كازاخستان تواصل تجاوز حصتها في «أوبك بلس»... وقرار روسي قد يجبرها على العودة

اجتماع لأعضاء التحالف الخميس وسط ترجيحات بالتزام خطط زيادات الإنتاج

مصفاة أتيراو لتكرير النفط المملوكة لشركة الطاقة الحكومية الكازاخستانية (رويترز)
مصفاة أتيراو لتكرير النفط المملوكة لشركة الطاقة الحكومية الكازاخستانية (رويترز)
TT
20

كازاخستان تواصل تجاوز حصتها في «أوبك بلس»... وقرار روسي قد يجبرها على العودة

مصفاة أتيراو لتكرير النفط المملوكة لشركة الطاقة الحكومية الكازاخستانية (رويترز)
مصفاة أتيراو لتكرير النفط المملوكة لشركة الطاقة الحكومية الكازاخستانية (رويترز)

واصلت كازاخستان تجاوز حصتها من إنتاج النفط في إطار اتفاق «أوبك بلس»، خلال شهر مارس (آذار) الماضي، بارتفاع قياسي، رغم تعهداتها المستمرة بالتعويض عن الإنتاج الفائض والالتزام بحصصها. غير أن قراراً من روسيا، ظهر الثلاثاء، قد يقلص صادرات النفط الكازاخستاني على المدى القصير.

وتقاطع هذا التطور مع بدء الزيادة التدريجية لإنتاج «أوبك بلس» في الأول من أبريل (نيسان)، وفي وقت كشفت مصادر لـ«رويترز» عن اجتماع يعقده وزراء دول «أوبك بلس» الثماني يوم الخميس، حيث يرجح أن يوافقوا فيه على زيادة إضافية في إنتاج النفط اعتباراً من مايو (أيار). وقال مصدر إن الاجتماع كان لمراجعة خطط بعض الأعضاء لإجراء تخفيضات إضافية في الإنتاج لتعويض تجاوز ضخهم حصصهم. فيما قال مصدران آخران إن من المتوقع أن تظل خطة المجموعة لمواصلة تقليص آخر مستوى من تخفيضات إنتاج النفط دون تغيير في مايو.

وتخطت كازاخستان مراراً حصص الإنتاج المقررة من «أوبك بلس» في الأشهر القليلة الماضية ووعدت بتقليل الإنتاج تحت ضغوط من دول «أوبك بلس». غير أن حسابات لـ«رويترز» ومصدرين في قطاع النفط أظهرت أن إنتاج كازاخستان من النفط والمكثفات وصل إلى ارتفاع قياسي في مارس مع زيادة إنتاج حقل «تينجيز» الضخم واستقرار الصادرات عبر خط أنابيب قزوين مما تجاوز بكثير حصص إنتاج «أوبك بلس».

وقال المصدران إن وزارة الطاقة ذكرت أن إنتاج كازاخستان من النفط ومكثفات الغاز وصل إلى 8.95 مليون طن في مارس أو ما يوازي 2.17 مليون برميل يومياً.

ولا تحد الحصة المخصصة لكازاخستان في «أوبك بلس» من إنتاج المكثفات، لكن من المفترض أن يقتصر إنتاج النفط الخام على 1.468 مليون برميل يومياً.

ووفقاً للمصدر، زاد إنتاج النفط الخام دون مكثفات الغاز الشهر الماضي إلى 1.88 مليون برميل يومياً من 1.83 مليون برميل يومياً في فبراير (شباط). وتلك الحسابات على أساس معدل تحويل طن لمعدل برميل يومياً يبلغ 7.5.

وظلت صادرات كازاخستان من النفط مرتفعة في مارس بتدفق الخام عبر خط أنابيب قزوين واستمر دون نقصان الشهر الماضي رغم توقعات بذلك بعد هجمات بطائرات مسيرة على البنية التحتية في فبراير ومارس.

وحُددت كمية صادرات الخط في البداية عند 1.7 مليون برميل يومياً لشهري مارس وأبريل.

واستقال وزير الطاقة الكازاخستاني الشهر الماضي بعد مناقشات شاقة حول امتثال البلاد لحصة الإنتاج المتفق عليها في «أوبك بلس».

قرار روسي

في غضون ذلك، أمرت روسيا محطة بميناء على البحر الأسود تتولى إدارة صادرات نفط كازاخستاني تضخها شركتا «شيفرون» و«إكسون موبيل» الأميركيتان، بإغلاق اثنين من أرصفتها الثلاثة.

