4 هجمات حوثية على إسرائيل وقرار بإغلاق ميناء إيلات

التصعيد العسكري يشل المنفذ الإسرائيلي في البحر الأحمر

أنصار الجماعة الحوثية يطلقون شعاراً معادياً لإسرائيل في إحدى فعالياتهم (أ.ف.ب)
أنصار الجماعة الحوثية يطلقون شعاراً معادياً لإسرائيل في إحدى فعالياتهم (أ.ف.ب)
TT

4 هجمات حوثية على إسرائيل وقرار بإغلاق ميناء إيلات

أنصار الجماعة الحوثية يطلقون شعاراً معادياً لإسرائيل في إحدى فعالياتهم (أ.ف.ب)
أنصار الجماعة الحوثية يطلقون شعاراً معادياً لإسرائيل في إحدى فعالياتهم (أ.ف.ب)

أعلنت الجماعة الحوثية، الأربعاء، تنفيذ 4 عمليات عسكرية ضد أهداف في مطار بن غوريون الإسرائيلي وأهداف أخرى في النقب وإيلات، بالتزامن مع قرار رسمي للسلطات الإسرائيلية بإغلاق ميناء إيلات بسبب الخسائر الناجمة عن أحداث البحر الأحمر.

وقال القيادي الحوثي يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة، في بيان متلفز، إن الجماعة نفذت عملية عسكرية وصفها بالنوعية استهدفت مطار بن غوريون في منطقة يافا بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وزعم أن العملية حققت هدفها بنجاح، وتسببت في «هروب الملايين» إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار.

وأضاف البيان الذي بثته وسائل إعلام حوثية أنه تم «تنفيذ 3 عمليّات عسكرية بأربع طائرات مسيَّرة استهدفت منطقة النقب ومطار بن غوريون وميناء أم الرشراش (إيلات) وحققت أهدافها بنجاح»، متوعداً باستمرار منعِ حركة الملاحة الإسرائيلية في البحرين، الأحمر والعربي، ومواصلة العمليات العسكرية ضد إسرائيل رفضاً لحربها في غزة.

وحذر كل الشركات التي قال إنها تتعامل مع المواني الإسرائيلية باستهداف سفنها في أي منطقة تطولها الجماعة بغض النظر عن وجهتها.

واعترف الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم بوقوع هجوم صاروخي من اليمن، في حين ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه جرى تفعيل صفارات الإنذار جنوب البحر الميت، وفي مناطق عدة أخرى، وإيقاف حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون إثر إطلاق الصواريخ الحوثية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخاً أطلق من اليمن، وجرى تفعيل صافرات الإنذار قبل اعتراضه بوقت قصير في كثير من مناطق إسرائيل.

هجمات متتابعة

وقبل ذلك أصدرت الجماعة الحوثية بياناً، عبر سريع، أعلنت فيه تنفيذ «عملية عسكرية مزدوجة ومتزامنة بـ3 طائرات مسيَّرة على هدفين» في إسرائيل، اثنتان منهما أصابتا هدفاً عسكرياً مهماً في منطقة النقب، بينما استهدفت الثالثة ميناء «أم الرشراش»، مدعياً تحقيق العملية أهدافها بنجاح.

قوات إسرائيلية تتفقد موقع سقوط صاروخ حوثي قرب مطار بن غوريون في مايو الماضي (أ.ب)

كما زعم البيان أن الجماعة الحوثية تؤدي دورها وفق قدراتها وإمكاناتها رفضاً للعدوان والحصار الإسرائيلي على غزة، ورفضاً لاستباحة البلدان العربية والإسلامية، مهدداً باستمرار العمليات العسكرية حتى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) من العام قبل الماضي تهاجم الجماعة الحوثية إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر، كما تستهدف الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، تحت مزاعم نصرة قطاع غزة وسكانه ضد الحرب الإسرائيلية.

