خبراء: انهيار اتفاق السلام في جنوب السودان يهدد بالعودة «الكارثية» للحرب

رئيس جنوب السودان سلفا كير (يمين) يقف مع النائب الأول للرئيس رياك مشار خلال حضورهما حفل أداء اليمين في قصر الرئاسة في جوبا بجنوب السودان... 22 فبراير 2020 (أ.ف.ب)
رئيس جنوب السودان سلفا كير (يمين) يقف مع النائب الأول للرئيس رياك مشار خلال حضورهما حفل أداء اليمين في قصر الرئاسة في جوبا بجنوب السودان... 22 فبراير 2020 (أ.ف.ب)
TT
20

خبراء: انهيار اتفاق السلام في جنوب السودان يهدد بالعودة «الكارثية» للحرب

رئيس جنوب السودان سلفا كير (يمين) يقف مع النائب الأول للرئيس رياك مشار خلال حضورهما حفل أداء اليمين في قصر الرئاسة في جوبا بجنوب السودان... 22 فبراير 2020 (أ.ف.ب)
رئيس جنوب السودان سلفا كير (يمين) يقف مع النائب الأول للرئيس رياك مشار خلال حضورهما حفل أداء اليمين في قصر الرئاسة في جوبا بجنوب السودان... 22 فبراير 2020 (أ.ف.ب)

حذَّرت لجنة تابعة للأمم المتحدة، اليوم (الخميس)، من أن الفشل في المحافظة على اتفاقات السلام في جنوب السودان قد يتسبب في عودة «كارثية» للحرب، ويهدد حياة الملايين.

أفادت المعارضة في جنوب السودان بأن توقيف النائب الأول للرئيس رياك مشار، خصم الرئيس سلفا كير، أبطل اتفاقهما للسلام المبرم عام 2018، الذي عُدّ حجر الأساس لاستقرار البلاد الهش، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت اللجنة المعنية بتوثيق الانتهاكات الحقوقية في البلاد إن توقيفه، إلى جانب تصاعد المواجهات العسكرية والهجمات على السكان المدنيين، يعدّان «مؤشراً على الانهيار الحاد لعملية السلام ويُشكِّلان تهديداً لحياة الملايين».

وأضافت أن «الفشل في المحافظة على تدابير الحماية المنصوص عليها في اتفاق السلام، بما يشمل حرية الحركة، والمشاركة السياسية، ووقف الأعمال العدائية سيؤدي إلى عودة كارثية للحرب».

وقال الخبراء إن الامتثال إلى الاتفاق وحماية المدنيين «ضرورة لتجنّب اندلاع حرب شاملة».

وذكَّرت اللجنة بأن أعمال العنف تصاعدت خلال مارس (آذار) في مختلف المناطق بينما اقتربت المواجهات المسلحة من العاصمة جوبا، وسط تقارير عن اعتقال شخصيات معارضة، من دون مراعاة الأصول القانونية، في انتهاك لبنود اتفاق السلام المتعلقة بالمشاركة السياسية الشاملة وسيادة القانون.

وقالت رئيسة اللجنة ياسمين سوكا إن «الاستهداف المتعمد لقادة المعارضة والمدنيين يمثّل تجاهلاً متهوراً للقانون الدولي ومستقبل البلاد».

وتابعت أن «اتفاق السلام ليس اختيارياً، بل هو ملزم. تقويضه بشكل ممنهج من قبل اللاعبين السياسيين والعسكريين ليس أمراً مخالفاً للقانون فحسب، بل خيانة لشعب جنوب السودان الذي عانى منذ سنوات من النزاع المدمر».

