الكنزة الصوفية.. البساطة الدرامية

عرفت مجدها في السبعينات مع ستيف ماكوين.. وأعاد لها جيمس بوند بريقها

نموذجان من تصميم «تومي هيلفيغر» و من تصميم «كوستيم ناسيونال» و من «بال زيليري» و معظم أبطال جيمس بوند ظهروا بهذه الكنزة من روجيه مور إلى دانيال كريغ و كما ظهر بها ستيف ماكوين في السبعينات و من إبداعات «إيترو»
نموذجان من تصميم «تومي هيلفيغر» و من تصميم «كوستيم ناسيونال» و من «بال زيليري» و معظم أبطال جيمس بوند ظهروا بهذه الكنزة من روجيه مور إلى دانيال كريغ و كما ظهر بها ستيف ماكوين في السبعينات و من إبداعات «إيترو»
TT

الكنزة الصوفية.. البساطة الدرامية

نموذجان من تصميم «تومي هيلفيغر» و من تصميم «كوستيم ناسيونال» و من «بال زيليري» و معظم أبطال جيمس بوند ظهروا بهذه الكنزة من روجيه مور إلى دانيال كريغ و كما ظهر بها ستيف ماكوين في السبعينات و من إبداعات «إيترو»
نموذجان من تصميم «تومي هيلفيغر» و من تصميم «كوستيم ناسيونال» و من «بال زيليري» و معظم أبطال جيمس بوند ظهروا بهذه الكنزة من روجيه مور إلى دانيال كريغ و كما ظهر بها ستيف ماكوين في السبعينات و من إبداعات «إيترو»

