الريال يقترب من تمديد عقد فينيسيوس رغم الاهتمام السعودي

سيتضمن شرطاً جزائياً بقيمة مليار يورو

فينيسيوس جونيور (رويترز)
فينيسيوس جونيور (رويترز)
TT

الريال يقترب من تمديد عقد فينيسيوس رغم الاهتمام السعودي

فينيسيوس جونيور (رويترز)
فينيسيوس جونيور (رويترز)

قالت عدة مصادر لـ«رويترز»، اليوم الخميس، إن ريال مدريد اقترب من التوصل لاتفاق لتمديد عقد فينيسيوس جونيور بعد أن بدأت المفاوضات في يناير (كانون الثاني)، وسط اهتمام من الدوري السعودي بالتوقيع مع الفائز بجائزة «ذا بيست» المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في صفقة قياسية.

وينتهي العقد الحالي لمهاجم البرازيل في موسم 2026 – 2027، لكن بطل إسبانيا تواصل مع ممثلي اللاعب الشهر الماضي لتقديم عرض جديد ووضع حداً للاهتمام السعودي المستمر منذ أكثر من عام.

وقال مصدر مقرب من فينيسيوس إنه رغم الاتصالات المتعددة من السعودية والرغبة بضمه لصفوف الأهلي لم تتم مناقشة أي عروض رسمية وتراجعت ثقة السعوديين في إتمام الصفقة في الأشهر الأخيرة.

ونفى ريال مدريد تلقيه أي اتصال من مسؤولين سعوديين، لكن مصدراً مقرباً من النادي قال إن مسؤولين من صندوق الاستثمارات العامة السعودي تواصلوا مع إدارة الفريق الإسباني خلال بطولة كأس السوبر الإسباني التي أقيمت في جدة مطلع يناير للاستفسار عن فينيسيوس.

لكن بطل أوروبا لم يظهر أي اهتمام بالتفاوض بشأن الانتقال، مسلطاً الضوء على أن دفع الشرط الجزائي في عقد فينيسيوس (24 عاماً) الذي تبلغ قيمته مليار يورو (1.04 مليار دولار) هو الطريقة الوحيدة التي ستسمح للبرازيلي بالرحيل.

وقال فينيسيوس لشبكة «تي إن تي سبورتس» بعد فوز ريال مدريد 3 - 2 على مانشستر سيتي في ذهاب الجولة الفاصلة المؤهلة لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء: «لا أعرف أي شيء، لم يتحدث معي أحد بشأن (العرض السعودي)».

وأضاف: «يتعين عليهم التحدث إلى رئيس (ريال مدريد). أتمنى أن أتمكن من البقاء هنا لفترة طويلة».

وتابع: «من المثير دائماً أن أتمكن من إجراء محادثات مع ريال مدريد بشأن تجديد عقدي. لدي عقد حتى عام 2027، لكنني تحدثت دائماً عن رغبتي في اللعب هنا لفترة طويلة، وأن أكون قادراً على صنع التاريخ هنا».

وجدد ريال مدريد عقد فينيسيوس في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023، وكان لمدة أربع سنوات براتب سنوي قدره 13.5 مليون يورو.

واختار فينيسيوس توقيع عقد أقصر، يعتمد على الحوافز بدلاً من العقود المعتادة التي تتراوح مدتها من خمس إلى ست سنوات التي يوقعها معظم لاعبي ريال مدريد، في رهان على تقدمه بوصفه واحداً من أبرز اللاعبين الشباب في أوروبا.

بعد الفوز بلقبي دوري الدرجة الأولى الإسباني ودوري أبطال أوروبا الموسم الماضي وحصوله على جائزة «ذا بيست» في عام 2024، قالت مصادر إن فينيسيوس نال مكافآت للأداء والولاء رفعت راتبه إلى قمة الأجور بريال مدريد.

ولم يكشف النادي أو اللاعبون عن الأرقام الموجودة في عقودهم، لكن مصادر متعددة قالت إن راتب فينيسيوس أصبح متساوياً بالفعل مع راتب المهاجم الجديد كيليان مبابي الذي يبلغ نحو 18 مليون يورو سنوياً.