رئيس جنوب السودان سلفا كير (يسار) وزعيم المعارضة حينها في جنوب السودان رياك مشار (يمين) ومحمد حمدان دقلو (وسط) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني حينها يمسكون بأيدي بعضهم بعضاً بعد محادثات السلام في قصر الدولة في جوبا بجنوب السودان... 17 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)
رئيس جنوب السودان سلفا كير (يسار) وزعيم المعارضة حينها في جنوب السودان رياك مشار (يمين) ومحمد حمدان دقلو (وسط) نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني حينها يمسكون بأيدي بعضهم بعضاً بعد محادثات السلام في قصر الدولة في جوبا بجنوب السودان... 17 ديسمبر 2019 (أ.ف.ب)

ولفتت اللجنة إلى أن انتشار قوات ودبابات أوغندية بناء على طلب كير يفاقم الوضع ويثير مخاوف جدية من انتهاكات محتملة لحظر تفرضه الأمم المتحدة على السلاح.

وقال المفوض بارني أفاكو: «علينا ألا نسمح لجنوب السودان بتكرار أخطاء الماضي».

وتابع أن «الفشل في خفض التصعيد في التوتر السياسي والعسكري الجاري سيكون كارثياً بالنسبة لجنوب السودان. على قادة جنوب السودان الجلوس معاً لتجاوز الخلافات السياسية، وخفض تصعيد التوتر، وطمأنة السكان المذعورين، والتعامل مع خلافاتهم».

وأشار إلى أن على الأسرة الدولية التحرك سريعاً «لمنع انفجار الوضع الداخلي في جنوب السودان ومفاقمة عدم الاستقرار في هذه المنطقة الهشَّة».

وفي هذا السياق، أعلن الرئيس الكيني وليام روتو، الخميس، أنه تحدَّث مع كير، وسيرسل مبعوثاً للقيام بدور وساطة.

وقال روتو على «إكس»: «أجريت اتصالاً هاتفياً مع الرئيس سلفا كير بشأن الوضع الذي أدى إلى توقيف واعتقال مشار»، مضيفاً أنه تشاور مع قادة أوغندا وإثيوبيا وسيرسل «مبعوثاً خاصاً... للتواصل ومحاولة خفض التصعيد».

يذكر أن اللجنة المكونة من 3 أعضاء هي هيئة مستقلة فوَّضها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2016.


مقالات ذات صلة

العالم عناصر من قوات خاصة فرنسية خلال تدريب في مارس 2023 (أ.ف.ب)

القوات الخاصة في عصر الحروب الذكية: كيف تتحول من الظل إلى قلب المعركة؟

تتجه القوات الخاصة حول العالم إلى إعادة تعريف أدوارها في ظل تطور طبيعة الحروب الحديثة، خصوصاً مع التحول من عمليات مكافحة التمرد إلى مواجهات عسكرية واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا رجلا إطفاء يُخمدان حريقاً بأحد المستودعات بعد قصف سابق في خيرسون (أ.ف.ب)

ضربة روسية على خيرسون تَحرم 45 ألف شخص من الكهرباء

أعلن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها أن ضربة روسية استهدفت مدينة خيرسون بجنوب البلاد، صباح الثلاثاء، حرَمَت 45 ألف شخص من الكهرباء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
المشرق العربي مشيعون فلسطينيون يحملون جثة طفل قُتل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة (د.ب.أ)

«يونيسف»: مقتل 322 طفلاً في قطاع غزة خلال 10 أيام

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مقتل ما لا يقل عن 322 طفلاً خلال عشرة أيام في قطاع غزة منذ استئناف إسرائيل القصف بعد هدنة مع «حماس» استمرت شهرين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
آسيا جانب من مباحثات وزيري الخارجية الروسي والصيني في موسكو اليوم (أ.ف.ب)

لافروف يصف العلاقات مع الصين بأنها «استراتيجية»

أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليوم الثلاثاء أنّ بلاده مستعدّة لأداء «دور بنّاء» في سبيل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بكين)

زيمبابوي تبدأ دفع تعويضات لمزارعين بِيض تم الاستيلاء على أراضيهم

فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
TT
20

زيمبابوي تبدأ دفع تعويضات لمزارعين بِيض تم الاستيلاء على أراضيهم

فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)
فقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم في زيمبابوي (أ.ب)

أعلنت زيمبابوي مباشرة دفع تعويضات للمزارعين البيض الذين فقدوا أراضيهم وممتلكاتهم قبل أكثر من 20 عاماً في «عمليات مصادَرة مزارع مثيرة للجدل»، وغالباً ما شابها العنف، في خطوة تأمل الحكومة أن تُسهم في تحسين العلاقات المتوترة مع الغرب، وفق ما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية للأنباء.

