تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسط ضبابية السياسة التجارية

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية وسط ضبابية السياسة التجارية

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية، الخميس، مع انحسار موجة الصعود القصيرة في الأسواق، بينما يقيّم المستثمرون تقلبات السياسة التجارية لإدارة ترمب، وسلسلة من نتائج الأعمال المتباينة.

وكانت «وول ستريت» قد حققت مكاسب للجلسة الثانية على التوالي، يوم الأربعاء، مدفوعة بمؤشرات على استعداد البيت الأبيض لتخفيف التوترات التجارية مع الصين، وخفض الرسوم الجمركية الشاملة، إلى جانب تراجع الرئيس دونالد ترمب عن انتقاداته لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وصرّح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت أن الرسوم الجمركية المرتفعة مع الصين غير قابلة للاستمرار، لكنه أشار أيضاً إلى أن أي خطوة لخفض الرسوم لن تكون من طرف واحد، وفق «رويترز».

وفي خطوة أخرى، أعلنت إدارة ترمب عبر السجل الفيدرالي أنها بدأت تحقيقاً حول ما إذا كانت واردات الشاحنات المتوسطة والثقيلة وقطع غيارها تشكل تهديداً للأمن القومي، وهو ما قد يُمهّد لفرض رسوم جديدة.

لكن أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» بأن ترمب يدرس إعفاء شركات صناعة السيارات من بعض الرسوم الجمركية، ما يسلّط الضوء على التناقض في التصريحات، وصعوبة توقّع التوجهات المستقبلية.

هذا التذبذب في السياسات التجارية يُشكّل تحدياً للمستثمرين والشركات والمستهلكين في تقييم تداعيات تلك السياسات المتغيرة، ما جعل من حالة الغموض محوراً رئيساً في موسم إعلان نتائج الشركات الفصلية.

وكانت «ساوث ويست إيرلاينز» قد انضمت، يوم الأربعاء، إلى قائمة الشركات التي سحبت توقعاتها المالية، مشيرة إلى الضبابية الناتجة عن الحرب التجارية، مما أدى إلى تراجع سهمها بنسبة 4 في المائة. وتواصلت حالة التوتر في الأسواق نتيجة الضغوط التجارية، وهجمات ترمب المتكررة على باول، حيث سجلت المؤشرات الرئيسة الثلاثة خسائر منذ بداية العام، وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 12 في المائة عن ذروته في فبراير (شباط).

وفي تمام الساعة 5:35 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 234 نقطة أو 0.59 في المائة، وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بـ26.75 نقطة أو 0.5 في المائة، فيما خسر مؤشر «ناسداك 100» نحو 126.25 نقطة أو 0.67 في المائة.

وتراجعت أسهم شركتي «فورد»، و«جنرال موتورز» بنحو 1 في المائة لكل منهما في تداولات ما قبل الافتتاح، كما هبط سهم شركة «آي بي إم» بنسبة 7.6 في المائة عقب إعلانها إلغاء 15 عقداً حكومياً ضمن خطة تقشفية اتبعتها إدارة ترمب. من ناحية أخرى، قفزت أسهم شركة البرمجيات «سيرفيس ناو» بنسبة 9.2 في المائة بعد أن تجاوزت أرباحها في الربع الأول التوقعات.

وينتظر المستثمرون مزيداً من تطورات الملف التجاري، إلى جانب يوم مزدحم بإعلانات نتائج كبرى الشركات، مثل «بروكتر آند غامبل»، و«ميرك»، و«ألفابت»، في سعي إلى الحصول على دلائل إضافية بشأن مسار السوق.

كما ستتم متابعة بيانات اقتصادية مهمة، تشمل مبيعات السلع المعمرة ومبيعات المنازل القائمة لشهر مارس (آذار)، بالإضافة إلى أرقام إعانات البطالة الأسبوعية، لتقييم قوة الاقتصاد الأميركية.


مقالات ذات صلة

مشروع الضرائب الضخم لترمب يجتاز عقبة «النواب»

الاقتصاد 
مبنى الكابيتول ليلاً (أ.ف.ب)

مشروع الضرائب الضخم لترمب يجتاز عقبة «النواب»

اجتاز مشروع قانون الضرائب، الضخم، الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عقبة مجلس النواب، بعد أيام من الجدل بين مختلف فصائل حزبه الجمهوري، ممهداً الطريق لأول.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد عامل بمصنع شركة «كالدير براذرز» في تايلورز بساوث كارولاينا (رويترز)

نشاط الأعمال الأميركي يتحسن في مايو بدعم هدنة التجارة

شهد نشاط الأعمال في الولايات المتحدة تحسناً خلال مايو (أيار)، في ظل هدنة مؤقتة في الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

محافظ الاحتياطي الفيدرالي: خفض الفائدة ممكن هذا العام مع استقرار الرسوم

أعرب كريستوفر والر محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الخميس عن اعتقاده بإمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقاً هذا العام

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لوحة إعلان «انضم إلى فريقنا» معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتلي» بمدينة نيويورك (رويترز)