لكن عقد مبابي قائد فرنسا يتضمن مكافأة توقيع بقيمة 100 مليون يورو ونسبة كبيرة من حقوق الصور، ما يجعله أحد الرياضيين الأعلى أجراً في العالم.

وبعد اجتماعين خلال الأسابيع القليلة الماضية في مدريد حضرهما والد فينيسيوس، قدم ريال مدريد راتباً جديداً، ومن المقرر عقد اجتماع ثالث بين مسؤولي النادي وفريق عمل اللاعب الأسبوع المقبل.

ويتزايد التفاؤل بين الجانبين بشأن التوصل قريباً إلى اتفاق بشأن تمديد عقد فينيسيوس.

وقال مصدر مقرب من اللاعب إنه ليس لديه أي اهتمام بالانضمام إلى ناد آخر في أوروبا، وسيبدأ فقط في الاستماع إلى العروض المقدمة من الأندية السعودية التي تفوق مليار يورو.

ويتمتع فينيسيوس وفريق عمله بالفعل بعلاقة تجارية مثمرة مع السعودية، وقد شارك في اجتماعات الرعاية والتجارة المتعلقة بالسياحة وأحداث الرياضة الإلكترونية.

كما أن هناك اهتماماً من المسؤولين السعوديين بجعله سفيراً لكأس العالم التي تستضيفها المملكة عام 2034.


مقالات ذات صلة

«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

رياضة عالمية حسرة لاعبي ريال مدريد بعد الهزيمة من سيلتا فيغو (أ.ب)

«لا ليغا»: ريال مدريد يسقط على ملعبه أمام سيلتا فيغو

سقط ريال مدريد على ملعبه ووسط جماهيره بخسارة مفاجئة أمام سيلتا فيغو بنتيجة صفر / 2، مساء الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية تشابي ألونسو المدير الفني لفريق ريال مدريد (د.ب.أ)

ألونسو: مبابي يمتلك طموح كريستيانو رونالدو

قارن تشابي ألونسو، المدير الفني لفريق ريال مدريد، نجمه الفرنسي كيليان مبابي، بالأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية مبابي محتفلاً بهدفه الأخير مع الريال أمام بلباو (أ.ف.ب)

مبابي يستعد لتحطيم رقم رونالدو القياسي

سيحاول مبابي مهاجم ريال مدريد تحطيم الرقم القياسي الذي حققه رونالدو الخاص بعدد الأهداف مع الفريق في عام واحد، عندما يستضيف ريال منافسه سيلتا فيغو الأحد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية الظهير الأيمن الإنجليزي ترنت ألكسندر - أرنولد تعرض لإصابة في الفخذ (رويترز)

إصابة ألكسندر - أرنولد قد تبعده شهرين عن الملاعب

تعرض الظهير الأيمن الإنجليزي ترنت ألكسندر - أرنولد لإصابة في الفخذ، وفق ما أعلن ناديه ريال مدريد، الخميس، فيما رجّحت وسائل إعلام إسبانية غيابه لمدة شهرين.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية ألونسو يثني على ريال مدريد ومبابي بعد الفوز (أ.ب)

ألونسو: ريال مدريد قدم أفضل نسخة هذا الموسم أمام أتلتيك بلباو

أشاد تشابي ألونسو، مدرب ريال مدريد، بحالة التركيز العالية لفريقه، مؤكداً أن الأداء أمام أتلتيك بلباو كان «الأفضل تكاملاً هذا الموسم».

«الشرق الأوسط» (مدريد )

«الدوري الإيطالي»: نابولي يستعيد الصدارة بثنائية في يوفنتوس

احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
TT

«الدوري الإيطالي»: نابولي يستعيد الصدارة بثنائية في يوفنتوس

احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)
احتفال لاعبي نابولي بالفوز على يوفنتوس (أ.ب)

كرَّس نابولي، حامل اللقب، تفوقه على يوفنتوس في معقله بالفوز عليه 2-1 بفضل ثنائية للدنماركي راسموس هويلوند، الأحد، في المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإيطالي لكرة القدم، ليتصدر مجدداً ووحيداً بانتظار نتيجة ميلان، الاثنين.

