حكومة السودان تدخِل تعديلات على الوثيقة الدستورية سعياً لتعزيز سيطرة الجيش

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
TT
20

حكومة السودان تدخِل تعديلات على الوثيقة الدستورية سعياً لتعزيز سيطرة الجيش

قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)
قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة سابقة لقاعدة فلامنغو البحرية في بورتسودان (أ.ف.ب)

قال مصدران بالحكومة السودانية إن الحكومة أدخلت تعديلات على الدستور الانتقالي للبلاد لتعزيز سيطرة الجيش، وحذفت الإشارة إلى المدنيين و«قوات الدعم السريع» شبه العسكرية التي يشنّ عليها الجيش السوداني حرباً.

ووفقاً لـ«رويترز»، تمثل التغييرات المتفق عليها في وقت متأخر، الأربعاء، أول تعديلات شاملة على الوثيقة الدستورية السودانية منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023، وتأتي بعد قول قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه يستعد لتشكيل حكومة في وقت الحرب.

وتأتي هذه التصريحات أيضاً في وقت تجري فيه «قوات الدعم السريع» محادثات في العاصمة الكينية نيروبي قبل التوقيع على ميثاق سياسي يُتوقع أن يجري التوقيع عليه، الجمعة، ومن شأنه أن يمهد الطريق أمام تشكيل «حكومة السلام والوحدة» الخاصة بها.

واستدعت الحكومة الموالية للجيش سفيرها لدى كينيا، الخميس؛ احتجاجاً على المحادثات التي تقودها «قوات الدعم السريع».

وأدى الصراع بين الجيش و«قوات الدعم السريع» إلى انقسام السودان، وأحدث أزمة إنسانية هائلة، وجرَّ قوى إقليمية إلى الصراع. وتعثرت الجهود الدبلوماسية لحل هذه الأزمة.

وكان الجيش متراجعاً عسكرياً لفترة طويلة قبل أن يحقق مكاسب في الآونة الأخيرة في العاصمة الخرطوم ووسط السودان. وبالتعاون مع الحكومة التي تدعمه، يستخدم الجيش بورتسودان المطلة على ساحل البحر الأحمر مقرَّاً له.

وتعود الوثيقة الدستورية إلى عام 2019 عندما وقَّع الجيش و«قوات الدعم السريع» وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المدني عليها بعد فترة وجيزة من إطاحة الفصائل العسكرية عمر البشير خلال انتفاضة شعبية.

وكان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى حكم مدني بالكامل بعد الانتخابات، مع منح الجماعات المتمردة السابقة أيضاً مناصب حكومية. لكن الجيش و«قوات الدعم السريع» نفَّذا انقلاباً في عام 2021، وعيَّنا مدنيين جدداً في مجلس السيادة الانتقالي والحكومة اللذين يتمتعان بالسلطة الرسمية؛ لأن البرلمان لم يتم تشكيله قط.


مقالات ذات صلة

قيادي في تحالف «صمود» السوداني: نتواصل مع إدارة ترمب لوقف الحرب

خاص وزير شؤون الرئاسة السابق خالد عمر يوسف (موقعه على «إكس») play-circle

قيادي في تحالف «صمود» السوداني: نتواصل مع إدارة ترمب لوقف الحرب

قال وزير شؤون الرئاسة في حكومة الثورة في السودان، خالد عمر يوسف، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، إن الحرب في السودان أكبر مهدد للمنطقة والجوار ما لم يتم وقفها.

عيدروس عبد العزيز (لندن)
شمال افريقيا امرأة سودانية في مخيم زمزم بشمال دارفور (رويترز) play-circle

مقتل 56 شخصاً خلال يومين في هجمات نُسبت لـ«الدعم السريع» بدارفور

قُتل 56 مدنياً على الأقل في يومين بإقليم دارفور غرب السودان في هجمات نُسبت إلى «قوات الدعم السريع» التي سيطرت أخيراً على المدينة، حسبما أفاد ناشطون.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
أفريقيا امرأة سودانية نازحة تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم في شمال دارفور (رويترز) play-circle 01:42

«اليونيسف»: نحو مليون شخص في دارفور معرضون لخطر كبير

حذَّرت «يونيسف» من أن نحو مليون شخص في الفاشر ومخيم زمزم شمال دارفور معرضون لخطر كبير إذا لم تصل إمدادات إضافية بشكل عاجل إلى هذه المناطق.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جندي سوداني قرب عربة عسكرية مدمرة في الخرطوم (أرشيفية - رويترز) play-circle 01:38

المنسقة الأممية في السودان: الوضع الإنساني في السودان «كارثي» بعد عامين من الحرب

حذرت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، اليوم السبت، من أن الوضع الإنساني في هذا البلد أصبح «كارثياً»

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا جنود يسيرون بالقرب من مركبة عسكرية مدمرة ومبانٍ تعرضت للقصف في الخرطوم (رويترز)

السودان: مقتل أكثر من مائة في هجمات لـ«الدعم السريع» على مخيم زمزم بالفاشر

نقلت صحيفة «سودان تريبيون» اليوم عن المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، القول إن أكثر من مائة شخص قُتلوا في هجمات لـ«الدعم السريع».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الحوثيون يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخين باليستيين

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
TT
20

الحوثيون يعلنون استهداف إسرائيل بصاروخين باليستيين

عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)
عناصر مسلَّحة من جماعة الحوثي خلال تجمع في صنعاء أول من أمس (أ.ب)

أعلنت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الأحد، أنها أطلقت صاروخين باليستيين باتجاه مطار بن غوريون وهدف عسكري في إسرائيل، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخاً أُطلق من اليمن.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها نفّذت «عمليةً عسكريةً نوعية، وذلك بصاروخينِ بالستيينِ؛ أحدُهما فرطُ صوتيٍّ نوعُ (فلسطين2)، استهدفَ قاعدةَ سودت ميخا في منطقة شرق أسدود المحتلةِ، والصاروخُ الآخرُ نوع (ذو الفقار) استهدفَ مطارَ بن غوريون في منطقةِ يافا المحتلة».

كان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق، اليوم، أنه اعترض، «على ما يبدو»، مقذوفاً أُطلق من اليمن، بعدما انطلقت صافرات الإنذار على نطاق واسع في مدينتَي القدس وتل أبيب ومحيطهما.