رسائل متضاربة من إدارة ترمب تُربك الأسواق العالمية

بشأن الرسوم و«الفيدرالي»

رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
TT

رسائل متضاربة من إدارة ترمب تُربك الأسواق العالمية

رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)
رجل يمرّ بجانب شاشة إلكترونية تعرض مؤشرات أسعار الأسهم القطاعية في طوكيو (رويترز)

تراجعت الأسهم العالمية، يوم الخميس، بينما فقد الدولار زخمه بعد انتعاشٍ مؤقت، وسط حالة من الحذر في الأسواق مع استمرار المستثمرين في تقييم الرسائل المتضاربة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الرسوم الجمركية، وموقفه المتقلب من قيادة «الاحتياطي الفيدرالي».

وخلال الأسبوع الماضي، شنّ ترمب هجوماً حاداً على رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، قبل أن يتراجع عن دعواته لاستقالة الأخير، ما عمّق حالة الغموض في أوساط المستثمرين بشأن مستقبل السياسة التجارية تجاه الصين، رغم الزخم الإعلامي الكبير.

ونقلت «رويترز» عن مصدر مطلع، يوم الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تدرس خفض الرسوم الجمركية على السلع الصينية الواردة، في إطار تمهيد الأجواء لمحادثات جديدة مع بكين. وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» هذه الأنباء، في حين شدد وزير الخزانة، سكوت بيسنت، على أن مثل هذه الخطوة لن تكون أحادية الجانب، مكرراً تصريحات مشابهة من المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت.

وفي المقابل، طالبت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، الولايات المتحدة برفع جميع الإجراءات الأحادية المتعلقة بالرسوم الجمركية، إذا كانت «ترغب حقاً» في التوصل إلى تسوية للنزاع التجاري. هذه التطورات دفعت الأسهم الأميركية والدولار إلى الارتفاع يوم الأربعاء، لكن الزخم تراجع يوم الخميس، حيث هبطت مؤشرات الأسهم الأوروبية والآسيوية بنحو 0.6 في المائة، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.5 في المائة.

وفقد الدولار بعض مكاسبه، متراجعاً بنسبة 0.6 في المائة مقابل الين الياباني والفرنك السويسري إلى 142.5 ين و0.826 فرنك على التوالي، فيما ارتفع اليورو بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 1.1375 دولار.

وكتب محللو «رابوبانك» في مذكرة: «السياسات التمثيلية تُنتج أسواقاً تمثيلية»، في إشارة إلى التذبذب الكبير الذي طغى على الأسواق خلال الجلسات الأخيرة، مع التناقض المستمر في توجهات الإدارة الأميركية، الذي غالباً ما يُفضي إلى ردود أفعال متباينة في السوق.

وعلى صعيد أدوات الدين، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل، حيث بدا أن تراجع ترمب عن موقفه من باول قد خفف من المخاوف بشأن مصداقية السياسة المالية والنقدية الأميركية. وانخفض العائد على السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.36 في المائة.

وبعد فترة من التقلبات الحادة، يسجّل المؤشر القياسي ثالث يوم على التوالي من التحركات الهادئة نسبياً. وتُظهر التوقعات أن الأسواق تُسعّر خفضاً في أسعار الفائدة يتجاوز 80 نقطة أساس بحلول ديسمبر (كانون الأول) المقبل، غير أن الضبابية لا تزال تحيط بمستوى الرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها المحتمل على النمو والتضخم، ما يترك الأسواق عرضة لمزيد من التذبذب.

وسجّل مؤشر «نيكي» الياباني أداءً لافتاً، مرتفعاً بنسبة 0.5 في المائة، في وقت تستعد فيه طوكيو لجولة جديدة من المحادثات التجارية مع واشنطن، حيث يُجري المفاوض ريوسي أكازاوا الترتيبات النهائية لزيارة الولايات المتحدة بدءاً من 30 أبريل (نيسان).

