والأخرى التي تنظمها المزارع الخاصة في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة).

«أحرص على اصطحاب أسرتي للمشاركة في جني المانجو في المزارع التي تفتح أبوابها للجمهور، وأختار في كل عام مزرعة مختلفة لخوض تجربة جديدة» بحسب المهندس توفيق عامر الذي يقيم في القاهرة، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هي مغامرة رائعة لجميع أفراد العائلة، وتضمن لنا ذكريات لا تُنسى، ويكون المانجو متاحاً للشراء بأسعار أقل كثيراً من مكان أو متجر للفواكه في القاهرة».

تقدم المزارع أجود أنواع المانجو بأسعار أقل من السوق (مزرعة شجيع)

ويقوم رجل الأعمال عبد الهادي سلام بالسفر عدة مرات إلى مسقط رأسه الإسماعيلية (إحدى مدن قناة السويس) في موسم جني المانجو مع أطفاله؛ من أجل المشاركة في الاحتفال بملك الفواكه، وشراء كمية كبيرة منه، لتستمتع أسرته بمذاقه الذي لا يقاوم، ولشراء هدايا للأصدقاء، وفي نهاية الموسم تكون الزيارة والشراء بهدف التخزين».

ويقول سلام: «منذ عدة سنوات اتجهت المزارع لتنظيم مهرجانات احتفالاً بموسم (ملك الفواكه)»، ويوضح: «تختلف تفاصيل المهرجان من عام إلى آخر، ومن مزرعة إلى أخرى، على سبيل المثال هناك مهرجان مانجو يحدد عدداً من الثمار لكل فرد، وبعضها يحمل شعار «تناول كل ما تستطيع في مزرعتنا».

ويتذكر الرجل الخمسيني كيف كانت جدته تطعمه هو وإخوته وأبناء عمومته «أحلى المانجو» خلال زياراتهم الأسبوعية لها، مرددة عبارة «تناول كل ما تستطيع»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لكن أحياناً كنا نتعجل الأمر قبل أن تقدمها لنا، فنحاول الحصول عليها بأنفسنا، لكن عادةً لم نكن نستطيع الوصول إليها بسهولة».

محافظة الإسماعيلية تجتذب محبي «ملك الفواكه» (الشرق الأوسط)

يستجمع سلام هذه الذكريات خلال مشاركته في الفعاليات التي تنظمها المزارع حالياً للجمهور، وهو يعيد ترديد الجملة المحببة إليه لأبنائه وهم يتجولون في المزارع «تناول كل ما تستطيع».

ويعد احتفاء عامر وسلام بالمانجو انعكاساً لظاهرة متنامية لدى المصريين أخيراً، وهي الحرص على خوض رحلات داخلية إلى وجهات الحصاد في الحقول والمزارع، إلا أنه لموسم المانجو نصيب الأسد من هذا الاهتمام وفق منظم الرحلات شادي إبراهيم.

ويقول إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «يعشق المصريون المانجو؛ إذ يعد أحد أبرز الفواكه المفضلة بالنسبة للمصريين؛ لمذاقه الطيب وفوائده المتعددة، وفي السنوات القليلة الماضية تسابقت المزارع لجذب الناس للتردد عليها، لا سيما في وقت جني المحصول، واعتبرتها شركات السياحة وسيلة لتنشيط السياحة الداخلية، ووظفتها المزارع لتسويق المنتجات»، بحسب إبراهيم.

ولا يقتصر الأمر على رحلات المزارع أو المهرجانات التي تقام لتذوق هذا النوع من الفواكه، أو لشراء صناديق منها، إنما توصلت بعض المزارع في إطار تسابقها على جذب الناس إلى أفكار عديدة مبتكرة.

فتاة مصرية تبتهج بموسم جني المانجو (الشرق الأوسط)

من جهته، يرى سمير شجيع، المنسق العام لموسم حصاد المانجو بمزرعة «شجيع» في الإسماعيلية، أن هذا الزخم الواضح الذي يشهده حصاد ملك الفواكه في مصر يرجع لأسباب كثيرة، أهمها أن المانجو بات جزءاً من ثقافة المصريين الصيفية».