نشتكي من تغير الطقس، أحيانا من انخفاض درجات الحرارة وأحيانا من ارتفاعها، لكن لو تخيلنا طقسا لا يتغير أبدا فإننا حتما سنصاب بحالة من الملل، مثلما لو تخيلنا الحياة بالأبيض والأسود فقط. فمهما تُقنا إلى الماضي الجميل، وإلى طقس منعش طوال الوقت، فإن أجمل ما في فصول السنة تغيراتها، لأنها تفتح المجال لتجربة أشياء ومشاعر جديدة. فكم من واحد في الغرب يتوق للتخفيف من سمك وأثقال أزياء الشتاء؟ وكم من واحد في الشرق يتوق للاستمتاع بمعطف من الكشمير أو الفرو أو بدلة من التويد، ولو لفترة قصيرة؟
غني عن القول أن الموضة أكثر من يرحب بهذه التغيرات ويُلبيها، آخذة بعين الاعتبار أن وسائل السفر تطورت بشكل يتيح للأغلبية التنقل إلى أماكن جغرافية مختلفة وبعيدة، وهو ما يتطلب خزانة متكاملة تشمل قطعا تغطي كل الفصول والمناسبات.
وإذا كانت المرأة أكثر مرونة في التعامل مع تغيرات الفصول، وأكثر من يرحب بها، فإن الرجل لا يزال في بعض الأحيان يعاني من شد وجذب بين ما تعود عليه، وما يطمح إليه أو يراه على صفحات المجلات وعروض الأزياء. والحقيقة أن العملية أصعب بالنسبة له، لأن بعض القطع يصعب تنسيقها أو تقبلها لأنها ارتبطت في ذهنه بإيحاءات سلبية ما. وتصبح العملية أصعب عندما تفلت منه الخيوط، ولا يفرق بين الأناقة بمعنى الذوق الشخصي وأسلوب تنسيقه الخاص، والموضة، بمعنى ما تمليه اتجاهات الموضة والمصممين. الجانب الإيجابي دائما أن الكثير من القطع، التي يمكن أن تجعله يتردد في البداية، كلاسيكية بإمكانه تطويعها بسهولة لتناسب بيئته وتضفي عليه الأناقة في الوقت ذاته، مثل الكنزة ذات الياقة العالية، التي اجتاحت عروض الموضة لهذا الموسم، وبرهنت على أنها تخدم الرجل عندما تأتي بخامات ناعمة ودافئة وتصاميم خفيفة على العين.
ورغم أن كتب تاريخ الموضة تشير إلى أن جذور هذه القطعة تعود إلى القرن الخامس عشر، فإن ما نتذكره جيدا أنها أخذت مجدها في السبعينات، وتحديدا في 1968، حين ظهر بها الممثل ستيف ماكوين في المسلسل البوليسي «بوليت». وبين ليلة وضحاها انتعشت واكتسبت مظهرا رجوليا جذابا، راق للرجل آنذاك. وهكذا تبناها جيل السبعينات، البعض من باب التشبه بنجمه المفضل، والبعض الآخر من منطلق عملي ووظيفي محض، ألا وهو الحماية من البرد. فمن جهة، حافظت على وظيفتها العملية، ومن جهة أخرى تراجعت لصالح قطع أخرى وفقدت جاذبيتها، إلى حد أنه لا الراحل ستيف جوبس ولا مثقفون أكاديميون وشعراء وفلاسفة نجحوا في تلميع صورتها وتسويقها. ويعود السبب إلى أن بعض الرجال لم يعرفوا كيف يوظفونها لصالحهم وحسب مقاساتهم، كما لم يعرفوا أنها، رغم ما توحيه من بساطة، تحتاج إلى دراية واختيار دقيق لطريقة غزلها وألوانها وعلو ياقتها وما شابه لكي تتناغم مع باقي الأزياء. جهلهم بهذه الأبجديات جعلها تبدو منافية للموضة.
الآن، ومع دخول جيل الشباب لعبة الموضة وإتقانهم لها، أخذت الكنزة بعدا جديدا وأنيقا. نعم لا تزال تستحضر صورة ستيف ماكوين القوية والجذابة، لكن مع لمسات عصرية جديدة تجمع الرقي بالديناميكية. وهذا هو المطلوب في زمن تعيش فيه ساحة الموضة الرجالية على عدة تناقضات، كونها لا تزال حقل تجارب لجس النبض في الكثير من الأحيان، والدليل أنك لو سألت أي رجل عايش موضتها، أي الكنزة العالية الياقة، في السبعينات والثمانينات، لشعر ببعض الريبة منها واعتبرها «دقة قديمة» في الوقت الحالي، لكن لو سألت شابا في مقتبل العمر لأجاب من دون تردد بأنها لا تعترف بزمن، وبأنها يمكن أن تكون إضافة رائعة لمظهر كلاسيكي أو «سبور»، حسب طريقة تنسيقه لها وكذلك طريقة غزلها وصوفها.
فعندما تكون مغزولة بطريقة بدقة متناهية، فالنتيجة تكون خفيفة ومشدودة على الجسم، وبالتالي يسهل تنسيقها مع بدلة رسمية من الصوف أو التويد أو غيرهما. وهي هنا للتدفئة، لكنها أيضًا بديل رائع للقميص وربطة العنق. يمكن أيضًا تنسيقها مع جاكيت من الجلد لمظهر «سبور». المشكلة في هذا التصميم أنه يفضح كل تضاريس الجسم، لهذا إذا لم تكن عضوا نشطا وملتزما في ناد رياضي، فمن الأفضل أن تتجنبها.
عندما تكون سميكة، فهي أرحم على الجسم ويمكن أن تُموه عن الكثير من عيوبه. ليس هذا فقط، بل إن هذا النوع من الكنزات يفتح المجال للعب بالخامات المتنوعة. أي يمكن تنسيقها مع قطع مختلفة من الحرير أو من التويد أو الجينز.
ويبقى الكشمير أضمن الأنواع وأكثرها شعبية، إضافة إلى صوف الميرينو، لا سيما أن هذا الأخير يأتي حاليا بتقنيات تجعله يوازن حرارة الجسم، أي أنه يناسب المناطق الباردة والمناطق الدافئة في الوقت ذاته، مما يجعله رفيقا مخلصا بالنسبة لرجال الأعمال الذين يتنقلون من مكان إلى آخر.

