«المركزي» الهندي يخفِّض الفائدة ويغير موقفه إلى «تيسيري» لمواجهة ضغوط الرسوم

البنك المركزي الهندي (موقع المصرف المركزي)
البنك المركزي الهندي (موقع المصرف المركزي)
TT
20

«المركزي» الهندي يخفِّض الفائدة ويغير موقفه إلى «تيسيري» لمواجهة ضغوط الرسوم

البنك المركزي الهندي (موقع المصرف المركزي)
البنك المركزي الهندي (موقع المصرف المركزي)

خفَّض بنك الاحتياطي الهندي (RBI) سعر إعادة الشراء الرئيسي يوم الأربعاء، للمرة الثانية على التوالي، وغيَّرَ موقفه من السياسة النقدية، مما يشير إلى إمكانية إجراء مزيد من التخفيضات مستقبلاً، في إطار سعيه لتعزيز الاقتصاد المتباطئ، والذي يواجه ضغوطاً متزايدة من الرسوم الجمركية الأميركية.

وكما كان متوقعاً، خفضت لجنة السياسة النقدية، المكونة من 3 أعضاء من بنك الاحتياطي الهندي، وثلاثة أعضاء خارجيين، سعر إعادة الشراء بمقدار 25 نقطة أساس إلى 6 في المائة. وكان البنك قد بدأ في خفض أسعار الفائدة بربع نقطة في فبراير (شباط)، وهو أول خفض له منذ مايو (أيار) 2020.

وغيَّر البنك المركزي موقفه من «محايد» إلى «تيسيري».

وانخفضت أسواق الأسهم الهندية بنسبة 4 في المائة، منذ إعلانات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية، وقدَّر الاقتصاديون أن نمو خامس أكبر اقتصاد في العالم قد يتأثر بما يتراوح بين 20 و40 نقطة أساس في السنة المالية الحالية.

ويقدِّر بنك الاحتياطي الهندي الآن نمواً بنسبة 6.5 في المائة، وهو أقل قليلاً من تقديراته السابقة البالغة 6.7 في المائة. ويتوقع أن يبلغ معدل التضخم 4 في المائة مقارنة بـ4.2 في المائة سابقاً.

وقال محافظ البنك المركزي، سانجاي مالهوترا، في بيانه، إن إجراءات التعريفات الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة قد فاقمت حالة عدم اليقين، ولكن من الصعب تحديد أثرها على النمو. وأضاف مالهوترا: «النمو يتحسن، ولكنه لا يزال أقل مما نطمح إليه»، مضيفاً أن توقعات التضخم إيجابية.

وصوَّت جميع أعضاء لجنة السياسة النقدية الستة على خفض سعر إعادة الشراء.

وأوضح مالهوترا أن هذا التغيير في موقف السياسة يعني أن لجنة السياسة النقدية تدرس خيارين فقط، إما الإبقاء على الوضع الراهن وإما خفض سعر الفائدة، وأن هذا الموقف لا يرتبط ارتباطاً مباشراً بأوضاع السيولة.

وانخفض عائد سندات الهند القياسية لأجل 10 سنوات انخفاضاً طفيفاً إلى 6.50 في المائة بعد الإعلان، مقابل 6.51 في المائة قبله، بينما انخفض سعر الروبية قليلاً إلى 86.61 من 86.58 روبية مقابل الدولار قبل القرار. وانخفضت مؤشرات الأسهم القياسية بنحو 0.3 في المائة لكل منها.

وقال أوباسنا بهاردواج، كبير الاقتصاديين في بنك «كوتاك ماهيندرا»: «نلاحظ أن ازدياد الاضطرابات العالمية وتداعياتها على تباطؤ النمو في الهند سيُلزم لجنة السياسة النقدية بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر». وأضاف: «نرى مجالاً لخفض أسعار الفائدة بمقدار 75- 100 نقطة أساس إضافية في العام المقبل، وذلك حسب حجم التباطؤ العالمي».


مقالات ذات صلة

«بنك إنجلترا»: بريطانيا قد تشهد انخفاضاً في التضخم بسبب رسوم ترمب

الاقتصاد مقر «بنك إنجلترا» في لندن (رويترز)

«بنك إنجلترا»: بريطانيا قد تشهد انخفاضاً في التضخم بسبب رسوم ترمب

قالت صانعة السياسات في «بنك إنجلترا»، ميغان غرين، يوم الثلاثاء، إنه من المرجح أن تشهد بريطانيا انخفاضاً في معدل التضخم بدلاً من ارتفاعه نتيجة للرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تركيان ينقلان بضائع بمنطقة أمينونو في إسطنبول (أ.ب)