ومنذ قرابة عام بدأت إسرائيل بتنفيذ عدة غارات استهدفت مواقع للحوثيين في اليمن ومنشآت حيوية خاضعة لسيطرتهم، من بينها مطار العاصمة صنعاء ومواني الحديدة ومحطات كهرباء ومصانع أسمنت.

وأقرت إسرائيل، الأربعاء، وقف العمل في ميناء إيلات بداية من الأحد المقبل، بعد عجزه عن سداد ديونه إثر انخفاض حاد في إيراداته جراء أحداث البحر الأحمر، وفقاً لوسائل إعلام عبرية.

وقالت القناة «12» إن بلدية إيلات اضطرت إلى الحجز على حسابات الميناء، وبالتالي ستُغلق أبوابه ابتداءً من الأحد، بسبب ديونه المتراكمة، التي تبلغ قرابة 103 ملايين دولار، (10ملايين شيقل)، بعد عجزه عن دفع الضرائب.

ووفقاً للقناة فإن الديون تراكمت على الميناء نتيجة الانخفاض الحاد في إيراداته، بعد النشاط العسكري للحوثيين في البحر الأحمر، والذي أجبر السفن التي كانت تصل إليه على التوجه إلى مينائي أشدود وحيفا على البحر المتوسط.

خسائر كبيرة

بلغت إيرادات الميناء في العام الماضي نحو 42 مليون شيقل فقط (قرابة 12.52 مليون دولار، حيث يساوي الدولار 3.36 شيقل)، مقارنة بنحو 212 مليون شيقل (63.19 مليون دولار) في عام قبل الماضي، ما مثّل انخفاضاً بقرابة 80 في المائة كما أوردت القناة.

وتحدثت جريدة «غلوبس» الإسرائيلية المتخصصة في القضايا الاقتصادية، عن احتمال انعقاد اجتماع طارئ ستعقده وزارة النقل الإسرائيلية، لمواجهة أزمة إغلاق ميناء إيلات والوقف التام لكل أنشطته ابتداءً من الأحد المقبل، بسبب تراكم الديون على الميناء وخسائره.

مقاتلون حوثيون خلال مناورة عسكرية بالقرب من العاصمة صنعاء (رويترز)

ويعدّ الإغلاق المحتمل لميناء إيلات، وهو المنفذ البحر الوحيد للدولة العبرية على البحر الأحمر، إسرائيل ضربة موجعة للاقتصاد الإسرائيلي وتهديداً لأمنها البحري واللوجيستي.

ونقلت الجريدة عن مدير عام وزارة النقل، موشيه بن زاكين، أنه دعا إلى اجتماع طارئ بشأن الموضوع، بمشاركة الوزارات الحكومية وبلدية إيلات والميناء، من أجل تجنب الإغلاق المخطط له، بعد أن فقد الميناء القدرة على العمل بكامل طاقته منذ اندلاع الحرب وتهديد الحوثيين بشن هجمات على حركة الملاحة في البحر الأحمر.

وعدّت إغلاق الميناء ضربة قوية للبحرية الإسرائيلية، التي استخدمت منشآته منذ بداية الحرب، كما سيؤثر سلباً على شركة خط أنابيب أوروبا وآسيا (EAPC)، وعلى صادرات البوتاس من مصانع شركة «إسرائيل للكيماويات».

لم تمنع الضربات الإسرائيلية الجماعة الحوثية من استمرار هجماتها (أ.ب)

إلا أن إدارة ميناء إيلات نفت احتمالية الإغلاق الوشيك، وشددت على أنها ستتوصل إلى تسوية مع البلدية، رغم إصرار البلدية على تنفيذ إجراءاتها التي أعلنت عنها.

وصوتت الحكومة الإسرائيلية في يونيو (حزيران) الماضي، على خطة تعويضات لميناء إيلات، التي سيتم بموجبها منحه مبالغ تصل إلى قرابة 4.5 مليون دولار (15 مليون شيقل)، بشرط دفع رسوم الاستخدام التي لم يدفعها الميناء منذ بدء الأحداث، والتي تصل قيمتها إلى 890 ألف دولار (3 ملايين شيقل).