وأضاف شجيع لـ«الشرق الأوسط»: «هناك كذلك وعي متزايد عند الناس بالاحتفاء بالطبيعة؛ حيث ازدادت رغبة الكثيرين في التواصل مع جمال الريف بعيداً عن صخب المدن والازدحام الخانق، كما تنامى لديهم مفهوم السياحة البيئية؛ مما خلق رغبة حقيقية عندهم في خوض تجربة الحصاد؛ ومن هنا تنظم لهم المزرعة جولة ممتعة برفقة مرشد في المزرعة تتيح لهم التعرف على أنواع مختلفة من المانجو، وقطف ثمارها بأنفسهم، مع تناول غذاء ريفي، وممارسة نشاطات مختلفة وثيقة الارتباط بالبيئة وسط أشجار المانجو».

جانب من الاستمتاع بالسياحة البيئية بمزارع المانجو (الشرق الأوسط)

ويمكن لزوار مزارع المانجو تناول الفطير المشلتت والعسل والقشدة والعيش الفلاحي في الإفطار، والمندي والبط والحمام والدجاج وغير ذلك في وجبة الغذاء، كما يستطيعون زيارة الحيوانات والخيول، إضافة إلى القهوة والشاي العربي، مع توفير خيم وشاليهات فندقية للمبيت، وفق سمير شجيع.

⁠ ولا يقتصر الاحتفاء بموسم الجني على الأشخاص العاديين والمشاهير والنجوم من المصريين بحسب شجيع، إنما يمتد الأمر ليشمل السفراء وأبناء الجنسيات المختلفة من المقيمين في مصر.

ويقول: «وأثناء الرحلات يلتقط الجميع الصور الفوتوغرافية التي توثق لحظاتهم السعيدة، ويمدون أيديهم لجمع فاكهة المانجو الناضجة على الأشجار، والتي تضفي لمسةً من البهجة على لوحة الألوان النابضة بالحياة في المكان، في أجواء من البهجة والمرح».

و«يبدأ ⁠موسم جني المانجو في يوليو (تموز) الجاري، ويمتد إلى أول سبتمبر (أيلول) المقبل، بينما تعد الفترة ما بين 20 يوليو و20 أغسطس (آب)؛ فترة الذروة والأعلى جودة»، وفق المهندس جاسر عبد الحميد، خبير زراعة المانجو الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «محافظة الإسماعيلية تعد أشهر وأكبر وأقدم موطن لزراعة المانجو في مصر، تليها البحيرة ثم الشرقية».

طفلة صغيرة من بين المشاركات في موسم جني المانجو بالصيف (الشرق الأوسط)

وأضاف عبد الحميد: «توسعت زراعة المانجو في الفترة الأخيرة بسواحل مصر الشمالية، وتتنوع الأصناف من أنواع قديمة عريقة مثل السكري والعويس والفص وتيمور والزبدية والصديق ودبشة والمبروكة وقلب الثور، إلى أصناف واردة حديثاً لمصر من نهاية التسعينيات مثل الكيت والكنت والتومي».

وتعد مصر من أكبر 10 دول في إنتاج المانجو على مستوى العالم، والأولى عربياً بنحو مليون و200 ألف طن، بحسب تقارير مصرية وعالمية، وتظهر أحدث بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تحقيق صادرات مصر من المانجو الطازجة والمجففة وعصائر الفواكه أرقاماً قياسية خلال العام المنقضي 2024، بلغت 141.5 مليون دولار.

ومن المقرر أن ينظم مسؤولو محافظة الإسماعيلية النسخة الثالثة من مهرجان المانجو في شهر أغسطس (آب) المقبل، ويسعى المهرجان إلى توفير منصة للمزارعين والمُصدرين لعرض منتجاتهم.


