مصريون محرَّرون من قبضة «الدعم السريع»... كيف وصلوا إلى هناك؟

القاهرة تعلن استعادة مواطنين بعد اختطافهم بالسودان

أحد المحررين المصريين الذين تمت استعادتهم من السودان يتوسط ذويه (أ.ش.أ)
أحد المحررين المصريين الذين تمت استعادتهم من السودان يتوسط ذويه (أ.ش.أ)
TT

مصريون محرَّرون من قبضة «الدعم السريع»... كيف وصلوا إلى هناك؟

أحد المحررين المصريين الذين تمت استعادتهم من السودان يتوسط ذويه (أ.ش.أ)
أحد المحررين المصريين الذين تمت استعادتهم من السودان يتوسط ذويه (أ.ش.أ)

أعلنت وسائل إعلام مصرية، الخميس، أن أجهزة الأمن تمكَّنت بالتنسيق مع السلطات السودانية من تحرير عدد من المصريين كانت قد «اختطفتهم» «قوات الدعم السريع» في السودان.

ووفق مصدر مصري مطلع، تحدَّث لـ«الشرق الأوسط»، فإن المصريين المُحرَّرين، الذين أُعيدوا إلى مصر، في عملية جرت بـ«توجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي»، كانوا «يعملون في التجارة، بمدينة الخرطوم، واحتجزتهم (قوات الدعم السريع)، في المناطق التي تسيطر عليها منذ العام الماضي».

العشرات في استقبال المحررين من قبضة «الدعم السريع» (أ.ش.أ)

وأشار المصدر إلى أن عملية تحريرهم جاءت بـ«ترتيبات أمنية مع السودان، دون إجراء أمني مصري على الأرض».

ووفق ما نشرته «وكالة أنباء الشرق الأوسط» المصرية، فإن التنسيق المصري - السوداني، نجح في «نقل المصريين المُحرَّرين من مناطق الاشتباكات بوسط مدينة الخرطوم، إلى مدينة بورتسودان»، قبل عودتهم إلى مصر.

وكشف المصدر أن المصريين المُحرَّرين «رفضوا العودة الطوعية إلى البلاد، مع اندلاع الحرب الداخلية في السودان، منتصف أبريل (نيسان) عام 2023؛ خوفاً من نهب تجارتهم».

وبحسب وسائل إعلام مصرية محلية، فإن عدد المُحرَّرين «سبعة أشخاص، من محافظة الفيوم (جنوب القاهرة)، وكانوا يقيمون في السودان، ويعملون في تجارة الأدوات المنزلية».

وأوضح المصدر أن «سيطرة (الدعم السريع) على الخرطوم، دفعتها للاستيلاء على ممتلكات سودانيين وجنسيات أخرى، كان من بينهم مصريون». وأشار إلى أن «المجموعة المختطفة، كانت من بين أعداد قليلة من المصريين، رفضت مغادرة السودان، بعد اندلاع الحرب، ضمن مبادرة العودة الطوعية للمصريين».

فرحة كبيرة بين أهالي المحررين (أ.ش.أ)

ومع اندلاع الحرب السودانية، قامت الحكومة المصرية، بتأمين عودة نحو 10 آلاف مواطن من السودان، وفق وزارة الخارجية، عبر جسور: جوي وبري وبحري.

ووفق الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، فإن استعادة المحتجزين، جرت بـ«تفاهمات واتصالات بين الأجهزة الأمنية والسيادية بمصر ونظيرتها السودانية، وليس بعملية أمنية مصرية على الأراضي السودانية».

وأوضح فرج، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعاون بين السلطات المصرية والسودانية، في هذه العملية، تضمَّن الإبلاغ عن وجود مصريين محتجزين لدى (الدعم السريع)، ومكان اختطافهم»، إلى جانب «التنسيق لنقلهم من مناطق الاشتباكات، إلى مناطق آمنة، ثم تأمين عودتهم للبلاد».

المحررون وسط مستقبليهم (أ.ش.أ)

وفي وقت سابق، نفت وزارة الخارجية المصرية، مزاعم، قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بـ«اشتراك طيران مصري، في معارك ضد قواته»، وقالت في إفادة لها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «تلك الاتهامات تأتي في وقت تبذل فيه القاهرة جهوداً مكثفة لوقف الحرب السودانية، وحماية المدنيين، وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الهادفة لدعم المتضررين من النزاع»، كما دعت «المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره (حميدتي)».

ولاقت عملية تحرير المصريين من قبضة «الدعم السريع»، تفاعلاً بين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي في مصر. وأشاد مستخدمون، بـ«جهود السلطات المصرية، في استعادتهم، بعد احتجازهم منذ فترة طويلة»، كما ثمّنوا دور السلطات السودانية في العملية.

