مع سريان الرسوم... الأسهم الآسيوية تعمِّق خسائرها بعد تراجع «وول ستريت» مرة أخرى

مارَّة يقفون أمام شاشة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» الياباني (رويترز)
مارَّة يقفون أمام شاشة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» الياباني (رويترز)
TT
20

مع سريان الرسوم... الأسهم الآسيوية تعمِّق خسائرها بعد تراجع «وول ستريت» مرة أخرى

مارَّة يقفون أمام شاشة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» الياباني (رويترز)
مارَّة يقفون أمام شاشة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» الياباني (رويترز)

انخفضت الأسهم الآسيوية مجدداً يوم الأربعاء، قبيل موعد سريان أحدث مجموعة من الرسوم الجمركية الأميركية، بما في ذلك ضريبة ضخمة بنسبة 104 في المائة على الواردات الصينية.

وخسر مؤشر «نيكي 225» الياباني في البداية ما يقرب من 4 في المائة، كما تراجعت أسواق كوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا.

ويوم الثلاثاء، انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.6 في المائة، بعد أن محا مكاسب مبكرة بلغت 4.1 في المائة. وهذا يعني أنه انخفض بنحو 19 في المائة عن مستواه القياسي المسجل في فبراير (شباط). وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.8 في المائة، بينما خسر مؤشر «ناسداك المركب» 2.1 في المائة.

أحد المتداولين يتفاعل بينما يعمل متداولون آخرون في قاعة تداول الخيارات بأسواق «Cboe» العالمية في شيكاغو (أ.ب)
أحد المتداولين يتفاعل بينما يعمل متداولون آخرون في قاعة تداول الخيارات بأسواق «Cboe» العالمية في شيكاغو (أ.ب)

ولا يعلم المستثمرون ما الذي ينتظرهم في حرب الرئيس دونالد ترمب التجارية.

وقد تراجعت الأسهم الآسيوية خلال الليل وحتى صباح الأربعاء، في أعقاب ارتفاعات الأسهم العالمية في وقت سابق؛ حيث ارتفعت المؤشرات بنسبة 6 في المائة في طوكيو، و2.5 في المائة في باريس، و1.6 في المائة في شنغهاي.

وانخفض مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بأكثر من 3.9 في المائة قبل أن يستقر. وبعد نحو ساعة من افتتاح السوق، انخفض بنسبة 3.5 في المائة ليصل إلى 31847.40.

وخسر مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية 1 في المائة ليصل إلى 2315.27، بينما انخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز/ إيه ​​إس إكس 200» في أستراليا بنسبة 2 في المائة ليصل إلى 7359.30، وكذلك انخفضت الأسهم في نيوزيلندا.

مؤشر أسواق آسيا لليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا يظهر على شاشة في بنك «هانا» بسيول (أ.ب)
مؤشر أسواق آسيا لليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا يظهر على شاشة في بنك «هانا» بسيول (أ.ب)

وحذر المحللون من توقع مزيد من التقلبات في الأسواق المالية، نظراً لعدم اليقين بشأن المدة التي سيُبقي فيها ترمب على الرسوم الجمركية الصارمة على الواردات، ما سيرفع الأسعار على المتسوقين الأميركيين ويبطئ الاقتصاد. وإذا استمرت هذه الرسوم لفترة طويلة، فإن الاقتصاديين والمستثمرين يتوقعون أن تتسبب في ركود اقتصادي. وإذا خفَّض ترمب الرسوم الجمركية من خلال المفاوضات بسرعة نسبية، فقد يتم تجنب أسوأ سيناريو.

وكان ترمب قد صرَّح يوم الثلاثاء بأن محادثة مع القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية ساعدتهم على الوصول إلى «حدود واحتمالية التوصل إلى اتفاق عظيم لكلا البلدين».

ويوم الثلاثاء، قادت الأسهم اليابانية الأسواق العالمية للارتفاع، بعد أن عيَّن رئيس وزراء البلاد، شيغيرو إيشيبا، مفاوضه التجاري لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، عقب محادثة مع ترمب.