مقالات ذات صلة

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

الخليج منظر عام للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن (رويترز)

الحكومة اليمنية ترحب ببيان السعودية إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة

رحّبت الحكومة اليمنية بالبيان الصادر، الخميس، عن وزارة الخارجية السعودية، وما تضمّنه من موقف إزاء التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (عدن)
الخليج السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

السعودية تحث «الانتقالي» اليمني على الانسحاب من حضرموت والمهرة «بشكل عاجل»

شددت الخارجية على أن «الجهود لا تزال متواصلة لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه»، معربة عن أمل المملكة في تغليب المصلحة العامة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

السعودية تُرحب بـ«اتفاق مسقط» لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن

رحبت السعودية بالاتفاق الذي وُقّع عليه في مسقط لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، وعدته خطوةً مهمةً تُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج أسرى يلوِّحون بأيديهم لدى وصولهم إلى مطار صنعاء في عملية تبادل سابقة (أرشيفية- رويترز)

أطراف النزاع في اليمن يتفقون على تبادل 2900 محتجز

أكد مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن أطراف النزاع في اليمن اختتمت، الثلاثاء، اجتماعاً استمر 11 يوماً في سلطنة عمان.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
العالم العربي الجماعة الحوثية أظهرت تحدياً لمختلف القوى الدولية رغم ما تعرضت له من هجمات (أ.ب)

عقوبات قاصرة... الحوثيون يُعيدون رسم خريطة التهديد

رغم تجديد العقوبات الدولية عليهم، يُعزز الحوثيون قدراتهم العسكرية ويحولون التهديد المحلي إلى خطر إقليمي على الملاحة والأمن الدوليين مع تحالفاتهم العابرة للحدود.

وضاح الجليل (عدن)

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

رئيس هيئة الاستعلامات المصرية: نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، اليوم الخميس، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وأضاف رشوان في تصريحات لقناة تلفزيون «القاهرة الإخبارية» أن نتنياهو يعمل وفق اعتبارات انتخابية لصياغة تحالف جديد.

وتابع أن نتنياهو يسعى لإشعال المنطقة، ويحاول جذب انتباه ترمب إلى قضايا أخرى، بعيداً عن القطاع، لكنه أشار إلى أن الشواهد كلها تدل على أن الإدارة الأميركية حسمت أمرها بشأن المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

وحذر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية من أن نتنياهو يريد أن تؤدي قوة حفظ الاستقرار في غزة أدواراً لا تتعلق بها.

وفي وقت سابق اليوم، نقل موقع «واي نت» الإخباري الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن نتنياهو سيُطلع ترمب على معلومات استخباراتية عن خطر الصواريخ الباليستية الإيرانية خلال اجتماعهما المرتقب قبل نهاية العام الحالي.

وأكد المصدر الإسرائيلي أن بلاده قد تضطر لمواجهة إيران إذا لم تتوصل أميركا لاتفاق يكبح جماح برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.


الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
TT

الصوماليون يصوتون في أول انتخابات محلية بنظام الصوت الواحد منذ 1969

حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)
حملات حزبية في شوارع العاصمة الصومالية مقديشو لتشجيع الناخبين على المشاركة في الانتخابات (إ.ب.أ)

أدلى الناخبون في الصومال، الخميس، بأصواتهم في انتخابات محلية مثيرة للجدل، تُعدّ الأولى التي تُجرى بنظام الصوت الواحد منذ عام 1969. ويقول محللون إن هذه الانتخابات تُمثل خروجاً عن نظام مفاوضات تقاسم السلطة القائم على أساس قبلي.

وقد نظمت الحكومة الاتحادية في البلاد التصويت لاختيار أعضاء المجالس المحلية، في أنحاء المناطق الـ16 في مقديشو، ولكنه قوبل برفض من جانب أحزاب المعارضة التي وصفت الانتخابات بالمعيبة والمنحازة.

