أحمد أمين لـ«الشرق الأوسط»: المسلسلات المقتبسة من الأدب ليست مضمونة النجاح

قال إن العام الجاري قد يشهد أولى بطولاته السينمائية

أحمد أمين - حسابه على فيسبوك
أحمد أمين - حسابه على فيسبوك
TT
20

أحمد أمين لـ«الشرق الأوسط»: المسلسلات المقتبسة من الأدب ليست مضمونة النجاح

أحمد أمين - حسابه على فيسبوك
أحمد أمين - حسابه على فيسبوك

قال الفنان المصري أحمد أمين إنه تحمس لمسلسل «النص» لفكرته اللامعة وجاذبية شخصية «عبد العزيز النص»، التي وجدها شخصية ذكية، واسعة الحيلة، ومخلصة لفريقها، مشيراً إلى أن العالم الذي عاش فيه «النص» جذبه بشدة، مع قناعته بأن تاريخ مصر مليء بالتفاصيل التي تستحق تسليط الضوء عليها من خلال الأعمال الدرامية.

وأضاف أمين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن اختياره لأي عمل يعتمد دائماً على القصة، ثم تفاصيل الشخصيات وفريق العمل الذي سيقوم بترجمة النص إلى صورة مرئية، مشيراً إلى أنه بعد ذلك يبذل قصارى جهده في أداء دوره، بينما يبقى الحكم النهائي للجمهور عقب مشاهدة العمل.

أحمد أمين في مشهد من المسلسل - حسابه على فيسبوك
أحمد أمين في مشهد من المسلسل - حسابه على فيسبوك

وعن مدى تأثره بالعمل الأدبي المقتبس عنه المسلسل، أوضح أن كتاب «مذكرات نشال» للباحث التاريخي أيمن عثمان، ليس رواية تقليدية، بل تجميع ليوميات «عبد العزيز النص»، مما جعله وفريق الكتابة المكون من شريف عبد الفتاح، وعبد الرحمن جاويش، ووجيه صبري، يستلهمون بعض صفات الشخصيات وأجواء العمل، ثم يعملون على بناء نسيج درامي متكامل يناسب تقديم القصة في قالب مسلسل تلفزيوني.

الممثل المصري قال إن بعض تفاصيل شخصيات المسلسل مستوحاة من المذكرات، كما أضاف فريق الكتابة جوانب أخرى، بجانب بحثه الشخصي من خلال القراءة ومشاهدة الأعمال الوثائقية والدرامية التي تناولت عالم النشل وتلك الفترة التاريخية، مشيداً بجهود فريق العمل في تصميم الملابس والمكياج وغيرهما من التفاصيل التي ساعدت في تشكيل الشخصية.

أمين في كواليس التصوير مع فريق العمل - حسابه على فيسبوك
أمين في كواليس التصوير مع فريق العمل - حسابه على فيسبوك

وأوضح أن التحدي الأكبر أثناء التحضير لشخصية «النص» كان الدقة في التفاصيل التاريخية، حيث لم يكن مقبولاً استخدام أي عناصر لا تنتمي إلى الثلاثينات، وهي الحقبة التي تدور فيها أحداث المسلسل، لافتاً إلى أنه تعرّف على العديد من المعلومات المدهشة خلال التحضير، مما دفعه إلى مشاركة بعضها مع الجمهور في نهاية كل حلقة تحت عنوان «هذا المسلسل من وحي التاريخ ولكن».

وحول أصعب المشاهد التي واجهته أثناء التصوير، أشار إلى أن مشاهد النشل تطلبت منه تدريباً مكثفاً، بجانب مشاهد التفجيرات التي كانت صعبة بسبب تنفيذها بطريقة حقيقية للغاية.

ورغم حبه للأعمال المأخوذة من أعمال أدبية، يؤكد أمين أن المسلسلات المقتبسة من الأدب ليست مضمونة النجاح، لكن الاستناد إلى قصة أدبية ناجحة قد يمنح صناع المسلسل فرصة للعمل على فكرة اختُبرت بالفعل مع الجمهور.