وقالت الشركة المشغلة لتحالف خط أنابيب بحر قزوين الذي يصدر ما يعادل نحو 1 في المائة من إمدادات النفط العالمية عبر المحطة الروسية، مساء الاثنين، إن اثنين من الأرصفة الثلاثة توقفا بعد تفتيش مفاجئ أجرته هيئة تنظيم النقل الروسية.

ونقلت «رويترز» عن مصادر تجارية قولها إن تقليص طاقة المحطة قد يخفض صادرات تحالف خط أنابيب بحر قزوين بأكثر من النصف إذا استمر لأكثر من أسبوع.

وتواجه كازاخستان صعوبة في إقناع الشركات المشغلة لأكبر حقولها النفطية بخفض الإنتاج، إذ أنفقت تلك الشركات مليارات الدولارات لزيادة طاقتها الإنتاجية.

وذكرت الشركة المشغلة لتحالف خط أنابيب بحر قزوين أن الإغلاق جاء عقب تفتيش أجرته هيئة تنظيم النقل الروسية وخلص إلى وجود «انتهاكات» يتعين التعامل معها. ولم تحدد الشركة تلك الانتهاكات كما لم تذكر الفترة الزمنية المتوقعة لتوقف العمل.

وأوضحت أن التفتيش جاء بسبب تسرب منتج نفطي عقب غرق ناقلة روسية في مضيق كيرتش في ديسمبر (كانون الأول).

ونتيجة لهذا القرار، ستضطر كازاخستان إلى خفض إنتاجها غير المسبوق من الخام خلال أيام بسبب انخفاض الكميات المتدفقة عبر خط أنابيب بحر قزوين.

وتتوزع ملكية خط الأنابيب بين «ترانسنفت» الروسية بحصة تبلغ 24 في المائة و«كازموناي غاس» الكازاخستانية 19 في المائة، كما تملك «شيفرون» و«إكسون موبيل» الأميركيتان العملاقتان حصصاً فيه أيضاً.


مقالات ذات صلة

أرباح «الدريس» ترتفع 29.3 % في الربع الأول بدعم من تحسن الإيرادات الاستثمارية

الاقتصاد إحدى محطات «الدريس» في السعودية (الشركة)

أرباح «الدريس» ترتفع 29.3 % في الربع الأول بدعم من تحسن الإيرادات الاستثمارية

ارتفعت أرباح «الدريس» 29.3 في المائة إلى 100.1 مليون ريال (26.7 مليون دولار) خلال الربع الأول، بدعم من نمو المبيعات والإيرادات الاستثمارية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري (CNOOC) في تشانجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع بفضل تغطية مراكز البيع على المكشوف

ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، حيث استغل المستثمرون خسائر اليوم السابق لتغطية مراكز البيع على المكشوف رغم استمرار المخاوف بشأن الرياح الاقتصادية المعاكسة.

الاقتصاد شعار شركة «شيفرون» على شاشة في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

«شيفرون» تعلن عن أول إنتاج للنفط في مشروع «باليمور» في خليج المكسيك

أعلنت شركة «شيفرون»، عملاق النفط الأميركي، يوم الاثنين، أنها بدأت إنتاج النفط والغاز من مشروع في خليج المكسيك بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
الاقتصاد جانب من توقيع «برنامج استدامة الطلب على البترول» مذكرة تفاهم مع شركة «هيونداي موتور»... (واس)

«استدامة الطلب على البترول» السعودي يوقع مذكرة تفاهم مع «هيونداي»

وقّع «برنامج استدامة الطلب على البترول»، التابعُ لوزارة الطاقة السعودية، مذكرة تفاهم مع شركة «هيونداي» بالعاصمة الكورية بهدف تسريع وتيرة الابتكار في قطاع النقل.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد تركيان ينقلان بضائع بمنطقة أمينونو في إسطنبول (أ.ب)

تركيا تتمسك ببرنامجها الاقتصادي رغم التوتر الداخلي و«رسوم ترمب»

أكدت تركيا أنها لن تغير برنامجها الاقتصادي بسبب التطورات الأخيرة في الأسواق وكذلك بالتجارة العالمية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«البتكوين» تتجاوز 88 ألف دولار وتسجل أعلى مستوى منذ مارس

عملات البتكوين والإيثريوم (د.ب.أ)
عملات البتكوين والإيثريوم (د.ب.أ)
TT
20

«البتكوين» تتجاوز 88 ألف دولار وتسجل أعلى مستوى منذ مارس

عملات البتكوين والإيثريوم (د.ب.أ)
عملات البتكوين والإيثريوم (د.ب.أ)

تشهد الأسواق المالية العالمية مؤشرات على تحوّل ملحوظ في ديناميكيات العلاقة بين «البتكوين» والأسواق الأميركية، في ظل استمرار ضعف الدولار وتصاعد المخاوف المرتبطة بالوضع الاقتصادي العالمي.

