كيف يؤثر فيروس الهربس على أدمغتنا؟

فيروس الهربس البسيط يتسبب في تقرحات وبثور حول الفم والشفتين (أ.ف.ب)
فيروس الهربس البسيط يتسبب في تقرحات وبثور حول الفم والشفتين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف يؤثر فيروس الهربس على أدمغتنا؟

فيروس الهربس البسيط يتسبب في تقرحات وبثور حول الفم والشفتين (أ.ف.ب)
فيروس الهربس البسيط يتسبب في تقرحات وبثور حول الفم والشفتين (أ.ف.ب)

كشفت دراسة جديدة أُجريت على مجموعة من الفئران أن فيروس الهربس البسيط من النوع 1 (HSV-1) قد يؤدي إلى تلف سريع في الأعصاب والتهابات شديدة في الدماغ.

ومن المعروف أن فيروس الهربس البسيط يتسبب في تقرحات وبثور حول الفم والشفتين أو الأعضاء التناسلية.

إلا أن فريق الدراسة الجديدة وجد أن تأثيره قد يكون أعمق من ذلك، حيث أشاروا إلى أن دخول عدوى الفيروس إلى جسم الفئران عبر الأنف أدى إلى تلف سريع في الأعصاب والتهابات شديدة في أدمغة الثدييات، حسبما نقل موقع «ساينس آليرت» العلمي.

في الوقت نفسه، أظهرت الفئران ضعفاً في الذاكرة، وقلقاً أعلى، وانخفاضاً في التنسيق الحركي بشكل عام.

ولفت الباحثون إلى أن هذه الآثار تكون طويلة المدى، وهو أمر مثير للقلق.

وليس من الواضح ما إذا كانت العواقب الوخيمة نفسها تحدث لدى البشر، فهم أكثر عرضة للإصابة بعدوى الهربس من الفئران، وقد طوروا دفاعات طبيعية ضده. ومع ذلك، في حالات سريرية نادرة، ثبت أن فيروس الهربس يصيب العين والأنف والدماغ لدى البشر، مما قد يسبب عواقب عصبية وخيمة ودائمة.

ويعتقد الباحثون أن الطريق الأنفي قد يكون طريقةً مُهمَلةً يتسلل بها الفيروس إلى أجهزتنا العصبية المركزية، متجاوزاً الحاجز الدموي الدماغي الذي يمنع الفيروسات عادةً من الدخول.

وقال الباحث الرئيسي في الدراسة، الدكتور ديباك شوكلا، من جامعة إلينوي في شيكاغو (UIC): «أعتقد أن حالة وصول الفيروس إلى تجويف الأنف، ومنه إلى الدماغ مباشرةً، هي حالة لا تُشخَّص أو تُدرَس بشكلٍ كافٍ، لكننا نعتقد أن عواقبها العصبية شديدة جداً».

ولفت إلى أن نتائجهم قد تشجع العلماء على تطوير علاجات جديدة للهربس تستهدف تخفيف آثار التهاب الأعصاب والوقاية من مشكلات الدماغ طويلة الأمد الناجمة عن العدوى الفيروسية.

والعام الماضي، وجدت دراسة طويلة الأمد أُجريت على أكثر من ألف شخص يبلغون من العمر 70 عاماً في السويد، أن أولئك الذين تعرضوا لفيروس الهربس البسيط من النوع 1 يواجهون خطراً مضاعفاً للإصابة بالخرف.

وفي التسعينات عُثر على مستويات غير عادية من الحمض النووي لفيروس الهربس البسيط من النوع 1 في أدمغة عدد من مرضى ألزهايمر المتوفين.

وفي وقت لاحق، عام 2008، اكتشف الباحثون أن الحمض النووي للفيروس كان موجوداً في 90 في المائة من جميع لويحات البروتين التي فحصوها في أدمغة مرضى ألزهايمر بعد الوفاة.


مقالات ذات صلة

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

صحتك كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كشفت دراسة جديدة أن مكملاً غذائياً شائعاً في الصالات الرياضية لبناء العضلات قد لا يكون ذا قيمة فعلية.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)
علوم في كل مرة تمضغ فيها علكة… تملأ فمك بالبلاستيك

في كل مرة تمضغ فيها علكة… تملأ فمك بالبلاستيك

رصدت في المياه المعبأة والتربة وحتى الهواء

كريستن توسين (واشنطن)
صحتك الدماغ البشريّ قد «يلتهم نفسه» في أثناء ممارسة تمارين التحمل الشاقة (رويترز)

دراسة: المخ قد «يأكل نفسه» في أثناء ممارسة تمارين التحمل الشاقة

كشفت دراسة جديدة عن أن الدماغ البشري عندما يُحرم من الطاقة في أثناء ممارسة تمارين التحمل الشاقة، مثل سباقات الماراثون، فإنه قد يبدأ في «التهام» أنسجته الدهنية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
علوم العلاجات غير الجراحية ليست فعَّالة جداً لآلام أسفل الظهر

العلاجات غير الجراحية ليست فعَّالة جداً لآلام أسفل الظهر

حبوب أسيتامينوفين، الوخز بالإبر، التدليك، مرخّيات العضلات (Muscle relaxants)، الكانابينويدات (Cannabinoids)، الأفيونيات (Opioids)، هذه قائمة العلاجات المتاحة…