مقالات ذات صلة

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

يوميات الشرق جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

ارتفاع الجبال وانخفاض درجات الحرارة شكَّلا التنوع النباتي في نصف الكرة الشمالي عبر ملايين السنين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق مجموعة من الرسائل كتبها الأولاد لـ«سانتا كلوز» (بترونيات)

بلدة لبنانية تكسر رقم «غينيس» لرسائل «سانتا كلوز»

مدينة البترون في لبنان تحطم رقماً قياسياً جديداً في موسوعة «غينيس» لأكبر عدد من الرسائل المرسلة إلى «سانتا كلوز» خلال 24 ساعة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق عربة ترام قديمة في متحف «بيمِيش» تعيد أجواء الحياة في شمال شرق إنجلترا (شاترستوك)

متحف «بيمِيش» يفتح أرشيفه للجمهور بعد الإغلاق

متحف «بيمِيش» يخطط لإعادة فتح أرشيفه الضخم للجمهور في 2026، ليتيح استكشاف حياة الناس في شمال شرقي إنجلترا بين القرن الـ19 والخمسينات من القرن الـ20.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة رقمية للمظهر المقترح لامرأة «بيتشي هيد» (جامعة ليفربول جون مورس)

اكتشاف جديد يُغيِّر صورة امرأة «بيتشي هيد» الغامضة

تحليل حديث للحمض النووي يكشف أن امرأة «بيتشي هيد» البريطانية ذات أصول محلية، وليست أفريقية كما كان يُعتقد سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاستخدام المفرط لتطبيقات المواعدة يرتبط بمشاكل نفسية (رويترز)

استخدام تطبيقات المواعدة مرتبط بتدهور الصحة النفسية

يستخدم مئات الملايين من الأشخاص حول العالم تطبيقات المواعدة للعثور على شريك حياة. ورغم مزاياها العديدة، فإنها ليست إيجابية للصحة النفسية دائماً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
TT

كيف صنعت الجبال والبرد تنوّع النباتات عبر ملايين السنين؟

جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)
جبال تحتضن تنوعاً نباتياً ناشئاً بفعل الارتفاع ودرجات الحرارة المنخفضة (غيتي)

تلعب الجبال ودرجة الحرارة المنخفضة دوراً أساسياً في نشوء النباتات وتنوّعها على الأرض، إذ تشكل الارتفاعات العالية بيئات جديدة وتربط التغيرات المناخية بين سلاسل جبلية منفصلة، مما يسمح للنباتات بالانتشار والتكيف على مدى ملايين السنين.

أظهرت دراسة حديثة أجراها شينغ ياو وو وزملاؤه، في حديقة شيشوانغباننا النباتية الاستوائية بالأكاديمية الصينية للعلوم، ونُشرت في مجلة «ساينس أدفانس (Science Advances)» أن ارتفاع الجبال وانخفاض درجات الحرارة العالمية لعبا دوراً محورياً في نشوء وتنوّع النباتات الجبلية في نصف الكرة الشمالي. إذ أسهمت الجبال في خلق بيئات جديدة على ارتفاعات شاهقة، في حين سمح التبريد العالمي بربط سلاسل جبلية منفصلة، مما مكّن النباتات من الانتشار والاختلاط عبر مساحات واسعة على مدى ملايين السنين.

ركزت الدراسة على 5 أنظمة جبلية رئيسية وحلَّلت 34 مجموعة من النباتات الزهرية تضم 8456 نوعاً، لإعادة بناء تاريخ انتشار هذه النباتات وتنوعها زمنياً ومكانياً. أظهرت النتائج أن تشكّل الجبال وفّر بيئات جديدة على ارتفاعات عالية، مما أتاح فرصاً للتكيّف والتنوع المحلي، في حين ساعد انخفاض درجات الحرارة على توسيع نطاق البيئات الباردة وربط سلاسل جبلية كانت معزولة سابقاً، مما سهّل امتزاج النباتات عبر مسافات شاسعة.