وقالت الصين إنها «ستقاتل حتى النهاية»، وحذرت من اتخاذ إجراءات مضادة بعد أن هدد ترمب يوم الاثنين برفع رسومه الجمركية على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

شاشة تعرض مؤشراً للأسهم في منطقة جينغان بشنغهاي (أ.ف.ب)
شاشة تعرض مؤشراً للأسهم في منطقة جينغان بشنغهاي (أ.ف.ب)

وصرَّحت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الثلاثاء، بأن تهديدات ترمب بفرض رسوم جمركية أعلى على الصين ستُصبح حقيقة بعد منتصف الليل، عندما تُفرَض ضريبة على الواردات من الصين بنسبة مذهلة تبلغ 104 في المائة. سيتزامن ذلك مع أحدث مجموعة من التعريفات الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحاً. وقد أوضح ترمب أنه لا ينوي منح أي إعفاءات أو استثناءات، وفقاً لكبير المفاوضين التجاريين الأميركيين، جيميسون غرير.

كما قال الممثل التجاري الأميركي في شهادته أمام لجنة بمجلس الشيوخ، إن نحو 50 دولة كانت على اتصال بالفعل، وقد أخبرهم: «إذا كانت لديكم فكرة أفضل لتحقيق المعاملة بالمثل وخفض عجزنا التجاري، فنحن نريد التحدث معكم، نريد التفاوض معكم».


مقالات ذات صلة

صناديق الأسهم العالمية تشهد تدفقات إيجابية للأسبوع الثاني

الاقتصاد شاشة تعرض الرقم الختامي لمؤشر «داو جونز» الصناعي في بورصة نيويورك (أ.ب)

صناديق الأسهم العالمية تشهد تدفقات إيجابية للأسبوع الثاني

استقطبت صناديق الأسهم العالمية تدفقات مالية للأسبوع الثاني على التوالي حتى 23 أبريل (نيسان)، مدعومةً بمؤشرات على احتمال تهدئة حرب الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شاشة تعرض تحركات الأسواق المالية في المبنى الجديد لبورصة شنغهاي (أ ف ب)

الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من مكاسب «وول ستريت»

ارتفعت الأسواق الآسيوية، يوم الجمعة، مدعومة بمكاسب «وول ستريت»، لليوم الثالث على التوالي، وسط تفاؤل متزايد بخفض محتمل لأسعار الفائدة من جانب مجلس الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسط ضبابية السياسة التجارية

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية الخميس مع انحسار موجة الصعود القصيرة في الأسواق بينما يقيّم المستثمرون تقلبات السياسة التجارية لإدارة ترمب

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد متداول في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تسجل أعلى مستوياتها في أسبوع

ارتفعت المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» إلى أعلى مستوياتها خلال أسبوع، يوم الأربعاء، مدفوعةً بآمال تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران في السوق المالية السعودية يراقبان شاشة التداول (أ.ف.ب)

ارتفاع أسواق الخليج بنهاية التداولات بعد تهدئة التوترات في أميركا وصعود الأسهم الآسيوية

صعدت أسواق الأسهم الخليجية في ختام تداولات الأربعاء بدعم من تصريحات ترمب بشأن باول والتجارة مع الصين، مع ارتفاع ملحوظ لأسهم البنوك والعقارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أزمة نفط إقليم كردستان... لا اتفاقات ملموسة في الأفق

منظر عام لخط أنابيب «كركوك - جيهان» الذي يربط العراق وتركيا في ميناء «جيهان» التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
منظر عام لخط أنابيب «كركوك - جيهان» الذي يربط العراق وتركيا في ميناء «جيهان» التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
TT
20

أزمة نفط إقليم كردستان... لا اتفاقات ملموسة في الأفق

منظر عام لخط أنابيب «كركوك - جيهان» الذي يربط العراق وتركيا في ميناء «جيهان» التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)
منظر عام لخط أنابيب «كركوك - جيهان» الذي يربط العراق وتركيا في ميناء «جيهان» التركي على البحر الأبيض المتوسط (رويترز)