وصرح وزير المالية، مثولي نكوبي، بأن حكومة زيمبابوي وافقت على صرف 3.1 مليون دولار، وهي أول دفعة من نوعها بموجب اتفاق وُقّع بين الرئيس إيمرسون منانغاغوا، والمزارعين البيض الذين صُودرت ممتلكاتهم عام 2020.

وأضاف نكوبي، في بيان هذا الأسبوع، أن هذا المبلغ يُعادل 1 في المائة من إجمالي مبالغ التعويض المطلوبة والبالغة 311 مليون دولار. وأضاف أنه تمت الموافقة على تعويض أصحاب 740 مزرعة، منها 378 مزرعة استفادت من أموال هذه الدفعة الأولى.

وفقد نحو 4000 مزارع أبيض منازلهم ومساحات واسعة من أراضيهم عندما أطلق رئيس الدولة الأفريقية ذات الأغلبية السوداء، روبرت موغابي، برنامج إعادة توزيع الأراضي في عام 2000. وبرر موغابي الذي تُوفي عام 2019، عمليات المصادرة والإخلاء بـ«ضرورة معالجة مشكلة عدم المساواة في توزيع الأراضي خلال الحقبة الاستعمارية» بعد أن نالت الدولة الواقعة في جنوب قارة أفريقيا استقلالها عن حكم الأقلية البيضاء في عام 1980.

وكان بضعة آلاف من المزارعين يمتلكون معظم الأراضي الزراعية الرئيسية في البلاد قبل الإصلاح الزراعي، والذي شهد إعادة توطين نحو 300 ألف أسرة سوداء على الأراضي المُصادَرة، وفقاً لأرقام الحكومة.

ووفقاً للاتفاق، فإنه «سيحصل المزارعون على 1 في المائة من مطالبهم نقداً، مع تسوية باقي التعويضات من خلال إصدار سندات خزانة». وقال نكوبي إن الحكومة أصدرت سندات خزانة تتعلق بالدفعة الأولى من المزارعين الأسبوع الماضي. كما دفعت الحكومة مبلغاً أولياً قدره 20 مليون دولار في فبراير (شباط) لمزارعين أجانب من الدنمارك وألمانيا وهولندا وسويسرا والعديد من دول أوروبا الشرقية كـ«تعويض فيما يتعلق ببرنامج الإصلاح الزراعي» الذي تم تنفيذه على الرغم من «الاتفاقيات الثنائية» التي كانت تحمي ممتلكاتهم من المصادرة.

وتُعدّ هذه التعويضات جزءاً من شروط «إعادة الارتباط الدولي» التي تنتهجها زيمبابوي بعد سنوات من العقوبات والعُزلة التي فرضتها عليها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى. وأظهر الرئيس منانغاغوا بوادر تقارب مع الولايات المتحدة؛ إذ أعلن دعمه لبعض قرارات الرئيس دونالد ترمب المثيرة للجدل، وأيّد تحركات ترمب لترحيل المهاجرين غير الشرعيين من الولايات المتحدة. والأسبوع الماضي، قدّم منانغاغوا دعمه لنظام التعريفات الجمركية الصارم الذي أعلنه ترمب، وقال إن زيمبابوي ستخفض التعريفات الجمركية على السلع الأميركية المستوردة إلى الصفر.

وكان ترمب أعلن في فبراير أن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات أو معونات لدولة جنوب أفريقيا «بعد الآن»، تنديداً منه بقانون لمصادرة الممتلكات يعتبره تمييزياً بحق المزارعين البيض.

وقال ترمب إن «هذا القانون سيسمح لحكومة جنوب أفريقيا بالاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقلية العرقية الأفريقية دون تعويض»، وأصدر أمراً تنفيذياً بتجميد أي تمويل ما دامت حكومة جنوب أفريقيا مستمرة في «ممارساتها الظالمة وغير الأخلاقية».