كما كشفت الدراسة عن اختلافات واضحة في الآليات التطورية بين الأنظمة الجبلية. فقد تبين أن منطقة «التبت - الهيمالايا - هنغدوان» مثّلت مركزاً رئيسياً لنشوء التنوع البيولوجي، حيث نشأ أكثر من نصف الأنواع الجديدة من تطور محلي. في المقابل، أظهرت الأنظمة الجبلية الأوروبية والإيرانية - التورانية نمطاً مختلفاً، إذ تشكّلت نباتاتها الجبلية أساساً من سلالات محلية متوسطة إلى منخفضة الارتفاع، ومن ثَمَّ تكيفت لاحقاً مع البيئات العالية.

تؤكد هذه النتائج أن تنوع النباتات الجبلية لا يعود إلى عامل منفرد، بل إلى تفاعل طويل الأمد بين العمليات الجيولوجية والتغيرات المناخية العالمية. كما توفر الدراسة إطاراً لفهم كيفية استجابة النظم البيئية الجبلية للتغيرات المناخية المستقبلية، وتُسهم في توضيح الأنماط العامة لتشكّل التنوع البيولوجي على سطح الأرض.


وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
TT

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)
وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)

شدد سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي، الاثنين، على عدم التسامح مع من يحاولون استخدام «حرية التعبير» لخلق فوضى في الفضاء الإعلامي، أو استخدام خطاب شعبوي زائف الهدف منه زيادة أعداد المتابعين، وذلك خلال المؤتمر الصحافي الحكومي بالعاصمة الرياض.

وقال وزير الإعلام السعودي إن القوانين والأنظمة في السعودية تكفل حرية التعبير كحق أصيل، لكن في الوقت نفسه تميز بوضوح بين الرأي المسؤول والنقد البناء، وبين التحريض الذي يهدف إلى التضليل أو تأجيج الرأي العام.

وبيّن أن إجراءات هيئة تنظيم الإعلام لا تستهدف الآراء أو النقد البناء، بقدر ما تأتي في إطار تطبيق الأنظمة تجاه أي ممارسات تتجاوز المسؤولية الإعلامية وتمس السلم المجتمعي.

وكشف الوزير الدوسري خلال المؤتمر، الذي عقد للحديث عن تطورات مشروع مدينة القدية، أن العمل جارٍ لإطلاق مشروع «مدرسة الموهوبين الإعلاميين»، وذلك بالتعاون مع وزارة التعليم، لاكتشاف ورعاية الموهوبين من مراحل مبكرة.

وأوضح أن مدينة القدية ستستضيف الملتقى الثاني لصناع التأثير إمباك 2026، لافتاً إلى أن العمل قائم مع الشركاء في القدية لإطلاق مشروع «بيت إمباك».

واستعرض وزير الإعلام السعودي مجموعة من الإنجازات التي حققتها السعودية خلال الفترة الماضية، ومن ذلك زيادة مساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، حيث بلغت 55.4 في المائة خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بـ45.9 في المائة في الربع الثالث من عام 2016. فيما ⁠«بلغت نسبة تملُّك الأسر السعودية للمنازل في نهاية العام الماضي 65.4 في المائة».

وتابع: ⁠«احتلّت المملكة المركز الأول عالمياً في عدد الجوائز التي نالتها في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب بـ26 جائزة، كأكبر دولة في العالم تنال هذا العدد من الجوائز في تاريخ المسابقة».

وأضاف الوزير الدوسري أن قطار الرياض استقبل 120 مليون راكب منذ بدء انطلاق المشروع وحتى أكتوبر (تشرين الأول) 2025، وسجّل أعلى درجات الانضباط في التشغيل، بنسبة التزام بلغت 99.8 في المائة لعام 2025. مشيراً إلى أن السعودية تستهدف تنفيذ المرحلة السابعة من مشروع قطار الرياض خلال العام المقبل.

