إردوغان يستقبل وفداً من «حماس»

لبحث التطورات في غزة عقب وقف إطلاق النار

لقاء إردوغان ووفد «حماس» في أنقرة (الرئاسة التركية)
لقاء إردوغان ووفد «حماس» في أنقرة (الرئاسة التركية)
TT
20

إردوغان يستقبل وفداً من «حماس»

لقاء إردوغان ووفد «حماس» في أنقرة (الرئاسة التركية)
لقاء إردوغان ووفد «حماس» في أنقرة (الرئاسة التركية)

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وفداً من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، بالقصر الرئاسي في أنقرة الأربعاء.

وترأس وفد «حماس» رئيس مجلس الشورى بالحركة محمد درويش، وضم كلاً من رئيس الحركة في الخارج، خالد مشعل، ورئيس الحركة في غزة، خليل الحية، ورئيسها في الضفة الغربية زاهر جبارين.

وحضر اللقاء من الجانب التركي كل من وزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس المخابرات إبراهيم كالن، وكبير مستشاري الرئيس التركي لشؤون السياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغطاي كيليتش.

وجاء اللقاء، الذي لم يعلن عنه بشكل مسبق، في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل في قطاع غزة، الذي تم التوصل إليه بوساطة من أميركا ومصر وقطر، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الحالي.

إردوغان خلال لقاء وفد «حماس» برئاسة محمد درويش (الرئاسة التركية)
إردوغان خلال لقاء وفد «حماس» برئاسة محمد درويش (الرئاسة التركية)

ويطبق الاتفاق على 3 مراحل، تستمر المرحلة الأولى 42 يوماً، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلتين ثانية وثالثة وصولاً لإنهاء الحرب في غزة.

وكانت تركيا رحبت بالاتفاق وطالبت المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل بتطبيقه وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة في الوقت ذاته، أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي وحل القضية الفلسطينية على أساس عادل وشامل.

وقبل لقائه وفد «حماس»، حيث جرى بحث الوضع في غزة والأراضي الفلسطينية والتطورات التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار والانتهاكات الإسرائيلية والمساعدات الإنسانية وإعادة إعمار غزة، قال إردوغان إن التاريخ يكتب مجدداً في المنطقة من سوريا إلى فلسطين.

إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً أمام نواب حزبه بالبرلمان (الرئاسة التركية)

وأضاف إردوغان، في كلمة أمام نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان الأربعاء: «تعاد كتابة التاريخ في منطقتنا من سوريا إلى فلسطين، ولا تنسوا أبداً أن قرننا القادم يجري تشكيله مع أشقائنا». وتابع أن الخطوات الاستراتيجية التي اتخذتها تركيا في الداخل والخارج، دخلت التاريخ بفضل سياساتها الإنسانية.

ووصلت سفينة المساعدات الإنسانية التركية «أكدنيز» إلى ميناء العريش في شرق مصر، الأربعاء، في إطار الجهود التركية لإغاثة قطاع غزة، ومن المقرر أن تصل سفينة المساعدات الإنسانية الثانية «أمير غوي» إلى ميناء العريش يوم الأحد المقبل.


مقالات ذات صلة

«حماس» تسلم جثامين 4 مختطفين... وترقب لالتزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني

شؤون إقليمية مقاتلون قرب توابيت المحتجزين الأربعة وخلفهم ملصق يحمل صورة نتنياهو بهيئة مصاص دماء بخان يونس الخميس (أ.ف.ب)

«حماس» تسلم جثامين 4 مختطفين... وترقب لالتزام إسرائيل بالبروتوكول الإنساني

سلمت حركة «حماس»، صباح الخميس، جثث 4 مختطفين إسرائيليين كانوا قد قتلوا داخل قطاع غزة بعد أسرهم من قبل عناصر مسلحة تتبع لفصائل فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نتنياهو يتعهد بالثأر من «وحوش حماس» واستعادة كل الرهائن

بعد تسليم «حماس» جثث أربع رهائن إسرائيليين كانوا محتجَزين في غزة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي عن حزن الشعب الإسرائيلي، وتعهّد بالثأر وتدمير «حماس».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي جرحى فلسطينيون يتلقون العلاج في «مستشفى العريش» شمال سيناء بمصر (إ.ب.أ)

غزة: 578 مريضاً غادروا للعلاج عبر معبر رفح منذ وقف إطلاق النار

أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، بأن 578 مريضاً غادروا القطاع للعلاج عبر معبر رفح منذ بدء وقف إطلاق النار في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي وقف مسلحون فلسطينيون بجانب التوابيت على خشبة المسرح قبل تسليم جثث 4 رهائن إسرائيليين إلى الصليب الأحمر في خان يونس جنوب غزة اليوم (أ.ف.ب)

توابيت سوداء ونتنياهو «مصاص دماء»... رسائل «حماس» خلال تسليم جثث رهائن

كان مشهد تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، اليوم (الخميس)، محمَّلاً بالرسائل التي أرادت حركة «حماس» إيصالها إلى تل أبيب.

لينا صالح (بيروت)

لبنان يحتاج مليار دولار للبنى التحتية وإزالة الأنقاض بعد الحرب الإسرائيلية

مشهد يوثق الدمار الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مشهد يوثق الدمار الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

لبنان يحتاج مليار دولار للبنى التحتية وإزالة الأنقاض بعد الحرب الإسرائيلية

مشهد يوثق الدمار الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)
مشهد يوثق الدمار الناتج عن التفجيرات الإسرائيلية في بلدة العديسة الحدودية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

بدأ لبنان العمل الجدي على إعداد الخطط لإعادة إعمار المناطق المدمرة نتيجة الحرب الإسرائيلية، إلا إن الإشكالية الأساسية تبقى عدم توفر الأموال اللازمة بعد، وربط وصولها بتنفيذ القرارات الدولية المرتبطة بالوضع في الجنوب كما بالإصلاحات المالية والاقتصادية.