طريقة تنسيقها

السبب في تخوف الجيل السابق منها أنها ارتبطت بأدوار الشر في الأفلام، ورجال لم يتقنوا توظيفها لصالحهم حسب مقاييس أجسامهم. ولحسن الحظ أن ظهور دانييل كريغ بها في سلسلة أفلام «جيمس بوند» الأخيرة أخرجها من هذا الإطار وأبرزت جمالياتها. فعندما ارتداها هذا الأخير تحت سترة «بلايزر» مفصلة جعلته يبدو أصغر من سنه بعشر سنوات. إذا لم تكن متأكدا من الفكرة من الأساس فلا بأس أن تبدأ باختيار نوع الإطلالة التي تريد الحصول عليها: هل تريدها أنيقة أم عملية؟ فالكنزات السميكة أكثر عملية وتناسب الإجازات والأنشطة التي تجري في الهواء الطلق. أما الكنزات المغزولة بطريقة ناعمة وخفيفة فهي أكثر رسمية وأناقة في الوقت ذاته، بمعنى أنها يمكن أن تستعمل في المناسبات الخاصة مع بدلة رسمية أو عصرية. في هذه الحالة ليس من الضروري أن تتقيد بالياقة العالية التي تحيط بالعنق، بل يمكنك الاختيار من بين الياقة المستديرة أو التي تأتي على شكل حرف V، لأنك هنا يمكنك تنسيقها مع قميص وربطة عنق. لكن تذكر أنه على الرغم من أن لكل تصميم جمالياته ووظيفته، فإن الياقة العالية تبقى الأكثر بساطة وتأثيرا. بساطتها تكمن في قدرتك على الاستغناء عن ربطة العنق والقميص وقدرتها على أن تحملك من النهار إلى المساء بسهولة، وتأثيرها في أنها تبدو عصرية وحيوية في أماكن العمل كما في سهرة حميمة، على شرط أن تكون على مقاسك.
للمناسبات العادية، وإجازات نهاية الأسبوع، يمكن تنسيقها مع بنطلون من الصوف أو الجينز وحذاء رياضي التصميم، أيا كانت طريقة غزلها، أي سواء كانت خفيفة وناعمة تعانق الجسم أو سميكة. في الحالتين يمكن ارتداؤها مع معطف يصل إلى الركبة.
تنسيقها مع بدلة رسمية أو شبابية من أكثر الإطلالات أناقة وعصرية حاليا، خصوصا إذا كان البنطلون مستقيما من أسفل وغير طويل، والحذاء بتصميم رياضي أو بلون جريء يكسر رسمية البدلة. أما إذا كانت الفكرة البقاء في إطار رسمي أنيق، فيمكن اختيار الكنزة من الكشمير، بلون قوي مثل الأزرق أو الأحمر التوتي، مع بدلة مزدوجة بصفي أزرار وحذاء «أكسفورد».
تجدر الإشارة إلى أن هذه القطعة لا تبدو نشازا في مناسبات السهرة والمساء، بل العكس تماما إذا جاءت مع سترة «بلايزر» مخملية أيا كان لونها، وبنطلون مفصل، وحذاء من الجلد اللامع. صحيح أن هذه الإطلالة لا تناسب الكل، إلا أنها لا تخلو من أناقة فضلا عما تمنحه من دفء وراحة.



المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
TT

المحلات الشعبية تستعين بالنجوم لاستقطاب الزبائن

تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)
تُرسِخ تجربة العارضة كايت موس مع محلات «زارا» التغير الذي طرأ على عالم الموضة (زارا)

إذا كنتِ مداومة على التسوق في محلات «زارا» لأسعارها ونوعية ما تطرحه، فإنكِ قد تتفاجئين أن تعاونها الأخير مع العارضة البريطانية المخضرمة كايت موس سيُكلَفكِ أكثر مما تعودت عليه. فهناك معطف قصير على شكل جاكيت من الجلد مثلاً يقدر سعره بـ999 دولاراً أميركياً، هذا عدا عن قطع أخرى تتراوح بين الـ200 و300 دولار.

تفوح من تصاميم كايت موس رائحة السبعينات (زارا)

ليست هذه المرة الأولى التي تخوض فيها كايت موس تجربة التصميم. كانت لها تجربة سابقة مع محلات «توب شوب» في بداية الألفية. لكنها المرة الأولى التي تتعاون فيها مع «زارا». ويبدو أن تعاون المحلات مع المشاهير سيزيد سخونة بالنظر إلى التحركات التي نتابعها منذ أكثر من عقد من الزمن. فعندما عيَنت دار «لوي فويتون» المنتج والمغني والفنان فاريل ويليامز مديراً إبداعياً لخطها الرجالي في شهر فبراير (شباط) من عام 2023، خلفاً لمصممها الراحل فرجيل أبلو؛ كان الخبر مثيراً للجدل والإعجاب في الوقت ذاته. الجدل لأنه لا يتمتع بأي مؤهلات أكاديمية؛ كونه لم يدرس فنون التصميم وتقنياته في معهد خاص ولا تدرب على يد مصمم مخضرم، والإعجاب لشجاعة هذه الخطوة، لا سيما أن دار «لوي فويتون» هي الدجاجة التي تبيض ذهباً لمجموعة «إل في إم إتش».

فاريل ويليامز مع فريق عمله يُحيّي ضيوفه بعد عرضه لربيع وصيف 2024 (أ.ف.ب)

بتعيينه مديراً إبداعياً بشكل رسمي، وصلت التعاونات بين بيوت الأزياء الكبيرة والنجوم المؤثرين إلى درجة غير مسبوقة. السبب الرئيسي بالنسبة لمجموعة «إل في إم إتش» أن جاذبية فاريل تكمن في نجوميته وعدد متابعيه والمعجبين بأسلوبه ونجاحه. فهي تتمتع بماكينة ضخمة وفريق عمل محترف يمكنها أن تُسخِرهما له، لتحقيق المطلوب.

صفقة «لوي فويتون» وفاريل ويليامز ليست الأولى وإن كانت الأكثر جرأة. سبقتها علاقة ناجحة بدأت في عام 2003 بين لاعب كرة السلة الأميركي الشهير مايكل جوردان وشركة «نايكي» أثمرت عدة منتجات لا تزال تثير الرغبة فيها وتحقق إيرادات عالية إلى الآن.

كان من الطبيعي أن تلفت هذه التعاونات شركات أخرى وأيضاً المحلات الشعبية، التي تعاني منذ فترة ركوداً، وتشجعها على خوض التجربة ذاتها. أملها أن تعمَّ الفائدة على الجميع: تحقق لها الأرباح باستقطاب شرائح أكبر من الزبائن، وطبعاً مردوداً مادياً لا يستهان به تحصل عليه النجمات أو عارضات الأزياء المتعاونات، فيما يفوز المستهلك بأزياء وإكسسوارات لا تفتقر للأناقة بأسعار متاحة للغالبية.

الجديد في هذه التعاونات أنها تطورت بشكل كبير. لم يعد يقتصر دور النجم فيها على أنه وجه يُمثلها، أو الظهور في حملات ترويجية، بل أصبح جزءاً من عملية الإبداع، بغضّ النظر عن إنْ كان يُتقن استعمال المقص والإبرة أم لا. المهم أن يكون له أسلوب مميز، ورؤية خاصة يُدلي بها لفريق عمل محترف يقوم بترجمتها على أرض الواقع. أما الأهم فهو أن تكون له شعبية في مجال تخصصه. حتى الآن يُعد التعاون بين شركة «نايكي» ولاعب السلة الشهير مايكل جوردان، الأنجح منذ عام 2003، ليصبح نموذجاً تحتذي به بقية العلامات التجارية والنجوم في الوقت ذاته. معظم النجوم حالياً يحلمون بتحقيق ما حققه جوردان، بعد أن أصبح رجل أعمال من الطراز الأول.

