تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة الأميركية

رغم مخاوف الرسوم الجمركية

لافتة توظيف معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتل» في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة توظيف معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتل» في مدينة نيويورك (رويترز)
TT
20

تراجع طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة الأميركية

لافتة توظيف معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتل» في مدينة نيويورك (رويترز)
لافتة توظيف معلقة على نافذة مطعم «تشيبوتل» في مدينة نيويورك (رويترز)

تراجعت طلبات إعانة البطالة الجديدة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مما يشير إلى استمرار استقرار سوق العمل، رغم المخاوف المتزايدة بشأن التقلبات المحتملة بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات.

وأعلنت وزارة العمل يوم الخميس أن عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة انخفض بمقدار 6 آلاف طلب، ليصل إلى مستوى معدل موسمياً عند 219 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 29 مارس (آذار). وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا وصول الطلبات إلى 225 ألف طلب.

ولا تزال عمليات التسريح عند مستويات منخفضة، مما يساعد في الحفاظ على قوة سوق العمل. ففي فبراير (شباط)، كان هناك 1.07 فرصة عمل لكل عاطل عن العمل، بانخفاض عن 1.13 في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لبيانات حكومية نُشرت يوم الثلاثاء.

لكن بعض الاقتصاديين قلقون من أن سيل الرسوم الجمركية الذي فرضه الرئيس دونالد ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير قد يؤثر سلباً على سوق العمل.

وقد تراجعت ثقة الشركات والمستهلكين بشكل حاد، مما قد يؤدي إلى انخفاض الاستثمارات والإنفاق، وبالتالي تراجع الطلب على العمالة. وأعلن ترمب يوم الأربعاء عن فرض تعريفة أساسية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، إلى جانب رسوم أعلى على بعض من أكبر الشركاء التجاريين للبلاد. وأشارت وكالة «فيتش» للتصنيفات الائتمانية إلى أن هذه الرسوم الجديدة هي الأعلى منذ أكثر من قرن.

ويرى ترمب أن الرسوم الجمركية أداة لزيادة الإيرادات لتعويض التخفيضات الضريبية التي وعد بها، إضافة إلى تحفيز قطاع التصنيع الأميركي المتراجع منذ فترة طويلة، وهو رأي لا يشاركه فيه العديد من الاقتصاديين.

إلى جانب الرسوم الجمركية، تشكل التخفيضات الكبيرة في الإنفاق التي تنفذها إدارة ترمب، والتي أدت إلى عمليات تسريح جماعي لموظفي الحكومة الفيدرالية، خطراً إضافياً على سوق العمل.

ورغم أن هذه التسريحات الجماعية لم تظهر بعد بشكل واضح في بيانات طلبات إعانة البطالة، بسبب النزاعات القانونية المستمرة، فإن تقريراً صادراً عن شركة «تشالنجر غراي آند كريسماس»، يوم الخميس، كشف عن أن 280253 وظيفة حكومية ومتعهدة تم التخطيط لإنهائها خلال الشهرين الماضيين، مما أثر على 27 وكالة فيدرالية.

كما أشار التقرير إلى أن أكثر من نصف الـ497052 وظيفة التي تم الإعلان عن تسريحها في الربع الأول من 2025 كانت في واشنطن العاصمة.

التباطؤ في التوظيف وزيادة مدة البطالة

ورغم بقاء معدلات التسريح عند مستويات تاريخية منخفضة، فإن التوظيف كان ضعيفاً، مما أدى إلى فترات بطالة أطول للأشخاص الذين فقدوا وظائفهم. وأظهر تقرير إعانات البطالة أن عدد الأشخاص الذين ما زالوا يتلقون المساعدات بعد الأسبوع الأول من تقديم الطلب، وهو مؤشر على مستوى التوظيف، ارتفع بمقدار 56 ألفاً ليصل إلى 1.903 مليون شخص خلال الأسبوع المنتهي في 22 مارس.

ولا تؤثر بيانات طلبات إعانة البطالة هذه على تقرير الوظائف الشهري المرتقب لشهر مارس، نظراً لأنها تقع خارج فترة المسح. ومع ذلك، تشير توقعات «رويترز» إلى أن الوظائف غير الزراعية قد زادت بمقدار 135 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، مقارنة بارتفاع 151 ألف وظيفة في فبراير. ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة مستقراً عند 4.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

ترمب يلوّح برسوم جمركية على أشباه الموصلات ويَعد بمرونة «محدودة»

الاقتصاد دونالد ترمب يحيّي الجماهير أثناء حضوره بطولة «يو إف سي 314» بمركز كاسيا في ميامي بولاية فلوريدا (د.ب.أ)

ترمب يلوّح برسوم جمركية على أشباه الموصلات ويَعد بمرونة «محدودة»

صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الأحد، بأنه سيعلن، خلال الأسبوع المقبل، معدل الرسوم الجمركية على واردات أشباه الموصلات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد امرأة تمر أمام متجر إلكترونيات في مركز تسوق ببكين (أ.ف.ب)

كيف انتقلت الصين من مغازلة ترمب إلى تحدي رسومه الجمركية؟

وضعت الصين المسؤولين الحكوميين المدنيين ببكين في «حالة حرب» وأمرت بشن هجوم دبلوماسي يهدف إلى تشجيع الدول الأخرى على التصدي لرسوم ترمب الجمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن، بكين)
الاقتصاد دمى باربي معروضة للبيع في متجر ألعاب «فاو شوارتز» بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

من الميكروويف إلى دمى باربي... ما السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟

رغم استثناء الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجمركية، لا تزال 46 من أصل 50 سلعة تعتمد فيها الولايات المتحدة بشكل كبير على الصين، خاضعة للرسوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفينة شحن ترسو خارج محطة ميناء «إليزابيث» في نيوجيرسي (رويترز)