لا تزال احتمالات استئناف صادرات النفط الخام من شمال العراق عبر خط الأنابيب الذي يربط إقليم كردستان بميناء جيهان التركي على البحر الأبيض المتوسط ​​منخفضة، حيث أعلنت رابطة صناعة النفط في كردستان (أبيكور) في بيان لها يوم الأحد، أن الاجتماع الأخير بين حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان وشركات النفط العالمية «لم يسفر عن أي اتفاقات» بشأن المسائل العالقة.

وقال البيان إنه على الرغم من التأكيدات العلنية المتكررة من الحكومة العراقية بشأن الأهمية الاستراتيجية لاستئناف تصدير النفط عبر خط أنابيب العراق - تركيا (ITP)، فإن التواصل مع شركات النفط العالمية ومجموعات الصناعة ظل محدوداً وغير مُثمر حتى الآن.

وكان هذا الخلاف المستمر منذ عامين أدى إلى توقف تدفق الخام من كردستان العراق شمال البلاد، إلى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

وعبّرت الرابطة في بيانها عن قلقها العميق إزاء الجمود المستمر عقب اجتماع عُقد مؤخراً في 20 أبريل (نيسان)، بين ممثلين عنها وشركات نفط عالمية أخرى، ومسؤولين من كل من الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان. وانتهى الاجتماع دون أي اتفاقات ملموسة، مما ترك مستقبل صادرات النفط عبر خط أنابيب العراق - تركيا الحيوي غامضاً، وفق البيان.

وأضاف البيان: «تبقى الشركات الأعضاء في هذه الرابطة على أهبة الاستعداد لاستئناف الصادرات على الفور عبر خط أنابيب العراق - تركيا، بمجرد التوصل إلى اتفاقيات ملزمة تضمن التأكد من دفع المستحقات لهذه الصادرات، بما يتماشى مع الشروط التعاقدية الحالية لكل شركة نفط دولية، والتي تحل جميع متأخرات الدفع المعلقة».

وتابع البيان: «تُقرّ هذه الرابطة أيضاً بضرورة التزام الحكومتين بقانون الموازنة العراقي. كما نُشير من جانبنا إلى أن المحاكم العراقية قد اعتبرت عقود حكومة إقليم كردستان مع شركات النفط العالمية قانونية وسارية؛ لذلك يجب أن تتوافق أي ترتيبات لغرض دفع المستحقات (بما في ذلك نطاق عمل الاستشاري الدولي) مع قانون الموازنة العراقي وعقود شركات النفط العالمية الحالية».

وأوضح البيان أيضاً أنه «في هذا السياق، قدّم عدد من الشركات الأعضاء في هذه الرابطة حلولاً وتوصياتٍ متعددة بشكل علني وشخصي لحكومتي العراق وإقليم كردستان العراق. وتضمنت هذه التوصيات نطاق عملٍ مقترحاً للمستشار الدولي يتوافق مع قانون الموازنة العراقية وعقود شركات النفط الدولية. إلا أن هذا الاقتراح لم يُقبل بعد».

وقال: «فيما يتعلق بمقترحات الرابطة لغرض ضمان سداد الصادرات المستقبلية، فقد أبدت الحكومتين استعدادها لدراسة الخيارات المتاحة. ومع ذلك، لم يتم إجراء أي مناقشات جوهرية حول الترتيبات اللازمة لضمان السداد. ولم يتم إحراز أي تقدم في مسألة متأخرات الشركات النفطية الدولية».

وأشار البيان إلى أن «حكومة العراق تواصل التعبير بشكل علني عن أهمية صادرات النفط من خلال خط الأنابيب العراق - التركي، إلا أن التفاهمات بهذا الخصوص حتى الآن كانت محدودة وغير مثمرة. وتدعو الرابطة بهذا الصدد إلى مضاعفة الجهود لغرض إيجاد حلول مفيدة للطرفين».