النفط قرب 75 دولاراً مع صعوبة تحديد اتجاه واضح للسوق

رجل يسير أمام جدارية تُصوّر مضخة نفط في كاراكاس (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام جدارية تُصوّر مضخة نفط في كاراكاس (أ.ف.ب)
TT
20

النفط قرب 75 دولاراً مع صعوبة تحديد اتجاه واضح للسوق

رجل يسير أمام جدارية تُصوّر مضخة نفط في كاراكاس (أ.ف.ب)
رجل يسير أمام جدارية تُصوّر مضخة نفط في كاراكاس (أ.ف.ب)

استقرت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في خمسة أسابيع، خلال جلسة الثلاثاء، حيث خفّفت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية ثانوية على الخام الروسي وبمهاجمة إيران من حدة المخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على النمو العالمي.

وتلك الإشارات المتباينة تجعل المتعاملين في وضع تقييم مستمر لاتجاه السوق، الذي يراه المحلل في بنك «إس إيه بي» أولي هفالباي، «أمراً صعباً».

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.1 في المائة، لتصل إلى 74.86 دولار للبرميل، عند الساعة 09:26 بتوقيت غرينتش، بعد أن تجاوزت 75 دولاراً للبرميل، في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 0.1 في المائة، لتصل إلى 71.56 دولار.

وقال هفالباي، وفقاً لـ«رويترز»: «في حين أن تشديد العقوبات على إيران وفنزويلا وروسيا قد يُقيد الإمدادات العالمية، من المرجح أن تُضعف الرسوم الجمركية الأميركية الطلب العالمي على النفط وتُبطئ النمو الاقتصادي، مما سيؤثر بدوره على الطلب على النفط في المستقبل». وتابع: «نتيجة لذلك، كانت المراهنة على اتجاه واضح للسوق - ولا تزال - أمراً صعباً».

كان ترمب قد صرّح، يوم الأحد الماضي، بأنه غاضب جداً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأنه سيفرض رسوماً جمركية ثانوية تتراوح بين 25 و50 في المائة على مُشتري النفط الروسي، إذا حاولت موسكو عرقلة جهود إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وستؤدي الرسوم الجمركية على مُشتري النفط من روسيا، ثاني أكبر مُصدّر للنفط في العالم، إلى تعطيل الإمدادات العالمية والإضرار بأكبر عملاء موسكو؛ الصين والهند.

كما هدَّد ترمب إيران برسوم جمركية مماثلة ومهاجمتها عسكرياً، إذا لم تتوصل طهران إلى اتفاق مع البيت الأبيض بشأن برنامجها النووي.

وتوقَّع استطلاعٌ أجرته «رويترز» لآراء 49 اقتصادياً ومحللاً، في مارس (آذار) الماضي، أن تظل أسعار النفط تحت ضغط هذا العام بسبب الرسوم الجمركية الأميركية والتباطؤ الاقتصادي في الهند والصين، في الوقت الذي من المتوقع أن تزيد «أوبك بلس» من إمداداتها.

وسيؤدي تباطؤ النمو العالمي إلى إضعاف الطلب على الوقود، مما قد يعوض أي انخفاض في الإمدادات بسبب تهديدات ترمب.

ووجدت الأسعار بعض الدعم، بعد أن أمرت روسيا محطة تصدير النفط الرئيسية في كازاخستان بإغلاق اثنين من مراسيها الثلاثة، وسط سعي كازاخستان للتعويض عن فائض الإنتاج والالتزام بحصتها في إطار اتفاق «أوبك بلس»، التي تضم دول منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، بالإضافة إلى حلفائها بقيادة روسيا، بشأن سياسة الإنتاج.

وأفادت مصادر، لـ«رويترز»، بأن «أوبك بلس» في طريقها للمُضي قُدماً في زيادة الإنتاج بمقدار 135 ألف برميل يومياً في مايو (أيار) المقبل.

كانت «أوبك بلس» قد وافقت بالفعل على زيادة مماثلة في الإنتاج لشهر أبريل (نيسان).

في غضون ذلك، قدَّر خمسة محللين، استطلعت «رويترز» آراءهم، أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت في المتوسط ​​بنحو 2.1 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي 28 مارس.


مقالات ذات صلة

«ستاندرد آند بورز» تخفّض نظرة البحرين المستقبلية إلى «سلبية»

الاقتصاد منظر عام للعاصمة المنامة (رويترز)

«ستاندرد آند بورز» تخفّض نظرة البحرين المستقبلية إلى «سلبية»

خفّضت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، يوم الأربعاء، النظرة المستقبلية للبحرين من «مستقرة» إلى «سلبية»، مستشهدةً باستمرار تقلبات الأسواق.