وزير التجارة الصيني: رسوم ترمب الجمركية «ستُلحق ضرراً بالغاً» بالدول الفقيرة

قال وزير التجارة الصيني، وانغ وينتاو، لرئيسة منظمة التجارة العالمية، إن الرسوم الجمركية الأميركية «ستُلحق ضرراً بالغاً» بالدول الفقيرة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد ترمب خلال حديثه للصحافيين عن الرسوم الجمركية (رويترز)

مركز بحوث ألماني: لا يُمكن استبعاد أزمة اقتصادية عالمية

قال رئيس معهد «إيفو» الألماني، الرائد في البحوث الاقتصادية، كليمنس فوست، إنه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة اقتصادية عالمية بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

«غولدمان ساكس» ترفع توقعاتها للذهب عند 3700 دولار بنهاية 2025

سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
TT
20

«غولدمان ساكس» ترفع توقعاتها للذهب عند 3700 دولار بنهاية 2025

سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)
سبائك ذهبية معروضة في متجر «هاتون غاردن ميتالز» لتجارة المعادن الثمينة بلندن (رويترز)

رفعت مجموعة «غولدمان ساكس» توقّعاتها لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأونصة، مشيرة إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية بشكلٍ يفوق التوقعات، إلى جانب تصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي، وهو ما عزّز تدفقات الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) المدعومة بالذهب.

وكانت التوقّعات السابقة للمجموعة تبلغ 3300 دولار بنهاية العام، لكنها عدّلتها بعدما رفعت تقديراتها للطلب الشهري من البنوك المركزية إلى 80 طناً، مقارنةً بتقدير سابق بلغ 70 طناً شهرياً، وهو رقم يفوق بكثيرٍ المتوسط الشهري قبل عام 2022 البالغ 17 طناً فقط، وفق «رويترز».

كما لفتت المجموعة إلى أن ازدياد الإقبال على صناديق الذهب المدعومة بالمعدن النفيس جاء مدفوعاً بمخاوف من ركود اقتصادي محتمل، إذ يرى خبراء «غولدمان ساكس» أن هناك احتمالاً نسبته 45 في المائة بوقوع ركود في الولايات المتحدة خلال الـ12 شهراً المقبلة.

وقد واصل الذهب صعوده اللافت الذي بدأ العام الماضي، مسجلاً ارتفاعات قياسية متتالية، وزيادة بأكثر من 23 في المائة منذ بداية العام، حيث اخترق حاجز 3200 دولار للأونصة، للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي.

وفي تحليلها، أشارت «غولدمان ساكس» إلى أن المخاطر المتعلقة بتوقّعاتها المحدّثة تميل إلى الجانب الإيجابي (الارتفاع)، ففي حال بلغ متوسط مشتريات البنوك المركزية 100 طن شهرياً، فإن سعر الذهب قد يصل إلى 3810 دولارات للأونصة بنهاية عام 2025. كما أن وقوع الركود قد يعيد تدفقات صناديق المؤشرات إلى مستويات الجائحة، ما سيدعم الأسعار لتصل إلى 3880 دولاراً للأونصة.

في المقابل، إذا جاء أداء الاقتصاد أقوى من التوقعات بسبب تراجع حالة عدم اليقين في السياسات، فقد تعود تدفقات صناديق المؤشرات إلى مستوياتها السابقة المبنية على توقعات أسعار الفائدة، مما قد يؤدي إلى هبوط الأسعار إلى 3550 دولاراً للأونصة، بحلول نهاية العام، وفقاً للبنك.

وفيما يلي قائمة بأحدث توقّعات أسعار الذهب لعاميْ 2025 و2026 وفقاً لعدد من المؤسسات المالية الكبرى:

«غولدمان ساكس»: توقّع سعر الذهب عند 3295 دولاراً في 2025، و3700 دولار بنهاية العام، مع إمكانية بلوغه 3810 دولارات في حال زيادة مشتريات البنوك المركزية.

«كوميرتس بنك»: يتوقّع وصول الذهب إلى 3000 دولار في 2025.

«إتش إس بي سي»: يتوقّع 3015 دولاراً في 2025، و2915 دولاراً في 2026، مع أهداف طويلة الأجل عند 2750 دولاراً بحلول 2027، و2350 دولاراً على المدى البعيد.

«دويتشه بنك»: توقّعات عند 3139 دولاراً في 2025، و3700 دولار في 2026، مع هدف إضافي عند 3350 دولاراً بنهاية العام.

بنك «إيه إن زد»: توقّع أسعار الذهب عند 2763 دولاراً في 2025، و2795 دولاراً في 2026، مع احتمال وصوله إلى 2900 دولار بنهاية 2025.

«ماكواري»: توقّعات عند 2951 دولاراً في 2025، و2675 دولاراً في 2026.

«يو بي إس»: تتوقّع 3500 دولار في 2025، و3000 دولار بنهاية العام.

بنك «أوف أميركا»: توقّعات عند 3063 دولاراً في 2025، و3350 دولاراً في 2026.

«جيه بي مورغان»: تتوقّع 2863 دولاراً في 2025، و3019 دولاراً في 2026، مع هدف عند 3000 دولار في الربع الأخير من 2025.

«مورغان ستانلي»: توقّعات عند 2763 دولاراً في 2025، و2450 دولاراً في 2026.

«سيتي ريسيرش»: توقّعات عند 2900 دولار في 2025، و2800 دولار في 2026، مع سيناريوهات قصيرة المدى تتراوح بين 3200 دولار (خلال 3 أشهر)، و3500 دولار بنهاية 2025.