استنكار لبناني لرسائل «حزب الله» الأمنية ورفض للانجرار إلى الفتنة

عبر مواكب دراجات نارية تجوب المناطق رافعة شعارات استفزازية

شبان يرفعون أعلام «حزب الله» يتجهون على دراجات نارية إلى بلدة كفركلا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
شبان يرفعون أعلام «حزب الله» يتجهون على دراجات نارية إلى بلدة كفركلا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT
20

استنكار لبناني لرسائل «حزب الله» الأمنية ورفض للانجرار إلى الفتنة

شبان يرفعون أعلام «حزب الله» يتجهون على دراجات نارية إلى بلدة كفركلا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
شبان يرفعون أعلام «حزب الله» يتجهون على دراجات نارية إلى بلدة كفركلا في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

منذ مساء الأحد تشهد مناطق عدة، في بيروت وجبل لبنان والجنوب، تحركات استفزازية لمناصرين لـ«حزب الله» يرفعون شعارات طائفية، ما أعاد إلى الأذهان مراحل سابقة في لبنان حيث كان «حزب الله» يحرّك مناصريه باعثاً برسائل أمنية عند كل استحقاق.

ورأى البعض في هذه التحركات التي بدأت إثر توافد أهالي الجنوب إلى القرى الحدودية المحتلة ودخولهم إليها، رسائل إلى رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام، لا سيما في ظل تجدد حديث نواب الحزب عن تمسكهم بمعادلة «الجيش والشعب والمقاومة» التي اعتبر معظم اللبنانيين أنها أصبحت من الماضي.

وأولى تداعيات هذه التحركات كانت عبر إعلان رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور رئيس مجموعة الحبتور، الثلاثاء، إلغاء جميع مشاريعه الاستثمارية في لبنان؛ بسبب «الأوضاع الراهنة من غياب الأمن والاستقرار وانعدام أي أفق لتحسن قريب».

مواكب استفزازية وشعارات طائفية

وكانت مواكب الدراجات النارية انطلقت للمرة الأولى، مساء الاثنين، من ضاحية بيروت الجنوبية إلى مناطق عدة في بيروت معروفة بمعارضتها «الحزب»، حيث رفع الشبان أعلام «حزب الله» مطلقين شعارات طائفية. والأمر نفسه حصل في بلدة مغدوشة، ذات الغالبية المسيحية في جنوب لبنان، حيث جالت مجموعة من الشبان على دراجات نارية رافعين أعلام «حزب الله»، ما أدى إلى وقوع إشكال مع شبان من البلدة التي فوجئ أبناؤها، الاثنين، بعبارات «رجال الله» و«لبيك يا نصر الله» كتبت باللّون الأصفر على لافتة مدخل البلدة.

عبارات «رجال الله» و«لبيك يا نصر الله» كتبت باللّون الأصفر على لافتة مدخل بلدة مغدوشة الجنوبية (المركزية)
عبارات «رجال الله» و«لبيك يا نصر الله» كتبت باللّون الأصفر على لافتة مدخل بلدة مغدوشة الجنوبية (المركزية)

والمشهد نفسه تكرر في مناطق في جبل لبنان ذات الغالبية المسيحية مساء الاثنين، ما استدعى مواقف رافضة ومستنكرة واستنفاراً من قبل الأحزاب المسيحية ومناصريهم في الأحياء.

وكان الجيش اللبناني أعلن، الاثنين، في بيان له عن توقيف عدد من الأشخاص «على خلفية قيام بعض المواطنين الذين يستقلون دراجات نارية ويرفعون أعلاماً حزبية بمسيرات في عدد من المناطق اللبنانية ليل الأحد، تخلّلها إطلاق نار واستفزازات؛ مما يؤدي إلى تهديد السلم الأهلي»، داعياً «المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية والتصرف بحكمة حفاظاً على الوحدة الوطنية والعيش المشترك».