«الشرق الأوسط» (المنامة )
الاقتصاد رافعة مضخة تعمل بالقرب من احتياطي النفط الخام في حقل نفط حوض بيرميان بالقرب من ميدلاند بتكساس (رويترز)

النفط يستقر بعد انخفاضه 2 % وسط إشارات متضاربة بشأن الرسوم

ارتفعت أسعار النفط يوم الخميس بعد انخفاضها بنحو 2 في المائة في الجلسة السابقة، حيث يُقيّم المستثمرون زيادة محتملة في إنتاج «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل يقوم بصيانة المرافق على منصة حفر نفطية تابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (رويترز)

النفط يوسع مكاسبه مع تأكيد ترمب عدم نيته إقالة باول... والعقوبات على إيران

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء؛ حيث قيَّم المستثمرون جولة جديدة من العقوبات الأميركية على إيران، وانخفاض مخزونات الخام الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد إحدى محطات «الدريس» في السعودية (الشركة)

أرباح «الدريس» ترتفع 29.3 % في الربع الأول بدعم من تحسن الإيرادات الاستثمارية

ارتفعت أرباح «الدريس» 29.3 في المائة إلى 100.1 مليون ريال (26.7 مليون دولار) خلال الربع الأول، بدعم من نمو المبيعات والإيرادات الاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع بفضل تغطية مراكز البيع على المكشوف

ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، حيث استغل المستثمرون خسائر اليوم السابق لتغطية مراكز البيع على المكشوف رغم استمرار المخاوف بشأن الرياح الاقتصادية المعاكسة.


رسائل متضاربة من إدارة ترمب تُربك الأسواق العالمية

رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
TT
20

رسائل متضاربة من إدارة ترمب تُربك الأسواق العالمية

رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)

تراجعت الأسهم العالمية، يوم الخميس، بينما فقد الدولار زخمه بعد انتعاشٍ مؤقت، وسط حالة من الحذر في الأسواق مع استمرار المستثمرين في تقييم الرسائل المتضاربة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية، وموقفه المتقلب من قيادة «الاحتياطي الفيدرالي».

وخلال الأسبوع الماضي، شنّ ترمب هجوماً حاداً على رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، قبل أن يتراجع عن دعواته لاستقالة الأخير، ما عمّق حالة الغموض في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل السياسة التجارية تجاه الصين، رغم الزخم الإعلامي الكبير.

ونقلت «رويترز» عن مصدر مطلع، يوم الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تدرس خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية الواردة، في إطار تمهيد الأجواء لمحادثات جديدة مع بكين. وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» هذه الأنباء، في حين شدد وزير الخزانة، سكوت بيسنت، على أن مثل هذه الخطوة لن تكون أحادية الجانب، مكرراً تصريحات مشابهة من المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت.

وفي المقابل، طالبت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، الولايات المتحدة برفع جميع الإجراءات الأحادية المتعلقة بالرسوم الجمركية، إذا كانت «ترغب حقاً» في التوصل إلى تسوية للنزاع التجاري. هذه التطورات دفعت الأسهم الأميركية والدولار إلى الارتفاع يوم الأربعاء، لكن الزخم تراجع يوم الخميس، حيث هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية بنحو 0.6 في المائة، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.5 في المائة.

وفقد الدولار بعض مكاسبه، متراجعاً بنسبة 0.6 في المائة مقابل الين الياباني والفرنك السويسري إلى 142.5 ين و0.826 فرنك على التوالي، فيما ارتفع اليورو بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 1.1375 دولار.

وكتب محللو «رابوبانك» في مذكرة: «السياسات التمثيلية تُنتج أسواقاً تمثيلية»، في إشارة إلى التذبذب الكبير الذي طغى على الأسواق خلال الجلسات الأخيرة، مع التناقض المستمر في توجهات الإدارة الأميركية، الذي غالباً ما يُفضي إلى ردود أفعال متباينة في السوق.

وعلى صعيد أدوات الدين، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، حيث بدا أن تراجع ترمب عن موقفه من باول قد خفف من المخاوف بشأن مصداقية السياسة المالية والنقدية الأميركية. وانخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.36 في المائة.

وبعد فترة من التقلبات الحادة، يسجّل المؤشر القياسي ثالث يوم على التوالي من التحركات الهادئة نسبياً. وتُظهر التوقعات أن الأسواق تُسعّر خفضاً في أسعار الفائدة يتجاوز 80 نقطة أساس بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، غير أن الضبابية لا تزال تحيط بمستوى الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها المحتمل على النمو والتضخم، ما يترك الأسواق عرضة لمزيد من التذبذب.

وسجّل مؤشر «نيكي» الياباني أداءً لافتاً، مرتفعاً بنسبة 0.5 في المائة، في وقت تستعد فيه طوكيو لجولة جديدة من المحادثات التجارية مع واشنطن، حيث يُجري المفاوض ريوسي أكازاوا الترتيبات النهائية لزيارة الولايات المتحدة بدءاً من 30 أبريل (نيسان).

وفي مفاجأة إيجابية، أظهر استطلاع للرأي نُشر الخميس تحسناً غير متوقع في ثقة الشركات الألمانية خلال أبريل. أما نتائج أرباح الشركات الأميركية والأوروبية فكانت متفاوتة؛ إذ تراجعت أسهم «كيرينغ»، الشركة الأم لعلامة «غوتشي»، بنسبة 6 في المائة. بعد تسجيلها انخفاضاً أكبر من المتوقع في إيرادات الربع الأول. في المقابل، ينتظر المستثمرون نتائج شركة «ألفابت» التي ستُعلن لاحقاً بعد إغلاق السوق الأميركية.