انخفاض طلبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا الأسبوع الماضي بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة؛ مما يشير إلى استقرار وتيرة نمو التوظيف في مايو (أيار) الحالي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في المكتب البيضاوي (رويترز)

ترمب عن إقرار «الشيوخ» مشروع القانون الضريبي: أهم تشريع في تاريخ أميركا

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب إقرار مجلس الشيوخ لمشروع قانون الضرائب والإنفاق بأنه أهم تشريع في تاريخ أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأسهم الآسيوية ترتفع بعد تمرير قانون الضرائب الأميركي

شخص يقف أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
شخص يقف أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
TT

الأسهم الآسيوية ترتفع بعد تمرير قانون الضرائب الأميركي

شخص يقف أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)
شخص يقف أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، مع إقبال المستثمرين على سندات الخزانة الأميركية المتراجعة، بعد أن أقر مجلس النواب الأميركي بفارق ضئيل مشروع قانون الضرائب الذي اقترحه الرئيس دونالد ترمب، رغم استمرار هيمنة المخاوف المتعلقة بالديون.

كما تستعد الأسهم الأوروبية لافتتاح تداولات إيجابية، إذ ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر يورو «ستوكس 50» بنسبة 0.2 في المائة، ومؤشر «فوتسي» بنسبة 0.3 في المائة. في المقابل، استقرت العقود الآجلة لمؤشري «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500»، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

وكانت بيانات مؤشرات مديري المشتريات العالمية (PMI) قد أظهرت تسارع نشاط الأعمال في الولايات المتحدة خلال مايو (أيار)، مما عزز أداء «وول ستريت» في بداية الجلسة، قبل أن تواجه السوق ضغوط بيع لتُنهي التداولات دون تغيّر يُذكر. وعلى النقيض، سجلت الأسهم الأوروبية تراجعاً بعد بيانات مخيبة للآمال حول النشاط الاقتصادي في المنطقة.

وقد أقر مجلس النواب، ذو الأغلبية الجمهورية، مشروع قانون ترمب الضريبي الذي يحقق العديد من وعوده الانتخابية، لكنه يرفع الدين الأميركي البالغ حالياً 36.2 تريليون دولار بمقدار 3.8 تريليون دولار إضافية خلال السنوات العشر المقبلة.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة، خاصة طويلة الأجل، في ظل هذه المخاوف المالية، معززة بقرار وكالة «موديز» الأخير بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بسبب تنامي عبء الدين. ومع ذلك، جذبت سندات الثلاثين عاماً اهتمام المستثمرين عند مستوياتها الحالية، حيث تراجعت عوائدها بمقدار 1.6 نقطة أساس لتسجل 5.048 في المائة، بعد أن بلغت ذروتها عند 5.161 في المائة، وهو أعلى مستوى في 19 شهراً.

وفي السياق ذاته، قال كين كرومبتون، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في «بنك أستراليا الوطني»: «ربما كان مجرد وجود بعض التقدم كافياً لتخفيف المخاوف، لكن من الطبيعي أن يصاحب التحركات الكبيرة في السوق بعض التراجعات التصحيحية».

وأضاف: «لا أرى في هذه التطورات أو في تمرير هذا القانون ما يشير إلى تراجع كبير في إصدارات السندات الأميركية، أو إلى انحسار المخاوف بشأن المعروض العالمي من السندات».

وفي اليابان، تراجعت أيضاً عوائد السندات الحكومية طويلة الأجل عن مستوياتها القياسية. فقد انخفضت عوائد السندات لأجل 30 عاماً بمقدار 5 نقاط أساس إلى 3.115 في المائة، بعد أن بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق مطلع الأسبوع، في وقت يُراقب فيه بنك اليابان هذه القفزة من كثب.

وارتفع مؤشر «إم إس سي آي» الأوسع لأسهم آسيا والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) بنسبة 0.5 في المائة، متعافياً من خسائره الأسبوعية السابقة. كما ارتفع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.5 في المائة بدعم من بيانات التضخم التي أظهرت تسارع الأسعار في أبريل (نيسان) بأسرع وتيرة منذ أكثر من عامين.

وفي سوق العملات، تراجع الدولار ليتجه نحو تسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 1.3 في المائة مقابل العملات الرئيسية. بينما يتجه اليورو لتحقيق أول مكاسب أسبوعية له منذ أربعة أسابيع، وارتفع بنسبة 0.3 في المائة إلى 1.1309 دولار.

وقال كريستوفر والر، عضو مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، إن هناك إمكانية لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، لكن ذلك يبقى مرهوناً بسياسة ترمب تجاه الرسوم الجمركية.

على صعيد منفصل، خفف حكم المحكمة العليا الأميركية، المتعلق بإقالة ترمب لعضوين من مجلس العمل الفيدرالي، من المخاوف بشأن إمكانية إقالة رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول مستقبلاً.

وفي أسواق العملات الرقمية، حافظت عملة البتكوين على مكاسب أسبوعية بنحو 6.4 في المائة، رغم تراجعها الطفيف من أعلى مستوياتها على الإطلاق، لتتداول عند 110796 دولاراً.