وبفوزه الرابع توالياً والعاشر للموسم، تصدر نابولي بفارق نقطة أمام إنتر، الفائز، السبت، على كومو 4-0، بانتظار نتيجة ميلان الذي يتخلف عنه بفارق ثلاث نقاط قبل مباراته، الاثنين، مع تورينو.

في المقابل، وبعد استفاقة دامت لثلاث مباريات متتالية، بينها فوز خارج الديار على بودو غليمت النرويجي 3-2 في دوري أبطال أوروبا، انتكس يوفنتوس مجدداً وتجمد رصيده عند 23 نقطة في المركز السابع بعد تلقيه الهزيمة الثالثة.

ويواصل نابولي انتصاراته رغم افتقاره إلى العديد من لاعبيه المؤثرين، آخرهم لاعب الوسط السلوفاكي ستانيسلاف لوبوتكا الذي انضم إلى البلجيكيين كيفن دي بروين وروميلو لوكاكو، والكاميروني أندري-فرانك زامبو أنغويسا.

وافتقر يوفنتوس بدوره لمهاجمه الصربي دوشان فلاهوفيتش الذي يغيب حتى مارس (آذار) بسبب الإصابة، بينما يحتاج قلب الدفاع فيديريكو غاتي إلى جراحة في الركبة بعد إصابته خلال الفوز على أودينيزي 2-0 في الكأس، الثلاثاء.

وتواصلت عقدة يوفنتوس في معقل نابولي، حيث مني بهزيمته الثامنة توالياً بين جماهير الفريق الجنوبي الذي كان يواجه لوتشانو سباليتي، المدرب الذي قاده في 2023 إلى لقبه الأول في الدوري منذ 1990.

وأنهى الفريق الجنوبي الذي يشرف عليه لاعب ومدرب يوفنتوس السابق أنتونيو كونتي، الشوط الأول متقدماً عن جدارة بهدف هويلوند منذ الدقيقة السابعة بتمريرة من البرازيلي دافيد نيريش بعد مجهود رائع على الجهة اليمنى.

وكان بإمكان حامل اللقب إضافة مزيد من الأهداف قبل دخول استراحة الشوطين استناداً إلى الفرص التي حصل عليها وأبزرها للاسكوتلندي المتألق سكوت ماكتوميناي الذي ارتدّت رأسيته من القائم (1+45).

وواصل نابولي أفضليته وفرصه في الشوط الثاني لكن من دون توفيق، فدفع الثمن لأن يوفنتوس أدرك التعادل من هجمة مرتدة شارك فيها التركي كينان يلديز، وأنهاها بتسديده الكرة في الشباك من زاوية صعبة بعد تمريرة من الأميركي ويستون ماكيني (59).

إلا أن هويلوند ضرب مجدداً وهذه المرة برأسية بعدما وصلت إليه الكرة بالخطأ من رأس ماكيني (78)، مانحاً فريقه النقاط الثلاث والصدارة.


هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
TT

هل تصريحات صلاح تحدٍّ لسلطة سلوت أم إعلان نهاية لمشواره؟

صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)
صلاح قام بتصريحات نارية تبدو وأنها إشارات لنهاية مسيرته مع ليفربول (ا ف ب)

البعض يرى استحقاق صلاح معاملة تماثل رونالدو وميسي بعد إنجازاته التاريخية مع ليفربول

فتح النجم المصري محمد صلاح أبواب الجدل بشأن مسيرته مع فريقه ليفربول، بعد الانتقادات اللاذعة إلى مدربه الهولندي آرني سلوت الذي أبعده عن التشكيلة في مباراة التعادل مع ليدز يونايتد 3 - 3 مساء أول من أمس، ضمن المرحلة الـ15 من الدوري الإنجليزي الممتاز.