تركيا تتمسك ببرنامجها الاقتصادي رغم التوتر الداخلي و«رسوم ترمب»

أكدت تركيا أنها لن تغير برنامجها الاقتصادي بسبب التطورات الأخيرة في الأسواق وكذلك بالتجارة العالمية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أوراق نقدية من الوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني والين الياباني فوق أوراق نقدية من فئة 100 دولار أميركي (رويترز)

السندات الآسيوية تجذب أكبر تدفقات أجنبية في 7 أشهر خلال مارس

استقطبت السندات الآسيوية خلال شهر مارس (آذار) أكبر تدفقات استثمارية أجنبية شهرية لها منذ 7 أشهر، مدفوعةً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد شعار بنك «في تي بي» يظهر عبر نافذة في موسكو (أرشيفية - رويترز)

أرباح البنوك الروسية تتراجع 17% في الربع الأول

تراجعت صافي أرباح البنوك الروسية بنسبة 17 في المائة خلال الربع الأول من عام 2025، لتبلغ 744 مليار روبل (9.17 مليار دولار)، وفقاً لبيانات صادرة عن البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد جيروم باول رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي يتحدث خلال حدث نظمه «نادي الاقتصاد» بشيكاغو في أبريل 2025 (أ.ب)

فيليروي من «المركزي الأوروبي»: باول «نموذج يُحتذى به» في استقلالية السياسة النقدية

وصف فرنسوا فيليروي، صانع السياسات في البنك المركزي الأوروبي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، جيروم باول، بأنه «نموذج يُحتذى به» في إدارة البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (باريس)

كازيمير من «المركزي الأوروبي»: هدف التضخم قريب لكن الغموض يعوق التوجيهات

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
TT
20

كازيمير من «المركزي الأوروبي»: هدف التضخم قريب لكن الغموض يعوق التوجيهات

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، بيتر كازيمير، إن البنك قد يحقّق هدفه للتضخم البالغ 2 في المائة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لكنه أشار إلى أن الغموض الذي يكتنف التوقعات الاقتصادية يجعل من الصعب تقديم توجيهات واضحة بشأن المسار المستقبلي للسياسة النقدية.

وكان البنك قد خفّض أسعار الفائدة للمرة السابعة خلال عام، في خطوة لم تترافق مع إشارات حاسمة حول تحركاته القادمة، رغم تحذيراته من تداعيات السياسة التجارية الأميركية المتقلبة التي تُهدّد النمو وتفاقم تقلبات الأسواق، وفق «رويترز».

وكتب كازيمير الذي يشغل أيضاً منصب محافظ البنك المركزي السلوفاكي، في تدوينة: «التضخم يقترب من مستهدفه، وأنا واثق بأننا سنبلغه في غضون الأشهر المقبلة».

وكان البنك المركزي الأوروبي قد توقّع سابقاً بلوغ التضخم مستوى 2 في المائة بحلول أوائل عام 2026، مما يُشير إلى أن تصريحات كازيمير تعكس تفاؤلاً بإمكانية تراجع التضخم بوتيرة أسرع من المتوقع.

ورأى كازيمير أن سلسلة التخفيضات في أسعار الفائدة قد دفعت معدل الفائدة على الودائع -البالغ حالياً 2.25 في المائة- إلى نطاق لم يعد يُقيّد النشاط الاقتصادي، بل أصبح أقرب إلى المستوى «الحيادي».

مع ذلك، شدّد كازيمير على صعوبة التنبؤ بمسار السياسة النقدية في ظل «الظروف المتقلبة والفوضوية في كثير من الأحيان». وأضاف: «نعمل في بيئة تتسم بسرعة التغير، يسودها عدم اليقين على نحو واسع».

وأوضح أن تصاعد التوترات التجارية العالمية، لا سيما تلك الناجمة عن السياسات الجمركية الأميركية، ألقى بظلال كثيفة من الغموض على النظام الاقتصادي العالمي، وأضعف ثقة الأسواق.

وبينما تتوقع الأسواق خفضَيْن إضافييْن على الأقل لأسعار الفائدة هذا العام، وتُعطي احتمالاً بنسبة 50 في المائة لخفض ثالث، بما قد يُهبط سعر الفائدة على الودائع إلى ما بين 1.50 في المائة و1.75 في المائة بنهاية 2025؛ أكد كازيمير أن البنك لا يسير على مسار مُحدد سلفاً.

وختم قائلًا: «سيُبنى قرار شهر يونيو (حزيران) بشكل كبير على البيانات الجديدة، والتوقعات المحدثة، وتقييم المخاطر؛ وهذا يُجسّد التزامنا بالمرونة وسرعة الاستجابة».