«حركة أمل» تحذر من المشاركة بأي تحرك استفزازية

وبينما كان واضحاً أن المشاركين في التحركات من مناصري «حزب الله»، بدا لافتاً موقف «حركة أمل» الرافض لهذه التحركات، وهي عبّرت عن هذا الأمر عبر إصدار بيان موجه للمناصرين، داعية فيه إلى «عدم المشاركة أو القيام بأي تحرك أو نشاط استفزازي يتعارض مع توجيهات قيادة الحركة القاضية باحترام خصوصية اللبنانيين بجميع طوائفهم ومناطقهم، وخاصة «مسيرات الدراجات النارية أو القيام بأعمال استفزازية وشعارات طائفية مناطقية ما يتناقض مع ميثاقها ورؤيتها»، محذرة من «تعرض المخالفين له لطائلة المساءلة التنظيمية وصولاً إلى الطرد من صفوف الحركة».

وهذا الأمر كان حاضراً في اللقاء الذي جمع نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب مع رئيس البرلمان نبيه بري؛ حيث قال، بعد اللقاء، من المؤكد أن هذه المسيرات «لا تصب إلا في مصلحة العدو، وأتمنى إيجاد طريقة لإيقافها لأن أهل لبنان كلهم احتضنوا أهل الجنوب وأهل الضاحية، لا نريد أن نترك لأي دخيل أو أي أحد أن يستفز الداخل اللبناني لأن نتائج هذا الاستفزاز المستفيد منه هو العدو الإسرائيلي»، وأكد: «طبعاً كان هناك استنكار لما حصل، فدخول الدراجات النارية إلى بيروت بهذا الشكل والاستفزاز الذي حصل غير مقبول، نحن نريد أن نبقى موحدين إلى جانب أهلنا في الجنوب، وهذا شيء لا يحصل بالطريقة التي حصلت فيها المسيرات التي دخلت إلى الجميزة وغيرها».

رفض للفتنة وتعويل على الدولة والجيش

وفي حين سجّل استنفار مساء الاثنين في المناطق ذات الغالبية المسيحية من قبل حزب «الكتائب» وحزب «القوات اللبنانية»، يجتمع معارضو «حزب الله» على رفض هذه الاستفزازات ويؤكدون أنهم لن ينجروا إلى الفتنة؛ «لأن التعويل الأساسي يبقى على دور الجيش اللبناني».

وهذا الأمر أكدت عليه مصادر «حزب القوات» واضعة تحركات مناصري الحزب في خانة الرسائل لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف.

وتقول المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «ما حصل موجه ضد الرئيس عون والرئيس المكلف والجيش اللبناني والدولة التي دخلت مرحلة جديدة، في حين أن هناك فريقاً لا يزال يكابر ويرفض الإقرار بهذه التغيرات، وعمد بذلك إلى توجيه رسائل للقول بأنه يمثل أمراً واقعاً وهو مستمر بممارساته»، والرسالة الثانية، حسب المصادر، هي محاولة فرض شروط تأليف الحكومة والبيان الوزاري لإدخال الثلاثية (الجيش والشعب والمقاومة) وهو ما يذكرنا بممارسات مماثلة سابقة».

ورغم ذلك، تؤكد المصادر أن «القوات» لن ينجر إلى الفتنة ويبقى الأساس بالنسبة إليه الدولة والجيش اللبناني الذي يعوّل عليه ويثني على ما قام به لترسيخ الاستقرار، خاصة وأنه اتخذ إجراءات سريعة واصفة بيانه بـ«المطَمئن».

وعن التحركات التي سجّلت في منطقة الجديدة، تؤكد المصادر أنها كانت عفوية من قبل أبناء المنطقة الذين تحركوا رفضاً للاعتداء على مناطقهم.

وفيما كان حزب «الكتائب» قد طلب، مساء الاثنين، من الحزبيين الوجود في الأقسام والمراكز مع بدء تسيير مواكب مناصري «حزب الله» في منطقة المتن، قال نائب رئيس «الكتائب»، سليم الصايغ، في حديث تلفزيوني: «لن نلعب لعبة (حزب الله) مهما كلّف الأمر، ولن ننجرّ إلى منطق الدويلة والممارسات الإرهابية التي مارسها ضد أهالي بيروت وجبل لبنان، نحن نواجه بمنطق الدولة والقانون والمعايير، ورهاننا على الجيش». وختم: «يريدون مواجهة إسرائيل فهي لا تواجَه في بيروت ولا في جبل لبنان، هم لا يستطيعون أن يعوّضوا عن خسارتهم المدوية بانتصارات على أبناء وطنهم في الداخل».

