العالم يتحضر لـ«عيد الحب»... كيف بدأ؟ وما أبرز التقاليد؟ (صور)

بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)
بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)
TT
20

العالم يتحضر لـ«عيد الحب»... كيف بدأ؟ وما أبرز التقاليد؟ (صور)

بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)
بالونات عيد الحب تُعرض داخل أحد المتاجر بأميركا (أ.ب)

يتحضَّر الكثير من الأشخاص حول العالم للاحتفال بـ«عيد الفالنتاين» أو ما يُعرف بعيد الحب، الذي يصادف يوم 14 فبراير (شباط)، حيث يُعبِّر خلاله العشاق عن عاطفتهم بالرسائل والهدايا.

رجل يلتقط صورة مع مجموعة من الورود الحمراء في متجره أثناء استعداده لعيد الحب في أستراليا (رويترز)
رجل يلتقط صورة مع مجموعة من الورود الحمراء في متجره أثناء استعداده لعيد الحب في أستراليا (رويترز)

ونظراً لتشابههما، فقد قيل إن العيد له أصول في مهرجان لوبركاليا الروماني، الذي كان يُعقد في منتصف فبراير. وكان المهرجان، الذي يحتفل بقدوم الربيع، يتضمن طقوس الخصوبة وتزويج النساء بالرجال.

زبائن يتسوقون في سوق الزهور بسيدني استعداداً لعيد الحب (رويترز)
زبائن يتسوقون في سوق الزهور بسيدني استعداداً لعيد الحب (رويترز)

وفي نهاية القرن الخامس، حظر البابا جيلاسيوس الأول الاحتفال، ويُنسب إليه أحياناً استبداله بعيد القديس فالنتاين. ولم يتم الاحتفال بعيد فالنتاين باعتباره يوماً للرومانسية حتى نحو القرن الرابع عشر، وفقاً لتقرير لموقع «الموسوعة البريطانية - بريتانيكا».

قطتان كبيرتان مصنوعتان من الشوكولاته معروضتان في نافذة في بلجيكا (أ.ب)
قطتان كبيرتان مصنوعتان من الشوكولاته معروضتان في نافذة في بلجيكا (أ.ب)

كيف أخذ العيد اسمه؟

عيد فالنتاين ربما أخذ اسمه من كاهن قتل نحو عام 270 ميلادي على يد الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني جوثيكوس. وفقاً للأسطورة، وقَّع الكاهن على رسالة «من فالنتاين» إلى ابنة سجانه، التي أصبح صديقاً لها، ووفقاً لبعض الروايات، شفاها من العمى.

حلوى على شكل قلوب (أ.ب)
حلوى على شكل قلوب (أ.ب)

وتقول روايات أخرى إن القديس فالنتاين من تيرني، وهو أسقف، هو الذي سمي العيد باسمه، رغم أنه قد يكون القديسان شخصاً واحداً في الواقع. وتشرح أسطورة شائعة أخرى أن القديس فالنتاين تحدى أوامر الإمبراطور وقام بتزويج الناس سراً لتجنيب الرجال الحرب - ولهذا السبب يرتبط عيده بالحب.

صناديق شوكولاته عيد الحب تظهر على رف داخل أحد المتاجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
صناديق شوكولاته عيد الحب تظهر على رف داخل أحد المتاجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

أبرز التقاليد

يحظى عيد الحب بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، وكذلك في بريطانيا وكندا وأستراليا، كما يتم الاحتفال به في دول أخرى، بما في ذلك الأرجنتين وفرنسا والمكسيك وكوريا الجنوبية. وفي الفلبين، يعد عيد الحب هو الذكرى السنوية الأكثر شيوعاً للزواج.

صناديق شوكولاته مخصصة لعيد الحب معروضة على أحد الرفوف في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)
صناديق شوكولاته مخصصة لعيد الحب معروضة على أحد الرفوف في متجر بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

يتم الاحتفال بعيد الحب عادة من خلال تبادل بطاقات المعايدة المصنوعة يدوياً أو المشتراة من المتاجر أو غيرها من رموز المودة مثل الشوكولاته التي تُزيّن بالقلوب عادة، والزهور الحمراء.

زوجان هنديان ينظران إلى الألعاب المحشوة المعروضة للبيع قبيل عيد الحب (إ.ب.أ)
زوجان هنديان ينظران إلى الألعاب المحشوة المعروضة للبيع قبيل عيد الحب (إ.ب.أ)

في العديد من المدارس، أصبح من المعتاد أن يحضر الطلاب الصغار بطاقات المعايدة لتبادلها مع زملائهم في الفصل، تعبيراً عن المودة.