لقد زادت المقابلة الصحافية النارية لصلاح الضغط على سلوت، الذي يعاني بالفعل مع ادعاء الجناح، البالغ من العمر 33 عاماً، أن علاقتهما «انهارت»، في إشارة تُعدّ تحدياً واضحاً لسلطة المدير الفني الهولندي من قبل أحد أبرز لاعبي ليفربول؛ إن لم يكن أفضلهم خلال السنوات الأخيرة.

«الملك المصري»، كما يُطلق عليه مشجعو ليفربول، أطلق تصريحات نارية أصبح من الصعب بعدها تصور كيف يُمكن التوفيق بينه وبين المدير الفني بعد كل هذه الانتقادات الشخصية والعلنية.

وقال صلاح إنه يشعر بأنه «خُذل» من قبل النادي بعد جلوسه على مقاعد البدلاء في المباريات الثلاث الأخيرة، ملمحاً إلى أن المباراة المقررة الأسبوع المقبل أمام برايتون قد تكون الأخيرة له مع بطل إنجلترا قبل الرحيل عن صفوف الفريق في سوق الانتقالات الشتوية.

ويغادر صلاح بعد مباراة برايتون للالتحاق بمنتخب بلاده للمشاركة في نهائيات «كأس أمم أفريقيا» في المغرب.

وأوضح صلاح قبل خروجه من ملعب «إيلاند رود» معقل فريق ليدز: «أنا محبط جداً جداً... لقد قدمت الكثير لهذا النادي على مر السنين، خصوصاً الموسم الماضي».

وأضاف: «الآن أنا جالس على مقاعد البدلاء ولا أعرف لماذا. يبدو أن النادي تخلى عني. هذا هو شعوري. أعتقد أن الأمر واضح جداً أن هناك من أراد أن يحملني كل اللوم عن سوء نتائج الفريق».

وتابع: «تلقيت كثيراً من الوعود في الصيف، وحتى الآن أنا على مقاعد البدلاء منذ 3 مباريات، لذلك لا يمكنني القول إنهم أوفوا بوعودهم. قلت مراراً من قبل إن علاقتي بالمدرب كانت جيدة، وفجأة لم تعد هناك أي علاقة. لا أعرف لماذا، لكن كما أراه، يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي». وأردف: «هذا النادي سأظل دائماً أدعمه. أطفالي سيدعمونه دائماً. أنا أحب النادي كثيراً، وسأظل كذلك. اتصلت بوالدتي التي كانت تسأل هل سألعب أمام برايتون أم لا. قلت لها تعالوا إلى مباراة برايتون المقبلة. لا أعرف إن كنت سأشارك فيها أم لا، لكنني سأستمتع بها لعلها الأخيرة».

وتابع: «لا أعرف ما الذي سيحدث الآن. سأكون في (آنفيلد) لأودع الجماهير وأذهب إلى كأس أفريقيا. لا أعرف ما الذي سيحدث عندما أكون هناك».

علاقة الود بين سلوت وصلاح انقلبت مع تدهور نتائج ليفربول (غيتي)cut out

ويعاني صلاح وليفربول خلال الفترة الأخيرة؛ إذ فاز الفريق مرة واحدة في آخر 6 مباريات بمختلف المسابقات، وتراجع إلى المركز الثامن في ترتيب الدوري الممتاز بفارق 10 نقاط عن آرسنال المتصدر.

ويعدّ صلاح ثالث أفضل هداف في تاريخ ليفربول برصيد 250 هدفاً في 420 مباراة، وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي مرتين ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة منذ انضمامه من روما الإيطالي عام 2017. لكن اللاعب ظهر بعيداً عن مستواه المعتاد خلال معاناة ليفربول هذا الموسم؛ إذ حقق الفريق فوزين فقط في آخر 10 مباريات بالدوري.

وسجل صلاح 5 أهداف فقط في 19 مباراة هذا الموسم، لكنه كان أساسياً حتى الفوز على وست هام يونايتد 2 - 0 الأسبوع الماضي. وشارك صلاح بديلاً في التعادل أمام سندرلاند 1 - 1 في «آنفيلد» الأربعاء الماضي دون تأثير يُذكر.