بدوره، علّق النائب ميشال معوض عبر حسابه على «إكس» على التحركات الاستفزازية، قائلاً: «خيارنا كان وسيبقى الشراكة تحت سقف ثلاثية السيادة والدولة والدستور. لكن الأكيد، ومهما كان الثمن، أننا لن نرضخ لمن توهموا القدرة على تطويع إرادة اللبنانيين بانتهاج سلوك الابتزاز والاستقواء والتخوين».

وكان أيضا لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، موقف، الاثنين، عبر منصة «إكس»؛ حيث كتب: «أهل الجنوب سطّروا ملحمة بطولية، والتوتير الطائفي الذي حصل ليلاً نسف مشهد الوحدة نهاراً، وكأن المقصود تعميق الانقسام. إنّ أكثر ما يخدم أصحاب مشروع التقسيم هو السلوك الاستفزازي لمجموعات تطوف وتهتف مذهبياً. الخلاصة أنّ التطرّف يجلب التطرّف، والنتيجة أن لبنان هو الخاسر».


مقالات ذات صلة

المشرق العربي لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه play-circle 01:01

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن بعد انسحاب إسرائيلي «ناقص» من أراضيه

عدَّ لبنان استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي لبنانيون يسيرون على طول طريق على الجانب اللبناني من الحدود مع إسرائيل وسط الدمار في قرية ميس الجبل بجنوب لبنان في 18 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

بالصور: «دمار شامل» في قرى حدودية بجنوب لبنان بعد انسحاب إسرائيل

يعود أهالي جنوب لبنان إلى قراهم بعد انسحاب إسرائيل ليجدوا أمامهم دماراً شاملاً... بيوت ومعالم لم تعد موجودة بعد الحرب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رجل يسير بين ركام المنازل في كفركلا (رويترز)

سكان جنوب لبنان يتوافدون إلى بلدات منكوبة إثر الانسحاب الإسرائيلي

بدأ سكان المنطقة اللبنانية الحدودية مع إسرائيل، الثلاثاء، بالتوافد إلى بلدات منكوبة مسحتها التفجيرات، وتفتقد إلى معالم الحياة.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ) play-circle 01:01

عون: القرار اللبناني موحَّد باعتماد الخيار الدبلوماسي في مواجهة عدم انسحاب إسرائيل

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، أن لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا لاستكمال انسحاب إسرائيل مما تبقّى من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

قيادات كردية تكشف تفاصيل قرار الاندماج بالجيش السوري

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (رويترز)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (رويترز)
TT
20

قيادات كردية تكشف تفاصيل قرار الاندماج بالجيش السوري

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (رويترز)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (رويترز)

قالت مصادر قريبة من قوات سوريا الديمقراطية إن إعلان قيادة «قسد» دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لها، مع المؤسسات الأمنية للإدارة الذاتية، تمهيداً للدخول في هيكلية الجيش السوري، التي أعلنتها، مساء الاثنين، خطوة جدية لمفاوضات حقيقية مع دمشق.

وكانت قيادة قوات سوريا الديمقراطية قد أعلنت، مساء الاثنين، دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لها مع المؤسسات الأمنية للإدارة الذاتية، تمهيداً للدخول في هيكلية الجيش السوري، ودعا قائدها العام مظلوم عبدي، الرئيس أحمد الشرع لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرة قواته بشمال شرقي سوريا، مهنئاً إياه بتوليه رئاسة البلاد للفترة الانتقالية.