من تصاميم فكتوريا بيكهام لمحلات «مانغو»... (مانغو)

المغنية ريهانا مثلاً تعاونت مع شركة «بوما». وقَّعت عقداً لمدة خمس سنوات جُدِّد العام الماضي، نظراً إلى النقلة التي حققتها للشركة الألمانية. فالشركة كانت تمر بمشكلات لسنوات وبدأ وهجها يخفت، لتأتي ريهانا وترد لها سحرها وأهميتها الثقافية في السوق العالمية.

المغنية ريتا أورا، أيضاً تطرح منذ بضعة مواسم، تصاميم باسمها لمحلات «بريمارك» الشعبية. هذا عدا عن التعاونات السنوية التي بدأتها محلات «إتش آند إم» مع مصممين كبار منذ أكثر من عقد ولم يخفت وهجها لحد الآن. بالعكس لا تزال تحقق للمتاجر السويدية الأرباح. محلات «مانغو» هي الأخرى اتَّبعت هذا التقليد وبدأت التعاون مع أسماء مهمة مثل فيكتوريا بيكهام، التي طرحت في شهر أبريل (نيسان) الماضي تشكيلة تحمل بصماتها، تزامناً مع مرور 40 عاماً على إطلاقها. قبلها، تعاونت العلامة مع كل من SIMONMILLER وكاميل شاريير وبيرنيل تيسبايك.

سترة مخملية مع كنزة من الحرير بياقة على شكل ربطة عنق مزيَّنة بالكشاكش وبنطلون واسع من الدنيم (ماركس آند سبنسر)

سيينا ميلر و«ماركس آند سبنسر»

من هذا المنظور، لم يكن إعلان متاجر «ماركس آند سبنسر» عن تعاونها الثاني مع سيينا ميلر، الممثلة البريطانية وأيقونة الموضة، جديداً أو مفاجئاً. مثل كايت موس، تشتهر بأسلوبها الخاص الذي عشقته مجلات الموضة وتداولته بشكل كبير منذ بداية ظهورها. فهي واحدة ممن كان لهن تأثير في نشر أسلوب «البوهو» في بداية الألفية، كما أن تشكيلتها الأولى في بداية العام الحالي، حققت نجاحاً شجع على إعادة الكرَّة.

فستان طويل من الساتان المزيَّن بثنيات عند محيط الخصر يسهم في نحت الجسم (ماركس آند سبنسر)

موسم الأعياد والحفلات

بينما تزامن طرح تشكيلة «مانغو + فيكتوريا بيكهام» مع مرور 40 عاماً على انطلاقة العلامة، فإن توقيت التشكيلة الثانية لسيينا ميلر التي طُرحت في الأسواق في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أيضاً له دلالته، بحكم أننا على أبواب نهاية العام. فهذه تحتاج إلى أزياء وإكسسوارات أنيقة للحفلات. لم يكن الأمر صعباً على سيينا. فإلى جانب أنها تتمتع بأسلوب شخصي متميِز، فإنها تعرف كيف تحتفل بكل المناسبات بحكم شخصيتها المتفتحة على الحياة الاجتماعية.