أمين خلال قراءة الكتاب المأخوذ عنه المسلسل - حسابه على فيسبوك
أمين خلال قراءة الكتاب المأخوذ عنه المسلسل - حسابه على فيسبوك

وعن رأيه في المسلسلات الـ15 حلقة، قال إنه أحب هذه التجربة، حيث يرى أنها تتيح تنوعاً أكبر في الموضوعات مع زيادة عدد الأعمال المعروضة، فضلاً عن منحها الفرصة لتحقيق جودة إنتاجية أفضل، لافتاً إلى أن القصة هي التي تحدد العدد المناسب للحلقات، فبعض الأعمال تحتاج إلى 30 حلقة، بينما لا يحتمل غيرها أكثر من 15 حلقة فحسب.

وبخصوص دوره في اختيار فريق العمل كبطل للمسلسل، قال أمين إن هناك مساحة للنقاش والمشاركة، لكن القرار النهائي يعود إلى المخرج والمنتج، مؤكداً سعادته بالاختيارات التي تمت، الأمر الذي جعله لا يستطيع تخيل فريق «النص» بشكل مختلف.

وأوضح أنه لم يتمكن من متابعة الآراء بشكل مباشر بسبب انشغاله بالتصوير، لكنه تلقى ردود فعل إيجابية من المقربين ومن صناع العمل، مشيراً إلى أنه يحترم جميع الآراء طالما طُرحت بأسلوب محترم.

أحمد أمين على الملصق الدعائي للمسلسل - حسابه على فيسبوك
أحمد أمين على الملصق الدعائي للمسلسل - حسابه على فيسبوك

وكشف أمين أن مسلسل «النص» من إخراج حسام علي كُتب منذ البداية على جزأين، وأنه متحمس جداً للجزء الثاني، خصوصاً مع تطور الأحداث وتشكيل فريق «النص» بشكل كامل، مما سيجعل «السأسأة» تأخذ طابعاً مختلفاً تماماً.

وحول إمكانية تقديم جزء ثانٍ من «الصفارة» الذي عرض العام الماضي، قال أمين إن القصة تحتمل ذلك، لكن لم يُحسم بعد موعد التنفيذ.

وبخصوص ابتعاده عن السينما، صرّح بأن هناك العديد من المشاريع قيد التطوير، وتوقع أن يكون عام 2025 هو موعد تقديمه لأول عمل سينمائي، فيما أكد أن لديه العديد من الأفكار المناسبة مثل مشاريع فنية للأطفال، لكنه لا يزال يبحث عن جهة إنتاج تشاركه هذا الحماس، ولن يتأخر في تنفيذها إذا سنحت الفرصة.


مقالات ذات صلة

يوسف عمر لـ«الشرق الأوسط»: انتقاد مسلسل «شباب امرأة» أمر طبيعي

يوميات الشرق يوسف عمر (حسابه على فيسبوك)

يوسف عمر لـ«الشرق الأوسط»: انتقاد مسلسل «شباب امرأة» أمر طبيعي

قال الممثل المصري يوسف عمر إنه استعان بمدرب تمثيل لتجسيد شخصية «إمام» في مسلسل «شباب امرأة».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق إعادة الإضاءة على الأعمال التي صنعت الذاكرة الثقافية العربية (صور مايا الحاج)

«عشرون»: في مواجهة الذاكرة المُهدَّدة والفراغ المُعلَّب

يَعبُر «عشرون» من مجرّد برنامج عن ترتيب الأعمال، إلى مشروع في قلب المعركة الثقافية. وهي معركة لا تُخاض بالسلاح، وإنما بالكلمة والذاكرة والاختيار.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق يحيى الفخراني في مسرحية "الملك لير" (يوتيوب)

«الألكسو» تختار يحيى الفخراني شخصية العام الثقافية عربياً

اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة العلوم (الألكسو) الفنان المصري يحيى الفخراني لتتويجه بلقب «شخصية العام الثقافية»؛ تقديراً لإسهاماته في الساحة الفنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان الراحل سليمان عيد (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تودّع «ملك الأدوار القصيرة» الكوميدي سليمان عيد

خيّم الحزن على الوسط الفني بمصر، الجمعة؛ لرحيل الفنان سليمان عيد، عن عمر ناهز 63 عاماً، تاركاً أعمالا فنية تضعه في قائمة صناع البهجة بالدراما والسينما المصريتين

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق إلهام شاهين في مسلسل «سيد الناس» (الشركة المنتجة)

إلهام شاهين: كرهت دوري «الشرير» في مسلسل «سيد الناس»

شاركت الفنانة المصرية إلهام شاهين في موسم الدراما الرمضاني 2025 بعملين؛ أحدهما للتلفزيون والآخر للإذاعة.