ونشرت القيادة العامة لـ«قسد» محضر الاجتماع الثلاثي الذي ضم، إلى جانب قائدها العام مظلوم عبدي، كلاً من رئاسة جناحها السياسي «مجلس سوريا الديمقراطية» وإدارتها المدنية التنفيذية، والإدارة الذاتية الكردية. وأفضى الاجتماع إلى الموافقة على دمج المؤسسات العسكرية والأمنية التابعة لـ«قسد» والمؤسسات الأمنية التابعة للإدارة الذاتية، ضمن هيكلية الجيش السوري، وإعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة السورية في شمال شرقي البلاد، وانسحاب المقاتلين الأجانب من غير السوريين من صفوف «قسد»، والخروج من مناطق سيطرتها؛ كخطوة لتعزيز السيادة الوطنية والاستقرار.

(أرشيفية) مقاتلون من «قسد» في عرض عسكري في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي (الشرق الأوسط)
(أرشيفية) مقاتلون من «قسد» في عرض عسكري في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي (الشرق الأوسط)

وقال القيادي في «قسد» أبو عمر الإدلبي لـ«الشرق الأوسط»، إن الاجتماع خلص إلى أن «(قسد) ستكون ضمن وزارة الدفاع في حكومة دمشق ككتلة واحدة، وممكن أن تكون ضمن فيلق أو قيادة المنطقة الشرقية في الوزارة». وأضاف أن «المناقشات لا تزال في أولها»، لافتاً إلى أن موضوع حقول النفط والغاز المنتشرة في شمال شرقي سوريا «ليست ضمن النقاشات في هذه المرحلة». وأشار إلى أنها قد تُناقش في جولات مقبلة.

ورأى الإدلبي أن الخطوة تأتي في سياق «توحيد الجهود وتعزيز القوة الوطنية، إلى جانب إعادة تفعيل المؤسسات المدنية والخدمية التابعة للدولة في شمال وشرق سوريا»؛ لضمان تقديم الخدمات الأساسية، وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

ونص محضر الاجتماع الثلاثي على ضرورة تفعيل التنسيق مع الحكومة السورية، وتكثيف الاجتماعات مع دمشق؛ لتعزيز التعاون حول القضايا الوطنية، والتأكيد على وحدة الأراضي السورية. ورأى الإدلبي أن القرارات الأخيرة ستعزز انضمام القوات المحلية إلى الجيش السوري، وقدرته على حماية الوطن، وتسهيل عودة النازحين والمهجرين إلى مدنهم وقراهم، مع ضمان توفير الظروف الملائمة لحياتهم، (في إشارة إلى نازحي مدن وبلدات مناطق العمليات التركية)، «غصن الزيتون» في عفرين بريف حلب (مارس 2018)، و«نبع السلام» (أكتوبر «تشرين الأول» 2019)، في مدينتي رأس العين (سري كانيه) بالحسكة وتل أبيض بالرقة.

وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة مستقبلاً قادة فصائل مسلحة يناير الماضي (سانا)
وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة مستقبلاً قادة فصائل مسلحة يناير الماضي (سانا)

وعن آليات تنفيذ البنود المتفق عليها، وما خلص إليه الاجتماع، أضاف القيادي في «قسد» أنه تم تشكيل لجان مشتركة من كافة الأطراف؛ «لوضع خطط وآليات تنفيذية لضمان تطبيق البنود بشكل فعال»، مشيراً إلى أن الجهود مستمرة لتهيئة أرضية مناسبة للحوار مع الحكومة السورية، مشدداً على أن «الحوار الجاد والهادف هو السبيل الأمثل للتوصل إلى حلول تحقق المصلحة الوطنية العليا»، بحسب القيادة في «قسد».