وترأس رئيس مجلس الوزراء، نواف سلام، الخميس اجتماعاً خُصص للاطلاع على مشروع تقرير مسح الأضرار الناجمة عن الحرب الإسرائيلية، والخطة الأولية لتمويل مشروعات إعادة الإعمار، الذي شارك فيه وفد من «البنك الدولي» برئاسة المدير الإقليمي، جان كريستوف كاريه، وعدد من الوزراء. وقال وزير المال، ياسين جابر، بعد الاجتماع: «البنك الدولي أعد دراسة أولية لمشروع إعادة الإعمار، تتركز بشكل أساسي على البنى التحتية وإزالة الركام الموجود اليوم، خصوصاً في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع»، لافتاً إلى أن التكلفة تبلغ «نحو مليار دولار، والبنك الدولي سيقدم أولاً 250 مليون دولار، ولكن بمجرد إقرار هذا المبلغ من البنك فمن المؤكد أنه ستكون هناك مساهمات من دول أخرى، من أجل السير قدماً في المشروع».

وكان سلام أشار في وقت سابق إلى أن تقديرات البنك الدولي لخسائر لبنان نتيجة الحرب كانت قبل مدة بين 8 و9 مليارات دولار، لكنها ارتفعت إلى ما بين 10 مليارات و11 ملياراً.

51 ألف وحدة مدمرة تماماً

ويشير الباحث في شركة «الدولية للمعلومات»، محمد شمس الدين، إلى أن «عدد الوحدات السكنية المتضررة بشكل بسيط أو متوسط يبلغ 317 ألفاً، فيما يبلغ عدد تلك المتضررة بالكامل 51 ألفاً؛ بينها 9 آلاف في الضاحية الجنوبية، و1500 وحدة في البقاع، و22 ألفاً في منطقة الشريط الحدودي».

وعن تكلفة الأضرار جراء الحرب، يلفت شمس الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها «ما بين 8 و10 مليارات دولار، وهذه التكلفة لا تشمل أضرار المؤسسات الصناعية والتجارية»، مضيفاً: «أما تكلفة أضرار البنى التحتية فتقدر بـ700 مليون دولار، وتكلفة رفع الأنقاض في حدود 35 مليون دولار».

ويوضح شمس الدين: «إننا لا نزال في مرحلة رفع الأنقاض، بحيث يتولى مجلس الجنوب رفع الأنقاض في الجنوب، واتحاد بلديات الضاحية رفع الأنقاض في الضاحية الجنوبية، والهيئة العليا للإغاثة في البقاع وباقي المناطق»، مشيراً إلى أنه «جرى تأمين أموال للترميم، وقد دفع (حزب الله) بدل إيواء لمدة سنة للعائلات التي دُمرت منازلها الأساسية، وبالتالي بعد انتهاء هذه المهلة، سنكون أمام أزمة حقيقية إذا لم تبدأ إعادة الإعمار خلال الأسابيع المقبلة». وأضاف: «كما أن هناك 100 ألف شخص هُجّروا من القرى الحدودية ولم يعودوا إلى منازلهم».

صندوق لإعادة الإعمار

من جهته، يعدّ الباحث في الشؤون الاقتصادية الدكتور محمود جباعي أن «الرؤية أصبحت أقرب إلى الواقع في موضوع الأرقام، على الرغم من أنه لم تحدث بعد عملية مسح كامل وشامل لتحديد حجم الدمار والخسائر»، مرجحاً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تتراوح تكلفة الإعمار «بين 10.5 و11 مليار دولار»، مقدراً «الخسارة في الناتج المحلي بما بين 3 و3.5 مليار دولار. هذه الخسارة يمكن تعويضها مع عودة حركة النشاط الاقتصادي». ويضيف جباعي: «كما أن هناك مؤسسات وشركات أفلست وأقفلت، وهذه خسارة تتراوح بين مليار ونصف وملياري دولار».

وعن حجم الدمار، يقول جباعي: «أشد المناطق تعرضاً للدمار هي نحو 40 بلدة عند الحافة الأمامية، أما حجم الدمار فيتساوى تقريباً في الضاحية الجنوبية، وصور، والنبطية، ومناطق البقاع».

ويرى جباعي ألا فدرة «لا لجهة أو لدولة واحدة على القيام وحدها بإعادة الإعمار»، عادّاً أن ذلك «يتطلب إنشاء صندوق لإعادة الإعمار من خارج الموازنة، وهذا ما أشارت إليه الحكومة الحالية في بيانها الوزاري. هذا الصندوق قوامه الدعم الخارجي، لكن ضخ الأموال فيه بحاجة إلى إصلاحات اقتصادية ومالية وسياسية، أي إن لبنان يفترض أن يستكمل تطبيق القرار (1701) بكل مندرجاته لإعطاء ثقة للمجتمعين العربي والدولي مع انطلاق عملية إعادة الإعمار، كما يفترض إنشاء لجنة مشتركة بين الدول المانحة والدولة اللبنانية للتأكد من الشفافية المطلقة في طريقة صرف الأموال».

ويقر جباعي بأن «عملية إعادة الإعمار لن تكون سهلة؛ لأن المبلغ المطلوب كبير، كما أن هناك في المنطقة بلدين آخرين مدمرين؛ هما: سوريا حيث تصل تكلفة الإعمار فيها إلى مئات مليارات الدولارات، وغزة حيث تفوق التكلفة 55 ملياراً».