عامل يحمل قلوب عيد الحب المصنوعة من الشوكولاته في بلجيكا (أ.ب)
عامل يحمل قلوب عيد الحب المصنوعة من الشوكولاته في بلجيكا (أ.ب)

وقد تختلف تقاليد الاحتفال بهذا العيد من بلد إلى آخر، ولكنها دائماً ما تكون مرتبطة بالعشاء الهادئ والورود الحمراء والهدايا المفعمة بالعاطفة والموسيقى الرومانسية والشوكولاته المزينة.

يبدو أن عادة تبادل بطاقات المعايدة قد بدأت في أوروبا والولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، إلا أن بعض الأساطير تنسب تبادل الرسائل والبطاقات إلى القديس فالنتاين نفسه.


مقالات ذات صلة

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

يوميات الشرق موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

موسيقى فبراير... النصف الأول حبّ والثاني تترات مسلسلات

تنوّعت إصدارات الشهر ما بين أغانٍ عاطفية احتفت بعيد الحب، وتترات مسلسلات واكبت انطلاقة دراما رمضان 2025.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لوحات الفنانة فاطمة حسن مشحونة بالمشاعر (الشرق الأوسط)

«إيكادولي»... معرض مصري يستلهم الحبّ في النوبة

الاهتمام بالتفاصيل والقدرة على نقل المشاعر، من خلال الإيماءات والسرد البصري، يجعلان أعمال المصرية فاطمة حسن تعبيرات متنوّعة عن العاطفة والمودّة.

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون (رويترز) play-circle

للمرة الأولى... ويليام وكيت ينشران صورة احتفالاً بـ«عيد الحب»

نشر الأمير البريطاني ويليام وزوجته كيت ميدلتون صورة لهما في غابة للاحتفال بعيد الحب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رجل إندونيسي وشريكته التايلاندية يحضران حفلاً بمناسبة عيد الحب (إ.ب.أ)

«مفجر الحب»... خبيرة تكشف أكثر أنواع الشركاء المحتملين سمية

هل سبق لك أن قابلت شخصاً بدا معجباً بك للغاية؟ شعرت بالسعادة معه، ولكن بدا الأمر جيداً لدرجة يصعب تصديقها؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق كريكور آرويان وزوجته لور الحاج... 6 عقود من الحب وصناعة المنقوشة (الشرق الأوسط)

كريكور ولور... حبٌّ من عمر المنقوشة ومتّقدٌ كما نارها

قصة حبٍّ عمرُها 60 عاماً ما زالت تتجدّد كل يوم، مع كل منقوشة يصنعها كريكور ولور لزوّار يأتون من أنحاء العالم إلى أحد أقدم أفران لبنان.

كريستين حبيب (بيروت)

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
TT
20

صديقان يعثران على كنز تاريخي بقيمة 4 ملايين دولار فينتهي بهما الأمر في السجن... لماذا؟

جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)
جورج باول (يمين) ولايتون ديفيز (بي بي سي)

تحوّل صديقان بريطانيان من «كاشفي معادن» إلى «سجينين» بعد أن أُدينا بسرقة أحد أكبر الكنوز المكتشفة في تاريخ الجزر البريطانية، بقيمة 3 ملايين جنيه إسترليني (نحو 4 ملايين دولار).

وتعود جذور القصة إلى أكثر من ألف عام، وتحديداً إلى أوائل العصور الوسطى في بريطانيا، عندما دُفنت مجوهرات ذهبية وسبائك فضية ومئات العملات المعدنية على يد شخص مجهول، يُرجَّح أنه عضو في أحد جيوش الفايكنغ التي كانت تنسحب من بريطانيا آنذاك، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفُقدت هذه الكنوز في غياهب التاريخ حتى صباح أحد أيام يونيو (حزيران) 2015، عندما بدأ كاشفا المعادن جورج باول، من مدينة نيوبورت الويلزية، وصديقه لايتون ديفيز، من بونتيبريد المجاورة، في مسح أرض في حقل بمقاطعة هيريفوردشاير، وعندها اكتشف الثنائي الكنز المفقود منذ زمن طويل، وظنا أنهما سيُصبحان أغنياء وأن حياتهما ستتغير إلى الأبد.

لكن واحدة فقط من الأمنيتين تحققت، فقد تغيرت حياتهما إلى الأبد.

ويحتاج أي شخص إلى إذن من مالك الأرض للكشف في أرضه، ولم يكن لدى باول وديفيز إذن بالوجود في الحقل الذي اكتشفا فيه الكنز. ثم، بدلاً من إبلاغ مالك الأرض والطبيب الشرعي المحلي بالاكتشاف خلال 14 يوماً كما يقتضي القانون، وضع الثنائي الكنز في كيس بلاستيكي وعادا من حيث أتيا، ونشرا صور اكتشافهما على موقع متخصص في الكشف عن الكنوز.