ودافع سلوت عن قراره إبقاء صلاح على دكة البدلاء أمام ليدز يونايتد قائلاً: «كان الأمر يتعلق أكثر بالتحكم في المباراة (عند التقدم 3 - 2) ولم نكن بحاجة إلى دعم الهجوم».

وأضاف: «عادة عندما نحتاج إلى هدف، مثل الأسبوع الماضي أمام سندرلاند، نشرك محمد».

من المؤكد أن تصريحات صلاح ستزيد الضغط على سلوت الذي يواجه بالفعل انتقادات كبيرة مع تراجع النتائج.

بالنسبة إلى نادٍ يفخر بقدرته على إدارة شؤونه داخلياً بعيداً عن وسائل الإعلام، ويعتمد على الاستقرار والهدوء، فقد فجرت ثورة صلاح حالة من السخط داخل ليفربول. إنه تمرد مذهل من لاعب حقق عن جدارة مكانة عظيمة في تاريخ النادي على مر العصور.

وما زاد الأمر سوءاً بالنسبة إلى سلوت وليفربول أن هذا الهجوم من صلاح جاء وهو خارج الخطوط يشاهد الفريق يستقبل هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة لتنتهي المباراة أمام ليدز بالتعادل 3 - 3 بعد أن كان ليفربول متقدما بهدفين دون رد.

لم ينجح سلوت في إيجاد حلول للمشكلات التي أدت إلى تراجع مستوى ليفربول هذا الموسم، على الرغم من إنفاق النادي نحو 450 مليون جنيه إسترليني لتدعيم صفوفه في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. لكن كبرى هذه المشكلات وقعت عندما قرر صلاح التعبير عن غضبه الواضح من الطريقة التي يُعامل بها.

يختار صلاح كلماته بعناية شديدة. وفي معظم المباريات منذ وصوله إلى ليفربول قادماً من روما عام 2017، كان النجم المصري يرفض طلبات الصحافيين المنتظرين للتحدث معه. ولا يتغير هذا الأمر إلا عندما يرغب صلاح نفسه في الحديث، كما حدث عندما وقف خارج ملعب «سانت ماري» في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بعد تسجيله هدفين في المباراة التي فاز فيها ليفربول بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ساوثهامبتون ليعلن أنه «ربما يكون أقرب للرحيل من البقاء» في ليفربول، حيث كانت مفاوضات تجديد عقده تسير ببطء.

وحُلّ هذا المأزق عندما وقّع عقداً لمدة عامين في أبريل (نيسان) الماضي، واحتفل صلاح بعقده الجديد بالجلوس على عرشه مرتدياً قميص ليفربول في ملعب «آنفيلد». كان كل هذا بعيداً كل البعد عن الحالة التي ظهر عليها النجم المصري في ملعب «إيلاند رود» مساء أول من أمس. لقد أصبح صلاح بالفعل أقرب للرحيل أكثر من أي وقت مضى، وإذا انتهت مسيرته مع ليفربول بهذه المرارة، فسيكون وداعاً حزيناً للغاية. وإذا كانت كلمات النجم المصري بمثابة تحدٍّ لليفربول وسلوت، فهي معركة من غير المرجح أن يفوز بها، على عكس الوضع في مثل هذا التوقيت من الموسم الماضي... رغم تفهم الحزن الذي يشعر به صلاح بعد هذا المشوار التاريخي بإبقائه على مقاعد البدلاء.

خلد صلاح اسمه في تاريخ هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز، بتسجيله 188 هدفاً وتقدّيم 88 تمريرة حاسمة، وبات يحتل المركز الثالث في قائمة هدافي ليفربول على مر العصور، خلف إيان راش وروجر هانت.

في الواقع، يقدم صلاح مستويات هذا الموسم تتناقض تماماً مع ما كان يقدمه خلال الموسم الماضي، حين كان يبدو مدفوعاً برغبة شخصية في إعادة لقب الدوري إلى ملعب «آنفيلد»، وهو ما نجح حقاً في فعله، حيث سجل 34 هدفاً في 50 مباراة بدأها أساسياً في جميع المسابقات. أما خلال الموسم الحالي، فقد شارك صلاح في التشكيلة الأساسية في 16 مباراة، وسجل 5 أهداف فقط.