وتعليقاً على هذا الموضوع، أعربت الممثلة عن سعادتها بالنجاح الذي حققته قائلةً: «أحببت العمل على التشكيلة الأولى ويملؤني الحماس لخوض التجربة مرة أخرى. فالتشكيلة الثانية تتسم بطابع مفعم بالمرح والأجواء الاحتفالية، إذ تضم قطعاً أنيقة بخطوط واضحة وأخرى مزينة بالفرو الاصطناعي، بالإضافة إلى فساتين الحفلات والتصاميم المزينة بالطبعات والنقشات الجريئة والإكسسوارات التي يسهل تنسيق بعضها مع بعض، إلى جانب سراويل الدنيم المفضلة لديّ التي تأتي ضمن لونين مختلفين».

فستان ماركس سهرة طويل من الحرير بأطراف مزينة بالدانتيل (ماركس آند سبنسر)

دمج بين الفينتاج والبوهو

تشمل التشكيلة وهي مخصصة للحفلات 23 قطعة، تستمد إلهامها من أسلوب سيينا الخاص في التنسيق إضافةً إلى أزياء مزينة بالترتر استوحتها من قطع «فينتاج» تمتلكها وجمَعتها عبر السنوات من أسواق «بورتوبيلو» في لندن، استعملت فيها هنا أقمشة كلاسيكية بملمس فاخر. لكن معظمها يتسم بقصَّات انسيابية تستحضر أسلوب «البوهو» الذي اشتهرت به.

مثلاً يبرز فستان طويل من الحرير ومزيَّن بأطراف من الدانتيل من بين القطع المفضلة لدى سيينا، في إشارةٍ إلى ميلها إلى كل ما هو «فينتاج»، كما يبرز فستانٌ بقصة قصيرة مزين بنقشة الشيفرون والترتر اللامع، وهو تصميمٌ يجسد تأثرها بأزياء الشخصية الخيالية التي ابتكرها المغني الراحل ديفيد بوي باسم «زيجي ستاردست» في ذلك الوقت.

طُرحت مجموعة من الإكسسوارات بألوان متنوعة لتكمل الأزياء وتضفي إطلالة متناسقة على صاحبتها (ماركس آند سبنسر)

إلى جانب الفساتين المنسابة، لم يتم تجاهُل شريحة تميل إلى دمج القطع المنفصلة بأسلوب يتماشى مع ذوقها وحياتها. لهؤلاء طُرحت مجموعة من الإكسسوارات والقطع المخصصة للحفلات، مثل كنزة من الدانتيل وبنطلونات واسعة بالأبيض والأسود، هذا عدا عن السترات المفصلة وقمصان الحرير التي يمكن تنسيقها بسهولة لحضور أي مناسبة مع أحذية وصنادل من الساتان بألوان شهية.

أرقام المبيعات تقول إن الإقبال على تشكيلات أيقونات الموضة جيد، بدليل أن ما طرحته كايت موس لمحلات «زارا» منذ أسابيع يشهد إقبالاً مدهشاً؛ كونه يتزامن أيضاً مع قرب حلول أعياد رأس السنة. ما نجحت فيه موس وميلر أنهما ركَزا على بيع أسلوبهما الخاص. رائحة السبعينات والـ«بوهو» يفوح منها، إلا أنها تتوجه إلى شابة في مقتبل العمر، سواء تعلق الأمر بفستان سهرة طويل أو جاكيت «توكسيدو» أو بنطلون واسع أو حذاء من الجلد.

رغم ما لهذه التعاونات من إيجابيات على كل الأطراف إلا أنها لا تخلو من بعض المطبات، عندما يكون النجم مثيراً للجدل. ليس أدلَّ على هذا من علاقة «أديداس» وعلامة «ييزي» لكيني ويست وما تعرضت له من هجوم بسبب تصريحات هذا الأخير، واتهامه بمعاداة السامية. لكن بالنسبة إلى ريهانا وفيكتوريا بيكهام وسيينا ميلر وكايت موس ومثيلاتهن، فإن الأمر مضمون، لعدم وجود أي تصريحات سياسية لهن أو مواقف قد تثير حفيظة أحد. كل اهتمامهن منصبٌّ على الأناقة وبيع الجمال.