يذكر أن الصومال انتخب لعقود أعضاء المجالس المحلية والبرلمانيين من خلال المفاوضات القائمة على أساس قبلي، وبعد ذلك يختار المنتخبون الرئيس.

يُشار إلى أنه منذ عام 2016 تعهّدت الإدارات المتعاقبة بإعادة تطبيق نظام الصوت الواحد، غير أن انعدام الأمن والخلافات الداخلية بين الحكومة والمعارضة حالا دون تنفيذ هذا النظام.

أعضاء «العدالة والتضامن» في شوارع مقديشو قبيل الانتخابات المحلية وسط انتشار أمني واسع (إ.ب.أ)

وجدير بالذكر أنه لن يتم انتخاب عمدة مقديشو، الذي يشغل أيضاً منصب حاكم إقليم بانادير المركزي، إذ لا يزال شاغل هذا المنصب يُعيَّن، في ظل عدم التوصل إلى حل للوضع الدستوري للعاصمة، وهو أمر يتطلب توافقاً وطنياً. غير أن هذا الاحتمال يبدو بعيداً في ظل تفاقم الخلافات السياسية بين الرئيس حسن شيخ محمود وقادة ولايتي جوبالاند وبونتلاند بشأن الإصلاحات الدستورية.

ووفق مفوضية الانتخابات، هناك في المنطقة الوسطى أكثر من 900 ناخب مسجل في 523 مركز اقتراع.

ويواجه الصومال تحديات أمنية، حيث كثيراً ما تنفذ جماعة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» هجمات دموية في العاصمة، وجرى تشديد إجراءات الأمن قبيل الانتخابات المحلية.

وذكر محللون أن تصويت مقديشو يمثل أقوى محاولة ملموسة حتى الآن لتغيير نظام مشاركة السلطة المعتمد على القبائل والقائم منذ أمد طويل في الصومال.

وقال محمد حسين جاس، المدير المؤسس لمعهد «راد» لأبحاث السلام: «لقد أظهرت مقديشو أن الانتخابات المحلية ممكنة من الناحية التقنية».


اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

اجتماعات في مصر وتركيا... مساعٍ لتفكيك عقبات «اتفاق غزة»

فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يسيرون وسط الملاجئ في مخيم النصيرات للنازحين بقطاع غزة (أ.ف.ب)

توالت اجتماعات الوسطاء لدفع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المتعثر حالياً، واستضافت القاهرة وأنقرة اجتماعين بشأن تنفيذ بنود الاتفاق، بعد لقاء موسع في مدينة ميامي الأميركية قبل نحو أسبوع بحثاً عن تحقيق اختراق جديد.

تلك الاجتماعات الجديدة في مصر وتركيا، يراها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها بمثابة مساعٍ لتفكيك عقبات الاتفاق المتعثر، وشددوا على أن إسرائيل قد لا تمانع للذهاب للمرحلة الثانية تحت ضغوط أميركية؛ لكنها ستعطل مسار التنفيذ بمفاوضات تتلوها مفاوضات بشأن الانسحابات وما شابه.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان: «بتوجيه من رئيس الوزراء، غادر منسق شؤون الأسرى والمفقودين، العميد غال هيرش، على رأس وفد ضم مسؤولين من الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، والموساد إلى القاهرة».

والتقى الوفد الإسرائيلي مسؤولين كباراً وممثلي الدول الوسيطة، وركزت الاجتماعات على الجهود وتفاصيل عمليات استعادة جثة الرقيب أول ران غوئيلي.

وسلمت الفصائل الفلسطينية منذ بدء المرحلة الأولى لوقف إطلاق النار في 10 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء ورفات 27 آخرين، فيما تبقى رفات ران غوئيلي الذي تواصل «حماس» البحث عن رفاته، وتقول إن الأمر سيستغرق وقتاً نظراً للدمار الهائل في غزة، فيما ترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها تلك الجثة.

وبالتزامن، أعلنت حركة «حماس»، في بيان، أن وفداً قيادياً منها برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، قد التقى في أنقرة مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في لقاء بحث «مجريات تطبيق اتفاق إنهاء الحرب على غزة والتطورات السياسية والميدانية».