كان المدير الفني الهولندي يبحث عن حلول في ظل معاناة حامل اللقب، لذا قرر استبعاد صلاح من التشكيلة الأساسية واستكشاف كيفية التأقلم من دونه، ليس فقط على المدى القصير، بل على المدى البعيد أيضاً، حيث يستعد صلاح للانضمام إلى منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وهو أمر جعل الجناح المخضرم يدرك أنه لم يعد يضمن المشاركة في التشكيلة الأساسية بشكل تلقائي.

ستُقام المباراة المقبلة على ملعب «آنفيلد»، عندما يواجه ليفربول برايتون يوم السبت، تحت أنظار الجميع، حيث ستكون بمثابة اختبار للجماهير العاشقة لصلاح، التي لم تصب غضبها على سلوت بعدُ رغم تراجع المستوى هذا الموسم. ويرى كثيرون أن صلاح يستحق التقدير ومعاملته مثل الأسطورتين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي، خصوصاً أنه كان الأحق بجائزة «الأفضل في العالم» هذا العام وفقاً لأرقامه القياسية على مدار المواسم الـ5 أو الـ6 الماضية.

من الصعب أن نتصور أن النادي سيضحي بالمدير الفني بسبب انتقادات من لاعب في نهاية مسيرته الكروية، مهما كانت تلك المسيرة رائعة.

لقد أظهرت مكانة صلاح وشخصيته الفولاذية قدرته على تحدي سلطات المدير الفني من قبل، كما حدث عندما دخل في مشادة كلامية حادة مع المدير الفني الألماني يورغن كلوب على خط التماس عندما سجل وست هام هدفاً بينما كان ينتظر مشاركته بديلاً في أبريل (نيسان) 2024. في تلك المناسبة، رفض صلاح التوقف في المنطقة التي يمكن للاعبين فيها التحدث إلى وسائل الإعلام، قائلاً ببساطة: «إذا تحدثت، فستشتعل الأمور». أما هذه المرة، فقد اختار صلاح التحدث في ملعب «إيلاند رود»، وهو الأمر الذي أشعل الأمور بالنسبة إلى سلوت وليفربول!


هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
TT

هل ما زال هناك طريق للعودة بين محمد صلاح وليفربول؟

محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)
محمد صلاح في كل مكان في ليفربول (رويترز)

لن يُمحى بسهولة من ذاكرة الدوري الإنجليزي واحداً من أكثر التصريحات صدمة في حقبة «البريميرليغ»، حين أعلن محمد صلاح أن علاقته بمدربه آرني سلوت «انهارت»، عقب ثالث مباراة يجلس فيها على دكة البدلاء، وتحديداً بعد التعادل 3-3 أمام ليدز يونايتد.

وبين حديثه عن «رميه تحت الحافلة» ووجود «من لا يريده في النادي»، بدا واضحاً أن الشرخ بين النجم المصري وإدارة ليفربول وصل إلى نقطة حرجة، خصوصاً في لحظة يعاني فيها حامل اللقب من تراجع كبير وضعه في المركز التاسع.

السؤال الآن بحسب شبكة «بي سي سي البريطانية» : هل يمكن إصلاح ما حدث؟ وهل يرتدي صلاح قميص ليفربول مجدداً قبل رحيله المحتمل إلى كأس الأمم الأفريقية؟

علاقة منكسرة بالفعل

بحسب مراسل «بي بي سي البريطانية» سامي مقبل، فقد أكدت مصادر مطلعة أن علاقة صلاح بسلوت «مكسورة فعلياً»، وأن اللاعب لا يرى مستقبلاً مع ليفربول طالما استمر المدرب الهولندي. وهي مفارقة لافتة، بعدما احتفلا معاً قبل ثمانية أشهر فقط بلقب الدوري، وتزامن ذلك مع إعلان عقد جديد ضخم لصلاح.