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك البعض يتناول الطعام سعياً لملء الفراغ وإيجاد بعض الإلهاء (أرشيفية-رويترز)

خبراء يحذرون من تناول الطعام بسرعة... ويقدمون نصائح

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن خبراء التغذية ينصحون بالتمهل أثناء تناول الطعام للحصول على فوائده كاملة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)
كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)
TT
20

«فوائد مبالغ فيها»... مُكمِّل غذائي شائع للرياضيين قد يكون بلا قيمة

كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)
كثير من الرياضيين يتناولون مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات (رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن مكملاً غذائياً شائعاً في الصالات الرياضية لبناء العضلات قد لا يكون ذا قيمة فعلية، وفقاً لصحيفة «نيويورك بوست».

والكرياتين مادة كيميائية طبيعية موجودة في خلايا العضلات، وفي أطعمة مثل اللحوم الحمراء والأسماك والدواجن. يتناول كثير من الرياضيين مكملات الكرياتين بزعم أنها تزيد كتلة العضلات، وتعزز إنتاج الطاقة، وتحسِّن الأداء.

لكن دراسة جديدة من أستراليا تشير إلى أن إضافة الكرياتين إلى برنامج رفع الأثقال لا تبني العضلات بشكل أسرع، مما يثير تساؤلات جديدة حول فعالية هذا المكمل.

وقالت ماندي هاغستروم، المؤلفة الرئيسية للدراسة من كلية العلوم الصحية في جامعة نيو ساوث ويلز: «لقد أظهرنا أن تناول 5 غرامات من مكملات الكرياتين يومياً لا يحدث أي فرق في كمية كتلة العضلات الهزيلة التي يكتسبها الأشخاص في أثناء تدريب المقاومة». وأضافت أن «فوائد الكرياتين ربما تم المبالغة فيها في الماضي، بسبب المشكلات المنهجية في الدراسات السابقة».

وأفادت هاغستروم بأن المشاركين في دراسات سابقة بدأوا تناول مكملات الكرياتين وبرامج التمارين الرياضية بالتزامن، مما صعَّب تحديد أيهما أدى إلى زيادة الكتلة العضلية.

وأشارت إلى أن الباحثين أغفلوا أيضاً احتمال تسبب الكرياتين في احتباس الماء.

وأجرت جامعة نيو ساوث ويلز تجربة شملت 54 شخصاً سليماً، تتراوح سنهم بين 18 و50 عاماً، وخضعوا لبرنامج تدريب مقاومة لمدة 12 أسبوعاً.

وتناول المشاركون في مجموعة المكملات الغذائية 5 غرامات من الكرياتين يومياً، بينما تتراوح الجرعة الموصى بها بين 3 و5 غرامات.

بدأ المشاركون تناول الكرياتين قبل أسبوع من بدء برنامج التمارين، الذي تضمن 3 جلسات تدريب مقاومة أسبوعياً بإشراف طبي.

لم يخضعوا لمرحلة تحميل الكرياتين، التي تتضمن تناول 20 إلى 25 غراماً يومياً لمدة تصل إلى أسبوع، بهدف تشبيع مخزون الكرياتين في العضلات بسرعة.

أكد الباحثون أن تحميل الكرياتين ليس ضرورياً للوصول إلى مستويات التشبع، وقد يسبب الانتفاخ أو اضطراب المعدة.

وأوضحت هاغستروم: «مررنا بما نسميه مرحلة الدمج؛ حيث بدأ نصف المشاركين تناول المكمل الغذائي، دون تغيير أي شيء آخر في حياتهم اليومية».

وُجِّهَ المشاركون الذين طُلِب منهم الاحتفاظ بسجل غذائي لإظهار ثبات نظامهم الغذائي، إلى قياس كثافة المعادن في عظامهم وتركيبة أجسامهم، باستخدام فحوص «DEXA».

واكتسب المشاركون الذين تناولوا المكملات الغذائية -وخصوصاً النساء- كتلة عضلية دهنية أكبر في الأسبوع الأول. وكان المتوسط ​​أكثر بنحو 1.1 رطل من المجموعة الضابطة.

ولكن سرعان ما تراجعت كتلة العضلات في أجسام المشاركين الذين تناولوا المكملات الغذائية لتتناسب مع مكاسب المجموعة الضابطة.

اكتسبت كلتا المجموعتين من المشاركين متوسطاً يبلغ نحو 4.4 رطل من كتلة الجسم الدهنية خلال البرنامج.

وقالت هاغستروم: «لاحظ الأشخاص الذين تناولوا مكمل الكرياتين تغيرات حتى قبل بدء ممارسة الرياضة، مما يدفعنا إلى الاعتقاد بأن السبب لم يكن نمواً عضلياً حقيقياً؛ بل ربما كان احتباساً للسوائل».

وأضافت: «بمجرد أن بدأوا ممارسة الرياضة، لم يلحظوا أي فائدة إضافية من الكرياتين، مما يشير إلى أن 5 غرامات يومياً لا تكفي إذا كنت تتناوله بغرض بناء العضلات».