وحذف الصديقان الصور من الموقع ومن هواتفهما بعد ذلك بوقت قصير، لكن الإنترنت وبرامج الكشف التابعة للشرطة «لا تنسى أبداً»، وفق «بي بي سي».

وحاول باول معرفة المزيد عن الكنز بالتواصل مع تاجر العملات، بول ويلز، في متجر تحف بكارديف. وكان ويلز برفقة تاجر التحف، جيسون سلام، وعندما رأى نحو 12 عملة فضية معروضة على طاولة، صُدم. وقال ويلز: «بدت كما لو أنها دُفنت في الأرض يوم سكها. كما لو أنها لم تُستخدم قط لشراء شيء». وأضاف: «للوهلة الأولى، ظننت أنها من العصور الوسطى، من القرن الحادي عشر أو الثاني عشر». أما سلام فكان أكثر حماسة وقال إنها ربما تعود إلى القرن السابع أو الثامن.

كذب باول وديفيز وأخبرا التجار أنهما حصلا على إذن من مالك الأرض للحفر، قبل أن يُخرجا «أجمل ما عُثر عليه»، ثلاث قطع من المجوهرات الذهبية.

وحذّر التاجران الرجلين من أنهما في منطقة خطرة، وعليهما الإعلان بصورة قانونية عن هذا الاكتشاف، لكن ويلز قال إن باول «لم يُصغِ لما قاله». وافق ويلز بعد ذلك على أخذ بعض العملات المعدنية و«الاعتناء بها».

تناهى الأمر إلى مسامع بيتر ريفيل، الذي كان مسؤولاً عن الاكتشافات في برنامج الآثار المحمولة بالمتحف البريطاني عام 2015. وقال: «كانت هناك إشاعة تدور حول العثور على شيء مهم، والتفاصيل هي أن أحدهم عثر على كنز ضخم من العملات المعدنية من العصور الوسطى، وكان هناك ما لا يقل عن 300 عملة معدنية».

استعان ريفيل بشبكة خبراء الكشف الأثري لديه لمعرفة ما إذا كان أي شخص قد سمع أي شيء مؤكد، وعادوا جميعاً قائلين إنهم سمعوا الشيء نفسه تقريباً: «عُثر على كنز ضخم من العصور الوسطى».

وصلت الصور المحذوفة التي نشرها باول وديفيز على الإنترنت إلى ريفيل، الذي بحث عن عنوان بريد إلكتروني للصديقين، وأخبرهما أن أمامهما 14 يوماً للإبلاغ عن الاكتشاف. لكن باول وديفيز لم يلتزما بالنصيحة مرة أخرى.

فلقد سلما المجوهرات لمتاحف ويلز، لكن معظم العملات المعدنية الـ300 ظل «مفقوداً». وعند هذه النقطة، بدأت الشرطة التحقيق.

وفي عام 2019، تمت إدانة باول وديفيز بالسرقة و«إخفاء ما عثرا عليه». وحُكم على باول بالسجن عشر سنوات، خُفِّضت لاحقاً إلى ست سنوات ونصف عند الاستئناف، بينما سُجن ديفيز ثماني سنوات ونصف، خُفِّضت لاحقاً إلى خمس سنوات. وأُدين ويلز، تاجر العملات، بـ«إخفاء ما عثر عليه»، وحُكِم عليه بالسجن 12 شهراً مع إيقاف التنفيذ.

قضى باول وديفيز عقوبتيهما، لكن المحكمة أمرتهما لاحقاً برد نحو 600 ألف جنيه إسترليني لكلٍّ منهما، لاعتقاد القاضي أنهما ما زالا يُخفيان بشكل غير قانوني ما يصل إلى 270 قطعة نقدية ومجوهرات بهدف التربح منها.

وبعد جلسة استماع لإنفاذ الحكم في سبتمبر (أيلول) 2024، حُكم على ديفيز بالسجن خمس سنوات وثلاثة أشهر إضافية لتخلفه عن سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني. أما باول، فقد فر هارباً، وأُلقي القبض عليه في نهاية المطاف واحتُجز في إدنبرة، قبل إطلاق سراحه في ديسمبر (كانون الأول). لكن عندما كان من المقرر أن يمثل أمام المحكمة في يناير (كانون الثاني) 2025 للرد على تهمة عدم سداد مبلغ الـ600 ألف جنيه إسترليني، هرب مرة أخرى، ولا يزال هارباً حتى الآن.