وفي مفاجأة إيجابية، أظهر استطلاع للرأي نُشر الخميس تحسناً غير متوقع في ثقة الشركات الألمانية خلال أبريل. أما نتائج أرباح الشركات الأميركية والأوروبية فكانت متفاوتة؛ إذ تراجعت أسهم «كيرينغ»، الشركة الأم لعلامة «غوتشي»، بنسبة 6 في المائة. بعد تسجيلها انخفاضاً أكبر من المتوقع في إيرادات الربع الأول. في المقابل، ينتظر المستثمرون نتائج شركة «ألفابت» التي ستُعلن لاحقاً بعد إغلاق السوق الأميركية.


مقالات ذات صلة

الأسهم الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السادس

الاقتصاد رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السادس

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، مدفوعة بتراجع عوائد السندات وصدور بيانات اقتصادية إيجابية فاقت التوقعات، ما عزز معنويات المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شخص يقف أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع بعد تمرير قانون الضرائب الأميركي

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الجمعة، مع إقبال المستثمرين على سندات الخزانة الأميركية المتراجعة، بعد أن أقر مجلس النواب الأميركي بفارق ضئيل مشروع قانون الضرائب.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

«وول ستريت» تتراجع بعد إقرار قانون ترمب الضريبي

سجّل مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تراجعاً طفيفاً في تداولات متقلبة يوم الخميس، بعد أن صوّت مجلس النواب الأميركي لصالح تمرير مشروع القانون الضريبي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد دونالد ترمب يغادر «الكابيتول» بعد اجتماع مع النواب الجمهوريين برفقة رئيس المجلس مايك جونسون 20 مايو 2025 (رويترز)

مخاوف الديون تضغط على الأسواق قبيل التصويت على مشروع «ترمب الضريبي»

فرضت المخاوف المرتبطة بديون الولايات المتحدة نفسها مجدداً على أسواق الدين العالمية، يوم الخميس، مما ضغط على الدولار والأسهم العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة توضيحية لعملة البتكوين (رويترز)

«البتكوين» تحلّق فوق 111 ألف دولار

ارتفعت عملة «البتكوين» يوم الخميس إلى مستوى قياسي جديد بلغ 111.862.98 دولاراً قبل أن تستقر لاحقاً مرتفعة بنحو 3 في المائة عند 111.505.69 دولاراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأسهم الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السادس

رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع السادس

رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)
رسم بياني لمؤشر أسعار الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

ارتفعت الأسهم الأوروبية يوم الجمعة، مدفوعة بتراجع عوائد السندات وصدور بيانات اقتصادية إيجابية فاقت التوقعات، ما عزز معنويات المستثمرين.

وصعد مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.3 في المائة بحلول الساعة 07:21 (بتوقيت غرينتش)، متجهاً نحو تحقيق مكاسب للأسبوع السادس على التوالي، وفق «رويترز».

كما ارتفع مؤشر «فوتسي 100» البريطاني بنسبة 0.4 في المائة بعد أن أظهرت بيانات رسمية نمو مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة خلال أبريل (نيسان) بأكثر من المتوقع.

وفي ألمانيا، كشفت بيانات محدثة عن نمو اقتصادي قوي في الربع الأول من العام، مدفوعاً بأداء إيجابي في مارس (آذار)، مما دعم بدوره مؤشر «داكس» الألماني الذي ارتفع بنسبة 0.4 في المائة، متداولاً قرب أعلى مستوياته التاريخية.

ورغم تعرض الأسواق لضغوط هذا الأسبوع نتيجة صعود عوائد سندات الخزانة الأميركية وسط تنامي مخاوف الدين، فقد شهدت عوائد السندات الحكومية القياسية لأجل 10 سنوات في كل من الولايات المتحدة وأوروبا تراجعاً يوم الجمعة، مما خفف من تلك الضغوط.

وفي تحركات الأسهم الفردية، قفز سهم منصة الاستثمار البريطانية «إيه جيه بيل» بنسبة 9.8 في المائة بعد إعلانها عن زيادة أرباحها نصف السنوية قبل الضرائب بنسبة 12 في المائة على أساس سنوي، بدعم من نشاط العملاء القوي.

كذلك، ارتفع سهم «ميشلان» بنسبة 0.9 في المائة بعدما رفعت «جيفريز» توصيتها لسهم شركة الإطارات الفرنسية إلى «شراء»، مشيرة إلى فرص واعدة لنمو الأرباح.