وهذا الاجتماع الثلاثي جاء بعد إطلاق وزارة الدفاع الجديدة مساعيها من أجل دمج كافة الفصائل المسلحة ضمن الجيش الجديد المزمع تشكيله، إثر حل الجيش القديم الذي كان موالياً لنظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

المسؤولة الكردية ليلى قره مان رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)
المسؤولة الكردية ليلى قره مان رئيسة «مجلس سوريا الديمقراطية» (الشرق الأوسط)

من جانبها، أوضحت ليلى قره مان، رئيسة مجلس «قسد» خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن الفرصة متاحة أمام السوريين في الوقت الراهن بعد سقوط النظام السابق، «ليجتمعوا ويتخذوا قرارات مصيرية بشأن مستقبل البلاد، فنحن أمام مرحلة انتقالية حساسة والجميع متفرقون، لذا يجب علينا الالتفاف والحوار من أجل الوصول إلى سوريا لجميع السوريين». ودعت المسؤولة الكردية إلى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية، وفتح قنوات الحوار السوري واستمراره بين الجميع دون استثناء، وأوضحت: «يجب أن يكون هناك تعريف جديد للهوية السورية الجامعة، فضلاً عن التركيز على شكل الحكم المستقبلي في البلاد».

ونقل موقع «نورث برس» المقرب من «قسد»، أن التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» أعلن دعمه الحوار بين «قوات سوريا الديمقراطية» والإدارة السورية الجديدة، وأن القرار يساهم في تعزيز الاستقرار وخفض التصعيد في المنطقة.

لقاء تشاوري بين رئيس لجنة الحوار الوطني حسن الدغيم وممثلي المجلس الوطني الكردي (إكس)
لقاء تشاوري بين رئيس لجنة الحوار الوطني حسن الدغيم وممثلي المجلس الوطني الكردي (إكس)

وبموازاة هذا الحراك، عقد وفد رفيع المستوى من لجنة العلاقات الخارجية لـ«المجلس الوطني الكردي» اجتماعاً، الأحد، مع رئيس اللجنة التحضيرية الخاصة بمؤتمر الحوار الوطني، حسن الدغيم، في العاصمة السورية دمشق. وبحث الجانبان ضرورة إشراك المجلس في جميع مسارات العملية السياسية الانتقالية لضمان تمثيل عادل لكل المكونات. وقد أكد الدغيم أن مؤتمر الحوار الوطني يسعى ليكون شاملاً ومفتوحاً لجميع الأطراف، وقال في تصريحات صحافية عقب الاجتماع: «نحن نحترم تضحيات الكرد، فهم شركاؤنا في الوطن، ويجب أن يكون لهم دور فعال في العملية السياسية».

وكان قائد «قسد» مظلوم عبدي قد هنأ أحمد الشرع بتوليه رئاسة البلاد في الفترة الانتقالية خلال مقابلة خاصة مع وكالة «نورث برس» السورية، نشرت أمس الاثنين، كما وجه له الدعوة لزيارة المناطق الخاضعة لسيطرة قواته المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وأيد عبدي في مقابلته دعم أي جهود تصبّ في تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية، وكشف عن جهود مشتركة مع الإدارة الجديدة «للوصول إلى حلول تحقق المصلحة الوطنية»، مشيراً إلى استمرار «الجهود لتحضير أرضية مناسبة للتفاوض مع الحكومة السورية في دمشق».

الشرع خلال كلمته أمام مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية 29 يناير (أ.ف.ب)
الشرع خلال كلمته أمام مؤتمر إعلان انتصار الثورة السورية وسط حضور موسع من فصائل إدارة العمليات العسكرية وقوى الثورة السورية 29 يناير (أ.ف.ب)

وحرصَ عبدي على مخاطبة الشرع حول مطلبه بإخراج المقاتلين الأجانب في صفوف «قسد»، وتسليم ملف سجناء تنظيم «داعش» المحتجزين لديها إلى حكومة دمشق، وعودة المؤسسات الحكومية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قواتها، وأكد في مقابلته أن «(قسد) منفتحة على التعاون في هذا المجال، إيماناً منها بأن حماية المنطقة ومحاربة الإرهاب مسؤولية وطنية، تتطلب تنسيقاً عالي المستوى بين جميع الأطراف؛ لضمان أمن واستقرار البلاد»، وأعلن عن ترتيب زيارة ثانية لدمشق خلال الأيام المقبلة؛ لمناقشة خطة عمل واضحة لتطبيق ما تم طرحه وتنفيذه.