من جهته، قال العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، عبد الله الداود، أن القدية مدينة فريدة من نوعها تجمع أكثر من 70 أصلاً في مكانٍ واحد، من بينها استاد الأمير محمد بن سلمان، ومجمع التنس الوطني، ومركز الفنون الأدائية، والعديد من الأصول النوعية الأخرى. ‏وأكد الداود أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يؤمن بالمشاريع النوعية التي تضيف لحياة الناس ولها القدرة على خلق اقتصادات وقطاعات جديدة، ولذلك كان كل العمل منصباً على تنفيذ أفكار الأمير محمد وتطلعاته، مشيراً إلى أن مشروع القدية يأتي من قلب «رؤية 2030»، وأن القدية تتبنى مفهوماً متكاملاً يندمج فيه الترفيه والرياضة والثقافة والسياحة بشكل متجانس.

وأعلن العضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار»، خلال المؤتمر، أن تاريخ 31 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، هو موعد افتتاح مدينة القدية لأول أصولها، منتزه «سيكس فلاغز»، مؤكداً أن الافتتاح سيشكل نقلة نوعية تحولية في مسيرة المدينة.

وأضاف الدواد أن منتزه «Six Flags» نجح في كسر عدد من الأرقام القياسية، وذلك من خلال 5 ألعاب في مكان واحد، من أبرزها لعبة أفعوانية الصقر التي تحطم 3 أرقام قياسية كأطول أفعوانية في العالم، وأسرع أفعوانية في العالم، وأعلى أفعوانية في العالم.

وكشف الداود أنه تم الانتهاء الكامل من منتزه «Six Flags» الذي صمم لاستقبال نحو 10 آلاف زائر يومياً، ومن المتوقع أن يتجاوز أعداد زوار المنتزه مليوني زائر خلال 2026، فيما تم الانتهاء من أكثر من 95 في المائة من منتزه أكواريبيا المائي وسيفتتح خلال العام المقبل، إضافة إلى المرحلة الأولى للبنية التحتية في الطرق والكهرباء والاتصالات وخدمات الطوارئ.


«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
TT

«خريطة رأس السنة»... دراما مصرية عن الأمومة و«متلازمة داون»

ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)
ريهام وأسماء أبو اليزيد في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

يقدّم الفيلم المصري «خريطة رأس السنة» تجربة سينمائية إنسانية تنطلق من علاقة عائلية واضحة منذ اللحظة الأولى؛ إذ يعرف الطفل «نور» (يقوم بدوره الطفل آسر) أن «حبيبة» (ريهام عبد الغفور) هي خالته، ويتعامل معها على هذا الأساس، فالطفل المتفوق في المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر، يخطط لمفاجأة والدته في رأس السنة بزيارتها في باريس مع تحضير مفاجأة لها، لتكون العطلة بمثابة بداية لأيام مختلفة في حياته.

نشاهد الفيلم من منظور الطفل «نور» على مدار الأحداث، بداية من المدرسة الداخلية التي يدرس فيها بالمجر والتي تقع بالقرب من منزل «حبيبة» وصديقتها التي تقيم معها، وكلتاهما من أصحاب «متلازمة داون»، مروراً بتواصله مع «سارة» (هنادي مهنا) باعتبارها والدته التي لم تأتِ لزيارته ولقائه من باريس منذ عامين، في حين يقتصر التواصل بينهما على الاتصالات الهاتفية.

يعتمد الفيلم بالكامل على رؤية العالم من خلال «نور»، فنحن نراه ونفهمه كما يراه هو، ونشهد تحوّلاته النفسية من دون تدخل تفسيري مباشر للقاءات التي يخوضها في الطريق مع غرباء، وتبدّل الأمكنة، والضغط المتواصل الناتج عن السفر، والظروف الاضطرارية التي تعوق ترتيب رحلته وإكمالها بالطريقة التي يريدها، مع إعادة ترتيب الأنشطة والأماكن التي يوجد فيها قبل الوصول إلى والدته.