وحذر الوفد من «استمرار الاستهدافات والخروقات الإسرائيلية المتكررة في قطاع غزة»، معتبراً أنها تهدف إلى «عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق وتقويض التفاهمات القائمة».

وجاء اللقاءان بعد اجتماع قبل نحو أسبوعٍ، جمع وسطاء اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة ميامي الأميركية، وأفاد بيان مشترك عقب الاجتماع بأنه جارٍ مناقشة سبل تنفيذ الاتفاق.

ويرى الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور سعيد عكاشة، أن اجتماعي القاهرة وأنقرة يأتيان في توقيت مهم بهدف دفع تنفيذ الاتفاق وإنهاء العقبات بشكل حقيقي، والوصول لتفاهمات تدفع واشنطن لزيادة الضغط على إسرائيل للدخول للمرحلة الثانية المعطلة، مشيراً إلى أن مسألة الرفات الأخير تبدو أشبه بلعبة لتحقيق مكاسب من «حماس» وإسرائيل.

فالحركة تبدو، كما يتردد، تعلم مكانها ولا تريد تسليمها في ضوء أن تدخل المرحلة الثانية تحت ضغط الوسطاء والوقت وفي يدها ورقة تتحرك بها نظرياً، وإسرائيل تستفيد من ذلك بالاستمرار في المرحلة الأولى دون تنفيذ أي التزامات جديدة مرتبطة بالانسحابات، وفق عكاشة.

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، أن هذه الاجتماعات تبحث كيفية سد الفجوات، خاصة أن الجثة تمثل عقبة حقيقية، مشيراً إلى أن لقاء «حماس» في تركيا يهدف لبحث ترتيبات نزع السلاح ودخول القوات الدولية، خاصة أن أنقرة تأمل أن يكون لها دور، وتعزز نفسها وعلاقاتها مع واشنطن.

صورة عامة للمنازل المدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

ولا تزال إسرائيل تطرح مواقف تعرقل الاتفاق، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، إن بلاده «لن تغادر غزة أبداً»، وإنها ستقيم شريطاً أمنياً داخل قطاع غزة لحماية المستوطنات، مشدداً على أنه يجب على «حماس» أن تتخلى عن السلاح، وإلا «فستقوم إسرائيل بهذه المهمة بنفسها»، وفق موقع «واي نت» العبري، الخميس.

فيما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إلى تحميل حركة «حماس» المسؤولية عن إصابة ضابط بالجيش الإسرائيلي في ‌انفجار عبوة ناسفة ‍في رفح، وانتهاك اتفاق ‌وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكن الحركة الفلسطينية أكدت أن الانفجار وقع في منطقة تسيطر عليها إسرائيل بالكامل، ورجحت أن يكون الحادث ناجماً عن «مخلفات الحرب».

وجاء اتهام نتنياهو لـ«حماس» قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة. ونقلت تقارير عبرية أن نتنياهو يريد إقناع ترمب بتثبيت «الخط الأصفر» حدوداً دائمة بين مناطق سيطرة إسرائيل و«حماس»؛ ما يعني احتلال إسرائيل لـ58 في المائة من مساحة القطاع.

ويتوقع عكاشة أن تعلن إسرائيل بعد لقاء ترمب أنها لا تمانع من دخول المرحلة الثانية، ولكن هذا سيظل كلاماً نظرياً، وعملياً ستطيل المفاوضات بجدولها وتنفيذ بنودها، ويبقي الضغط الأميركي هو الفيصل في ذلك.

ووفقاً لمطاوع، فإن إسرائيل ستواصل العراقيل وسط إدراك من ترمب أنه لن يحل كل المشاكل العالقة مرة واحدة، وأن هذه الاجتماعات المتواصلة تفكك العقبات، وسيراهن على بدء المرحلة الثانية في يناير (كانون الثاني) المقبل، تأكيداً لعدم انهيار الاتفاق.