وتشير المصادر إلى أن صلاح استاء من رواية إعلامية آخذة في الانتشار، مفادها أنه أحد أسباب تراجع أداء الفريق هذا الموسم، وأن سلوت – برأيه – تأثر بهذه الضغوط. كما يعتقد أن التغييرات التكتيكية المرتبطة بسوق الانتقالات لا تخدمه داخل الملعب.

في المقابل، تصر تلك المصادر على حب صلاح الكبير لليفربول وإحباطه العميق من مستوى الفريق مؤخراً، لكن ذلك لم يمنعه من التفكير في خيارات أخرى، في ظل اهتمام واضح من الدوري السعودي وعلى رأسه الهلال بقيادة سيموني إنزاغي.

يوم حاسم ينتظر ليفربول

سيبدأ أسبوع بالغ الحساسية لليفربول وصلاح حيث :

الاثنين: الفريق سيخوض تدريباً مفتوحاً صباحاً قبل السفر إلى ميلانو لمواجهة إنتر في دوري أبطال أوروبا. كل الأنظار ستتجه لمعرفة ما إذا كان صلاح سيشارك في المران، وهل سيرافق الفريق إلى إيطاليا.

الاثنين مساءً: سيلتقي سلوت الإعلام لأول مرة منذ انفجار تصريحات صلاح. وسيواجه سيلاً من الأسئلة:

هل تفاجأ بالتصريحات؟ هل ما زال صلاح جزءاً من خططه؟ هل يمكن إصلاح العلاقة؟

الثلاثاء: مباراة إنتر. فوز يعيد ليفربول إلى المراكز الثمانية الأولى بدوري الأبطال... ولكن هل سيكون صلاح جزءاً منها؟

السبت: ليفربول × برايتون في آنفيلد، المباراة الأخيرة قبل انضمام صلاح لمنتخب مصر استعداداً لكأس أفريقيا في المغرب.

حتى وجوده في الملعب لم يعد مؤكداً. أما رد فعل الجماهير، فهو فصل آخر لا يقل تعقيداً.

ردود الفعل: خطأ فادح من صلاح؟

روب غرين – حارس إنجلترا السابق (راديو بي بي سي فايف): «صلاح عادة لا يتحدث إلا حين تسوء الأمور. لكن تصريحاته هذه منحت سلوت هدية. يمكنه الآن اتخاذ القرار الذي يريد: إمّا إبعاده تماماً وإثبات أن لا أحد أكبر من النادي، أو إعادته بهدوء وبشروطه هو.

لقد ارتكب صلاح خطأً... كان عليه أن يصمت، فالضغط كان سيزداد تلقائياً على المدرب مع كل مباراة يبقى فيها على الدكة.»

كونور مكنامارا – معلق بي بي سي: «صلاح خرج إلى المنطقة المختلطة وهو يعلم تماماً أنه يريد التحدث. بينما كان سلوت يتحدث في المؤتمر الصحافي، كان عدد الصحافيين حول صلاح أكبر من الموجودين في الداخل. كانت تلك لحظة قلبت كل شيء.»

مايكل أوين – نجم ليفربول السابق عبر منصة «إكس»: «يا صلاح... أتفهم كل ما تشعر به. لقد حملت هذا الفريق لسنوات. لكن في كرة القدم لا يمكنك قول ما قلته. ستذهب إلى أفريقيا بعد أيام... كان يجب أن تبتلع غضبك وتنتظر عودتك.»

خلاصة: سبعة أيام حاسمة لمستقبل أسطورة

جميع المؤشرات تقول إن الشرخ كبير، والثقة تراجعت، والوضع انفجر في العلن. والسؤال المطروح في آنفيلد:

هل كان صلاح يوجّه رسائل للخروج؟ أم أنها لحظة غضب لا رجعة عنها؟

خلال الأيام السبعة المقبلة سيُحسم مصير أحد أعظم لاعبي ليفربول في التاريخ... وربما تكون النهاية أقرب مما يظن الجميع.