في الأحداث التي تستمر على مدار أكثر من 90 دقيقة نتابع رحلة «نور» التي تشمل توقفات بعدد من المدن الأوروبية قبل الوصول لوجهته النهائية في باريس؛ توقفات لرغبته في تنفيذ مفاجأة استثنائية لوالدته وهدية لذكرى والده الراحل.

ريهام عبد الغفور مع عدد من الحضور في العرض الخاص (الشركة المنتجة)

الفيلم الذي شارك في بطولته إلى جوار ريهام وآسر كل من هنادي مهنا، وأسماء أبو اليزيد، وعدد من الممثلين الأجانب، كتبه يوسف وجدي، ويخرجه رامي الجندي في أولى تجاربه الإخراجية، في حين صُوّر بين 6 مدن أوروبية مختلفة على مدار أكثر من عام.

وقال المخرج رامي الجندي لـ«الشرق الأوسط» إن نقطة الانطلاق في «خريطة رأس السنة» كانت تحديد زاوية الرؤية للأحداث، وإن القرار الأهم تمثّل في أن يُروى الفيلم بالكامل من داخل وعي الطفل «نور»، فالمتفرج لا يُفترض به أن يرى الشخصيات من الخارج، بل يختبر العالم بذات الدرجة من البراءة والارتباك والأسئلة غير المكتملة التي يعيشها البطل، وهو ما فرض إيقاعاً هادئاً ولغة بصرية تميل إلى المراقبة أكثر من الشرح، وفق تعبيره.

وأوضح الجندي أن «العلاقة بين (نور) و(حبيبة) لا تقوم على المفاجأة أو الاكتشاف، بل على المعرفة المسبقة، وهو ما منح الفيلم مساحة أعمق للاشتغال على الاختبار الإنساني، لا الصدمة الدرامية»، مشيراً إلى أن هذا الاختيار أتاح له التركيز على التفاصيل الصغيرة في العلاقة، وعلى التحوّلات التدريجية في فهم الطفل لمعنى المسؤولية، بدلاً من اللجوء إلى حلول سردية مباشرة.

ولفت المخرج إلى أن «اختيار التصوير في أجواء (الكريسماس) بأوروبا كان تحدياً كبيراً؛ إذ يُعد هذا التوقيت الأصعب من حيث الإجازات والتحكم في المواقع وحركة المدن»، على حد تعبيره، وقال إنه قام بتقسيم التصوير إلى ثلاث مراحل، عبر ست دول أوروبية مختلفة، معتبراً أن السيطرة على هذا الكم من التفاصيل لم تكن سهلة، لكنها كانت حاسمة للحفاظ على الإحساس الحقيقي بالطريق.

وأضاف الجندي أن «العمل مع ممثلين أجانب جرى بالكامل عبر الإنترنت، من خلال شركات متخصصة، وهو ما تطلّب تحضيرات طويلة قبل التصوير».

الملصق الترويجي للفيلم (الشركة المنتجة)

وأكد مؤلف الفيلم يوسف وجدي لـ«الشرق الأوسط» أن العمل لا يتعامل مع «متلازمة داون» بوصفها موضوعاً مستقلاً، بل كجزء من نسيج إنساني أوسع، موضحاً أن «التحدي الحقيقي كان في تجنّب الخطاب المباشر أو التفسير الأخلاقي الجاهز، خصوصاً أن ما شغله منذ البداية مرتبط بطبيعة الاختلاف بين كل حالة، والتفاوت الموجود لدى كل شخص، وكيف يمكن أن يستفيد منه ليعيش حياته بشكل أفضل».

وأضاف وجدي أن «فكرة العمل استُلهمت جزئياً من قضايا حقيقية أُثيرت في فرنسا، تتعلق بالأهلية الأسرية، وبالنظرة القانونية والاجتماعية إلى مفهوم المسؤولية لمن يعاني من (متلازمة داون)»، مشيراً إلى أن هذه القضايا فتحت أمامه مساحة للتفكير في الفجوة بين القانون والمشاعر، وبين ما يُعتبر صحيحاً على الورق وما يحدث فعلياً داخل البيوت والعلاقات اليومية.