فقد ارتفع سعر «البتكوين» بنسبة 1.4 في المائة إلى أعلى مستوى لها منذ أوائل مارس (آذار)، عند نحو 88580 دولاراً ما عزز الآمال في أن أكبر عملة رقمية بدأت أخيراً في الانفصال عن نمطها التقليدي المرتبط بالحركة المتزامنة مع أسهم التكنولوجيا الأميركية. فبعد تأثرها لفترة وجيزة بعمليات البيع الواسعة التي طالت الأصول عالية المخاطر عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية شاملة على الحلفاء والخصوم الجيوسياسيين على حدّ سواء، قفزت «البتكوين» بنحو 20 في المائة من أدنى مستوياتها المسجلة في 7 أبريل (نيسان).

ومع هذا الصعود، بدأت العملة المشفرة تتداول بطريقة أقرب إلى الذهب، الذي يُعد الملاذ الآمن الأبرز في أوقات الاضطراب وعدم اليقين. وقد تزامن ذلك مع استمرار الضغوط البيعية على البورصات الأميركية، حيث تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 2 في المائة في آخر جلسة تداول.

ومنذ فبراير (شباط)، سجّلت الأسواق حركة خروج واضحة من الأصول ذات المخاطر المرتفعة، ترافقت مع قفزة قياسية في أسعار الذهب التي بلغت 3500 دولار للأونصة؛ وهو مستوى تاريخي غير مسبوق.

الدولار الضعيف محرّك رئيسي

جاء التحول المحوري في مسار «البتكوين» بالتزامن مع الهبوط المتسارع لمؤشر الدولار، الذي تراجع من 110 نقاط في يناير (كانون الثاني) إلى ما دون 99 نقطة هذا الأسبوع، بل لامس لفترة وجيزة مستوى 98. هذا التراجع السريع والنادر في وتيرته وحجمه حفّز استجابة فورية من «البتكوين»، التي ارتفعت بنسبة 3 في المائة خلال يوم واحد، متزامنة مع انخفاض مؤشر «ستاندرد آند بورز 500».

ويُرجح هذا الانفصال في الأداء بين العملة المشفرة والأسهم الأميركية أن العامل الأساسي المحرّك حالياً هو ضعف الدولار، وليس فقط تقلبات شهية المخاطرة التقليدية.

سيناريوهات مستقبلية

تثير هذه المستجدات تساؤلات حول ما إذا كان هذا الانفصال مؤقتاً أم يمثل بداية مرحلة جديدة يُنظر فيها إلى «البتكوين» باعتباره أصلاً مالياً مستقلاً.

فرغم أن ضعف الدولار يُشكّل دعماً قوياً للعملة الرقمية، فإن أي ارتداد في مؤشر الدولار قد يُلقي بثقله على الأسعار، خاصة في ظل بقاء عوائد سندات الخزانة الأميركية مرتفعة، ما يُبقي على الجاذبية النسبية للدولار قائمة.

من جانب آخر، فإن الارتفاع التاريخي في أسعار الذهب يعكس استمرار الأسواق في تسعير مستويات مرتفعة من القلق، وسط تزايد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي أو احتمال نشوء أزمة مالية جديدة.

الاعتبارات السياسية على الطاولة

تبقى التطورات السياسية، لا سيما فيما يتعلق بالسياسات التجارية للرئيس ترمب، عاملاً حاسماً في توجيه دفة الأسواق. إذ إن أي تغيّر مفاجئ في توجهات البيت الأبيض قد يدفع الأسواق إلى إعادة تقييم توقعاتها حيال السياسات النقدية والتجارية، وهو ما سينعكس بدوره على مختلف فئات الأصول، بما في ذلك «البتكوين».

وبناءً عليه، تبدو «البتكوين» – التي لطالما وُصفت بـ«الذهب الرقمي» – في طريقها لاستعادة بريقها باعتبارها أصلاً بديلاً في وجه ضعف الدولار والمخاطر النظامية المتزايدة. غير أن مسارها المستقبلي يظل مرهوناً بعوامل متغيرة، أبرزها تحركات العملة الأميركية، ونتائج الظروف السياسية والاقتصادية عالمياً.