وتابعت السلطات المصرية، عملية تحرير واستعادة «المصريين المُحرَّرين»، مع السلطات السودانية، بشكل دقيق، حفاظاً على سلامتهم، وفق مدير وحدة العلاقات الدولية بـ«المركز السوداني للفكر والدراسات الاستراتيجية»، مكي المغربي، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التنسيق بين الجانبين، استهدف تأمين عودتهم إلى القاهرة».

ويربط المغربي، بين تحرير المصريين، وانتصارات الجيش السوداني، في الخرطوم، وقال إن العملية «جاءت في إطار التقدم الميداني للجيش السوداني، واستعادته المناطق التي كانت تسيطر عليها (الدعم السريع) في الخرطوم»، وإن «محاصرة الجيش للعاصمة، تدفع مجموعات من الميليشيا للهروب والمغادرة، مع ترك المحتجزين الذين كانوا بقبضتها».


مقالات ذات صلة

أكثر من 800 ألف نازح في جنوب كردفان و16 ألفاً دون مأوى في الخرطوم

شمال افريقيا  نازحون سودانيون بالعراء بعدما فروا من بلدة هجليج التي سيطر عليها «الدعم السريع» بغرب السودان إلى مدينة القضارف في الشرق 26 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

أكثر من 800 ألف نازح في جنوب كردفان و16 ألفاً دون مأوى في الخرطوم

أعلنت منظمات مدنية نزوح أكثر من 800 ألف سوداني من مدن ولاية جنوب كردفان المحاصرة إلى مناطق سيطرة «الحركة الشعبية لتحرير السودان» وأن 16 ألفاً دون مأوى بالخرطوم.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مجمع الرئاسة بأنقرة يوم 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

البرهان يطلب من الرئيس التركي المساعدة في وقف الحرب

طلب رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التدخل والمساعدة في وقف الحرب ببلاده

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا نازحون من شمال كردفان (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: أكثر من عشرة آلاف نازح خلال ثلاثة أيام في السودان

نزوح أكثر من عشرة آلاف شخص في غضون ثلاثة أيام خلال الأسبوع الحالي بولايات شمال دارفور وجنوب كردفان بالسودان وسط استمرار المعارك بين الجيش وقوات «الدعم السريع»

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))
شمال افريقيا جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز) play-circle

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

كشفت الأمم المتحدة عن وصول بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أول دخول إنساني للمدينة منذ سيطرة «قوات الدعم السريع»

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا نازحون سودانيون يقضون ليلة في مدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

«أطباء السودان»: «الدعم السريع» قتلت 200 شخص على أساس عرقي بشمال دارفور

أعلنت «شبكة أطباء السودان»، مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء على أساس عرقي من قبل «الدعم السريع» بمناطق أمبرو، وسربا، وأبوقمرة بولاية شمال دارفور.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
TT

مجلس الوزراء السوداني يجيز «موازنة 2026 الطارئة» ويصفها بـ«المعجزة»

 مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)
مجلس الوزراء السوداني عقد أمس جلسته برئاسة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس (سونا)

وصف رئيس الوزراء السوداني الدكتور كامل إدريس، مشروع الموازنة الطارئة للعام المالي 2026، التي أقراها مجلس الوزراء يوم أمس (الثلاثاء)، بـ«المعجزة»

مشيداً بضبط وزارة المالية الإنفاق وحسن إدارة موارد الدولة وزيادة الإيرادات في ظل ظروف استثنائية.

وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أن «المعجزة» الأولى هي توقع الموازنة بتحقيق معدل نمو في الناتج المحلي الاجمالي بحوالي 9 في المائة، والثانية خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 إلى 65 في المائة.

وأوضح وزير المالية الدكتور جبريل إبراهيم، أن الموازنة تشمل تحسين الأجور وتوفير وظائف في مداخل الخدمة، مشيراً إلى اعتماد توسيع قاعدة الإيرادات على التوسع الأفقي وعدم تحميل المواطن اي أعباء ضريبية جديدة، كما تستهدف الموازنة خفض متوسط معدل التضخم خلال العام 2026 الى 65 في المائة مقارنة بمعدل 101.9 في المائة للعام 2025.

وأبان إبراهيم، أن الموازنة تركز على إصلاح المالية العامة بترتيب أولويات الصرف المحددة والإنفاق العام، وتوفير احتياجات القوات والأجهزة النظامية، ومقابلة الإحتياجات الأساسية للوزارات والوحدات الحكومية، إضافة إلى تحسين أوضاع النازحين واللاجئين السودانيين بدول الجوار ومقابلة تكاليف توفير المساعدات الإنسانية لهم .

وأوضح وزير المالية، أن أداء موازنة العام 2025 جاء فوق التوقعات رغم استمرار تحديات الحرب، حيث حققت الايرادات العامة نسبة اداء 147 في المائة، واستمر الصرف على الاحتياجات الحتمية، مشيراً إلى أن الموازنة التزمت بتهيئة البيئة المناسبة للعودة للخرطوم وتأهيل مطار الخرطوم.


تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».