داليا ماهر (القاهرة)

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان
TT
20

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

بيتهوفن... شعر بالموسيقى عبر الأسنان

عندما نذكر اسم لودفيغ فان بيتهوفن، يتبادر إلى أذهاننا فوراً أحد أعظم عباقرة الموسيقى في التاريخ، لكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن بيتهوفن لم يؤلف أعظم أعماله في أوج قوة سمعه، بل في أحلك فترات حياته عندما فقد قدرته على السمع تدريجياً حتى أصبح أصمّ تماماً. والسؤال المذهل هو: كيف استطاع هذا الموسيقيّ العبقريّ أن يواصل تأليف الموسيقى بعد أن حُرم من أهم حواسه كمؤلف موسيقيّ؟

الأسنان... للشعور بالموسيقى

السر يكمن في عبقريته وابتكاره اللذين سبق بهما عصره. فقد لجأ بيتهوفن إلى وسيلة غريبة وفريدة: استخدام أسنانه للشعور بالموسيقى. نعم، لقد كان يضع عصا بين أسنانه ويُثبت طرفها الآخر على آلة البيانو. وعندما يعزف، تنتقل الذبذبات الصوتية عبر العصا إلى عظام الفك ومن ثم إلى الأذن الداخلية، فيتمكن من سماع الموسيقى من خلال الاهتزازات وحدها. وهذا الاكتشاف الشخصي الرائع كان بمثابة ثورة صامتة في عالم الإبداع الإنساني.

التوصيل العظمي

قبل أن يُكتشف مبدأ التوصيل العظمي علمياً، استخدم بيتهوفن هذه التقنية بشكل غير واعٍ ليستمع إلى الموسيقى بعد أن فقد سمعه. كان يضع قضيباً معدنياً بين أسنانه موصولاً بآلة البيانو، فتنتقل اهتزازات الصوت عبر عظام الفك مباشرةً إلى أذنه الداخلية. تُعرف هذه الطريقة اليوم باسم التوصيل العظمي، وهي تقنية تتجاوز الأذن الخارجية والوسطى لتنقل الصوت مباشرةً إلى قوقعة الأذن. ورغم أن هذا المفهوم لم يُدرس علمياً إلا في القرن التاسع عشر، فإن بيتهوفن كان من أوائل من استفادوا منه بشكل عملي ومدهش.

التقنية تقلل عبء الإعاقات

بيتهوفن لم يستسلم للعجز. بل على العكس، أنتج في سنوات صممه أرقى وأعظم أعماله، من بينها السيمفونية التاسعة الخالدة، التي لا تزال تُبهر المستمعين في كل أنحاء العالم حتى يومنا هذا. وهذه القصة لا تسلط الضوء فقط على عبقرية موسيقية، بل على إرادة إنسانية فذَّة رفضت أن تنكسر أمام قيود الجسد.

إن تجربة بيتهوفن تعطينا درساً بليغاً في الإصرار والابتكار. فالفن ليس حكراً على من يملكون الحواس كاملة، بل هو انعكاس لروح الإنسان وقوة إرادته في مواجهة التحديات. ومن المؤسف أن هذا الجانب الإنساني في حياة بيتهوفن لا يُذكر كثيراً، رغم أنه يمثل أعظم ما في قصة هذا الموسيقي الخالد.

في عالم اليوم، حيث تُعتمَد التكنولوجيا في علاج الإعاقات وتذليل العقبات، تظل قصة بيتهوفن شاهداً على عظمة الإنسان في ابتداع الحلول، حتى في غياب الأدوات العصرية.